على مدار شهرين، تشهد مدينة تعز حملة “شارك” التي تنظمها إدارة المحافظة بمشاركة من المعنيين في المديريات والمواطنين والمنظمات، حيث تصدرت الحملة أعمال النظافة، إضافة إلى ردم الحفر وإزالة التشوهات من الشوارع الرئيسية والفرعية.. ويمكن لمثل هذه الحملة عند اكتمال برنامجها على الواقع أن تكون إضافة في تحقيق المواطنة المتساوية انطلاقاً من المساواة في “الكنس” بغية الوصول إلى ثقافة مشتركة ينصهر في بوتقتها رجل الأعمال والمسئول والمواطن، كوحدة بناء أساسية ليس لتحويل تعز عاصمة ثقافية فحسب، بل ولبناء الدولة المدنية. “الجمهورية” اطلعت على أجواء الحملة التي تشهدها المدينة وتابعت بعض تفاصيلها مع عدد من المسئولين والعمال المشاركين. بيئة صحية من خلال مشاركتهم في الحملة تحدث في البداية بعض الطلاب من مدرسة علي وادي القاضي، وهم: “جمال جميل هزاع، وبشير مرشد، وشاهر إسماعيل” أن مشاركتهم في الحملة تأتي من شعورهم بأهمية المشاركة من أجل بيئة صحية وآمنة، ولم يخفوا سعادتهم بإنجاز أعمال التنظيف في خطوة لتعميق مبدأ الشعور بالانتماء. مشاركة كثيفة من وادي القاضي، بمديرية المظفر، ومن وسط الطلاب والمواطنين المشاركين في الحملة تحدث إلينا عبداللطيف الشغدري مدير المديرية قائلاً: إن حملة رفع المخلفات حققت الكثير من خلال رفع القمامة وهياكل السيارات العاطلة وأكوام الأتربة من الشوارع الرئيسية والفرعية ومن مجاري السيول..لافتاً إلى مشاركة كثيفة من الجهات الحكومية والشعبية بالنزول الميداني إلى الأماكن المستهدفة لرفع المخلفات منذ يوم تدشينها..مشيراً إلى أن الحملة تحتاج إلى مواكبتها إعلامياً للتوعية بأهمية عدم رمي المخلفات في الأماكن التي تم إنجاز العمل فيها، وأضاف أنه تم تقسيم الدائرية إلى عدة مناطق لتسهيل أعمال النظافة ومتابعتها. ضعف التغطية الإدارية المهندس حمود الجعفري مدير الأشغال بمديرية المظفر، قال: نشكر الجمهورية لتغطية هذا الحدث المهم، لافتاً إلى أن المشاركة الشعبية قلت عن اليوم السابق، بسبب ضعف التغطية الإعلامية للحملة، غير أنه يرى أن الحملة ناجحة بتواجد طلاب المدارس وعمال الأجر اليومي وبعض موظفي المديرية، مضيفاً أن الحملة تسير وفق خطة تم إعدادها من قبل المحافظة، وجرى عليها تعديل من مكتب الأشغال بالمديرية، بسبب ضعف التغطية الإدارية وعملية المتابعة، موضحاً أنه لم ينزل ميدانياً أحد من المعنيين سوى وكيل المحافظة عبدالله أمير..وأشاد بالجمهورية كأول وسيلة إعلامية بادرت بالنزول لتغطية الحدث معهم. وأضاف أن الحملة هي في مرحلتها الأولى، لكنها ستشمل جوانب خدمية وتوعوية وأمنية في المراحل القادمة، ونأسف أن بعض الأهالي لا يقدرون ما تقوم به الحملة حين يرمون المخلفات في أماكن جرى تنظيفها، وعن احتياجات العمل الميداني دعا إلى توفير البراميل المخصصة لرفع المخلفات. نقص في الأدوات علي سعيد عاقل حارة بنك التسليف الزراعي، قال: ننصح المواطنين بعدم رمي المخلفات إلى الشوارع والاستجابة لمشروع إظهار مدينتنا نظيفة.. وشكر كل من دعم وساهم بالحملة رسمياً المحافظ ومديري المديرية ومدير الأشغال ومدير المشروع والبلدية، وشعبياً وقدم شكره للمواطن أحمد المقطري لإسهامه الخاص في الحملة. ونوه إلى أن أرضيته غير محجوزة مملوكة لمدير مكتب السياحة ودعاه إلى رفع المخلفات منها وحجزها طالباً من المعنيين توفير براميل للقمامة بسبب وجود نقص كبير فيها يدفع بالمواطنين إلى رميها في الشوارع. بين الإيجابية والتفاؤل محمد ناجي شعبان أشار إلى إيجابية المشاركة الشعبية، مؤكداً دور الأخ المحافظ لإنجاح الحملة وكذلك تعاون عقال الحارات وعمال النظافة في إنجاح الحملة بدون عوائق، شاكراً المنظمات والشركات المتواجدة في نطاق الدائرة على مبادراتها واهتمامها. عيسى محمد أحمد الحميري أمين عام مديرية صالة: أشار إلى مشاركة المواطنين وتفاعل المؤسسات والجهات