مديرية خدير إحدى المديريات النائية التابعة لمحافظة تعز، عانت خلال السنوات الماضية من إهمال وقصور في الجانب التعليمي وتدخل النافذين في سير العملية التعليمية، وهو الأمر الذي أدى إلى ضعف المخرجات التعليمية نتيجة لبروز ظاهرة الغش وسوء التوزيع للكادر التعليمي وغياب دور الرقابة والتفتيش ومحدودية المنشآت التعليمية وغياب التجهيزات والوسائل التعليمية، كل هذه الأسباب وغيرها كان لها دور في تردي الوضع التعليمي والتربوي في المديرية، وينتظر الأهالي خطوات ملموسة لتجاوز هذا الوضع.. صحيفة الجمهورية التقت بمدير مكتب التربية بمديرية خدير الأخ ضيف الله علي سعيد وناقشنا معه بعض المواضيع وخرجنا بحصيلة نعرضها كالتالي: .. كيف تقيمون واقع العملية التعليمية في المديرية لاسيما في ظل الشكاوى من تدهورها في الفترة الماضية؟ في البداية أنوه بأني استلمت العمل في مكتب التربية بالمديرية بداية العام الجاري، وعند وصولي إلى المكتب وجدت الكادر الإداري بكل مكوناته في حالة ركود وينتظر من يمد يده إليه بعد ركود استمر لسنوات، وفساد إداري ومالي وتوقف النفقات التشغيلية للإدارة، وبالتالي بدأنا بترتيب الوضع الداخلي للإدارة وتفعيل دور الرقابة والتفتيش، ومختلف الأنشطة وإعادة النظر في توزيع الكادر التعليمي الفائض في بعض المدارس، وقد فوجئنا بوجود (30) معلما فائضا في مدرسة أساسية بمدينة الراهدة وهو ما اضطرنا لتفعيل نشاط التوجيه وإعطائه صلاحيات واسعة في دراسته لحاجة المدارس والمعلمين على مستوى المديرية والبالغة (66) بعضها لا يتوفر فيها سوى (2) أو ثلاثة مدرسين فقط. .. هل هذا يعني أن الكادر التربوي متوفر لديكم في المديرية وبحاجة إلى إعادة توزيع فقط؟ بالنسبة لإعادة التوزيع لا يمكن أن تحل إشكالية النقص كاملة على مستوى المديرية فنحن في المديرية لدينا (66) مدرسة تضم أكثر من (25) ألف طالب وطالبة، والكثير من هذه المدارس تعمل على مدار فترتين صباحية ومسائية، وعدد المعلمين في المديرية (1500) معلم ومعلمة، ومازلنا بحاجة كبيرة للكادر التربوي وما نحن بصدد توزيعه اليوم هو نتاج لسوء الإدارة سابقا وعدم التوزيع العادل بين المدارس، حيث وجدنا الفائض في المدارس داخل مركز المديرية ومدينة الراهدة والكثير من المناطق خالية من المدارس. .. أين دور الرقابة والتفتيش في إدارتكم؟ في الحقيقة وجدنا عند تولينا الإدارة أن الرقابة غائبة وان هناك الكثير من الأسماء العشوائية وغير شخصية، وقمنا بالرفع إلى قيادة المجلس المحلي بالمديرية بعدد من الأسماء لإعادة توزيعهم وتحديد كوادر كفؤه للرقابة حسب اللائحة التربوية. .. وماذا عن الهيكلة للإدارة المدرسية؟ نحن في انتظار قرار المجلس المحلي لإعادة ترتيب الوضع المدرسي وإعادة النظر في قرار تعيين مدراء ووكلاء المدارس وحسب الكفاءة والمعايير التي يحددها القانون. .. لاحظنا عدم وجود أي وسائل تعليمية أو معامل ونقص كبير في الكتب في المديرية كيف يمكن معالجة هذا الأمر؟ نعم بالفعل لا يوجد في مدارس المديرية أي معمل كما لم تصلنا أي وسائل تعليمية أو أجهزة حاسوب أو غيرها من المتطلبات، والتجهيزات المدرسية، وأيضا لدينا عدد من المدارس الثانوية خالية من الكراسي والتجهيزات، وقد رفعنا عدد من الشكاوي لمختلف الجهات المعنية كان آخرها تقديم طلب لمحافظ المحافظة الذي وجه بالصرف بشكل عاجل، ولكننا لا نعلم ما سبب التأخير حتى اليوم رغم التوجيهات الصريحة، أما من حيث الكتاب المدرسي فقد عملنا جاهدين منذ بداية النصف الثاني لهذا العام على توفير الكتاب رغم النقص في الفصل الأول، إضافة إلى أننا حصلنا على توجيهات بالصيانة من محافظ المحافظة، ولكن كل تلك التوجيهات لاتزال حبراً على ورق، رغم حاجتنا الماسة إلى إعادة تأهيل وصيانة عدد من المدارس وتوسعة وبناء مدارس أخرى كون المديرية من أكثر مديريات المحافظة استقبالا للطلاب من مناطق مختلفة. .. ماذا عن التوجيه التربوي؟ منذ تولينا قيادة مكتب التربية بدأنا بتفعيل التوجيه المدرسي ولدينا كوادر على مستوى عال حققت نجاحا كبيرا خلال النصف الأول، وعملنا بدورنا على إفساح المجال لهذه الكوادر لتقوم بمهامها على اكمل وجه، وهو ما تاح لها اكتشاف عدد من المنقطعين والقوى الفائضة كما قمنا بإزاحة عدد من الموجهين لعدم كفاءتهم المهنية في مجال التوجيه. .. إذا كان هذا واقع المعامل والتجهيزات المدرسية فكيف هو واقع الأنشطة المدرسية التي تعمل على صقل مهارات الطلاب وتنمية قدراتهم؟ طبعاً هذا أمر مؤكد؛ لهذا قمنا بتفعيل الأنشطة المدرسة حسب الإمكانات المتاحة ومنذ بداية شهر مارس وعلى مستوى مدارس المديرية من خلال تكليف عدد من المعلمين المؤهلين لإجراء المسابقات الثقافية والرياضية والدينية وتفعيل دور المسرح المدرسي وغيرها من الأمور على مستوى مدارس المديرية، واختيار المتفوقين للمشاركة على مستوى المحافظة والتنافس بين مختلف المواهب والإبداعات الطلابية. .. سمعنا عن تفشي ظاهرة الغش في مدارس خدير ما حقيقة هذه الأنباء؟ طبعاً هذا الأمر قد يكون مبالغ فيه لكن لدينا خطة لهذا العام بتكليف الموجهين المميزين وذوي الكفاءة برئاسة اللجان الامتحانية بعكس السنوات الماضية، ونأمل أن يكون هذا العام بداية لسير عملية تعليمية، جيدة بما تحمل من معان وأهداف نبيلة وعظيمة، كما نتمنى تعاون أعضاء المجلس المحلي والأمن وجميع الجهات وأولياء الأمور للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ومختلف السلبيات التي تترافق مع سير الامتحانات. .. تزايدت في الفترة الماضية حوادث الاعتداء على المعلمين في المديرية ما هي الأسباب وما هي الحلول؟ حقيقة شهدنا خلال الأعوام السابقة عددا من الاعتداءات على المعلمين ووجود الكثير من التعسفات وقد قمنا برفع ومتابعة (6) قضايا من هذا النوع وتم إصدار أحكام قضائية على المعتدين. .. بالنسبة لقضية إغلاق مدرسة الشهيد أحمد منصور أمام التلاميذ كيف تنظرون إلى هذه المشكلة؟ طبعاً هذا الأمر أحد موروثات الإدارة السابقة التي التزمت للمتبرع بالأرض التي بنيت فوقها المدرسة بمتابعة قضيته المتمثلة باحتيال مقاول مشروع المدرسة على المتبرع وهو ما دفع المواطن إلى إغلاق المدرسة وأدى لقيام المعلمين والتلاميذ بمواصلة الدراسة تحت الأشجار جوار حوش المدرسة وما زلنا بانتظار اجتماع المجلس المحلي لوضع حل لهذه المشكلة. .. ما أهم العوائق التي تواجه عملكم؟ من أبرز العوائق التي نواجهها عدم توفر الدعم المادي للموجهين والمفتشين، وعدم وجود نفقة تشغيلية إلى جانب عدم توفر التجهيزات المدرسية الأزمة من أجهزة حاسوب ومواد قرطاسية وغيرها من الاحتياجات، كما يمثل الازدحام الشديد ونقص المعامل والوسائل التعليمية عوائق مهمة وضرورية، وندعو الأخ محافظ المحافظة إلى الوفاء بوعوده كما ندعو الخيرين إلى دعم أبنائهم الطلاب بما يستطيعون من أثاث وتجهيزات.