الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    شاهد لحظة اختطاف الحوثيين للناشط "خالد العراسي" بصنعاء بسبب نشره عن فضيحة المبيدات المحظورة    الصين توجه رسالة حادة للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    غزو اليمن للجنوب.. جرائم لا تسقط من الذاكرة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    استشهاد 5 نساء جراء قصف حوثي استهدف بئر ماء غربي تعز    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشفى الثورة بتعز
كان في الماضي صرحا خدميا متميزا.. وتحول اليوم إلى خرابة تعبث فيها القوارض فسادا..
نشر في الجمهورية يوم 23 - 02 - 2013

يحكى أن مستشفى الثورة العام بمحافظة تعز كان في السبعينيات والثمانينيات ظاهرة أسطورية متطورة في مجال تقديم خدمات الرعاية الطبية والصحية، ولكنه فيما بعد استوطنته قوارض قيادية فاسدة منتسبة إلى الحقل الطبي وحولته إلى خرابة يعاث فيها فساداً.. لمزيد من المعرفة قامت "الجمهورية" بزيارة استطلاعية إلى مستشفى الثورة بتعز وتعرفت عن قرب على معاناة بعض أقسامه المهمة وكانت الحصيلة كتالي:
كانت زيارتنا الميدانية الأولى لقسم جراحة الأطفال وهناك التقينا الدكتور أحمد محمد الشرماني رئيس القسم والذي تحدث أولاً عن أبرز العمليات الجراحية والتي يقوم بها القسم للأطفال، حيث قال:
القسم له أكثر من ثماني سنوات منذ أن تأسست وهو لا يزال يقوم بإجراء عمليات جراحية للأطفال كالتشوهات الخلقية للأطفال الذين يخلقون وليس لهم جدار للبطن “كيس” والأطفال الذي يخلقون وليس معهم فتحات شرج “انسداد” وتتم العملية الجراحية على مراحل مختلفة أو على مرحلة واحدة.. كذلك يجري القسم عمليات جراحية للأطفال الذين يخلقون ولديهم انسداد في الأمعاء وتضيقات في فوهات المعدة وانسداد المريء، وهناك أمراض إسعافيه كالانسداد والانغلاق المعوي أو حوادث وكذا إجراء عمليات جراحية بعديه كالأفتاق الأبية والأفتاق السرية وأيضاً يقوم القسم بإجراء عمليات جراحية سيكولوجية وهذه حالات مرضية “حدث عنها ولا حرج” وإجراء عمليات جراحية لأمراض خلقية في العظام وأمراض تضخم الطحال والقنوات الصفراوية.
عمليات جراحية معقدة
وعن إجراء عمليات جراحية مستعصية ومعقدة للأطفال، يقول الدكتور الشرماني:
نظراً لقلة الإمكانيات نضطر إلى تحويلها ومبدئياً قمنا بإجراء مثل هذه العمليات المعقدة، والمشكلة ليست في إجراء هذا النوع من العمليات فمثلاً الطفل حديث الولادة يحتاج بعد العملية إلى عناية مركزة ويحتاج إلى اخصائيين تخدير وكانوا في السابق غير متوفرين في القسم، والآن توفر لدينا اخصائي تخدير وباستثناء ذلك فإذا توفرت لدينا كافة الامكانيات فليس من الصعب والمستحيل إجراء عمليات جراحية وبنوعيها السهل والمعقد فأنا شخصياً لدي استعداد تام بإجراء كافة العمليات الجراحية الخلقية والمكتسبة شريطة أن تتوفر لدي إمكانيات رعاية الطفل المريض أثناء العملية وبعد إجرائها ولقد اكتسبت مهاراتي الطبية في هذا المجال وذلك من خلال مشاركاتي مع الفريق الطبي الصيني والفريق الطبي السعودي والفريق الطبي الألماني ولقد وصلت خبرتي في إجراء العمليات الجراحية لأكثر من ثماني سنوات.
