محمد غالب أحمد: بعض القيادات تستغل الحراك السلمي لتحقيق مصالح ضيّقة شهدت مدينة تعز صباح أمس مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها مئات الآلاف من أبناء المحافظة إحياءً لذكرى الاستقلال الوطني ال30 من نوفمبر، وقد انطلقت المسيرة من جولة وادي القاضي وجابت الشوارع حتى وصلت إلى أمام مبنى ديوان المحافظة. وحمل المتظاهرون لافتات تدعو إلى استكمال أهداف الثورة؛ وذلك من خلال سرعة هيكلة الجيش ومحاكمة المتورّطين بدماء الشهداء وإقالة الفاسدين، كما ردّد المتظاهرون هتافات تؤكد وحدة اليمن وتدعو إلى حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يعيد لأبناء المحافظات الجنوبية حقوقهم وإعادتهم إلى وظائفهم. المناضل محمد غالب أحمد، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني دعا إلى الوقوف مع إخوانهم في المحافظات الجنوبية من أجل حل قضيتهم حلاً عادلاً، مشيراً إلى أن تعز إذا وقفت مع المطالب الحقوقية لأبناء المحافظات الجنوبية فسنضمن يمناً واحداً، وقال غالب في كلمة أمام الجماهير المحتشدة: إن اليمنيين لم يكونوا يعرفون شمالاً ولا جنوباً حتى جاءت حرب صيف 1994م التي أثّرت على مسيرة الوحدة وزرعت الأحقاد بين أبناء الوطن الواحد، مؤكداً أن أبناء الحراك الجنوبي السلمي هم أصحاب قضية نقف جميعنا معهم. وأشار عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي أن هناك بعض القيادات الجنوبية أرادت استغلال هذا الحراك السلمي لتحقيق بعض المصالح الشخصية الضيّقة على حساب الوطن ووحدته. وأضاف محمد غالب أحمد: ثورة اليمن، ثورة عقول بعيدة عن العنف والاقتتال، وقد شارك فيها كل فئات الشعب، وثورة فبراير وحّدت اليمن، وقد احتفلنا في عدن بمناسبة عيد الاستقلال بحشود هائلة ولأول مرة منذ 1994م بعيداً عن أية وصاية. وأكد غالب أن أبناء تعز كانوا في مقدّمة المناضلين ضد المستعمر البريطاني في الجنوب، وقد كان عبود الشرعبي أبرز من قدّموا أرواحهم من أجل حرية الجنوب وكرامة عدن، مشيراً إلى أن الحراك السلمي في الجنوب هو الحراك المؤسس لثورة فبراير. من جهته رحّب عبدالحافظ الفقيه، رئيس المكتب التنفيذى للتجمع اليمني للإصلاح برئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الاشتراكي اليمني محمد غالب أحمد، وقال: إن التاريخ يشهد أن محمد غالب أحمد كان قد تنبّأ في 4 ديسمبر من العام 2010م في ذكرى رحيل البريطانيين من عدن أنه ينبغي على النظام أن يأخذ عصاه ويرحل. وأضاف الفقيه: لقد صدق محمد غالب أحمد حين قال إن تعز تنهض بنهضتها اليمن، وإن نامت تعز نامت اليمن. ورحّب الفقيه بجميع الضيوف من أبناء المحافظات الجنوبية ومن مشائخ وشخصيات ردفان والصبيحة الأحرار والذين أثبتوا ولاءهم للنضال السلمي وعدم انجرارهم إلى العنف رغم المحاولات لجرّهم إليه، خاصة بعد مجزرة منصّة ردفان في منتصف اكتوبر 2007م حين أراد النظام السابق أن يحوّل النضال السلمي إلى حراك مسلّح. إلى ذلك طالب بيان صادر عن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في تعز بإنهاء المظاهر المسلّحة والفوضى، وإحلال الأمن والاستقرار في المحافظة، وحذّر البيان من الانجرار إلى المفارقات المؤسفة التي تجرُّ المحافظة إلى صراعات يُراد لها أن تكون مذهبية وإغراق تعز بالفوضى في استهداف وضح لها باعتبارها نواة الدولة الحديثة. وأكد البيان - تلقّت «الجمهورية» نسخة منه - ضرورة عدم تحويل ساحة الحرية في تعز إلى ساحة عنف على ضوء موقف ومصالح آنية، منبّهاً إلى أن على الجميع تحمُّل المسؤولية تجاه هذا الوطن.