الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ورشة علمية أقامها مركز اللغات بجامعة تعز
تثقيف الجامعيين بأساسيات اللغة العربية.. ضعف كبير ومشكلات راسخة
نشر في الجمهورية يوم 17 - 03 - 2014

تعد اللغة الوعاء الحاوي للثقافة، ووسيلة التفكير الذي يجدد رؤية العالم ونواميسه، والذاكرة الجماعية للأمة التي تحفظ تراثها وهويتها، لذلك شكّل التمكن منها أهم ركيزة لتحصين الهوية والذات والشخصية.. وللغتنا العربية مكانة كبيرة، كرّمها الله سبحانه أعظم تكريم حين شرّفها بنزول كلامه الكريم بها، وميّزها بذلك عن سائر اللغات، فالحفاظ عليها والدفاع عنها واجب كل فرد، فهي لغة ديننا، وتمثّل خصائص أمتنا، كما تعد مقوماً من أهم مقومات هويتنا وكياننا، وهي الحاملة لثقافتنا ورسالتنا، والمكوّن لبنية تفكيرنا، والصلة بين أجيالنا.
لقد استطاعت اللغة العربية أن تكون لغة حضارة إنسانية واسعة، تملك أسباب قوتها في داخلها رغم المحن التي تتعرّض لها، وتراجعها اليوم ليس نابعاً عن عجز فيها، وإنما نابع عن ضعف أبنائها وعجزهم.
لقد كانت اللغة العربية لغة العلم والفكر والثقافة، وعلى أبنائها أن يعيدوا لها ذلك الدور الرائد بإتقانها والحفاظ عليها، ورسم مستقبلها، ولن يكون ذلك إلا إذا تشكّل الوعي بأهميتها والاعتزاز بها.
إن اللغة لا تتطور ولا تتجدد إلا وهي في حالة استعمال لا في حالة تهميش وإقصاء، كما أن التمسك باللغة العربية الفصحى وإتقانها يحقق التقدم الحضاري والإبداع الفكري والتماسك الثقافي والقومي للأمة العربية، ويضمن لها استمراريتها، ويحفظ لها مكانتها بين الأمم الأخرى، أما واقع اللغة العربية اليوم فيحتم علينا أن نوليها جل اهتمامنا، وأن يُعنى المجتمع العربي أفراداً ومؤسسات باللغة العربية عناية كبيرة وذلك بأن توجه أبحاث المتخصصين نحو إعداد برامج توعية، تبرز قدرتها على منافسة اللغات الأخرى وعلى استيعاب التطورات العصرية ومواكبتها. كما لابد أن تتوجه أنظار المتخصصين إلى تطوير مناهج وطرائق تدريسها وأن تعمل الجامعة على عقد دورات تدريبية لجميع المؤسسات الحكومية لإكساب منتسبيها مهارة اللغة العربية بكفاءة بحيث يتمكنون من توظيفها في مجالات الاتصال والتواصل المختلفة.. فالجامعة هي المؤسسة التنويرية الرائدة التي تعوّل عليها قيادة مهمة الحفاظ على الهوية والذود عن اللغة العربية،وقد تمثل دورها في إلزام طلابها في جميع التخصصات بدراسة مهارات اللغة العربية، وذلك بهدف إكساب الطلاب مهارات الاتصال اللغوية اللازمة لتمكينهم من أداء أدوارهم بفعالية.
لكن ذلك على ما يبدو لم يعد كافياً، فلقد أصبحت قضية ضعف الطالب الجامعي في مهارات اللغة العربية ظاهرة تستلزم الوقوف عندها لمعرفة أسبابها، ووضع الحلول المعالجة لها، فهذا الضعف يشكل خطراً كبيراً على أمتنا بشكل عام، وعلى هويتنا العربية بشكل خاص.
واستشعاراً للمسئولية أقام قسم اللغة العربية في مركز اللغات بالجامعة ورشة علمية لمعالجة ضعف الطلاب في مهارات اللغة العربية من خلال تقييم متطلبات اللغة العربية في الجامعة، وإعادة صياغتها بحيث تتحقق الأهداف المرجوة منها.
