قال مصطفى خالد الحاشدي عضو مؤتمر الحوار الوطني ورئيس التحالف المدني وأحد أبرز مشايخ الطائفة الإسماعيلية في اليمن بأن أبرز مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل المخرجات المتعلقة بمعالجة القضية الجنوبية باعتبارها قضية وطن.. مشيراً بأن مؤتمر الحوار قد وضع الأسس للدولة المدنية الحديثة دولة العدالة والمواطنة المتساوية ومن أجل ذلك أعلن أكثر من مائة عضو من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني على تأسيس وإشهار التحالف المدني الذي سيعمل على التوعية على أهمية تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار في أوساط المواطنين في مختلف محافظات الجمهورية حول كل ذلك كان الحوار التالي: .. بداية شيخ مصطفى كيف تنظر إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل؟ كما لاحظ الجميع فقد خاض أعضاء مؤتمر الحوار مخاضا عسيرا للوصول إلى القرارات التوافقية وأعتقد أن هذه القرارات كفيلة بالانطلاق نحو الدولة المدنية إذا ما تم تنفيذ هذه القرارات، صحيح أن هناك إشكالية حول صياغة القرارات والتوافق عليها ولكن أتصور أن الفترة القادمة هي أصعب بكثير، لأن التنفيذ قد يصطدم بأصحاب المصالح. .. حسب تصريحات الكثير من أعضاء مؤتمر الحوار المخرجات والحلول والضمانات وما إلى ذلك كلها يمينة 100 %؟ هذا صحيح لكن الدعم الدولي كان موجودا للوصول إلى حلول وإلى توافق خاصة أن بعض الأطراف كانت تحاول عرقلة مخرجات الحوار وكانت أيضا تعرقل الوصول إلى صيغ توافقية لبعض المسائل خاصة القضايا التي تشعر هذه الأطراف أنها تمس مصالحها، ولا ننسى أن مؤتمر الحوار الوطني جاء بعد مئات السنين من الصراعات السياسية الطويلة فكانت بعض الأطراف ضحية ثم تحولت مع مرور السنين إلى جلاد ثم تحولت مرة أخرى إلى ضحية ولهذا كانت هناك إشكالية في فريق العدالة الانتقالية التي كنت عضواً فيها فقد خضنا شهوراً وأيام وليالاً طوالاً في مسألة الوصول إلى صيغ توافقية معينة حول بعض القرارات لأن كل كلمة من القرارات تمس طرفاً معيناً وفريق العدالة الانتقالية هدفه الوصول إلى عدالة انتقالية فيما بعد الحوار، ومن ضمن بعض قرارات فريق العدالة الانتقالية هو تشكيل هيئة وطنية للعدالة الانتقالية تستقبل كل مظالم الصراعات السابقة ومحاولة رفعها عن المظلومين إما بجبر الضرر أو بالاعتذار أو بإعادة الحقوق إلى أصحابها وبعضها يختلف فقد يشمل كل ذلك. .. ما هي أبرز مخرجات مؤتمر الحوار من وجهة نظركم؟ أعتقد أن أبرز المخرجات هي مسألة معالجة القضية الجنوبية لأنها كانت قضية معقدة سكتنا عنها سنين عديدة كانت هذه القضية بداية عبارة عن قضية مطلبية ثم تطورت حتى أصبحت قضية بحجم اليمن ومع الأسف المتنفذون نظروا إلى الجنوب على أنه فرصة مناسبة للنهب والفيد نهبت أراض بالكيلومترات ونهبوا المؤسسات وما إلى ذلك، ومن هنا استفزوا أبناء الجنوب وبدأ ظهور الحراك الجنوبي وكانت شعاراته كلها مطلبية وتطورت هذه الشعارات حتى ارتفع سقف المطالب إلى فك الارتباط وبالتالي أصبحت القضية الجنوبية هي القضية الأولى والأساسية في مؤتمر الحوار الوطني بالرغم أن هناك العديد من المظالم في مختلف المحافظات اليمنية لكن القضية الجنوبية أصبحت قضية وطن لهذا كان من الطبيعي أن تكون القضية الأولى في مؤتمر الحوار ومن الطبيعي أن يتم معالجة هذه القضية بحلول عادلة. .. أيضاً باعتبارك أحد أعضاء فريق العدالة الانتقالية ما هي أبرز مخرجات هذا الفريق؟ من وجهة نظري أبرز مخرجات هذا الفريق هو تشكيل هيئة للعدالة الانتقالية والتي ستعمل على استقبال جميع ملفات الصراعات السابقة والتحقيق فيها وإنصاف اليمنيين وبالتالي إغلاق جميع ملفات الصراعات السابقة. ..لكنها قد تثير الكثير من المشاكل وبالتالي لا نستطع معالجتها وإغلاق ملفاتها؟ إذا كنا نريد تأسيس الدولة المدنية الحديثة يجب أن تكون هذه الدولة مبنية على العدل والمساواة على حرية الفكر والمعتقد وعلى القيم وعلى إعادة الحقوق إلى أصحابها، لأنه للأسف لا زالت هناك العديد من المظالم والحقوق المنهوبة ولا زالت آثارها موجودة إلى اليوم لهذا من الضرورة أن يتم رفع هذه المظالم وإعادة الحقوق إلى أصحابها. .. هل هناك فترة زمنية محددة لهذه المظالم مثلا إلى حوالي الخمسين السنة الماضية أو ماذا؟ الفترة يجب أن تكون مفتوحة بشرط أن تكون آثار المظلمة مازالت قائمة إلى اليوم ومازال أصحاب هذه المظلمة يعانون من آثارها لذلك على الدولة رفع هذه المظلمة عن كاهل المظلومين هذا إذا أردنا فعلا فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي وتأسيس الدولة المدنية الحديثة المبنية على العدل والمساواة بين جميع المواطنين. ..ما هو الأمر الذي لفت نظركم خلال مؤتمر الحوار الوطني؟ تقريباً أبرز ما لفت نظري خلال مؤتمر الحوار الوطني هو جلوس مختلف الأطراف المتناحرة والتي خاضت حروباً فيما بينها على طاولة الحوار يتناقشون فيما بينهم وأيضاً يأكلون على مائدة واحدة وهذا الأمر أفرحنا كثيراً لكن المحزن أيضاً أنهم للأسف عادوا للصراع مجدداً في نفس الوقت خارج مقر مؤتمر الحوار وعودة مثل هذا الصراع أمر يثير الكثير من الخوف لعرقلة السير في تأسيس الدولة المدنية الحديثة، لهذا نأمل أن تتعاون مختلف فئات المجتمع اليمني لتشكل قوة ضاغطة ومساندة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني لأن تنفيذ هذه المخرجات هو الضامن لعدم عودة القوى للصراع فيما بينها مجدداً. .. هناك وثيقة الضمانات التي وقعت عليها المكونات السياسية المشاركة في الحوار الوطني أليست هذه الضمانات كافية لتنفيذ المخرجات؟ الضمان الأكيد لتنفيذ هذه المخرجات هو تأسيس حكومة كفاءات بعيداً عن المحاصصة الحزبية لأن المحاصصة تؤدي عادة إلى شد وجذب وبالتالي إلى فشل الحكومة. ..لكن المحاصصة ستكون موجودة وهذا أمر واقع؟ نعم ستكون موجودة للأسف وهذا موجود حسب وثيقة الضمانات ولكن سيكون هناك تعديل في الحكومة لتكون حكومة كفاءات. .. أنتم أسستم في الأيام الأخيرة لمؤتمر الحوار الوطني التحالف المدني ما الهدف من تأسيس مثل هذا التحالف؟ هذا التحالف أسميناه التحالف المدني الحضاري والإنساني لأننا كمجتمع يمني بحاجة ماسة إلى الدولة المدنية دولة العدل والمساواة، لقد سئم الشعب اليمني من التجاذبات والصراعات، ولهذا أسسنا هذا التحالف من أكثر من مائة وعشرين عضواً من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني خاصة من الحراك الجنوبي والتهامي ومن المستقلين ليكون قوة مدنية ضاغطة لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتعمل على نشر الوعي في أوساط المجتمع بأهمية وجود الدولة المدنية هذه الدولة التي ستحقق العدالة والمواطنة المتساوية، وهمنا الأساسي في هذا التحالف هو ترسيخ مفاهيم العدالة والمساواة بين الناس واحترام حقوق الإنسان خاصة ما يتعلق بالمرأة والطفل والأقليات والمهمشين، ونشر ثقافة الحوار والديمقراطية وقيم الحرية والتسامح الفكرية والمذهبية والعمل على نشر مخرجات الحوار والتوعية بأهمية هذه المخرجات لتأسيس الدولة المدنية التي يحلم بها جميع المواطنين والتوعية بأهمية نبذ العنف والثأر والمناطقية والعنصرية وترسيخ أمن واستقرار البلد لوضع مداميك البناء والتطور والازدهار والتركيز على بناء الإنسان والقضاء على الفقر وعلى البطالة وتوفير الحياة الكريمة لكل مواطن، ومحاربة ثقافة الفساد والرشوة والمحسوبية والأخذ بمبدأ الثواب والعقاب والعمل على تعزيز استقلالية القضاء وإصلاحه وتطويره، والحفاظ على تاريخ اليمن وعلى المعالم الأثرية والتاريخية وحمايتها من العابثين باعتبار كل ذلك ثروة قومية وإنسانية. ..