نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    تعيين شاب "يمني" قائدا للشرطة في مدينة أمريكية    الوية العمالقة توجه رسالة نارية لمقاتلي الحوثي    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري بمحافظة عمران (صور)    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    التفاؤل رغم كآبة الواقع    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غدت الحاجة ملحة لإعادة تقديم الرموز الوطنية بطرق متعددة
من أين نبدأ ترميم الهوية..؟!
نشر في الجمهورية يوم 24 - 01 - 2014

لتعزيز الولاء الوطني يحتاج أبناء الوطن إعادة تقديم رموزه الوطنية الثورية والسياسية والأدبية والعلماء الذي يجمعون ولا يفرقون، والتركيز على تضحياتهم وسلوكهم النبيل الذي به قدموا الكثير من أجل الوطن والشعب ولم يأخذوا شيئاً ولا خلاف حول تاريخهم النقي من الشوائب وإن وجد فيه نقص فلا يرقى إلى مستوى الأنانية وتغليب المصلحة الشخصية أو الفئوية وحسب رؤى المثقف الأكاديمي والمبدع نتبين مدى الحاجة إلى التركيز على مجمل الرموز الوطنية التي تساعد على تنشئة أجيال بارة بوطنها وأهلها.
إبراز القدرات
أ . جابر علي أحمد مستشار وزير الثقافة اعتبر أن إبراز شخصية القدوة والاحتفاء بمآثرها في حياة شعبنا اليمني مهم جداً في حاضرنا ومستقبلنا لأننا نفتقر إلى القدرة.
وأضاف الموسيقار جابر علي أحمد قائلاً: صحيح أن النشيد الوطني وتعزيز المفاهيم والمعاني المرتبطة بالعلم الوطني كقيم لها أهميتها وكذلك الأغنية الوطنية في تعزيز الولاء والانتماء للوطن إلا أن فساد منظومة الحكم جعلت من بعض القيم في المرتبة الأخيرة من اهتمامات الإنسان في مناطق همشت ووجدت فيها مظالم بات الحديث فيها عن هذه القيم وعن الولاء لا يعني الناس.
الشخصيات السياسية
ويرى أ. جابر أننا بحاجة إلى التركيز على الإبداعات والمبدعين في كافة المجالات دون فصل عن مآثر الشخصيات السياسية التي لعبت أدواراً بارزة وسجلت حضوراً في منعطفات هامة في تاريخ الوطن والحركة الوطنية ويمثلون قدوات حسنة صنعوا أحداثاً في مراحل مختلفة وهامة من حياة اليمن واليمنيين قدموا الكثير ولم ينتظروا الثواب من أحد، هؤلاء من تحتاج الأجيال إلى الاقتداء بهم.
ذوو الريادة
من جانبه د. مسعد أحمد صالح مسرور(جامعة عدن) قال: هناك رموز وطنية قدمت نماذج تحتذى في أداء الواجب الوطني والسعي لتطوير اليمن وأهله من سياسيين ومثقفين وأدباء مبدعين وذوي ريادة في مجالات مختلفة ومنهم من جمع بين الأدب والنضال في إطار الحركة الوطنية وفي التنمية بمجالاتها الواسعة والقاسم المشترك بين هؤلاء انهم تخلوا عن مصالحهم الشخصية وكان الوطن وتقدمه نصب أعينهم وتأثرت بهم أجيال وأصبحوا رموزاً.
رؤساء
وأضاف د. مسعد قائلاً: الآن هناك رموز تتشكل وسيكشف عنها الزمن لأنهم يقدمون مصالح الوطن والشعب على مصالحهم والناس يلاحظون ويميزون وسنجد أثر المصلحين. ولعل التعريف والتذكير بالشخصيات الوطنية التي تركت بصمات واضحة مثل الرئيس الأسبق سالم ربيع علي والرئيس إبراهيم الحمدي من الرموز الوطنية التي كانت مثالاً للعطاء، فالأول قتل وعرف الناس بأنه لم يكن يملك حينها سوى شقة للسكن ولم يخلف قصوراً ومزارع أو مصانع ولا أراضي شاسعة ومثله الحمدي ورموز أخرى مثل قحطان الشعبي وفيصل عبد اللطيف وهذه رموز عليها إجماع وطني وشعبي.
