لم يكن الأسبوع الماضي عادياً للرياضية اليمنية، بل استثنائي على كل المستويات، ابتداء من تواصل الاتحاد والوزارة لرفع الحظر عن الملاعب، وانتهاء بإقرار انطلاق الدوري، وتحقيق الأندية نصراً كان بمثابة الحلم.. صباح الأربعاء، عقد الاتحاد اجتماعاً مع مندوبي الأندية، كان قد أعلن عنه في وقت سابق، وقال إنه سيكون مخصصاً ل«حسم» مسألة انطلاق الدوري، وفعلاً تم الحسم: الأندية ستعلب، والحياة ستعود إلى الملاعب اليمنية بعد جدب طويل.. كان يوماً حافلاً بالنقاشات الجادة وطويلاً جداً وشكل انتصاراً جديداً لاتحاد الكرة وانتصاراً للرياضة اليمنية وللجماهير التي تنتظر انطلاقة الدوري العام لكرة القدم, وفي النهاية حسم رئيس الاتحاد أمر النشاط الكروي للعام 2013 بعد توقف إجباري منذ شهر نوفمبر الماضي بسبب رفض الأندية اللعب, واشتراطها قيام وزارة الشباب والرياضة بزيادة الدعم المالي السنوي بما يمكنها من مواجهة متطلبات الاستعداد والمشاركة في البطولات الكروية والوفاء بالالتزامات المادية المتعددة في ظل عدم تغطية ما تقدمه الوزارة ربع المصروفات.. كما قالت الأندية التي طالبت بضرورة رفع المخصصات المالية الى خمسين مليون ريال ومن ثم الى ثلاثين مليون ريال. وكانت الأندية قد عقدت اجتماعاً قبل بطولة الخليج ودعت الى مقاطعة الدوري العام لكرة القدم وعدم الاستجابة لقرار الاتحاد بانطلاقة الدوري في 26 11 من العام الماضي. وجاءت اللحظة الفارقة الأربعاء الماضي حين شهد مبنى اتحاد الكرة اجتماعاً حاسماً وخلافات قوية واعتراضات من عدد من أعضاء الجمعية العمومية على بدء الدوري قبل توريد الوزارة الزيادة المالية ومحاولة ممثلي أندية حضرموت الانسحاب من الاجتماع وهددت بالانسحاب الجماعي وأبلغوا ممثلي وسائل الإعلام أنهم منسحبون من الاجتماع حتى يصلح الحال.. وفي النهاية تمكن رئيس الاتحاد الشيخ أحمد العيسي من إخراج الاجتماع إلى حيز النجاح ووعد الأندية بتقديم المبالغ المالية الخاصة بمشاركتها في الدوري لجميع مباريات الذهاب بطريقته الخاصة في حال عدم قيام الوزارة بصرفها قبل بدء الدوري. وفي الاجتماع الذي قاطعته بعض الأندية وغاب عنه مندوب نادي شمسان ورئيسا فرعي مارب وريمة في حين اكتمل النصاب القانوني للاجتماع بحضور مندوبي أندية الدرجة الأولى بنسبة 100 % ولم يتخلف أحد من مندوبي الأندية.. ليصوت 38 عضواً من إجمالي 52 عضواً على بدء النشاط الكروي والمشاركة فيه بعد أن أكد لهم رئيس الاتحاد في بداية الاجتماع نجاح اللقاء الذي جمع قيادة الاتحاد مع وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني وقيادة الوزارة وموافقة الوزارة على رفع الدعم المالي لأندية الدرجة الأولى إلى 25 مليون ريال ورفع دعم أندية الدرجة الثانية إلى 12 مليون ريال مع وجود وعود برفع ما نسبته 90 % من دعم الأندية في حال تم استرداد حصة المجالس المحلية ووضع آلية لاتجاهات الصرف وأيضاً نجاح ما يسعى إليه وزير الشباب والرياضة باستخراج دعم إضافي. واشترط عدد من أعضاء الجمعية العمومية بدء الدوري بعد أن تقوم الوزارة بتوريد الدعم المالي بما شمله من زيادة إلى حسابات الأندية في حين رأى بعض آخر منح الوزارة مهلة مع المتابعة المستمرة إلى نهاية مباريات دور الذهاب وفي حال عدم التوريد يتم تجميد النشاط من جديد، وهو المقترح الذي أجمع عليه الأغلبية بعد أن وعد رئيس الاتحاد بصرف المبالغ الخاصة بمشاركة الأندية في الدوري إن لم تقم الوزارة بصرفها. وكانت أندية حضرموت والأندية التي لم تصوت على إقامة الدوري اعتراضهم مالي فقط وطالبوا بتوريد المبالغ المالية قبل انطلاقة الموسم ليرد عليهم العيسي ان المبالغ التي ستدفع من الاتحاد ستكون موردة مسبقاً ما لم تكن قبل كل مباراة حتى نهاية الدور الأول. وانتهى الاجتماع بالموافقة على بدء النشاط الكروي، وأكد رئيس الاتحاد خلال الاجتماع أن نظام إقامة الدوري العام لكرة القدم هو نفس النظام المعتاد (الكل مع الكل)، وكذا دوري الثانية بنظام المجموعتين (الكل مع الكل). وان ما حدث في الموسم الماضي كان ظرفاً استثنائياً. ماذا قال العيسي في المؤتمر الصحفي..؟ مفاجآت الشيخ بعد أن دعا رئيس اللجنة الإعلامية لاتحاد الكرة معاذ الخميسي الزملاء الصحفيين والإعلاميين إلى عقد مؤتمر صحافي مع ممثلي وسائل الإعلام، كان الشيخ أحمد صالح العيسي اجتمع بالإعلاميين، وأفصح عن مفاجأة كان قد أخبأها لمندوبي أندية الدرجتين الأولى والثانية بأنه سيتم إهداء 34 مدرباً لأندية الدرجتين الأولى والثانية للفئات العمرية.. وبدأ الاجتماع الرسمي بالقول إنه تم الاتفاق مع وزارة الشباب والرياضة على التنسيق مع وزارة الداخلية من أجل إعداد خطاب يتضمن ضمانات بتوفير الحماية الأمنية اللازمة للفرق والمنتخبات الكروية التي تلعب باليمن في مختلف المنافسات العربية والآسيوية وإرساله للاتحادين الدولي والآسيوي للعبة من أجل استكمال إجراءات رفع الحظر المفروض على الكرة اليمنية والذي أدى إلى حرمان الأندية والمنتخبات الوطنية من خوض المباريات على أرضها وبين جماهيرها منذ العام 2011م، والاضطرار للعب خارج اليمن في مختلف المشاركات الخارجية.. وأنه الآن انتهى الدور من قبل الحكومة وتبقى على الاتحاد متابعة التنفيذ بإرسال لجنة إلى اليمن.. موضحاً أن خطة الاتحاد للموسم الكروي 2012 2013م تشتمل على إقامة العديد من الأنشطة والبطولات والمتمثلة في بطولة الدرجة الأولى والدرجة الثانية وتصفيات الدرجة الثالثة وبطولة كأس فخامة رئيس الجمهورية وكأس الوحدة ودوري الشباب والناشئين والبراعم، بالإضافة إلى المشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية، وإقامة ست دورات تأهيلية في مجال التأهيل والتدريب للكوادر الوطنية. ومن أهمها مشاركة المنتخب الوطني في تصفيات كأس آسيا والمنتخب الأولمبي في النهائيات الآسيوية والمنتخب الشاب في نهاية العام 2013 ومنتخب البراعم في منتصف الشهر الحالي. وعاتب العيسي الإعلاميين الذين هاجموه في بطولة الخليج وقال ان المبتعثين كانوا على حسابي الشخصي ولم أكلف خزينة الاتحاد أي مليم واحد.. وقال كانت مشاركة المنتخب الوطني في بطولة خليجي 21 بمملكة البحرين مقبولة وظهر المنتخب الوطني بشكل طيب وكانت نتائجه أفضل من بطولتي خليجي 19و20 السابقتين، وأن المنتخب مر بظروف حالت دون تحقيق نتائج أفضل، حيث لم يحظَ بالإعداد المطلوب كما أنه لم يتسنَّ التعاقد مع مدرب المنتخب إلا قبل البطولة بثلاثة أشهر ولم تصرف مخصصات المشاركة في خليجي21 إلا قبل البطولة بأسبوع واحد بجانب توقف الدوري وغيرها من العوامل السلبية التي أثرت على عملية إعداد المنتخب الوطني. وطالب بالواقعية عند المشاركات الخارجية خاصة وأن المنتخب الوطني يشارك في كأس الخليج بجانب منتخبات تفوقه بالكثير من الإمكانات المادية والقدرات الفنية والكوادر التدريبية، وهو أمر يحدث الكثير من الفوارق في عالم كرة القدم التي تتوقف على عنصر المال والخبرة والكفاءة التدريبية وبدون مال من الصعب تحقيق النجاح المطلوب. وأضاف: لقد وقعنا في مجموعة صعبة، ونحن بالتأكيد كنا نطمح لتحقيق نتائج إيجابية لكن الواقع حال دون ذلك، مجدداً التأكيد على أنه لو حصلت اليمن على نسبة (25 %) من إمكانات أي دولة خليجية لحققت البطولة الخليجية، ورغم ذلك فقد ظهر المنتخب الوطني بصورة جيدة وقدم أداءً نال الإعجاب، حيث ظهر بصورة أفضل وشكل نداً قوياً للمنتخبات التي واجهها في البطولة، ولكن لو امتلكنا المال لكان الوضع أفضل. لافتاً إلى أن مدرب المنتخب الوطني وصل قبل أيام إلى صنعاء ويواصل إعداد المنتخب للاستحقاقات المقبلة وفي المقدمة خوض تصفيات كأس آسيا 2015م حيث سيلعب أول مباراة له في التصفيات أمام المنتخب البحريني بتاريخ 6 فبراير في دبي، والمدرب البلجيكي توم سينتفيت مستمر مع المنتخب حتى نهاية العام 2013م بجانب الجهاز الفني المعاون الذي يضم كوادر وطنية والتي حرص الاتحاد على تواجدها بجانب المدرب البلجيكي بهدف الاستفادة من خبراته التدريبية. مختتماً حديثه بالتأكيد على أن الاتحاد يعمل وفق الإمكانات المتاحة ويتطلع لتحقيق النجاح، لكن المال يشكل العائق الأكبر لترجمة الخطط والبرامج إلى واقع.