أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق وبالرصاص الحي والمطاطي وأعتقل متضامنين أجانب إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، وإعتدائها على عدة مسيرات بعدد من المحافظات بالضفة الغربية المحتلة. وشهدت محافظات بيت لحم ورام الله والخليل وجنين مسيرات منها مسيرات بلعين والنبي صالح والمعصرة الأسبوعية، أصيب خلالها عشرات المواطنين الفلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وبحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قمعت، اليوم، مسيرة المعصرة الأسبوعية ببيت لحم، واعتقلت متضامنا فرنسيا. وأفاد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية، بأن جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين في المسيرة واعتقلوا متضامنا فرنسيا يدعى جاكي. وأشار بريجية إلى أن المشاركين، وعلى طريقتهم الخاصة المناهضة للجدار، نظموا مباراة كروية قرب الجدار شارك فيها متضامنون أجانب، إلا أن جنود الاحتلال حاصروهم ومنعوهم من مواصلة اللعب. وفي رام الله أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين ومتضامنين أجانب بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، اليوم، جراء قمع الاحتلال لمسيرة بلعين الأسبوعية، التي جاءت اليوم إحياء للذكرى التاسعة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات. وشارك في المسيرة، التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، أهالي القرية، ونشطاء سلام إسرائيليين، ومتضامنون أجانب، إضافة لوفدين من النرويج وفرنسا. ورفع المشاركون العلم الفلسطيني، وصورة كبيرة للشهيد الرئيس ياسر عرفات، وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى، والحرية لفلسطين. وقالت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين إن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، صوب المشاركين عند وصولهم إلى الأراضي المحررة بالقرب من جدار الضم والتوسع العنصري، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق. وكان المنسق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب أبو رحمة قدم للوفدين النرويجي والفرنسي، قبل انطلاق المسيرة، شرحا مفصلا عن تجربة بلعين في مقاومة الاحتلال والاستيطان والجدار في السنوات السابقة، وعوامل نجاح تجربتها بمقاومة الاحتلال، مشجعا الوفود الدولية على المشاركة بالمسيرات ضد الاحتلال والاستيطان والجدار. وفي الخليل أصيب شاب فلسطيني بجراح في مواجهات اندلعت عصر اليوم مع جنود الاحتلال بمنطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل.. كما أصيب عدد من الشبان بحالات إختناق، وذلك عقب تشييع جثمان الشاب أنس الأطرش، الذي أستشهد ليلة أمس على حاجز الكونتينر. وأفادت "وفا" بأن المواجهات اندلعت بين الشبان وجنود الاحتلال في مركز المدينة التجاري، ما أسفر عن إصابة عدد من الشبان بحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، جرى علاجهم ميدانيا من قبل الطواقم العاملة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وأضافت إن جنود الاحتلال اعتلوا أسطح عدة منازل في منطقة باب الزاوية، وأطلقوا قنابل الصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط صوب المواطنين. وكانت جماهير محافظة الخليل قد شيعت عقب صلاة الجمعة الشهيد الأطرش من مسجد جامعة بوليتكنك فلسطين "أبو عيشة" إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بمنطقة وادي الهرية بمشاركة رسمية وشعبية. كما شيعت في جنين بعد ظهر اليوم، جثمان الشهيد بشير سامي حنانين (28 عاما)، من قرية مركة، الذي استشهد مساء أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس. وانطلقت مسيرة التشييع، بموكب عسكري رسمي لقوات الأمن الوطني الفلسطيني من أمام مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان في جنين، باتجاه مسقط رأسه في مركة، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه، من قبل ذويه وأحبائه ورفاقه. وردد المشاركون في مسيرة التشييع الهتافات والشعارات المنددة باغتيال الشهيد حنانين بدم بارد. ونفت عائلة الشهيد، إدعاءات سلطات الاحتلال أنه كان يحمل مسدسا للألعاب النارية، مؤكدة أنه لا يمكن لأحد أن يصدق أن الشهيد الذي يعمل أستاذا في جامعة خضوري، أن يفعل ذلك، منددة بتصفيته وإعدامه بدم بارد وتركه على الأرض لساعات واحتجاز جثمانه. وقال والده إن قوات الاحتلال اقتحمت منزله في مركة، حيث أخضع لاستجواب لساعتين دون إخباره عن استشهاد نجله. إلى ذلك أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، اليوم، خلال قمع مسيرة النبي صالح الأسبوعية. وقالت حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية في القرية "انتفاضة": إن المسيرة، التي انطلقت اليوم تحت شعار "الوفاء للياسر ودماء الشهداء"، جابت شوارع القرية، ورفع المشاركون فيها صور الرئيس الشهيد الراحل ياسر عرفات، والعلم الفلسطيني، وصولا إلى مدخل القرية الرئيس حيث البوابة الحديدية. وأضافت "انتفاضة" إن المتظاهرين حاولوا فتح البوابة المغلقة منذ حوالي 10 سنوات، وسط ترديد الهتافات المطالبة بإزالة الحواجز وفتح الطرق، وزوال الإحتلال، والتنديد باغتيال الاحتلال لشابين من جنين والخليل على حاجزي زعترة والكونتينر ليلة أمس. وأوضحت أن جنود الاحتلال هاجموا المشاركين بالمسيرة وأطلقوا وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط صوبهم، ما أسفر عن إصابة العشرات بحالات اختناق، إضافة لإلحاق أضرار بالممتلكات العامة والخاصة. سبأ