ومن الرموز المستحقة التركيز الأضواء عليها في هذه المرحلة شخصية المناضل جار الله عمر كرمز وطني له بصماته في التقريب بين قوى وطنية بأفق سياسي واسع وعقلية منفتحة آمنت بالديمقراطية من أجل تقدم البلد واغتيل في عز عطائه ولم يترك شيئاً يذكر إلا ما يخدم الوطن والشعب.
إخلاص
د. مسرور استطرد قائلاً: كثيرة هي الشخصيات الوطنية الثورية والسياسية والأدبية والتنموية لكن من ذكرناهم كانت لهم نكهة لدى المجتمع ونفوذ على القلوب ومناضلين وحدويين، كان همهم الأول هو الوطن ونظروا إلى الجميع بحب وأعطوا بإخلاص وماتوا فقراء ومن ينسى حياة وأدوار المناضل يوسف الشحاري، وعبدالله باذيب إلا إذا نسي أدوار وتضحيات الأستاذ محمد أحمد نعمان ومحمد محمود الزبيري وكل هؤلاء ومعهم رموز أخرى كالمقالح وعمر الجاوي والبردوني نحتاج أن نعيد تقديمهم كرموز وطنية في مناهج اللغة العربية والأدب والتربية الوطنية باعتبارهم قدموا حياتهم للوطن وقضاياه وفي سيرتهم ما يعزز الولاء والانتماء الوطني.
احتياج الأجيال الجديدة
وقال د. مسرور: إن مناهجنا الدراسية ممسوخة قلنا هذا في حديث مع أ. د عبدالعزيز بن حبتور وأكدنا بأن الأجيال الجديدة تحتاج لإثراء مناهج التعليم ووسائل التثقيف بالرموز الوطنية لن الأجيال الصاعدة أكثر انفصالية بسبب الشرخ الذي حصل وتقدم الجهلة وأنصاف المتعلمين إلى مواقع المسئولين وتصرفات فئة ترتب على الأنانية وثقافة الاستحواذ على حساب مصالح المواطنين والدولة، هذه مشاعر نلمسها بوضوح في شبوة وحضرموت ولا نلمس اهتماماً برموز مثل لطفي جعفر أمان وأمثاله...الآن ومع اقتراب موعد اختتام مؤتمر الحوار الوطني والتهيئة للانتقال بالوطن إلى مرحلة جديدة يفترض أن يقتدي كل مواطن بالخيرين ويدرك المثقفون مدة حاجة الشعب والوطن إلى إبداعاتهم والكشف عن مآثر الرموز الكبيرة، ذلك أن السياسي يخدم ويزول بينما الشعب دائماً يريد مشاعل نور والوطن هو الأبقى.
تفكير بطريقة مختلفة
أ .د عبدالله الفلاحي أستاذ الفلسفة بجامعة إب يرى ضرورة تكريس خطاب يتضمن أدوار وبطولات ومأثر وتضحيات الشخصيات الوطنية التاريخية والثورية والفكرية والأدبية التي يفتقر خطاب الأفراد والمؤسسات إليه.
ويضيف د. الفلاحي قائلاً: العلم الوطني مثلاً من الرموز التي لا يعي الجميع أبعاده وهو غير معروف لدى جزء من المواطنين ولا يعرفون خلفية كل الرموز ينبغي أن تكون محل اهتمام الكتاب والمربين السياسيين إذ يجب التركيز على:
الشخصيات ذات الأدوار والمكانة في تاريخ الوطن والحركة الوطنية وبطرق مختلفة وليس خلال المناسبات فقط، الشخصيات المؤثرة في أحداث ومسار الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر و إعادة قراءة الشخصيات الوطنية وما قدمته للقضية الوطنية وإبراز كيف كانوا يفكرون وكيف ناضلوا وضحوا من أجل اليمن كل اليمن بوعي وطني وانتصروا للوطن وثورته وشقوا الطريق لوحدته، ونحتاج اليوم وغداً أن نتمثل قيم ومبادئ هؤلاء ونفاخر بما قدموه نتيجة تفكير بشكل مختلف عكس إرادة اقوى من الظروف الصعبة التي تحركوا في إطارها.
