الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لعنة الجوازات تطارد اليمنيين في ماليزيا!!
نشر في الجمهورية يوم 19 - 11 - 2013

يتحمل المواطن اليمني في المهجر شتى أنواع الإساءات والمعاملات غير اللائقة؛ يأتي هذا في ظل تجاهل دبلوماسينا للمهمة التي ذهبوا وعينوا من أجلها، فما إن ينتهي الشعب اليمني من أزمة حتى تأتي أخرى، وكأن لعنة الجوازات أصبحت حكراً علينا كيمنيين في شتى بقاع العالم، خلال الأشهر الماضية وصل إجمالي ما تم ترحيلهم من المملكة العربية السعودية إلى عشرات الآلاف من العمال تحت مبرر أنهم لم يحسنوا أوضاع إقامتهم، يتكرر الحديث اليوم في ماليزيا عن الإقامات، وكأن خطاً مفتوحاً أصبح يمتد نحو عمالتنا في الخارج فيما مسئولونا يظلون يتعللون بأن مثل هذه القرارات تعد سيادية لا دخل لأحد فيها..
إلى ما قبل خمس سنوات لم تعرف ماليزيا الدولة الإسلامية الناشئة في أطراف القارة الأسيوية نظام الإقامة ، كان العمال اليمنيون يدخلونها بجواز سفر لا أكثر ، اليوم تتبع ماليزيا الأسلوب السعودي في تطفيش العمال الأجانب ومنهم اليمنيون ، وشنت الجوازات الماليزية في الفترة الأخيرة حملات تفتيش ومداهمة واسعة لمختلف الولايات ومنها العاصمة “كوالامبور “ بحثاً عن عمال مجهولين دخلوا البلاد بهدف السياحة وقعدوا للعمل بدون إقامة بعد انتهاء الفترة المخصصة لزيارتهم . وكانت ماليزيا إلى فترة قريبة لا تهتم بالإقامة إلا أنها أصدرت مرسوماً فجأة من وزارة العمل وبدأت بتطبيقه فوراً.
سجون قذرة
يقول عمار خالد وهو مواطن يمني التقيت به أثناء عودته لليمن لقضاء إجازة العيد، ان ماليزيا تغيرت في الفترة الأخيرة وبدأت تشن حملات واسعة على مختلف الولايات ،بحثاً عن مجهولين، وأوضح أنها ضبطت حوالي 114 عاملاً يمنياً ممن انتهت فترة تأشيرات إقامتهم في البلاد، وأضاف خالد أن من تم ضبطهم سيودعون السجون ولا احد سيعرف عنهم شيئاً.
- السجون في ماليزيا أكثر قذارة من أي بلد آخر، لا يوجد بها حمامات لقضاء الحاجة، ويقيد كل شخصين بسلسلة واحدة، واذا أردت قضاء حاجتك تضطر للذهاب مع رفيقك إلى زاوية الغرفة، لقضاء حاجتك وأضاف :مثل هذه المعاملات كفيلة بان تزرع في نفسيتك انطباعاً سيئاً ،ومرضاً نفسياً لا يقدر احد على علاجه.
- واشتكى من وضع السفارة اليمنية في ماليزيا ،وتعاملها السيئ مع المقيمين ،وقال أنها لا تعرف عن معاناة العامل شيئاً ،وأن الفرد اذا كان عنده معاملة في السفارة يظل منتظراً لساعات ولأيام في حوش السفارة ،ومن ثم يطلب منك ان توقع أوراقك ومعاملاتك من شباك صغير يجلس عليه احد الموظفين وكأنك في سجن ، لا في سفارة وجدت لخدمتك ،واستغرب من سلوك الموظفين فيها والذي لا يزال السلوك المتعالي يسكن فيهم ،ولم تؤثر فيهم عادات وثقافة البلد الذي يتواجدون فيه.
ويضيف خالد: “ أنت عندما تتعرض لمشكلة ما ،أو لتوقيف من قبل الشرطة ،أو لأي ظرف طارئ تحاول الاتصال بسفارة بلادك كونها المسئولة عنك ،لكن تلفون السفارة يظل يرن دون ان يرد عليك احد ،وبعد عدة اتصالات يرفع الهاتف احدهم ويجاوبك بتعال ،وعندما تخبره انك واقع في مشكلة ،يبدأ يسألك عن موقعك ،ثم يعتذر منك للحظة ليرد عن هاتفه الشخصي أو ليستقبل شخصاً قادماً ويتركك على الخط إلى ان تمل وتغلقه، تحاول مرة ثانية فلا يرد عليك احد ،وهذا السلوك تكرر أكثر من مرة مع الكثير من الزملاء.