نقص حاد
وعن أبرز ما يحتاجه قسم جراحة الأطفال من مستلزمات وأجهزة وكوادر طبية وتمريضية.. يقول الدكتور الشرماني:
يحزنني كثيراً عندما أقول إن القسم يفتقر كثيراً إلى كافة الأجهزة الطبية الحديثة وما نقوم به من عمليات جراحية هي بجهود ذاتية من قبلنا وعلى الرغم من الضغط الكبير علينا.. فهل تعلم بأنه يوجد لدي في القسم كادر طبي واحد وهو اخصائي جراحة أطفال ولا توجد في القسم غرفة عناية مركزة لرعاية الأطفال المرضى ونعاني من عدم وجود أدوات تخدير وأجهزة طبية حتى الكوادر التمريضية غير موجودة وباختصار فإن نسبة احتياجات هذا القسم المهم تصل إلى “99 %” وكان من المفترض أن يتحول هذا القسم إلى مركز طبي متكامل ويشمل جميع التخصصات لمعاينة ومعالجة كافة الأمراض التي يعاني منها اليوم أطفالنا وهي كثيرة ومتعددة فالقسم يعتبر بحد ذاته حالة خاصة نظراً لكبر مهامه ووظائفه الطبية والإنسانية ولقد سبق لنا أن قمنا برفع مقترحات بتحويل القسم إلى مركز وتطويره وتوفير كافة احتياجاته، وكثيراً ما قمت برفع هذه المقترحات قبل الثورة وبعد الثورة وعلى الرغم من ذلك فلدينا أمل كبير على تحقيق ما تضمنته مقترحاتنا حول تطوير قسم جراحة الأطفال.
عيادات بلا أطباء
وزيارتنا الثانية كانت للعيادات الخارجية وهناك التقينا بالدكتور الجراح عزيز ثابت إبراهيم مدير العيادات الخارجية الذي تحدث عن الأقسام التي تتكون منها العيادات وأبرز المشكلات التي تعاني منها حيث قال:
العيادات الخارجية في المستشفى تحتوي على العديد من الأقسام الطبية وجهاز خاص بالباطنية وجهاز تشخيصي خاص بالولادة وجهاز الموجات فوق الصوتية وعلى الرغم من تنوع هذه الأقسام إلا أنها تفتقر إلى الكوادر الطبية المتخصصة فالأطباء في المستشفى أما متقاعدون أو متعاقدون والسبب يعود إلى عدم إعطائهم نسباً تضاف إلى رواتبهم الضئيلة وأدى ذلك إلى قيام بعض الأطباء بالعمل خارج المستشفى في عيادات ومستشفيات خاصة ويقتصر عملهم في المستشفى الحكومي على التوقيع في حوافظ الدوام فقط.. كما أن العيادات تفتقر إلى الأجهزة التشخيصية وأجهزة الضغط وعلى الرغم من الازدحام الذي تشهده هذه العيادات جراء توافد المرضى إليها بالإضافة إلى أن الخدمات الصحية ضعيفة وليست بالشكل المطلوب ولكن مستوى الخدمات الصحية كانت جيدة نوعاً وذلك عندما كان الأطباء الصينيون متواجدين في المستشفى كونهم يحضرون معهم بعضاً من الأجهزة الطبية، ويقومون بتغطية العجز بالأطباء ولكن الكادر الصيني أثناء الأحداث الماضية تركوا اليمن ورحلوا إلى وطنهم الصين ولكن هناك أخبار بعودة البعثة الصينية والكورية من جديد.
فشل كلوي
وبعد ذلك كانت زيارتنا الثالثة إلى مركز الكلى الاصطناعية وهناك التقينا الدكتور/ علي ثابت القباطي رئيس قسم المسالك البولية والكلى الاصطناعية الذي تحدث عن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الفشل الكلوي.. حيث قال:
المسالك البولية والكلى الاصطناعية هو قسم مهم وفعال ويقوم بتقديم الخدمات الصحية لمرضى الفشل الكلوي الذين ازداد عددهم في الآونة الأخيرة وطبعاً هناك أسباب كثيرة لإصابة هؤلاء بالفشل الكلوي ومنها تلوث الفواكه والخضروات وسموم الأسمدة والموجودة في القات والفواكه وأيضاً يصاب بالفشل الكلوي الأشخاص الذين يعملون في رش الأسمدة السامة وذلك لعدم اتخاذهم الوقاية الكافية من هذه السموم وتأتي في المرتبة الثانية الحالات المصابة بأمراض السكر وأمراض ضغط الدم وأمراض القلب وأمراض الالتهابات في المسالك البولية وأمراض البروستاتا وأمراض وراثية أخرى تؤدي إلى الإصابة بمرض الفشل الكلوي الذي يمكن معالجته إذا وصل المريض إلى الطبيب المختص في وقت مناسب ومبكر وهناك أمراض لا يمكن معالجتها وذلك بسبب وصوله متأخراً إلى الطبيب المختص وبالتالي يتم إحالة المريض إلى قسم الغسيل الكلوي في المستشفى وهو الوحيد في محافظة تعز.