إضافة إلى دور المؤسسات المعنية بالتوعية والتثقيف والتنشئة الاجتماعية والتي يجب أن يقوم عملها على إدراك حقيقة أن القضية الوطنية تؤسس من جديد بعد أزمات ومحن ولابد من أن يعي كل مواطن وكل ناشئ عندما يذكر العلم وعند تحية العلم وترديد النشيد الوطني أنه جزء من كل الشعب اليمني ووطن اسمه اليمن.
وفي الوطن أناس يمثلون قدوة ويحملون قضاياه برمتها وبإخلاص والبعض لا تتجاوز همومه إطار ومصالح حزبه وواجبنا أن نوضح أهداف هذا وذاك ونفاخر بكل موقف وسلوك يعبر عن وطن.
مع عدم إغفال إبراز الشخصيات الوطنية التي تركت بصمات واضحة في تاريخ الحركة الوطنية والتنموية ولم تعبر عن طائفة ولا منطقة ولا حزب.
معرفة معاني الرموز
رسوخ هذه المعاني والرموز في ثقافة المواطن تبدأ في الصغر ففي المدرسة يعتاد التلاميذ على تحية العلم ويقفون بثبات وشموخ يهتفون باسم الوطن وحسب كل فئة عمرية يحتاج النشء إلى المزيد من معرفة الرموز الوطنية فالعلم في وعي الشباب ينبغي أن يفسر بكونه عبارة عن رمز يعكس أهم القضايا الاستراتيجية والتحولية في تاريخ أي بلد ويعبر عن هوية وطن ويحصرها كما يعبر عن ضرورة وعن اتجاهات النظام السياسي، إذ يتخذ العلم أو يغير في بلد ما إثر تحول من نظام حكم إلى آخر، من ملكي إلى جمهوري أو ما شابه وهذا التحول يعكسه العلم بالشكل الذي جاء به معبراً عن:
الهوية الوطنية أو البعد الثقافي وما يعكسه من آمال وطموحات، البعد المرتبط بعملية التغيير والتحديث والتضحيات التي قدمها الشعب والبعد السياسي حيث يختصر العلم الملامح العامة للنظام السياسي.
تحديد أولويات
نصيب الحياة الروحية في تربية وتعليم الأبناء إما في تضاؤل مستمر أو في تراجع أمام تأثير المتغيرات وكثير من الناس يعولون على أن نخطو نحو المستقبل من خلال استراتيجيات ترتقي بالتربية والتعليم وأدوار مؤسسات التنشئة الاجتماعية والعناية برسالة الإعلام والثقافة هذا ما يراه د. مفيد اليوسفي “جامعة إب” الذي أضاف قائلاً: أن تحديد الرموز الوطنية وإبرازها يبدأ بتحديد الرموز التي يجب الاهتمام به أكثر لتعزيز الولاء الوطني، هل هو شخص أو مجموعة ومن أي حقبة وما هي القيم الأولى بالجبل أن يتربى عليها وكيف ينبغي أن تقدم وبما يتلاءم مع هويتنا الوطنية وما هو جامع ومؤسس على مبادئ الدين ومتوافق مع القيم الإنسانية.. وفي تاريخنا الإسلامي علماء وأدباء ومصلحون علموا العالم.. وفي تاريخنا الوطني ومسار حركتنا الوطنية تراكم وثراء، ونماذج أعطت للوطن والثورة والوحدة ولم تطلب أو تأخذ لنفسها شيئاً وآثرت الحق والعدل والانتصار لحقوق الناس على الحياة وتذكر تضحيات هؤلاء لأنها كانت بحجم الوطن وقدمت ميراثاً نحتاج لإعادة اكتشافه.
