طفح الكيل واستحوذ الإحباط على كثير من الناس في تعز بفعل حمل السلاح والتجول به في شوارع المدينة وتزايد ضحايا استخدامه لأسباب يصعب تشخيصها إلا أن هناك شبه اتفاق في الآراء بأن هذا السلوك ونتائجه أمر غريب عن تعز بطبيعتها المدنية. خطوة مهمة المحامي والناشط الحقوقي نجيب قحطان يرى أن: منع دخول السلاح إلى المدن خطوة مهمة إلى الأمام رغم تأخرها والتفاعل مع عناصر الأمن والجيش القائمين بالمهمة ضرورة في الظروف الراهنة من أجل وضع حد للانفلات وتحسن الوضع الأمني وقال: إن الأمن والأمان مطلب كل إنسان ولابد أن يكون في صدارة اهتمامات الجميع من أحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني والناس العاديين الكل مُطالب بدعم هذه الخطوة تعبيراً عن قناعات بأن الأمن أهم من علبة الدواء. منظر غريب وأضاف قائلاً: مدينة تعز خاصة أحوج ما تكون إلى منع دخول السلاح بعد أن انتشرت فيها المظاهر المسلحة بشكل غريب عن طبيعتها المدنية وكعاصمة ثقافية وتحولت إلى مخزن للسلاح وانتشر الأشخاص الذين يحملون السلاح في الشوارع بشكل غير عادي.. الشراكة المجتمعية مطلوبة لإنجاح الحملة الحالية ومؤازرة الدولة والعمل على تجسيد الشعارات المعبرة عن رفض الدخول والتجول بالسلاح في تعز والمثل الطيب عكسته النقابات في شعاراتها الرافضة لهذه الظاهرة ومن شروط الشراكة واستمرارها أن نبدأ في منازلنا وأحيائنا بنبذ كل سلوك سلبي يتعلق بحمل السلاح ومقاطعة الأعراس التي يستخدم فيها إطلاق النار و إلى نفور ونظرات يشعر معها حامل السلاح بأنه مستهجن ومنبوذ. واجب الشباب وعن أهمية دور الشباب في مساندة الحملة يرى المحامي نجيب أن واجبهم أكبر من تأييد الحملة وألا يتوقفوا عند رفض حمل السلاح والتجول به في المدن بل هم مطالبون بتجسيد مفاهيم السلمية التي بها غيروا المشهد السياسي وهذا يفرض علينا التفاعل والشراكة لإخلاء تعز من التمظهر بالسلاح الشخصي والانتصار للمدنية وهدف بناء الدولة المدنية الحديثة. تطوير وأكد أن الحملة الحالية تحتاج إلى مواكبة على مستوى دعم التوجهات لتطوير التشريعات الخاصة بتنظيم حمل السلاح الشخصي وقال إن التشريعات طالما كانت تركز على السلاح الثقيل والمتوسط أما الشخص غير المرخص فعقوبة حمله 5000 ريال غرامة مع رد السلاح المصادر مؤقتاً إلى المخالف ولهذا نتطلع إلى تعديل العقوبة لتصل إلى السجن لأن حمل السلاح والتجول به في المدن وعواصم المحافظات سلوك يشوه الثقافة المدنية لذا فالجميع مطالبون بتأييد ومناصرة كل سلوك مُعبر عن وعي وإدراك أهمية نبذ الظواهر السلبية والعادات المتخلفة والعقليات البدائية ..الدولة المدنية تحققها عقليات مدنية لا قبلية. دور منظمات المجتمع المدني مُنظمات المجتمع المدني في تعز تستعد لتنفيذ حملة واسعة بهدف تعزيز الأمن والسلم ولا نخفي انتقاداتها لدور اللجنة الأمنية في المحافظة خلال الفترة الماضية لجهة عدم الانتشار الأمني في الشوارع ولكثرة الحوادث الأمنية والمسلحين في أماكن عامة. تعز أكبر من المصالح الذاتية سمير المقطري رئيس منظمة نفوذ أكد أن الأيام القليلة القادمة ستشهد حملة لإزالة واحدة من ملامح فترة الصراعات ألا وهي طغيان المصالح الذاتية والحزبية على المصالح العامة. وأضاف قائلاً: نسعى إلى توعية الناس وتعزيز قناعاتهم بأن تعز أكبر وأهم من المصالح الحزبية وخلافات المختلفين فالخلافات لها مكانها الخاص بها ولتعز مكانتها الثقافية والحضارية وللجميع حق لدى الأحزاب والجماعات.. بأن يبقى للرحمة في الاختلاف مكان بحيث لا ينسى أي طرف أو مجموعة مسئوليتهم تجاه مدينتهم حتى تظل قادرة على تقديم نموذج أفضل للتفاعل والشراكة والعطاء من أجل أمن مستتب وحياة طبيعية ومن واجب كل شخص أن يساهم في الترويج الإعلامي لضرورات الأمن والاستقرار. تنسيق وفي إطار تحالف منظمات المجتمع المدني وشعار تعز مسئوليتي قال المقطري : ننسق مع اللجنة الأمنية وقيادة المحافظة من أجل ضمان نجاح أي جهد في جانب تعزيز الأمن والاستقرار وهدفنا أولاً أن نعرف من اللجنة الأمنية ما يمكننا من تنفيذ خطوات ناجحة وهو ما يعني أن نجد