وعن أبرز المشكلات التي يعاني منها قسم الكلى الاصطناعية تحدث الدكتور القباطي بالقول:
القسم يعاني الكثير من الصعوبات والمشاكل منها قلة الأجهزة الطبية وكثرة تزايد المصابين بمرض الفشل الكلوي فالأجهزة الموجودة في القسم محدودة ولا تتعدى خمسة عشر جهازاً والتي يتواجد عليها مرضى بشكل دوري ويومي وبمعدل مريض في كل أربع ساعات ولا توجد لدينا أجهزة احتياطية أو مكائن عاملة لإضافة غسيل مرضى آخرين وأيضاً نعاني من صعوبات في خدمة المرضى المستجدين فنضطر لإسعافهم عن طريق الأجهزة التي هي أصلاً تكون حينها مشغولة بالمرضى.. ونحن نتمنى من الدولة أن تولى هذا القسم اهتماماً كبيراً وتقوم على معالجة مشكلاته وتذليل الصعوبات التي لايزال يعاني منها والعمل على بناء قسم جديد يناسب وحجم الأعداد المتزايدة والمصابة بمرض الفشل الكلوي.. ولقد سبق أن تم تعزيز القسم بأجهزة جديدة ولكن لا توجد المحطة الرئيسية التي تقوم بتشغيلها، ونحن والأخوة في المحافظة غير مقصرين في استكمال حل تشغيل المحطة التي تسعى إلى توفيرها كونها هي الآلة الوحيدة التي ستقوم بتشغيل الأجهزة الجديدة.
ندرة التخصصات
ولقد كانت زيارتنا الرابعة والأخيرة إلى قسم الجراحة، وهناك التقينا الدكتور/ مصطفى عبدالجبار رئيس أقسام الجراحة الذي تحدث عن مستوى الخدمات الموجودة في أقسام الجراحة وما تعانيه هي الأخرى من مشكلات وصعوبات.. حيث قال:
يعتبر مستشفى الثورة بتعز مستشفى جراحياً بدرجة أولى وفيه أقسام جراحة مختلفة مثل قسم الجراحة العامة وقسم جراحة العظام وقسم جراحة المخ والأعصاب وقسم جراحة الأطفال وقسم جراحة الحروق، والمستشفى يقوم حالياً بإجراء مختلف العمليات الجراحية لجميع الحالات الوافدة من مختلف المحافظات اليمنية وأيضاً يقوم بإجراء عمليات جراحية إسعافيه وعلى مدار ال24ساعة وبمختلف التخصصات.. وأما الحالات الأخرى فلدينا حالياً تعميم بالقيام على تحضيرها وتجديدها في القسم وبعد ذلك يقوم أطباء التخدير بفحص الحالة المريضة في اليوم الأول وفي اليوم الثاني تجرى لها العملية الجراحية وبعد ذلك يتم توفير العلاجات المجانية لها، حيث إن لنا أكثر من ثلاثة أسابيع ونحن نقوم بصرف هذه الأدوية للمرضى مجاناً.. وفي المقابل هناك صعوبات نعاني منها قلة أطباء التخدير وقلة وجود التخصصات الطبية النادرة مثل جراحة الأوعية الدموية وأخصائيي الإنعاش وعلى الرغم من ذلك فإن العمل في الفترة الأخيرة أصبح أفضل بكثير من الفترة الماضية ولا يمكن تأخير أي عملية جراحية.. ويسرني بأن أدعو الإخوة المواطنين وممن يحتاجون إلى تدخلات جراحية وعبر صحيفة الجمهورية بأن لا يترددوا بالحضور إلينا كون أقسام الجراحة سوف تقدم لهم الخدمات الصحية مجاناً بما في ذلك مجانية صرف الدواء.