نماذج من المستوى الأعلى
وأضاف د. مفيد بقوله: التعددية الحزبية بمالها وما عليها ولكن الأحزاب تستطيع أن ترتقي وتحقق غاياتها بتكريس سلوك القدوات وتقديم النموذج الأفضل ليقتدي بهم الناس الباحثون عن القدوة ويمكنها أن تقدم نماذج من المستوى الأعلى إلى المستوى البسيط، وكذلك رجال الأدب والفكر والفن، المثقفون عموماً معنيون والأهم أن يجدوا العون على إبراز الرموز سواء الإنسان أو المكان، المبدع والقائد والمخترع والمصلحون في غير مجال والعلماء وأهل الفن.. واضعو استراتيجيات التعليم والثقافة وبرامج الأحزاب السياسية والكتاب والإعلاميون والمثقفين والسياسيون القدوة منهم من يدرك أهمية جمع الناس على أمور مشتركة وتجنب التضخيم من تجارب وإغفال تجارب فالرموز جداول أنهار تصنع بحيرة عذبة ينهل منها المواطن.
وأضاف د. مفيد أما الفن بأشكاله.. كلمة بناءة، لوحة جميلة، أغنية وطنية تسمو بالفن تشعل العواطف، والفن محرك في حياة الإنسان وإيقاع في لب العمل الوطني ويعتبر النشيد الوطني: كلمات ولحناً وموسيقى رمزاً تلتقى عنده عواطف المواطنين تتعزز به وحدة المشاعر وعلى إيقاعه ومع خفق رايته تخفق القلوب حباً للوطن واعتزازاً بالهوية الوطنية والقومية والإسلامية، والتلاميذ في مدارسهم يعيشون هذه الحالة الشعورية وترابط العواطف لكن لابد أن يجد ما يقرأ بحسب سنه عن الرموز الوطنية وأن يشاهد في التلفزيون والمجلة ويحضر مناسبات ويساهم في أنشطة تعكس الاهتمام بهذه الرموز التي لم يطلها تشويه أو يرتبط بها صك ملكية لفئة أو مكون في المجتمع.. تاريخنا مليء برموز في قديمه وحديثه وحاضره والقراءة مهمة والفنون مهمة كذلك لتقديم رموز وطنية، وقبل كل شيء تقديم المثقف عبر الفضائيات وكذا المصلحون الذين يجعلون من الإعلام صانعاً ثقافة.
احتكار الرموز
بالنسبة للشخصيات فإن فكرة الرموز أو القدوة ليست المشكلة في غيابها إن كانت سياسية أو علمية، أدبية أو مهنية وحتى الرموز المكانية والمعارك والأحداث وإنما المشكلة في تبنيها من قبل طرف ما في المجتمع وتوظيفها واستغلالها سيرة ومضموناً ومعنى.
والأصل من وجهة نظر فؤاد الوجيه أن الرموز من الناحية الوطنية والإنسانية هو نحتاج إليه بقدر ما يدل على خير وفضل يعتز به الوطن.
أما التسابق تحت اسم جماعة إسلامية على احتكار الرموز الإسلامية، وجماعات تطلق على شخصيات رموز وطنية وتعتبرها رمزاً لها مما أفقد كثيراً من الرموز فاعليتها لأن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والحسن والحسين هم رموز لكل المسلمين لا لجماعة وجمال عبدالناصر رمز قومي وليس لجماعات ناصرية، وعبدالفتاح إسماعيل وعمر الجاوي وعبدالله البردوني والزبيري والنعمان يفضل أن نركز عليها كرموز وطنية وكذلك الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي مع قراءة الإخفاقات والتوعية بالإيجابيات في سيرتهم ومآثرهم.
