لا تزال الكلاب المسعورة والشاردة تهدد الجميع في محافظة إب، وبالذات الأطفال وصغار السن فحالات الإصابة بداء الكلب في تزايد وفيروسها يقتل الأطفال الذين تهاجمهم الكلاب الشاردة التي لم يتم التفاعل مع الحد منها ومكافحتها وحتى قتلها، كما أوصى سابقاً مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة إب الدكتور عبدالملك الصنعاني الذي صرح أن الحل الناجح لدحر خطورة الكلاب المسعورة والشاردة لا يتم إلا بقتلها، وأي معالجات وحلول لمكافحتها بغير قتلها لن يكتب لها النجاح حسب قوله. ومؤخراً وقبل أيام من الآن توفي طفل مسجلاً حالة الوفاة رقم ( 19) خلال هذا العام أغلبهم من الأطفال نتيجة إصابتهم بفيروس داء الكلب بعد تعرضهم لعضة كلاب مسعورة. الطفل “غ. ض” 5 سنوات كان كغيره من الأطفال يلعب في الشارع لا يعلم ماذا سيحل به، وماذا ينتظره من مصير فهو طفل وبراءة الطفولة جعلته يصول ويجول مع رفاقه الأطفال فجأة، وبدون سابق إنذار يتفرد به كلب مسعور ويحاصره بمكان تواجده لم يمهله أن ينفذ بجلده من غدرة الشارد والنفاذ من عبثية مخالبه المسعورة حتى ينقض عليه ويصيبه في الوجه، ويقتلع إحدى عينيه البريئتين ويتركه في مكانه حتى علمت أسرته بذلك فسارعت لنقله إلى المستشفى لإنقاذ حياته فعرفوا هناك أن ثمة كلباً مسعوراً أصابه، ويتوجب عليهم نقله لوحدة داء الكلب. وظل نصف شهر يتألم ويتوجع مما أصابه حتى توفي قبل أيام في مدينة إب متأثراً بإصابته التي “وقتها” كادت أن تحرمه من النظر بعينه المصابة ، وبشكل كامل ونهائي مالم يتدخل الطب في معالجته وكانت أسرته قد شرعت بذلك رغم إمكانياتها المادية الصعبة، ولم يعلموا أن طفلهم سيغتاله الفيروس القاتل فكان كل اهتمامهم هو كيف يعالجوا عين طفلهم ويرى بها النور مجدداً كغيره من الأطفال ممن هم في عمره وربيعه ال 5 ورغم التزامهم بإعطائه الجرعات العلاجية المضادة لفيروس داء الكلّب الذي كان أخطر بكثير من ما يقلق الأسرة على حياة طفلها، فحسب رواية قالها مصدر مقرب من أسرة الطفل ل “ الجمهورية” أنه بعد تعرض الطفل لهجوم كلب وإصابته بمخالبه في الوجه وادى إلى اقتلاع إحدى عينيه تم إسعافه لوحدة داء الكلّب بمكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة كون الكلب مسعوراً، وأن الطفل أيضاً خضع لعملية جراحية في مستشفى الثورة لإعادة العين إلى موقعها.. مشيراً إلى أن الأطباء اخبروهم بأن النجاح ضئيل جداً في إمكانية تأهيل الشبكة البصرية وإعادتها للعمل كونها تعرضت لتمزق كلي.. مضيفاً أنه كان يحتاج إلى إجراء عمليه أخرى خارج اليمن أملاً في أن يرى طفلهم النور مجدداً، ولكن نظراً لظروفهم المادية الصعبة لم يتمكنوا من ذلك في الوقت الذي كان الطفل يتلقى جرعاً علاجية ضد «فيروس داء الكلَب» إلا أن الفيروس القاتل انتشر في أنحاء جسمه ليتوفى بعد نصف شهر من إصابته.. هكذا كان خطر الفيروس القاتل اسرع بكثير من قلق وتخوف الأسرة على طفلها في حال بقائه علي قيد الحياه فاقداً لإحدى عينيه لم تكن تدري بخطورة الفيروس رغم حرصها الكبير على إعطائه الجرعات المصروفة له من وحدة داء الكلب. وكانت (الجمهورية) قد نشرت خبر إصابة وتعرض الطفل لعضة كلب مسعور وأدى إلى إصابته بفيروس داء الكلب واقتلاع إحدى عينيه، وذلك بعد أيام من الحادثة إلا أن حياته لم تدم طويلاً فتوفي مؤخراً، رغم أن الأب حذر سابقاً من خطورة إصابة ابنه وطلب من الجهات المعنية التفاعل مع حالة طفله، ولكن مع الأسف الشديد - حد قوله مع وفاة “غ. ض” متأثراً بإصابته يكون عدد الوفيات بسبب الكلاب المسعورة قد ارتفع إلى “19” حالة وفاة منذ بداية العام الجاري وحتى اليوم وهو عدد مخيف مقارنة بالأعوام الماضية، وارتفاع أعداد الوفيات هذا العام يأتي نتيجة لانتشار الكلاب المسعورة في محافظة إب ورغم الكارثة التي تسببها في انتشارها بشوارع عاصمة المحافظة ومراكز المديريات والقرى لم تقم الجهات المعنية بالأمر في مكافحة تلك الكلاب المسعورة، والحد من مخاطرها التي يعد ضحاياها من الأطفال.. تغريده: في وحدة داء الكلّب بمكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة إب لا تجد فيه أي شيء جميل ويبعث منه أي أمل نهائياً سوى مختصة الوحدة الدكتورة خديجة البعداني التي تعمل وتجتهد من أجل تقديم أفضل خدمات صحية لكل الحالات الواصلة إليها رغم شحة الإمكانيات التي تفتقر إليها الوحدة فجميع أهالي وأسر المصابين يثنون عليها وعلى تفاعلها المسؤول مع حالاتهم المصابة، وبدورنا نشكر جهودها واهتمامها ونتمنى أن يحذو الآخرون حذوها..