إن الأدلة الجنائية جزء في كشف الجريمة وأسبابها والجميع يعي أهمية الوصول إلى ملابسات القضية وتحقيق العدالة ولكن يوجد قصور كبير في فهم عدم العبث بمسرح الجريمة وما يسببه من تشتيت المعلومات وتمييع الحقيقة ولهذا التقينا بالمقدم عبد الرقيب سعيد محمد ناجي الصبري مدير إدارة الأدلة الجنائية بمحافظة تعز الذي بدوره حدثنا عن العديد من المهام التي ألقيت على عاتق الإدارة وإليكم التفاصيل. إنشاء بموجب القرار الجمهوري إن من أهم الدعائم التي يقوم عليها الأمن في أي دولة للكشف عن الجريمة هو دور الأدلة الجنائية وإن الدولة تسعى إلى إيجاد وسائل فنية وأجهزة علمية لغرض مساعدة القضاء في كشف الغموض الذي يحيط بكثير من الجرائم بحيث تكون الأحكام الصادرة معززة بالأدلة والإثباتات التي لا يتطرق إليها الشك؛ لذلك فقد أنشئت الإدارة العامة للأدلة الجنائية بموجب القرار الجمهوري رقم 66 لعام 2003م بعدما كانت قسما من أقسام البحث الجنائي تحت مسميات كثيرة منها المعمل الجنائي، التكتيك الجنائي، المختبر الجنائي وأخيراً الأدلة الجنائية. الفنيون رغم قلتهم يقومون بجهود جبارة ومن أهم فروع الإدارة العامة للأدلة الجنائية هو فرع محافظة تعز والذي يتكون من تسعة أقسام هي قسم سرج الجريمة وقسم تحقيق الشخصية وقسم التزييف والتزوير وقسم فحص أثار الأسلحة النارية وقسم الأثار والآلات وقسم السموم والمخدرات وقسم التصوير الجنائي. إن الفنيين والعاملين في إدارة الأدلة الجنائية رغم قلتهم في المحافظة لمراقبة الأطراف وعدد سكانها يفوق الثلاثة الملايين ورغم الإمكانيات إلا أنهم يقومون بأعمال جبارة وذلك من خلال الانتقال إلى أماكن الحوادث على مستوى المدينة والريف. فحص الآثار المرفوعة من تعزوإب والضالع. كما أن فرع الأدلة الجنائية تعز يقوم بفحص الآثار المرفوعة من مسرح الجريمة في محافظة إب والضالع ومن أهم العوائق التي يواجهها العبث بمسرح الجريمة سواء كان من قبل المواطنين أو من قبل رجال الأمن الذين يصلون إلى مكان الحادث قبل وصول المختص؛ لأن مسرح الجريمة يعني المحافظة على الآثار التي خلفها الجاني وأن الفنيين العاملين في قسم مسرح الجريمة رغم قلتهم إلا أنهم يقومون بالانتقال السريع إلى مسرح الجريمة للبحث عن الآثار التي يرتكبها المجرم ورفعها وتحريزها وإيصالها إلى الإدارة والتي تقوم بتوزيعها إلى الأقسام ومن ثم يتم فحصها من قبل الخبراء ورفع التقارير التي ترسل إلى النيابات والمحاكم والجهات المختصة. جثة متعفنة كشفت هناك قضايا عدة تم معاينتها واكتشافها من هذه القضايا على سبيل المثال واقعة قتل شخص قام الجاني برمي المجني عليه من قمة جبل لتغيير معالم الجريمة وتم الانتقال والمعاينة والتصوير ورفع آثار وكانت النتيجة تدل على أن الواقعة لم تكن حادثا عرضيا؛ وإنما جريمة قتل غير ما صورها الجاني بأنها حادثة سقوط وهناك واقعة قتل شخص ووضعه في قبر مفتوح وعند انتقال فريق الأدلة الجنائية وجد الجثة معفنة وتم معاينه الجثة والتعاون مع المختصين وتم اكتشاف الجناة وكذا واقعة قتل شخص مجهول الهوية ومن ثم سحب الجثة إلى الشارع الرئيسي لغرض تمويه الجريمة وعلى أنها حادث مروري ولكن تم كشف ملابساتها. هناك صعوبات يواجهها خبراء مسرح الجريمة عند الانتقال إلى مسرح الجريمة لابد من التعامل معها بجدية من المواطنين أهمها عدم العبث بمسرح الجريمة من قبل المواطنين أو من قبل رجال الأمن؛ لذلك يجب التوعية بعدم لمس أو تحريك ما يوجد في مسرح الجريمة.