تعتبر نقابة الصحفيين اليمنيين أهم الكيانات التي يؤدي أعضائها ومنتسبيها أدواراً مهمة في تشكيل الوعي المحلي والمجتمعي على مختلف مستوياته ومراحله, ونظراً لما تمثله النقابة من أهمية للدولة والمجتمع والدور الذي تقوم به في ظل الوضع الحالي للبلد والذي وصفه وكيل نقابة الصحفيين الأخ سعيد ثابت سعيد ب (المهلهل والباهت)، في هذا اللقاء الذي تضمن استعراض أهم التحديات والمشاكل التي يواجهها الصحفيون ونقابتهم، وأسباب تأخر انعقاد الجمعية العمومية وانتهاء فترة أعضاء النقابة القانونية, والكثير من المعلومات التي تهم الوسط الصحفي.تعثر النقابة لماذا لم يتم إلى الآن انعقاد الجمعية العمومية وانتخاب قيادة جديدة للنقابة؟ تعمل النقابة في ظل وضع استثنائي, نحن في مرحلة انتقالية ويفترض أن يكون هناك مؤتمر لإقرار مشروع النظام الأساسي، لكن لم تتمكن النقابة من ذلك نتيجة للظروف السياسية وظروف التمويل, فالنقابة تعاني الآن من تعثر في مسألة عقد مؤتمرها العام بسبب عدم تمكنها من الحصول على التمويل الحكومي رغم أن قيادة النقابة قدمت المذكرة لرئاسة الجمهورية منذ أكثر من عام ولم نتلق أي رد حتى الساعة, لكنا ننظر إلى المرحلة الانتقالية والظرف السياسي الصعب جداً, مؤتمر الحوار والزملاء منغمسون في أوضاعهم, وأيضاً ظروف النقابة ووضعها المهلهل للأسف الشديد, لكن رغم ذلك النقابة تقوم بدورها الاستثنائي ريثما يتم دعوة الزملاء إلى المؤتمر العام. لا يجوز تغيير قوام المؤتمر تعلمون أن هناك أموراً كثيرة عُلقت حتى انعقاد المؤتمر من ضمنها فتح باب العضوية.. هل من الممكن معالجة العشرات أو المئات من طلبات العضوية إلى النقابة كون انعقاد المؤتمر لا يعلم بولادته إلا الله؟ نحن عندنا ملفات موجودة لعدد من طالبي العضوية المستجدين لا يتعدى عددهم بالمجمل (150) من طالبي العضوية, لكن لم نفتح باب العضوية بعد إغلاقه فلا بد أن تكون هناك تحضيرات لمؤتمر عام, ولا يجوز تغيير قوام المؤتمر العام، هؤلاء بانتظار اجتماع اللجنة التي يجب أن تنظر في الملفات للبت فيها, طبعاً تعثرت اللجنة في جمع الزملاء لكن إن شاء الله تبت في الأيام القادمة لتصفية الملفات الموجودة لدى النقابة, وليس هناك أي استعداد لدى النقابة أن تستقبل أي ملفات عضوية أخرى. تقصد أن هناك اجتماعاً مرتقباً سيتم قبل نهاية العام؟ نتمنى أن ينتهي العام وقد اجتمعت اللجنة كما أتمنى من الزملاء أن نجتمع كأعضاء لجنة في الأوقات المعتادة كما كنا في الماضي. عمل النقابة ليس برستيجاً ما صحة أن نقابة الصحفيين اليمنيين تتباطأ في عقد مؤتمرها مستغلة الوضع من أجل التمديد؟ أبداً لا نريد تمديداً ونحن دعونا أكثر من مرة أننا نخلي مسئوليتنا ويتحمل عنا الزملاء ونحن مستعدون إذا كان الزملاء قادرين أن يحضروا في المؤتمر العام على حسابهم نحن سنعقده اليوم قبل الغد، عندنا استعداد يعلم الله أن زملاؤنا في مجلس النقابة كلهم يريدون أن يسلموا الأمانة للجمعية العمومية لان هذا العمل ليس عملاً برستيجاً بقدر ما هو عمل نضالي كبير وشاق . هل تم أن النقابة قامت بإصدار بطائق عضوية لغير الصحفيين من منتسبي الأحزاب أو غيرهم؟ هذا الكلام غير صحيح 100 % ونحن نتحدى أي جهة تقدم دليلاً واحداً على أشخاص تقول إن هؤلاء ليسوا صحفيين وحصلوا على بطاقات, نحن مستعدون أن نتحاسب أمامهم وأمام الرأي العام فقط يقدمون الأدلة والإثباتات لهذا الأمر، ونحن مستعدون أن نحاسب أنفسنا ويحاسبونا، والنقابة تقوم بالدور المتاح لها. امتيازات أين يتجسد دور النقابة في حماية الصحفيين اليمنيين؟ النقابة تقوم بالدور المتاح لها فالنقابة ليست سلطة ولا قوة تستطيع أن تضبط أو تمنع لكنها تقوم بحماية من ناحية دعم الصحفيين, توفير الحماية والتأييد والمناصرة لهم وقطع الطريق على الاعتداءات. الامتيازات التي يفترض أن تكون للصحفي هل هي موجودة فعلاً؟ الامتيازات التي يحصل عليها الصحفي في النقابة عديدة لكن أهم امتياز أن النقابة تقوم بتوفير الحماية والدعم والمناصرة لكل الزملاء الصحفيين حتى ولو لم تتح لهم فرصة الانتماء إلى النقابة نتيجة إغلاق باب العضوية أو غيرها, وتظل النقابة ملزمة أخلاقياً وأدبياً أن تدافع وتحمي الصحفيين في هذه المرحلة, وهناك امتيازات ليست بالقدر الكبير نحن نطمح إلى أن تحقق النقابة امتيازات حقيقية على الصعيدين الخدمي والاجتماعي في المستقبل إن شاء الله. هناك من الصحفيين من يشكو أن النقابة تكيل بمكيالين تجاه الصحفيين كما أن دورها ميت؛ هل ترى ذلك؟ النقابة دورها باهت وليس ميتاً، النقابة موجودة لكن بُهت دورها نتيجة ظروف موضوعية في البلد, وظروف ذاتية لأعضاء قياداتها, ظروف انتهاء الفترة القانونية لمجلس النقابة، والأصل أن تكون هناك انتخابات قبل فترة تنتخب قيادة جديدة وليس هذا المجلس, ولكن كما قلت لك الظروف السياسية كانت سيئة, التمويل اللازم لم نتمكن من الحصول عليه فحوالي 1500عضو في مجلس النقابة يتم دعوتهم من كل محافظات الجمهورية من صنعاء إلى المهرة إلى سقطرى, ودعوتهم إلى هنا تحتاج إلى إقامة ويحتاجون إلى تمويل وهذا مالم نتمكن من الحصول عليه من الحكومة, وأنا من هنا أوجه نداء للأخ رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي أن يلتفت للصحفيين ويهتم بهذا القطاع وخاصة بنقابة الصحفيين, نحن الحقيقة نعتب على رئاسة الجمهورية لعدم الاهتمام الكافي بالنقابة والصحفيين. دورات تدريبية لماذا لا يتمتع كافة الصحفيين في الحصول على الدورات التدريبية التي تقوم بها النقابة؟ النقابة للعلم هي في الأصل تعطي الدورات التدريبية لمنتسبيها من الأعضاء لكن رغم ذلك قامت النقابة بنوع من حسن النية بأن وسعت في بعض الدورات التدريبية ووفرت فرصاً للتدريب وقامت بطلب المؤسسات الإعلامية بترشيح زملاء وزميلات لحضور تلك الدورات من المؤسسات الإعلامية، ورغم ذلك هي دورات محدودة حققت النقابة في هذا جهداً جيداً ونأمل في الأيام القادمة أن تحقق دائرة التدريب مزيدا من الدورات مشكورة بجهدها الماضي. وماذا بشأن الدورات التدريبية خارج اليمن؟ الدورات التدريبية خارج البلد لم تحدث إلا مرتين تقريباً مع اتحاد الأدباء والكتاب واتحاد الصحفيين العرب, ومن شارك في هاتين الدورتين كانوا من داخل النقابة. قانون الصحافة لا يزال مُجَمّدْاً إلى أين وصل قانون الصحافة والمطبوعات الذي نسمع عنه منذ سنين؟ نحن أعدينا مشروع قانون الصحافة مع بعض الجهات لكن لا زال مجمداً في درج الحكومة، وأنتِ تعلمين أننا في مرحلة حوار وطني ومرحلة إخراج دستور جديد, وكل القوانين يجب أن يعاد فيها النظر وفق الدستور الجديد الذي سيخرج به الحوار، وبالتالي كل القوانين المعلقة في البلد ومن ضمنها هذا القانون، من قبل عام 2009م أنجزنا مشروع القانون وعُلق، كانت حكومة العهد الماضي غير متفاعلة مع مشروع النقابة وكانت ضد ذلك المشروع لأنه يوفر حرية أكبر وكان النظام السابق لا يعطي هذا الأمر للصحفيين. من هي تلك الجهات التي تعاونت مع نقابة الصحفيين في إعداد مشروع قانون الصحافة والمطبوعات؟ قمنا بالشراكة مع برلمانيين ضد الفساد ومنظمة آريكس, وساهمنا في عقد ندوات داخل اليمن وخارجه, وأنجزنا المشروع وقدمناه عبر برلمانيين ضد الفساد وهم الذين تبنوا هذا المشروع في البرلمان وقدموه إلى مجلس النواب ونوقش لكن في آخر لحظة تم حفظه في الدرج. تفاءلنا خيراً بصدور قانون حق الحصول على المعلومة ويا فرحة ما تمت لم يقطف أو يلمس الصحفي فوائده، فأين الخلل والتقصير في ذلك؟ قانون حق الحصول على المعلومة قد صدر ونحن أيديناه وباركناه وكنا قريبين منه وكان زملاؤنا برلمانيون ضد الفساد في مجلس النواب هم الذين اعدوا المشروع بالتنسيق مع زملائهم في النقابة، ونحن لا زلنا ندعو الحكومة التي شكلت مسئولاً على قانون حق الحصول على المعلومة إلى تفعيل هذا القانون الذي لم تكتمل بُناه المؤسسية حسب ما ابلغني مسئولها الذي تم تعيينه مؤخراً بأن الهيئة لم تتشكل كبنية تحتية واعتقد انه عندما تكتمل هذه المؤسسة الخاصة بالحصول على المعلومة ستتعاون الجهات مع الصحفيين.. نأمل ذلك. مؤامرات ماذا تريد أن تقول في ختام هذا اللقاء للنقابة والصحفيين؟ أوجه رسالة إلى مزيد من التلاحم والتعاضد بين الزملاء الصحفيين سواء كانوا في مجلس النقابة أو خارج النقابة ككتلة واحدة , يجب أن يتوحدوا ويتماسكوا ويقووا صفهم لمواجهة التحديات , والتحديات القادمة صعبة جداً، هناك مؤامرات تستهدف وحدة الصحافة والصحفيين ووحدة كيانهم النقابي.. ادعوهم إلى مزيد من الاهتمام والاطلاع والثقافة والموضوعية والعمل المهني بعيداً عن الاستقطابات السياسية، حتى لو كان الصحفي حزبياً عندما يمارس عمله الإعلامي يجب أن يتحرر من هيمنة الحزب في عمله المهني يخلع عباءته الحزبية خارج العمل الصحفي, يمارس عمله ثم يعود إلى موقعه الحزبي لا يمنع ذلك، لكن في العمل الصحفي يجب أن يكون موضوعياً ومهنياً لا أقول حيادياً لان الحياد اعتبره خرافة ليس هناك حياد إنما هناك مهنية واحترام لمهنة العمل, أيضاً أدعو الصحفيين الذين انخرطوا في موجة الإثارة وصحافة الإشاعة أن يعيدوا الحسابات من جديد ويدركوا أنهم يسيئون لأنفسهم قبل أن يسيئوا لمهنة الصحافة.