هناك فرق
ويشارك الدكتور عبدالقادر الفاتش أستاذ الطب في جامعة تعز.. حيث قال:
بما أنني أحد الأطباء الذين عملوا في مستشفى الثورة ولأكثر من “33” سنة وبالتحديد منذ عام 1978م استطيع القول بأن المستشفى كان من أقدر وأكفأ المستشفيات الحكومية وأكثر خدمة وأكثر ظاهرة طبية متقدمة في السبعينيات والثمانينيات وأذكر في تلك الأيام بأن المستشفى كان يستقبل الكثير من الإحالات المرضية والوافدة من مختلف المحافظات اليمنية من الحديدة وحجة وصعدة وإب ومن صنعاء أيضاً.. ولذا فإنني وبكل صراحة بأن هذا المستشفى العظيم فيما بعد تعرض لسياسة إهمال واضحة ومنظمة ومقننة والتي أفقدته قدرته المتميزة في تقديم خدماته الصحية لجميع المواطنين وصحيح أنه كان هناك كفاءات سابقة وفي نفس مستوى كفاءة أطباء اليوم ولكن كانت عطاءات الكفاءات السابقة أفضل بكثير ولا ندري ما هي الأسباب في قلة عطلة الكفاءات الحالية وربما يعود ذلك إلى الإهمال المتعمد من قبل الدوائر الرسمية وعلى رأسها وزارة الصحة وقد تكون أيضاً الدوائر المحلية وعدم اهتمامها في تطوير الكادر الطبي وعدم توفير الأجهزة التكنولوجية المتطورة في كافة الأقسام الطبية.
رئيس مجلس إدارة هيئة مستشفى الثورة بتعز:
نعمل حاليا ببقايا التمويل الصيني والمعتمد منذ عام 1976م
يقول الدكتور يحيى درهم الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة مستشفى الثورة العام بتعز : لقد وجدنا المستشفى خرابة تعبث فيها القوارض فساداً .. بهذا القول بدأ الدكتور يحيى كلامه عندما سألناه عن أوضاع المستشفى الحالية فطلبنا منه التوضيح أكثر عن الجوانب المالية والإدارية فكانت إجابته كالتالي:
ثكنة عسكرية
كيف تصفون لنا حال المستشفى إبان أحداث ثورة فبراير 2011م؟ وهل هناك من خسائر تكبدها المستشفى آنذاك خاصة أنه كان قريباً من موقع الأحداث؟
الأمر الوحيد الذي أعرفه أن المستشفى آنذاك تم تحويله إلى ثكنة عسكرية وما عدا ذلك فهو يخص الإدارات السابقة.
ثلاجة الموتى مغلقة
سمعنا الكثير من الشكاوى بأن باب ثلاجة المستشفى أصبحت مغلقة في وجه الأموات الذي توفوا جراء تعرضهم لحوادث مختلفة وبذريعة أن الثلاجة أصبحت ممتلئة بالموتى فما تعليقكم على ذلك؟
أرجو منك أن تحذف مصطلح “ذريعة” فنحن لا نتذرع وإنما نضع حقائق، فهذه الثلاجة معدة منذ أن تأسست لاستقبال سبع جثث وإن زادت تكون عشر جثث وحالياً توجد لدينا في الثلاجة حوالي سبعين جثة ومتراصة وبوضع غير إنساني وليس هناك من مجيب.. ويوجد لدينا الآن ثلاجة في المخازن ولكن البرنامج الاستثماري للهيئة لا يسمح ببناء غرف ولم نجد الجهة التي يمكن أن تساعد في بناء غرف للثلاجة ولم تستجب لنا المحافظة ولا النيابة ولا حتى البحث الجنائي ولا هم يحزنون.
ألف كلا..
دكتور هل أنت راضٍ عن مستوى الخدمات الصحية والتي يقدمها المستشفى ؟
كلا.. وألف كلا فلست راض أبداً ولن أرضى حتى يرضى المواطن المريض لأنه هو المستهدف وهو المعني بالرضا عن الخدمات الصحية وأما أنا سأظل دائماً وأبداً أشعر بالنقص وعدم الرضا حتى يرضى المريض.
