رغم تكاثر المساجد الحديثة في حي الجحملية بتعز, لكن لأقدمها مذاق استثنائي خاصة لدى الأجيال التي ارتادتها منذ الطفولة .. أكبر المساجد التاريخية هو جامع العرضي الذي قيل بأن الإمام أحمد بناه من حر ماله , أما جامع نصار فهو ثاني تلك المساجد القديمة اتساعاً في الحي السياسي إبان حكم الإمام أحمد وسمي بذاك الاسم لأن ابنة القاضي نصار هي من بنته من حر مالها يوم كانت إحدى زوجات الإمام أحمد وللإمام زوجة أخرى هي ابنة القاضي عباس الوزير التي تكفلت ببناء ثالث تلك المساجد القديمة في حي الجحملية , كما يُروى , ورغم أن المسجد الأخير هو أصغر الثلاثة اتساعاً إلا أن موقعه وسط سوق الجحملية أكسبه قدراً من الأهمية والازدحام لا للمصلين فحسب بل لعشرات العتالين (الغلابى) وعمال الحجر والطين المعتمدين عليه اعتماداً رئيساً في قضاء الحاجة المنعدم توافرها في ( مساكنهم البائسة ) في زقاق الحي الذي غدا فقيراً منحصر التوسع العمراني والتجاري. كما يقصد المسجد وحماماته أطفال الحي المرتادون لحلقات تحفيظ القرآن , والمتسولون , ومن جفت صنابير مياههم منذ أشهر . للمسجد ومصاحفه القديمة والعمائم الجميلة للمصلين القدامى رونقٌ , وبتراتيل ( شيوبة ) العدين وصبر والمعافر في زوايا المسجد حيكت خيوط الوسطية وتناغمت المذاهب .. وفي تالي الحديث عن مسجد عباس ما هو مفرح وما هو محزن . أما المفرح فهو أن المسجد حظي في الأشهر الأولى من العام الجاري بلفتة خيرة من أحد وإحدى أهالي الحي لبناء 7 حمامات نظيفة وحديثة بدلاً من تلك الاسمنتية القديمة العارية من الأسقف , وإضافة 7 حمامات أخرى فوق السفلى . أما المحزن في الأمر فهو أن ( الفرحة ماتمت ) وكل المستفيدين من المسجد ومرافقه لم يتخلصوا من الازدحام على أبواب الحمامات رغم تضاعف عددها، فمؤذن المسجد (عبدالملك ذيبان) قام بهدم السبعة الحمامات العلوية تماماً بعد أن وجد مساحة سطح الحمامات السفلية مناسبة ليبني له شقة تمليك بدلاً من المرمطة في الايجارات أو كلفة وعناء البحث عن أرض حرة .. وهذا ما غص في نفوس كل مرتادي المسجد في رمضان المنصرم , وهم واقفون مقيدي الأيدي، أما صلف المؤذن وتحديه لجميع أهالي الحي ومكتب الأوقاف أيضاً الذي علم فور بدء هدم الحمامات وقبيل البناء , لكنه لم يسكت عن انتهاك بيت الله ! فقد ذيل شكوى أهالي الحي بتوجيه المختصين لديه بالتأكد والرفع ! ولعل المكتب سيعزز صرامته لاحقاً بدعم المؤذن مبلغاً لتشطيب المنزل الجاري حالياً , أو منحه لاحقاً سجاداً !.. الأخ علي علي جابر القائم بأعمال مدير عام مكتب الأوقاف بمحافظة تعز من جانبه صرح للصحيفة بأن المكتب أحال الاعتداء من قبل “ذيبان” إلى إدارة أمن المحافظة بعد تلقي المكتب عديد شكاوي من الأهالي وثبوت الاعتداء من قبل المذكور على المسجد على نحو ما سلف لكن المعتدي لم يُعر أحداً ولم يأبه بالمذكرات المرسلة من الأوقاف إلى الأمن لضبطه وإزالة الاعتداء وإلزامه بإعادة الحمامات السبعة لخدمة المسجد، وقد حمل القائم بأعمال مدير عام الأوقاف كامل المسئولية على أمن المحافظة المعول عليها حماية أملاك الله وأملاك الناس يجدر الإشارة إلى أن الاعتداء تم منذ بداية شهر رمضان الماضي في الفترة التي غاب فيها مدير عام الأوقاف الأخ أحمد سعيد في رحلة علاجية في القاهرة وبعد عودته هاتفناه فأحالنا للقائم بأعماله أثناء سفره لكنه وعد بعدم السكوت عن الاعتداء مهما كلف الأمر. ورحمة الله على بنت نصار , وحمى على حماة بيوت الله في أوقاف تعز وأمنها ومسؤوليها أجمعين ! .. قولوا آمين .