أقيمت الورشة تحت شعار «لغتي هويتي» تأكيدًا على أهمية اللغة العربية وعلى مسئولية جميع الأفراد في الحفاظ عليها، وذلك باستنهاض الهمم، وتنسيق جميع الجهود المخلصة وحثّها على مواجهة التحديات المحيطة باللغة العربية، كما تهدف إلى تحقيق التواصل والتكامل بتبادل الخبرات والمشاركات، وطرح الرؤى والأفكار، ووضع الحلول والمعالجات للحد من ضعف الطلاب في مهارات اللغة العربية.
وفي الورشة التي عقدت بقاعة الزبيري في رئاسة جامعة تعز افتتح رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد سعيد الشعيبي بالحديث عن أهمية طرح قضية تعيشها المؤسسات التعليمية يومياً في ظل تراخٍ عن طرح هذا الواقع للنقاش والتفكير بالحلول المناسبة، فاللغة العربية أساس العملية التعليمية في مختلف التخصصات، وفي الاهتمام بها تأكيد على وعي الأمة العربية بقيمة لغتها التي تختزل هويتها وتاريخها وماضيها المشرق.
وكانت الدكتورة حفيظة قاسم سلام، نائبة عميد كلية الآداب قد أكدت أن هذا النشاط العلمي والثقافي ينبغي أن يكون فاتحة لمزيد من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تلقي الضوء على مختلف الإشكاليات العلمية والثقافية، مؤكدة أن جامعة تعز مؤسسة علمية تمثّل الوجه البارز لمدينة تعز العاصمة الثقافية للجمهورية اليمنية، وريادتها اليوم في فتح هذا الموضوع للنقاش يؤكد إمكانية تحقيق مجد ثقافي لتعز وجامعتها قبل غيرها من المحافظات والجامعات.
الضعف في اللغة العربية.. ظاهرة متنامية
تناولت الورقة الأولى.. مظاهر ضعف طلاب جامعة تعز في المهارات اللغوية.. الأسباب والعلاج.. تقدم بها الدكتور أحمد عثمان ناجي المخلافي، من مركز اللغات وحدة اللغة العربية وآدابها وقد خلصت هذه الورقة إلى أن الضعف اللغوي للناطقين بلغة الضاد قديم، وليس جديداً، مما دفع عدداً من علمائنا القدامى إلى رصد هذه الظاهرة، فألّفوا في ذلك كتباً، فألف الكسائي (ت180ه) كتابه (لحن العوام)، وألّف الفراء (ت207ه)(لحن العامة), وألّف ابن السكيت (إصلاح المنطق). كما لاحظ ابن الجوزي (ت510ه) شيوع اللحن على ألسنة بعض أهل العلم في عصره، فألف كتابه (تقويم اللسان).
ويؤكد المخلافي أن هذه الضعف تنامى حتى أصبح اليوم أبرز ظاهرة عند الطلبة الجامعيين، والضعف اللغوي المقصود هنا إنما هو عدم الإلمام بالحد الأدنى من قواعد لغتنا الجميلة: كتابه، وقراءة وتحدّثاً فضلاً عن عدم القدرة على التعبير السليم، والتلخيص، واستنباط الأفكار وقد انعكس هذا الضعف في طلابنا على أدائهم في حياتهم العملية، فالكثير منهم لا يكاد يستطيع ان يكتب طلباً، أو تقريراً، أو خبراً ومن عمل في السلك الإداري تعامل مع خريجي الجامعات يدرك جيداً هذا الأمر.
وأوضح المخلافي أن هذه الورقة تحاول أن تقف على مظاهر هذا الضعف، وقد جُعلت هذه المظاهر مظاهر عامة، ككثرة الأخطاء النحوية، والإملائية، وركاكة الأسلوب.. ومظاهر خاصة، تتمثّل في:
الأخطاء النحوية والصرفية.
الأخطاء الإملائية.
الأخطاء اللغوية.