كالمدارس، موضحاً أن المشاركة تضاءلت عن اليوم السابق وهو ما يؤدي لإحباط معنويات الحملة، وبالنسبة لسبب تراجع المشاركة الشعبية يرى أن هناك قصورا إعلاميا قبل انطلاق الحملة، وأوضح أن حملة تعز تختلف عن باقي المحافظات من حيث إنها تركز على مناطق يتم المرور عليها بجميع الخدمات، كخدمة ترفيع السيارات المتهالكة وإجراء الصيانة للإنارة وإزالة العشوائيات وكذا الملصقات، مضيفاً أن الحملة تهدف خلال برنامجها إلى التوعية بخطورة حمل السلاح وبحاجة إلى تعاون من الإعلام، وذكر أن دور عقال الحارات وأعضاء المجالس المحلية أساسي في المشاركة المجتمعية، وأن هذه الخطوة بداية للوصول بالمحافظة إلى عاصمة ثقافية. واجب ديني.. وهوية الشيخ. علي عبداللطيف راجح وكيل المحافظة، يشير في بداية حديثه إلى أن الحملة وتدشينها جاءت انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وبناء على توجيهات المحافظ شوقي هائل، لافتاً إلى مشاركة شعبية من مختلف الشرائح بناء على الاستراتيجية التي شملت المديريات داخل المدينة، في سبيل الوصول إلى الهدف منها في إزالة جميع مظاهر التشوهات والمخلفات المتراكمة في الشوارع كأساس لحماية البيئة وتوفير أجواء صحية للمواطن. مؤكداً أنه أصبح لدى المواطن من الوعي ما يساعد المسئول في تخطي الصعوبات الأخرى.. ويقول: إن المواطن أحس بأن النظافة تعنيه في المقام الأول، موضحاً أن هناك عوائق بسيطة تتمثل في عدم التزام الباعة للأماكن المخصصة لهم رغم توفيرها كبدائل موقتة إلا أنهم يستغلون التعامل اللين معهم للعودة إلى أماكنهم السابقة، ويتابع أن الأخ المحافظ يتابع العمل عن كثب، ويقوم بزيارات ميدانية ويعقب على مستويات الأعمال ميدانياً.. ومن خلال ما لمسه في مشاركته الميدانية قال إن هناك حسا حضاريا بدأ يتخلق لدى المواطنين مقارنة مع بعض المظاهر اللافتة في السابق حيث كان التعويل كله على دور الدولة قبل التفكير بمسئولية الإسهام سلوكاً مع الدولة في التحسين، ويقول إن الحملة ستستمر حتى تظهر المدينة بمظهرها اللائق؛ بالنظر إليه كجزء من ثقافة التغيير التي توجب عليه من المهام مثلما توجب له من الحقوق وفق النظام والقانون، وأشاد بدور صغار السن في التدافع للمشاركة مع الكبار في الحدث.. وأضاف: نحن ننطلق وفق استراتيجية معدة من قيادة المحافظة والناس تفاعلوا معها إحساساً بدورهم في إظهار جمال مدينتهم، وهو يأتي كجزء من هوية تعز الثقافية التي عرفناها مدينة للطمأنينة والسكينة، لكن وصلتها بعض الأساليب السياسية التي تطغى على الثقافة، إلا أنها وفقت بمحافظ ينتمي إليها، وأتذكر له مواقف تحسب له في خدمة تعز. ويواصل: هناك أولويات كثيرة لا تغفلها المحافظة تحتاج لتعاون وتكاتف مع جهود المحافظ كصاحب طاقة يحملها للوفاء لمدينته. وأخيراً قال: إن خطة الحملة سليمة وتحتاج إلى متابعة مستمرة، وتوعية مواكبة لها من خلال نشرات توعوية وإرشادية لجميع المواطنين، فالإعلام هو الركيزة لدور فاعل من المواطنين، والتأثير بشكل إيجابي لتحقيق الأمن والاستقرار. الصعوبة في الاستمرارية مهيب الحكيمي الوكيل المساعد للشئون الفنية، قال: إن المحافظ رجل سينجح معنا أو بدوننا.. وأضاف أن شوقي هائل فرصة يجب استغلالها لكي تصل تعز إلى مكانة العاصمة الثقافية النظيفة.. مشيراً إلى أن الصعوبة هي في الاستمرارية، وليس هناك عمل بدون صعوبات طالما توفرت الإرادة في التغلب على العوائق. الشباب أكثر تفاعلاً فيصل مشعل مدير الأشغال العامة بالمحافظة قال: إن محافظات أخرى نقلت عن مدينة تعز مشيراً إلى التفاعل الشعبي ودور المنظمات والطلاب والشباب وكل من أسهم في الحملة.. وعن الشريحة الأكثر مشاركة قال إن هناك تعددا في المشاركة، لكن بشكل خاص حضور فئة الشباب، داعياً الشباب وجميع المواطنين إلى أن يضع كل منهم بصمته في هذه المهمة، شاكراً الحضور الإعلامي لمواكبة الحملة وجميع المشاركين.