لكن الملاحظ أن مؤتمر الحوار جاء من أجل كل ذلك وقد احتوت مخرجاته كل ما ذكرته؟ نعم مؤتمر الحوار الوطني جاء من أجل كل ذلك ومخرجات الحوار ووثيقة الضمانات التي استطعنا الوصول والتوافق عليها أكدت على كل ذلك ولكن فقط بقاء المحاصصة والتقاسم هو للأسف ما يهدد كل ما عملناه خلال العشرة الأشهر الماضية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ولهذا أسسنا هذا التحالف ليكون أداة ضغط لتنفيذ مخرجات الحوار خاصة أنه للأسف مازال هناك العديد من الذين سيعملون على عرقلة تنفيذ هذه المخرجات لأنهم يعتقدون أنها تتعارض مع مصالحهم. .. ما هي ردة فعل بعض المكونات السياسية عند تأسيس هذا التحالف؟ في الواقع تعرضنا لمؤامرات لإفشال إشهار هذا التحالف والحمد لله تجاوزنا مختلف العوائق وعقدنا حفل الإشهار وحضر الدكتور أحمد عوض بن مبارك أمين عام مؤتمر الحوار الوطني وألقى كلمة هامة وأعلن تأييده ومباركته تأسيس مثل هذه التحالفات التي تأتي من رحم مؤتمر الحوار الوطني للتوعية بأهمية وجود الدولة المدنية الحديثة دولة العدل والمواطنة المتساوية. الفئات المدنية .. هل دخلت بعض القوى السياسية في هذا التحالف أم ماذا؟ في الحقيقة التحالف مفتوح أمام الجميع لكننا ركزنا على الفئات المدنية خاصة الفئات ذات الأقلية والمهمشين والمرأة والحراك الجنوبي وأبناء تهامة والشباب، ومن يؤمن بأهمية وجود هذا التحالف وبأهدافه ومبادئه وبأهمية الدولة المدنية فنحن نرحب به وهذا أمر طبيعي. .. تقريباً إن مختلف الأطراف السياسية تتحدث عن الدولة المدنية فقط كشعار ألستم أنتم كذلك؟ للأسف هناك من يتحدث عن الدولة المدنية كشعار في النهار وفي الكواليس يجتمعون لتقاسم الكعكة، لكن للأمانة ليس الجميع هناك فعلا من يؤمن بالدولة المدنية وبالنسبة لنا نحن لسنا حزباً سياسياً ولا نعمل من أجل التقاسم. اللقاء برئيس الجمهورية .. كيف سيتم نشر أهداف هذا التحالف في مختلف محافظات الجمهورية للتوعية بأهمية الدولة المدنية وأهمية تنفيذ مخرجات الحوار؟ أولاً نأمل أن تتعاون معنا القيادة السياسية ممثلة في الأخ رئيس الجمهورية في هذا الجانب ولهذا نأمل أن نلتقي بالأخ الرئيس لنشرح له أهداف التحالف المدني ومن يضم بين أعضائه والهدف من تأسيسه خاصة أن الأخ الرئيس مهتم اهتماماً عميقاً بتأسيس الدولة المدنية والذي اعتبرها قضيته الأولى وأيضاً الاستماع لمشورته ونصحه، ونحن لا شك لدينا بأن الأخ الرئيس سيلتقي بنا وقد قدمنا طلب بذلك عبر سكرتارية الأخ الرئيس كما أننا لدينا خطط توعية سينفذها جميع أعضاء التحالف في مختلف محافظات الجمهورية. عزيمة وإصرار .. خلال الفترة الماضية كما لاحظنا ظهور العديد من التحالفات والتي ظهرت أيضاً تحت شعار الدولة المدنية لكنها لم تستمر ولم تنفذ أي فعاليات لهذا ما هي الضمانات الموجودة لبقاء مثل هذا التحالف؟ نحن في التحالف المدني لدينا أهداف ولدينا تنظيم داخلي ولدينا العزيمة والإصرار لاستمرار هذا التحالف لأن الدولة المدنية هي هدفنا وهدفك وبالتأكيد هدف كل مواطن يمني، لهذا وجود هذا التحالف فرضته الضرورة وسيكون هذا التحالف كما أعتقد إضافة نوعية للحياة السياسية في اليمن وسيكون أداة ضغط لتنفيذ مخرجات الحوار ولرفض المحاصصة بين الأحزاب السياسية وأيضاً بين مراكز القوى لأنه لدينا أحزاب ولدينا للأسف أيضاً مراكز قوى ولهذا أعتقد أن عزيمتنا هي الضامن الأبرز لاستمرار وجود هذا التحالف. هل لديكم تمويل لهذا التحالف لضمان استمرار وجوده؟ نحن نؤكد أن هذا التحالف هو يمني 100 % فكرة وأعضاء وكما نعلم أن بعض المكونات السياسية تستلم تمويلاً من الخارج ونحن نرحب بأي تمويل من أعضاء التحالف أو من الدولة بشرط أن يكون غير مشروط ولن يكون التحالف مرتهناً لأي طرف داخلي أو خارجي حتى لو عانينا من شحة في الإمكانيات.