الضعف في القراءة.
رداءة الكتابة.
واختتم المخلافي بالإشارة إلى بعض المقولات والآراء التي تتعرض لها اللغة العربية بين أهلها ومن ذلك:
قال عبدالملك بن مروان: «اللحنُ في الكلام أقبح من التفتيق في الثوب والجُدري في الوجه. وقيل له: لقد عجل عليك الشيب يا أمير المؤمنين، قال: شيّبني ارتقاء المنابر وتوقع اللحن».
قال العالم الموسوعي البيروني (ت440م) الفارسي الأصل: «والله لأن أُهجى بالعربية، أحب إليَّ من أن أُمدح بالفارسية!»
وقال عميد الأدب العربي: «إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا معرفة لغتهم، ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومُهين أيضاً».
وقال مصطفى الرافعي: «ما ذلّت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار».
وقال د. مازن المبارك في كتابه (مقالات في العربية): «اللغة صفة الأمة في الفرد، وآية الانتساب إلى القوم، وحكاية التاريخ على اللسان، فمن أضاع لغته فقد تاه عن نفسه، وفقد نسبه، وأضاع تاريخه».
وقال أحد المستشرقين: «ليس على وجه الأرض لغةٌ لها من الروعة والعظمة ما للغة العربية، ولكن ليس على وجه الأرض أمةٌ، تسعى بوعي أو بلا وعي، لتدمير لغتها كالأمة العربية!»
ضرورة تصميم اختبارات كفاءة في اللغة العربية
الدكتورة ألطاف اسماعيل الشامي.. رئيسة قسم اللغة العربية بمركز اللغات تقدمت بورقة عنوانها(دور الجامعة في مواجهة التحديات المحيطة باللغة العربية الفصحى) مؤكدة أن هذه الورقة تهدف إلى إبراز التحديات التي تواجه اللغة العربية الفصحى، كما تهدف إلى بيان دور الجامعة في مواجهة تلك التحديات، والتأكيد على دورها الرائد في الحفاظ على اللغة العربية الفصحى، وذلك من خلال مدخل وأربعة محاور أساسية تتناول التحديات المحيطة باللغة العربية الفصحى، وتعمل على بيان دور الجامعة في مواجهة تلك التحديات على المستوى الداخلي، ثم على مستوى البيئة الجامعية وأخيراً على المستوى الخارجي متمثّلاً في المحيط العربي والعالمي، وتخلص إلى التوصيات والمقترحات التي تعمل على تفعيل دور الجامعة في الحفاظ على اللغة العربية الفصحى.
ففي المدخل تبين الورقة أهمية اللغة العربية للفرد والمجتمع والأمة، وتصف الحال الذي آلت إليه اللغة العربية على يد أبنائها، وتؤكد على أن الحفاظ عليها مسؤولية كلٍّ من الفرد والمجتمع والدولة، فحياة اللغة واستمرارها مرهون بمقدرة أبنائها على الإفادة من طاقاتها واستثمار إمكانياتها.
وفي المحور الأول: تسلّط الورقة الضوء على التحديات المحيطة باللغة العربية الفصحى، وفي مقدمة هذه التحديات إقصاء الفصحى عن الاستعمال العام، وتفشي العامية بين طبقات المتعلمين والمثقفين، ومنافسة اللغة الانجليزية لها، والاحتفاء بها، بالإضافة إلى استشراء ظاهرة الضعف في مهارات اللغة العربية إلى درجة تهدد لغتنا بكارثة وخيمة، وإلى غير ذلك من التحديات الكثيرة التي تناولتها الورقة بالتفصيل.
وفي المحور الثاني: تتناول الورقة دور الجامعة في مواجهة التحديات المحيطة باللغة العربية الفصحى من خلال تقييم الدور الذي قامت به الجامعة تجاه اللغة العربية الفصحى وذلك بتعليمها في كل من الأقسام التخصصية، وغير التخصصية، وتعليمها لأغراض خاصة في الأقسام التي تتطلب كفاءة في مهارات اللغة العربية وذلك في قسمي اللغة الفرنسية والانجليزية في كلية الآداب، وكلية الحقوق، كما تتناول قضية التعريب في الأقسام العلمية التي تعد اللغة الانجليزية فيها لغة تعليم أساسية.