العمل ببقايا التمويل
علمنا بأن قسم جراحة المخ والأعصاب يفتقر تماماً إلى الأجهزة الطبية الحديثة والمخصصة لمعالجة أورام المخ الخبيثة مما يستدعي ذلك تحويل المرضى المصابين إلى صنعاء لتوفر الأجهزة المتخصصة لمعالجة هذه الأنواع من الأورام ؟
ذكرت سابقاً بأن هذه المؤسسة خرابة، بمعنى أنها لا تمتلك أي نوع من هذه الأجهزة التشخيصية أو العلاجية الحديثة.. فنحن نعمل حالياً ببقايا التمويل الصحي الصيني ومن عام 1976م منذ أن تأسس هذا المستشفى فلا كشافة ولارنين ولا إسكان ولا أي شيء وهذا ماجعلنا نمضي في عجز دائم.
قسم متوفٍ
وأيضاً يشتكي الكثير من أن قسم الإسعاف هو الآخر لا يقدم خدماته الصحية على أكمل وجه على الرغم من أن لهذه الأقسام مخصصات من المستلزمات الإسعافية الأولية..؟
بالنسبة لهذا القسم فأنا أرفع صوتي وعقيرتي بالنياح عليه، فهو ميت ولم يلق من يدفنه لأنه لم يجد من يسعفه قبل الموت.. فهذا لا يسمى قسم إسعاف وليس له أية مواصفات معيارية علمية ودولية حتى نطلق عليه مصطلح (قسم إسعاف).
الأخطاء الطبية
كيف تتعامل إدارة المستشفى مع ظاهرة الأخطاء الطبية وسوء التشخيص في حال حدوثها؟
من المعروف علمياً وعالمياً وقانونياً بأن هناك أخطاء طبية واردة وأخطاء طبية غير واردة، وفي كل مهنة هناك أخطاء واردة وأخطاء غير واردة إلا أن الأخطاء في مهنة الطب يكون لها صداها الأكبر وذلك لأنها تتعامل مع بشر وبالتالي فإنه في العالم كله تتشكل لجان علمية عليا لتبني مثل هذا النوع من التحقيق وإقرار إن كان خطأ طبياً وارداً أو خطأ طبياً غير وارد ومسبب ويمكن التجاوز فيه بشكل أو آخر وخطأ طبي ناتج عن الإهمال والتعمد، ففي هذه الحالة يعاقب المتسبب ومثله مثل أي جهة تعاقب... إلا أنه لدينا في هذا المستشفى لا توجد هذه الإمكانيات لتشكيل المجلس الطبي الأعلى فالمهمة منوطة بالمجلس الطبي الأعلى في الجمهورية بكاملها وتوجد لجان طبية تأديبية في الهيئات فنحن حتى الآن لم نشكل مثل هذه الهيئة للأخطاء البسيطة والمنظورة يومياً، وإذا شعرنا أن هذا التجاوز والخطأ يستحق التحقيق فيه من الناحية الجنائية فإننا نقوم بإحالة ذلك إلى الإخوة العاملين في إدارة الشئون القانونية.. وإذا كان الخطأ من النوع البسيط فإننا نقوم بإحالة ذلك إلى رئيس القسم المعني بالتحقيق فيه ومعرفة الأسباب وبالتالي تكون الإجراءات اللاحقة لنتائج التحقيقات.
أمور مؤشرة
في رأيك.. ماهي الأسباب التي أدت إلى تدهور المستوى الصحي في اليمن بشكل عام؟
أعتقد بأن الإجابات على مستوى الخدمات الصحية والطبية على مستوى الجمهورية سوف يجيب عليها المؤتمر الصحي الأول في محافظة تعز والذي سينعقد قريباً إن شاء الله، وطبعاً يوجد لدينا الكثير من الأمور المؤثرة على مستوى الخدمات ونوعية الخدمات الطبية والصحية في إجمالي المؤسسات الصحية وقبل هذا وذاك فإذا لم يكن ضياع الحقوق المادية والعلمية للكوادر الطبية والصحية فهناك قصور فظيع إلى حد أن الإنسان يقف عاجزاً عن التعبير في مثل هذه الأمور فكيف أقارن بين راتب طبيب قضى سنوات في الدراسة وبين راتب ممرضة أو ممرض مستجلب من الخارج فأنا وأمثالي من الزملاء الأطباء الذين قد تجاوز بهم العمر الحد المطلوب وراتبنا لم يتعد حوالي أربعمائة دولار وفي أحسن الأحوال، بينما الممرضة المستوردة تستلم راتباً مابين 300 400 دولار ولها حقوق السفر سنوياً وحق جلب أسرتها وحقوق تذاكر السفر وحق المعالجة والسكن ونحن محرومون حتى من حقوق التأمين الصحي لأسرنا في داخل المؤسسات التي نفني أعمارنا فيها.