- وكيل وزارة المغتربين لشؤون الجاليات اليمنية عبد القادر عائض قال: هذا الموضوع كثير ما سمعنا عنه ،كان بودي ان تأخذ هذه التساؤلات إلى الأخ وزير الخارجية لأنه كلما تحدثنا عن مثل هذه التجاوزات والإجراءات كلما اعتقد الآخرون أننا بيننا مماحكات، لا يوجد بيننا وبين وزارة الخارجية مماحكات ، كل ما يوجد هو عمل مكمل لبعضنا البعض، وأضاف : نريد من الإخوة في وزارة الخارجية ان يراعوا وان يجددوا النظر في تعييناتهم للقياديين في سفارات بلادنا في الدول المختلفة وان تؤخذ كل دولة في اطار وضعها والإمكانيات الموجودة فيها لان مشاكل مغتربينا كثيرة ومتعددة وتتجدد كل يوم ،والوضع القائم اليوم في ماليزيا ربما يكون قائماً في دولة أخرى يتمتع اليمني بحق الدخول والخروج فيها وفقاً للاتفاقيات الموقعة بين اليمن وتلك الدول”، وأشار إلى أن السفارة ومسئولياتها تتعلق بوزارة الخارجية ، وهم اعلم من هم موظفوهم في هذه السفارة، لكن يجب على الإخوة في السفارة ان يقوموا بمسئولياتهم لأنه أمامهم مسئولية كبيرة ،ما لم يقوموا في مثل هذه المسئولية إذن ما هو العمل الذي يقومون فيه.
- وقال عائض: إن مملكة ماليزيا والحكومة اليمنية عملت اتفاقاً على تسهيل دخول مواطني الدولتين بدون تأشيرات مسبقة ،وبالتالي كثير من مواطنينا يذهبون إلى ماليزيا في اطار هذا التسهيل القائم ،لكن ما إن يتمكنوا من الحصول على العمل ؛حتى يبدأوا في البقاء خارج نطاق هذا الاتفاق الذي يقضي بأن يدخل في إطار السياحة لمدة 90 يوماً ثم يغادر، وبالتالي عندما يتجاوز هذه المدة ويبدأ في العمل يكون في هذه الحالة مخالفاً للقانون، واكد انه في بلد الاغتراب ينبغي ان تذهب الأمور بالطرق القانونية، فإذا لقيت عملاً بإمكانك مراجعة السفارة هناك ومراجعة الجهات المعنية في ماليزيا.. يضيف: “ ان وزارة المغتربين تعمل اليوم في إطار هيكلة الوزارة وفقاً لقرار رئاسة الجمهورية الأخير المتمم بموجبه إنشاء قطاع لتنظيم الهجرة، سيكون من أولوية مهام القطاع هذا انه يبحث عن مصادر فرص عمل سواء في ماليزيا أو غيرها، ونحن قد أرسلنا بمشروع الاتفاق، ولا نريد ان يكون هناك تفويض عشوائي، وعما ستفعله وزارته قال: أنت لا تستطيع ان تعمل لهم شيئاً بقدر ما تعمل مع الدولة على معالجة كل قضية بوقتها، نحن لم يوكل إلينا عملية تنظيم الهجرة إلا منذ أشهر، نحن في إطار ترتيب أوضاعنا الداخلية لأننا لا نريد ان يكون هناك تتويج عشوائي حتى لا يكون وضع المغترب بصورة ما هو قائم في دول الجوار، واستطرد عائض: لم نتمكن من تأسيس الجالية اليمنية إلا في الفترة الأخيرة، ويرأسها الأخ تاج الدين وهو شخصية ممتازة وجيدة ،واستطاع خلال الفترة الوجيزة ان يرتب الأوضاع حتى استطاع ان يرتب زيارة للأخ أحمد المريسي وكيل وزارة الأعمال الماليزية ،التقينا به في الوزارة وعاد بانطباع جيد ونأمل ان تتحسن الأوضاع.