من اللجنة حقائق حول جوانب الملف الأمني حتى نقول فيها رأياً يخدم الشراكة المجتمعية في تعزيز الأمن وسنقول إن ماهو صحيح يستحق الثناء وماهو خطأ سنقول هو خطأ ، لا ينبغي أن تكون منظمات المجتمع المدني مغيبة عن المشهد الأمني ولابد أن تكون مشاركة بفاعلية يوم 911 2013 حيث ستدشن حملة نظافة في المدينة. تعزيز الأمن المقطري يعتبر أن حملة النظافة في هذا اليوم والاستعداد لتدشين مهرجان تعز عاصمة الثقافة في إطار “تعز مسئوليتي” تسعى منظمات المجتمع المدني لا لتحالف في إطار واسع تنفيذ حملات توعية لنشر مفاهيم وتعزيز قيم وسلوكيات تسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في تعز كأولوية تهم الناس جميعاً وسيتم في هذا الإطار التوعية بمفهوم الأمن ومسئولية الأحزاب والتنظيمات السياسية في تعزيزه باعتبار تعز أكبر وأهم من المصالح الحزبية ومسئولية تحقيقه وضبط السلاح المنفلت يتطلب تحمل الجميع بمسئولياتهم في الحفاظ عليه. لكن عندما تكون القمامة متراكمة في كل مكان فكرنا أن نبدأ بحملة النظافة في يوم 9 11 من خلال نزول ميداني لمتطوعين من شباب وموظفين وطلاب وضمن البرنامج سيتم توزيع أدوات النظافة على لجان في الأحياء وعقال الحارات بعد أن شكلنا فرقاً أولية لهذا الغرض بحيث تستمر عملية الاهتمام ومتابعة أعمال النظافة وضمان الأخذ بشروطها على الدوام، نتمنى أن يسهم الناس في نجاح هذه التجربة ونثمن مشاركة القطاع الخاص في دعم الحملة وتمكين لجان الأحياء من الوسائل لضمان استمرار النظافة من أجل مدينة جميلة بنظافتها وأهمية الخطوة تأتي من كون أن بعض الأمراض الوبائية انتشرت رغم أعمال الرش بالمبيدات لمكافحة البعوض من قبل جهة الاختصاص قبل أيام وحملة النظافة تحظى بدعم المحافظ وسيكون للقطاع الحكومي دوره الفاعل ووجدنا تفاعلاً إيجابياً من الأحزاب. نظافة وأمن وقال المقطري : تحالف منظمات المجتمع المدني يكون بذلك قد انطلق من أرضية نظيفة نحو أهداف الحملة في الجانب الأمني وتعزيز السلم من خلال استهداف طلاب المدارس ضمن أهداف “تعز مسئوليتي” وإعدادهم لعمل مهرجان كرنفالي وتنفيذ برنامج يستطيع من خلاله العديد من الطلاب والطالبات المساهمة الفاعلة من خلال الخطابة وقراءات الموضوعات الهادفة من خلال الإذاعات المدرسية تركز حول مستقبل مدينة تعز كعاصمة ثقافية ومدينة ذات طبيعة مدنية من أخص خصائصها الأمن والسلم.. هذه الأهداف سيتم تحقيقها بمشاركة المجتمع وسيلعب الطلاب من خلال دور 150 إذاعة مدرسية على نقل أفكار وقيم ومعلومات إلى أسرهم ومحيطهم الاجتماعي لتعزيز ميول واتجاهات وسلوكيات تجعل من مدينة تعز نموذجاً في الأمن والاستقرار والنظافة والجمال.. وقد اختير عدد من الطلاب من كل مدرسة لهذا الدور ولن يتوقف الاهتمام عند دور الأطفال في الكرنفال ولكن جزء من الهدف جذب انتباه المسئولين الحكوميين والحزبيين إلى معاناة الأطفال وحقوقهم في الأمن والبيئة النظيفة والصحة العامة لأن مشاكل الفترة الماضية نتج عنها تدهور بيئي وسوء نظافة وظهور أمراض ومنها التيفود وحمى الضنك والمخيف أن الاختلالات الأمنية وانشغال الحكومة وأجهزتها وتعطل مشاريع بسبب الصراعات يوجد من أثاره سواء في اليمن أو بلد كسوريا عودة حالات من مرض شلل الأطفال.. الحركات الاحتفالية واللافتات المعدة تقدم بأسلوب توعوي جميل. لامبالاة بعض المواطنين من فئة الشباب وكذا الطلاب عبروا عن اندهاشهم من عدم التفاعل مع ما أسموه الدعوة إلى مسيرات مؤيده لمنع حمل السلاح داخل مدينة تعز بعد تجمع عدد محدود ومعهم لافتات وسيارة بمكبرات الصوت في جولة وادي القاضي يومي الأحد والاثنين من الأسبوع المنصرم، رغم أن الترويج جاء مبكراً باللقاء التحضيري لمبادرة تعز مسئوليتي. من هؤلاء من اعتبر أن المواطنين مازالوا منذهلين مما آلت إليه الأوضاع الأمنية في المدينة بسبب انتشار المسلحين أثر خطوات كانت قد حققت نجاحات في منع حمل السلاح في بداية عهد المحافظ شوقي هائل.. إحساس المواطنين وخاصة الشباب يتجه إلى الشك بنوايا القوى السياسية في الحفاظ على خصوصية مدينة تعز باعتبارها تؤام السلم.