حلم التأمين الصحي
في رأيك هل التأمين الصحي من شأنه العمل على تطوير وتحسين القطاع الصحي في اليمن؟
التأمين الصحي للقطاع الصحي والعام يمكن أن يطور من خدمات الصحة والمعيشة العامة للناس فإذا كان راتبك لا يتجاوز الثلاثين أو الأربعين ألف ريال ومرض لك أحد أبنائك فكيف تستطيع وبهذا الراتب الضئيل أن تعالجه فما بالك لو مرض لك اثنان من أولادك؟ فإذا كان علاج الطفل المريض ومع الفحوصات التي يمكن أن تجرى له ومع الأجهزة التشخيصية وغير ذلك فإن راتبك لا يكفي لتغطية أجور المعاينة والعلاج والفحوصات.. وصحيح أننا نتحدث الآن عن حلم التأمين الصحي الذي نتمنى أن لا نحرم منه وسنظل نحلم به إلى أن تصل الدولة إلى إقراره وتحقيقه على الواقع، ولا نحلم أن نكون مثل سلطنة عمان الشقيقة التي تبلغ قيمة بطاقة التأمين الصحي فيها خمسة ريالات عماني للسنة كاملة ومهما علت رسوم هذه الخدمات، ونأمل أن نصل إلى 20 % من التأمين الصحي الموجود في سلطنة عمان التي لا تمتلك الإمكانيات والثروات الطبيعية التي تمتلكها بلادنا، ولا تتلقى المليارات من دول المانحين ويكفي أن سلطنة عمان وقفت في وجه التسونامي ولم يشعر بها أحد ونحن نهتز كلما اهتز قرن الثور في ذمار أو غيرها ونصم آذان العالم بكاء وشكاء، وفي الأخير نتحدث عن التأمين الصحي.
عجز في الشراء
كذلك في أثناء زيارتنا الميدانية لبعض الأقسام كقسم جراحة الأطفال ومركز الكلى الاصطناعية وجدنا من يرفعون أصواتهم بالشكوى من سوء الخدمات فيها ونقص الأجهزة الطبية الضرورية لمعالجة الحالات المرضية الخطيرة..؟
لا يوجد في هذه المؤسسة الصحية ما نتحدث عنه من حيث التجهيز الفني للتشخيص أو العلاج المواكب ولا نريد أن نواكب العالم البعيد عنا بل نريد أن نواكب العالم القريب منا ومن حيث الناحية الاقتصادية فقسم جراحة الأطفال لدينا إمكانيات تشغيله بالمعنى الصحيح والمستوى المطلوب لا تتوفر لديه، ومثله مثل بقية الأقسام الأخرى وهذه المسألة ليست بإيدينا نحن في إدارة هيئة المستشفى ولكنها مرتبطة بالمرجعيات العليا في وزارة الصحة ووزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية وغيرها من الوزارات المعنية فإذا نحن نعجز عن شراء أبسط قطعة غيار أو شراء أبسط جهاز طبي فمثلاً تم إبلاغي بأن جهاز فحص الخضاب الدموي تعطل وهو جهاز صغير الحجم ولا يكلف قيمته من “200 300” دولار والآن أعجز أنا عن شراء مثل هذا الجهاز وذلك لأن البرنامج الاستثماري كما يقال في الميزانية لا يسمح بشراء مثل هذه الأجهزة والبرنامج الاستثماري له ميزانية محددة ولا تصرف إلا في هذه الاتجاهات فقط، فمن إين لي بشراء هذه الأجهزة التي تكلف عشرات الآلاف من الدولارات كما هو مطلوب في أقسام المختبر والكلى الصناعية والإنعاش والعناية المركزة، والمعروف في العالم كله أن كل قسم من هذه الأقسام يمتلك الأجهزة الطبية المختلفة والحديثة التي تلبي احتياجاته في الحاضر وفي المستقبل المنظور وفي خططه ما يلبي المستقبل البعيد وعلى مدى خمس سنوات .. ونحن نقدم خططاً ولكن يتم مقابلتها بتلك العبارة القائلة: “إيش تفعل الحظية في البيت الخلية”.