التركيز على النتاجات
ويستطرد الوجيه قائلاً: ما أحوجنا اليوم إلى التركيز على النتاج الفكري والأدبي وحينما نركز على شعر البردوني وغناء محمد سعد عبدالله وإبداع علي أحمد باكثير وخطابة الربادي بمعنى لا نركز الشاعر والكاتب كقائل وإنما على القول، على شعره وطربه وروايته وخطابه وبذلك نركز على الروح التي صنعت شعر البردوني وطرب محمد سعد ورواية باكثير، فالشعور والانتماء ومعايشة هموم وقضايا الوطن ومشكلات المجتمع وتطابق الهموم الشخصية مع الهموم الوطنية لدى البردوني هو ما خلق إبداعه ولو أراد التزلف والنفاق لوجدنا قصائد أكثر إبداعاً لكنها تمثل الشعب هماً وقضية وهو ما لم نجده عند أدباء رموز كالبردوني.
نحتاج إلى القدوة الحسنة في العالم والواعظ وأحياء سير المصلحين الاجتماعيين، وقبل هذا وذاك إلى تمثل سيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي ما من خبر إلا وأرشد إليه وما من شر إلا وحذر منه.
وبوجود أدوات الاتصال ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها والمكتبات لابد أن تقدم أمثلة رائعة من تاريخ الأمة على الشجاعة والتضحية كنموذج الصحابي عبدالله بن جعفر في غزوة مؤتة والذي قطعت يداه ولم يسقط رمز الأمة وحمل العلم بين عضديه حتى استشهد والتقط الراية صحابي آخر، ضحى ابن جعفر وصحبه من أجل الأمة وكانت الراية كرمز تعني قوة وتماسك الأمة وعزتها بدين الإسلام هذا الشهيد أكرمه الله بجناحين يطير بهما في الجنة.
دلالات رمز
العلم في قراءة فؤاد الوجيه المثقف الشاب والقيادي في الثورة الشبابية هو دالة تبين ثلاث مراحل الأحمر يدل على الثورة وتضحيات الشعب التي هيأ لقيامها رموزاً ثقافية وأدبية وعلماء انتصروا للوطن وحريته وكرامة شعبه بتضحياتهم بالغالي والنفيس حتى رفرف هذا العلم أما اللون الأبيض فيرمز للنوايا الطيبة والصادقة والضمائر الطاهرة لمن أسسوا الوعي الثوري وقادوا وناضلوا واستشهدوا والذين واصلوا بناء مرحلة ما بعد الثورة في شمال وجنوب الوطن وصولاً إلى توحيد الأرض بعد عقود من الاستبداد والاستعمار وقرون من التخلف والتدخلات والسيطرة الخارجية والتمزق الداخلي، وبتلك الروح النقية من رواسب ومخلفات زمن التخلف ارتسمت الآمال والطموحات وسمت الإدارة الوطنية وتجسد أثرها في ميادين البناء والإعمار والتصدي للمخاطر والتحديات كون أن كل ثورة لا يخلو طريقها من صعوبات وأعداء وعراقيل تزول بتأثير أنوار الوعي وكشفها لبؤر الظلام والعمل على محاربة الظلمة بالعلم والعمل والإنجاز والطمأنينة والسلام وهو ما قامت من أجله الثورة.
فيما اللون الأسود في أسفل العلم يدل على الماضي المظلم الذي طوت الثورة صفحته ومضت في ظل شمس الحرية تكافح آثار ذلك الماضي ومحوها بالعلم والمعرفة ولكن ما دامت الثورة صيرورة تاريخية فإن للون الأسود ظلاً يذكر بزمن الثالوث الرهيب: الجهل والفقر والمرض ويرمز لعدو لا ينسى عبر استمرارية الثورة والعمل على تطبيق أهدافها ومبادئها فالعلم معنى ورمزاً يعني وحدة أبناء الشعب والتفافهم حوله واحترامه ووعيهم بأهداف ومبادئ الثورة وواجب الولاء والانتماء للوطن والوفاء للرموز التي أعطت وضحت من أجله وأثرت حياة الشعب حراً كريماً على حياتها فكانوا أبناء بارين بوطنهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.