تساؤلات لوزارة الخارجية
بدورنا اتجهنا نحو مقر وزارة الخارجية، انتظرنا حوالي ساعة في مكتب وكيل الوزارة الفني /محمد حسين حاتم ، إلى ان سُمح لنا بالدخول ،وبعد أن التقينا به ،اعتذر وقال إن المفوض بالتصريح في هذا الأمر رئيس الدائرة القنصلية السفير احمد حميد عمر، بدورنا أخذنا رقم هاتفه وتواصلنا معه الساعة الثالثة عصراً ،أخبرني ان آتي إلى مكتبه للحديث، حضرت إلى مكتبه الساعة التاسعة صباحاً لكنه وصل العاشرة إلا ربع ،وحينما دخلت عليه قال إن لديه اجتماعاً في الوزارة واعتذر عن الحديث وقال: تعال لي في أي وقت آخر ، لكن في نفس الوقت كان هناك شخص لديه معاملة وكان قد دخل قبلي فأخبره ان لديه مقابلة معي ،لكنه استغرب حينما وصلتُ وأخبرني ان لديه اجتماعاً، لكنه قبل مغادرته في دردشته العابرة معي قال إنه اتصل بالسفير في ماليزيا فأجابه ان إثارة الموضوع على مستوى الإعلام سيعرقل الوضع أكثر، ونحن نريد ان نحل الموضوع ودياً، واعتذر خارجاً.
- وفي تصريح سابق له قال رئيس الجالية اليمنية في ماليزيا/عرفات تاج الدين إن الجالية قد شكلت مع السفارة غرفة عمليات على مدار الساعة لحل ما أمكن من مشكلات العمال، وأضاف: تم اعتقال بعض اليمنيين ونجحت الجالية والسفارة في تجاوز هذه المشكلة, ولازالت الحملة مستمرة ولكن بوتيرة اقل, وأشاد بالجهود المبذولة من قبل كثير من رجال الأعمال في الجالية.
مشاكل كثيرة
تحدث القنصل العام والقائم بأعمال السفير في ماليزيا الأسبق المستشارعبد الله الجبوبي عن مشاكل العمال اليمنيين في ماليزيا وقال: تتراوح ما بين فتح مطاعم قبل الحصول على الترخيص واستكمال الإجراءات القانونية وعدم وجود عقود عمل بين العمال وأصحاب العمل ،ووقوع بعض حالات النصب والاحتيال في الاستقدام لماليزيا بغرض العمل من قبل مكاتب يمنية وماليزية، وأن هناك أكثر من 80 % من العمال في المطاعم بدون إقامات، وأضاف لموقع (يمن المستقبل) الطلابي بماليزيا : يلجأ البعض إلى مكاتب الأمم المتحدة للحصول على إقامات لكن لا يحق لهم العمل بها وبالرغم من هذا يعملون ويتم تعريضهم للمساءلة، بالإضافة إلى استئجار السيارات غير المؤمن عليها من أشخاص بصفه شخصية، وعدم قيام الغالبية العظمى بعمل تأمين صحي ويواجهون مشاكل كبيرة عند حصول الحوادث أو الأمراض المفاجئة التي تتطلب الرقود في المستشفى، وعدم حمل جواز السفر الذي توجد به الإقامة وفي هذه الحالة يتعرض السائح أو المقيم للحجز لمدة 14 يوماً اذا لم يكن حامل جواز سفره، وأخيراً مسألة الزواج من ماليزيات دون استيفاء الشروط القانونية اليمنية والماليزية، وأكد أن هذه المخالفات ترهق السفارة وتشوه سمعة المواطن اليمني.
- هنالك شروط يجب ان تتوافر لدى المسافر للحصول على تأشيرة السياحة من المطار لمدة ثلاثة أشهر ومن لا تتوفر به هذه الشروط يحق لسلطات الهجرة بالمطار احتجازه ومنعه من الدخول وإعادته إلى بلده, وهذا ما يجهله بعض القادمين ويتعرض للحجز نتيجة ذلك ،ويضيف:«نرجو من أبناء الجالية والطلاب والسياح الالتزام بالقوانين الماليزية , ومعرفة قوانين ولوائح البلد قبل السفر إلى ماليزيا . كما ندعو شركات الطيران والجهات الأمنية في المطارات اليمنية إلى عدم السماح للسفر لأي مواطن لا تنطبق عليه شروط السفر».