الاستفادة من الإيرادات
لماذا لا يتم الاستفادة من إيرادات المستشفى التي يجنيها مقابل خدماته الصحية للمواطنين المرضى في شراء بعض الأجهزة الطبية التي تحتاج إليها أقسام المستشفى؟
سؤال وجيه ومهم جداً ولكن ليس له واقع نحققه.. فالميزانية المقرة من وزارة المالية والجهات الأخرى محددة بأبواب وبنود وزوايا وخفايا لا يعلم بها إلا الله تعالى، فماهو مخصص للباب الأول والمسمى الرواتب والإضافي والمكافأة وغيره فمبلغه يتعدى ستمائة وخمسين مليون ريال وهذا المبلغ لا يفي ب 30 % مما هو ممكن أن يستحق للكادر البشري العامل في داخل الهيئة، والباب الثاني والمسمى بباب التشغيل هو نفس حكاية الباب الأول وهو محدود وله من يقوم بلهفة يومياً والباب الرابع المسمى بباب البرنامج الاستثماري لهذا العام والمخصص لشراء الجهاز المحوري الطبقي والرنين المغناطيسي والكشافة وهذه الأجهزة غير موجودة في المستشفى والتي يبني عليها الناس نوعا من الآمال والخطط الوهمية فهي ليست بهذا القدر الذي يتوقع عليه الناس وذلك لأننا في عام 2012م والعام الذي قبله كان ما يسمى بالربط المالي في وزارة المالية وهو عبارة عن مائة وثلاثين مليون ريال ويستقطعها الإخوة المختصون في وزارة المالية مباشرة ويقومون بتنزيلها من الميزانية وفي عامنا هذا 2013م كان الربط بحدود مائة وثمانين مليون ريال وتم استقطاعه وتنزيله.. فالإيراد من أين يأتي..؟ تأتي من رسوم الخدمات وإذا كانت خدماتك بهذه الرداءة وبهذا الضعف من حيث الكيفية والنوعية فكيف تحقق إيرادًا وأنت لا تمتلك أجهزة معينة تحقق لك إيراداً وتطالب به، فمجلس الوزراء يقوم بإعفاء المعاقين وإعفاء أسر الشهداء وهناك الكثير من هذه الحالات أما الأغنياء أصحاب الدخل المحدود لا يعرفون مستشفى الثورة وأصحاب الدخل المحدود بالكاد أن يتنفسوا فيأتون إلينا ونظل نتصارع معهم بخصوص الإعفاءات من رسوم الخدمات الصحية وحينها نضطر إلى إعفاء الكثير من الناس وكذلك الحال مع الناس الفقراء المعدمين فإذاً حققوا لهؤلاء الناس نوعاً من الضمان الاجتماعي وأنا أعتقد بأننا لن نصل في يوم من الأيام إلى تحقيق إيراد تقره وزارة المالية.
تقصير واضح
هل معنى هذا أن استمرار مشكلة الاحتياج إلى الأجهزة الطبية الحديثة في المستشفى يدل على أن وزارة الصحة مقصرة تماماً في هذا المجال؟
الزمن مضى وما يزال يمضي ونحن نخطط ودونما تنفيذ بينما مثل هذه الأجهزة الطبية المهمة من المفترض أن تكون قد دخلت في مؤسساتنا الصحية وعلى الأقل الأجهزة المحورية وفي أكثر من محافظة لتقديم خدمات نوعية ولكن معظم هيئات المستشفيات إلى الآن لم تمتلك مثل هذه الأجهزة، فمثلاً محافظة عدن، فقد سمعت عنها من بعض الزملاء أن المستشفيات الحكومية لا تمتلك الأجهزة التشخيصية على الرغم من أنها تقدم خدمات الرعاية الصحية لمعظم المحافظات المجاورة لها وكذا هو الحال مع محافظة تعز ذات الكثافة السكانية والمساحة العريضة والطويلة، لا تمتلك مستشفياتها هذه الأجهزة على الرغم من أنها تقدم خدماتها الصحية لمحافظات يمنية أخرى كالحديدة وإب والضالع، والغريب أننا نعجز عن شراء أجهزة بكذا دولار وفي نفس الوقت نتيح الفرصة بعقد وإبرام صفقات لشراء أسلحة بكذا مليارات فهذه هي المأساة بعينها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.