قائمة الممنوعين
- من يخالف قوانين الهجرة أو يقوم بأي أعمال تخل بالأمن تضع سلطات الهجرة والجوازات اسمه في قائمة الممنوعين من الدخول إلى ماليزيا وترحيله , ويظل اسمه في قائمة الممنوعين من الدخول لفترة من ثلاثة اشهر إلى خمس سنوات والبعض منع نهائي وذلك حسب نوع المخالفة، ويضيف :«على المقيمين اليمنيين الالتزام التام والكامل في قوانين الهجرة والجوازات الماليزية وفي حالة عدم تمكنهم من تجديد إقامتهم فعليهم مغادرة البلد قبل انتهاء الإقامة ومن ثم العودة وسوف يحصلون على إقامة لمدة تسعون يوم كسائح وخلال هذه الفترة يستطيع ان يرتب إقامته ولديه متسع من الوقت».
- وقال الجبوبي: “المشكلة الحقيقية تكمن بقيام بعض العمال الذين شارفت إقامتهم على الانتهاء بالمغادرة إلى إحدى الدول المجاورة قبل انتهاء إقامتهم بيوم أو يومين ويعودون في اليوم التالي أو بعد يومين أو ثلاثة أيام وذلك لغرض الحصول على تأشيرة سياحة لمدة ثلاثة أشهر. وهنا يواجهون نوعين من المشاكل الأولى يتمثل في رفض بعض الدول المجاورة قبولهم الدخول من المطار لعدم وجود حجز فندقي ومبالغ مالية كافية وانتهاء إقامتهم في ماليزيا ويقومون بإعادتهم من المطار كمرحلين وعند وصولهم مطار ماليزيا كمرحل بنفس الرحلة التي سافروا عليها يتم احتجازهم بالمطار والتواصل مع السفارة لتدبير تذكرة سفرهم إلى اليمن وترحيلهم . والبعض الآخر يغادر ويعود وعندما يلاحظ موظف الهجرة الماليزي بالمطار تكرار قيام المواطن أو الطالب من الدخول والخروج يقوم باحتجازه وترحيله إلى اليمن, وهنالك أسباب أخرى أهمها مظهر المواطن أو الطالب وملابسه وأيضاً عدم امتلاكه لغة.
كما تمنع القوانين الماليزية علي القادمين إليها من العمل اذا كانوا يحملون تأشيرة سياحية , غير ان غالبية العمال القادمين من اليمن وخاصة القادمين للعمل في المطاعم يقومون بمباشرة أعمالهم حال وصولهم رغم ان لديهم تأشيرة سياحية حصلوا عليها من المطار لمدة ثلاثة أشهر. وحينما يتم القبض عليهم من قبل السلطات الماليزية التي تقوم بالتفتيش من وقت لآخر يتم محاكمتهم وترحيلهم .
ويضيف: “اذا قام الشخص المخالف للإقامة في ماليزيا حتى ولو كانت مدة المخالفة تصل إلى عشر سنوات وقام الشخص باللجوء إلى السفارة . تقوم السفارة بتحرير خطاب إلى مصلحة الهجرة والجوازات تطلب ترحيل الشخص بصورة نهائية ووضعه وعدم السماح له بالدخول إلى ماليزيا مدى الحياة , شريطة إرفاق تذكرة سفر مؤكدة للشخص المخالفة فإن السلطات الماليزية تعفيه من الغرامات ويقوم بالتبصيم بالعشر الأصابع ويدفع فقط 400 رنجت ماليزي ويتم ترحيله نهائياً دون توقيف أو حجز من قبل السلطات وذلك بضمانة السفارة ان يسافر بموعد التذكرة المسلمة نسخة منها للسلطات الماليزية».
انطباع مشوه
أحداث الربيع العربي تركت انطباعاً مشوهاً لدى الماليزيين عن المواطن العربي بشكل عام ، حيث كان المواطن الماليزي ينظر إلي العربي باعتباره سائحاً ثرياً ، فيجل له احتراماً ، لكن أحداث الربيع العربي قللت هذه النظرة وبدأ المواطن ينظر إليك باعتبارك هارباً من بلادك خوفاً من الأحداث والقتل، هذا السلوك وصل إلى الإعلام، وجسدته المسلسلات المحلية، قال خالد، ويضيف: “ ذات مرة وأنا أتابع إحدى المسلسلات المحلية رأيت صورة العلم اليمني فشدني هذا المنظر، وبدأت أمعن النظر، لتظهر حينها صورة الرئيس اليمني السابق وصورة المحتجين في الساحات ، ومن ثم ظهرت صورة طالب ماليزي يدرس في اليمن تغطيه الدماء «مقتولاً» ، ليأتي المشهد التالي ، تظهر خطيبته التي كانت تنتظره ليكمل دراسته ويتزوجا ، فتبدأ بالصراخ والبكاء، هذا المشهد كفيل بان يلعب في عاطفة الناس ويترك صورة نمطية في أذهانهم كون اليمن بلداً مضطرباً وتنتشر فيه وسائل القتل والموت، وهو ما يعكس نظرة الماليزيين لنا، قالها والحزن يملأ وجهه.
- واستطرد خالد: لم نسمع أي احتجاج من السفارة اليمنية في ماليزيا، ، وكأن تشويه صورة البلد لا يعنيهم وليس من اهتمامهم، قلت له: هذه قضية تُجسد واقع أبنائهم في اليمن، وهذا شيء يهمهم ، لذلك عرضوا مثل هذه المواقف ، قال : مثل هذه المشاهد ستنعكس سلباً علينا وعلى بلادنا ، وان من كان يفكر في زيارة اليمن ، سيقرر إلغاء هذه الزيارة.
المتنفس الوحيد
صديق الغربة والمغتربين «الفيس بوك»، النافذة الوحيدة التي تبقيه على اتصال وتواصل مع أهله وأصدقائه ومجتمعه ، به يعرف أخبار بلده أولاً بأول ، فلم يعد يحتاج الهاتف ليتواصل ، وعن طريقه يستقي حب وطنه الذي يجعله الحاضر الغائب في أعماقه . «نبدأ يومنا على الفيس كفنجان قهوة ، نستطلع الأخبار الصباحية ،ونتعرف على ما هو جديد في البلد أكثر من الأشخاص المقيمين فيها ،لكن جل ما يأسرني صورة لقريتي أو لأحد الأقارب والأصدقاء ، الصورة عند المغترب بمثابة هدية».
وعن انطباعه عن بلده اليمن بعد عودته قال : أصبحت انظر إلى اليمن وأتقزز من سلوك أبنائها ، في الفندق الذي أقمت به ، جاء زملائي وأتوا بالقات واضطررت للتخزين لكني لم أكن أتصور السلوك الذي سيفعلونه ، أنا كنت اخزن إلى كيس قدامي ، وعند انتهائي من التخزين أخذت الكيس إلى برميل القمامة لكن الآخرين تركوا الغرفة مجعوثة على الآخر تنتشر في كل أرجائها مخلفات القات ورحلوا، «في ماليزيا الشارع يكاد يكون سجادة، لا تجرؤ ان تقوم بأي حركة مثل رمي القاذورات من نافذة السيارة ، أو ان تتبول طرف الشارع ، اليمن بلادي أصبحت تتراجع إلى الوراء أكثر».
عمالة المطاعم
وصل عدد العمال اليمنيين الذين يعملون في المطاعم الماليزية خلال الثلاث السنوات الأخيرة إلى حوالي 95 % من إجمالي العمالة اليمنية. ويوجد أكثر من 200 مطعم يمني في ماليزيا متوزعة على عدد من المقاطعات ومنتشرة في ربوع ماليزيا، وتمثل نسبة النجاح في العمل في مجال المطاعم 90 %. حسب ما صرح به المستشار العيوب.
- يعمل عمار خالد - الذي تخرج من كلية الشريعة قبل ثلاث سنوات - في أحد هذه المطاعم في ماليزيا ويجنى حوالي ثمانين ألفاً، مبلغاً ضئيلاً مقارنة بالغربة التي يقضيها بعيداً عن أسرته وطفليه ،لكن ماذا يفعل حين لا يجد فرصة عمل في بلاده تمكنه من الاستقرار والعيش،
لماذا الغربة إذن ؟ يجيب ، أنا خريج ولم احصل على وظيفة تمكنني من الاستقرار ،ولا يوجد عمل يضمن لي مصاريف بيتي . حينها شعرت بالمرارة ترتسم على وجهه ،وبدا يسرد لي الدول التي عمل فيها بعيداً عن وطنه ،جيبوتي ،بنجلادش ودول أخرى لم تحضرني أسماؤها، هكذا هو حال اليمني منذ قديم الزمان ، يغترب بحثاً عن العمل لكن ما يجنيه لا يقارن أمام غربته التي تستمر لسنوات بعيداً عن أهله، يعود ليجلس معهم شهراً أو شهرين ويستعد للسفر مرة أخرى، وإلى حين يفكر بالعودة يكون طفله قد بلغ ثلاثة إلى أربع سنوات دون أن يكون قد رأى فيها وجه أبيه ولو لمرة واحدة.
القات «سَلَطة».. واليمني زوج ثقة!!
الحكومة الماليزية شديدة الصرامة، وقانونها مشدد ضد الأجانب، لدرجة أنها تنفذ الحكم على كل مخالف أجنبي بسرعة، يقول خالد أن الحكومة الماليزية تحتاط وتتخذ تدابير سريعة في حالة ظهور حادثة واحدة في أي جالية من الجاليات، وأنها تتخذ قراراتها وفقاً لحادثة واحدة .
وأوضح خالد أن الحكومة تمنع زواج المصريين والسعوديين من ماليزيات إلا بعد توقيع ورقة العقد من قبل سفارتهما، يأتي هذا التعامل على خلفية الزواج السياحي الذي كان يقيمه السياح المصريون والخليجيون أثناء زيارتهم للبلد، لكنهم يثقون في اليمنيين، كون اليمني يحافظ على كيان أسرته إذا ما تزوج من فتاة ماليزية، والكثير من الفتيات الماليزيات سافرن مع أزواجهن إلى اليمن بعد انتهاء فترة عمله أو دراسته.
إعدام مباشر
يسرد خالد حكاية طريفة عن القات في نظر المواطن الماليزي، يقول: حين كنا نمضغ القات كان المواطنون يسألوننا عن هذه الشجرة، فنجيبهم بأنها نوع من أنواع السلطة اليمنية الموجودة في بلادنا، وكانوا يستغربون منا حين نبقيها بأفواهنا لساعات. . بعد سنتين أو ثلاث من عودة العمال الماليزيين من السعودية، تم كشف أمرها لتصنف ضمن قائمة المخدرات، فأصدرت الحكومة الماليزية قراراً يقضي بالإعدام المباشر لكل من وجدت معه عشرة كيلو جرامات من هذه المادة .
ورغم القرار إلا أن القات كان يتواجد في خفية إلى قبل عامين حين ألقت السلطات الماليزية القبض على مهرب يمني بحوزته “ 200 ربطة “ ضعف الكمية الممنوعة عشر مرات، وعلى الفور صدر قرار الإعدام بحقه.. وبعد مفاوضات، قررت تخفيض الحكم إلى السجن لعشرين عاماً مقابل الإفراج, وهو أقصى تنازل قدمته الحكومة الماليزية حتى الآن.
وعرف عن الشعب الماليزي التزامه بالقانون وتطبيقه دون اعتراض، وتعد هذه الحادثة الأولى التي يتراجع فيها القضاء الماليزي عن حكم صدر من قبل المحكمة.
عادات ماليزية
لا يوجد وقت محدد للأكل في ماليزيا كما في مجتمعاتنا العربية، وهي عادة يشبهون بها المجتمع الأمريكي الذي يتناول وجبته في الشارع وهو يمشي كسندوتشات، يقول خالد الذي يعمل في مطعم عربي، أنهم يفتحون المطعم من الظهر إلى الساعة الثانية عشر ليلاً ، وان الزبائن العرب هم من يلتزمون بوجبة الظهر في هذه المطاعم .
وعما إذا كان المواطنون الماليزيون يدخلون مطاعمهم، قال إن المغتربين اليمنيين يأتون مع أصدقائهم الماليزيين وعندما يأكلون من وجباتنا، يعجبون بها ويعودون مراراً مع آخرين، وأنهم يفضلون الأكل في المطاعم العربية على غيرها، نتيجة لطبيعة عماله الإسلامية.
وقال خالد أن المواطن الماليزي اذا تناول وجبته وبقي القليل منها، يطلب كيساً ويأخذها معه للمنزل، ليأكلها في الوجبة الأخرى، وأنه لا يسقط حبة رز عند تناوله الطعام وإذا ما سقطت يأخذها من الأرض ويأكلها، وذكر أن أحد الشباب العرب سقطت عليه خمس حبات من الأرز فاجبروه على أخذها.
- يلجأ أصحاب محطات المياه المعدنية في ماليزيا إلى فتح شريط من القرآن على أحواض المياه المعدنية عند تعبئتها، ويكتب في غلاف القارورة انه قرئ عليه المصحف كاملاً، فيلقى رواجاً كبيراً وإقبالاً من قبل الناس لاعتقادهم أنه يشفي من الأمراض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.