وفي المحور الثالث: تؤكد الورقة دور الجامعة في الحفاظ على اللغة العربية لدى أفراد المجتمع من جميع الفئات، وفي جميع المؤسسات الحكومية، كما يتضمن هذا المحور بيان الخدمات اللغوية التي يمكن أن تقدمها الجامعة للمجتمع بشكل عام، وللمؤسسات التعليمية والتربوية بشكل خاص.
أما المحور الرابع: فيتناول تفعيل دور الجامعة على المستوى الخارجي عربياً ودولياً، وذلك بالسعي إلى الانضمام إلى الجمعيات اللغوية، وجمعيات التعريب، وتصميم اختبارات كفاءة في اللغة العربية مقننة، بمعنى أن طريقة تطبيقها وتصحيحها موحدة، والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المضمار، وإبراز أهمية هذا الاختبار الذي يتضمن المهارات اللغوية جميعها لما يمكن أن يؤديه من دور في الحفاظ على اللغة العربية الفصحى، ويبعث في نفوس أبنائها الرغبة في تعلمها، والحرص على اكتسابها وممارستها.
كما يتناول هذا المحور مقترح استحداث برنامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بتشعيب هذا القسم من قسم اللغة العربية والترجمة في مركز اللغات، ليتم استقبال الأجانب المقيمين الراغبين في تعلم اللغة العربية والوافدين من دول العالم بهدف تعلّمها.
وفي الخاتمة: جاءت المقترحات العامة لتفعيل دور الجامعة في مواجهة التحديات المحيطة باللغة العربية الفصحى بصورة أفضل مما هي عليه الآن، لأن الدور الذي تؤديه الجامعة حالياً يعد قاصراً بمقارنته بما يتوجب عليها فعله إزاء هذه التحديات كونها المركز التنويري والمؤسسة الرائدة التي يجب عليها أن تتحمل هذه المسؤولية الكبيرة تجاه لغتنا وتجاه أمتنا. فهذه الورقة لا ترصد دور الجامعة، لتدعّي أن الجامعة قد قدمت ما يجب عليها تقديمه للحفاظ على اللغة العربية الفصحى، بل لتقر أنها ما زالت مقصرة في مواجهة التحديات المحيطة باللغة العربية الفصحى، ولتؤكد أننا ما زلنا بحاجة ماسة إلى مضاعفة الجهد، وإلى تكاتفنا جميعاً على مستوى الجامعة والمجتمع والدولة لإعادة مكانة اللغة العربية إلى سابق عهدها الزاهر.
أخطاء في الإجراءات التدريسية
وجاءت الورقة الثالثة بعنوان«رؤية مقترحة لتطوير مادة متطلب اللغة العربية 101و102» للدكتورة سارة عبدالرحيم الحمادي، استاذ مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها المساعد، حيث تناولت واقع الضعف الملحوظ في مهارات اللغة العربية لدى طلبة الجامعة والذي أصبح ظاهرة متفشية ومشكلة تقتضي المعالجة والحل، والمتجسدة ملامحه في شحة واضحة في القاموس اللغوي الذي يمتلكه الطالب الجامعي، وأخطاء إملائية كثيرة، وضعف في القدرة على تركيب المعلومات وكتابتها بصورة ممنهجة، حيث يعجز الطالب الجامعي عن مناقشة فكرة وكتابة فقرة بشكل منظم، فضلاً عن عجزه عن تلخيص موضوع ما أو إعادة صياغة الفقرة بأسلوبه الخاص، وإذا طُلب من الطلبة قراءة موضوع أو فقرة ما في إحدى المحاضرات استجاب ما نسبته (25) طلاب من أصل (7090) طالباً، هذا فضلاً عن الأخطاء التي قد تظهر في أثناء قراءتهم، بالإضافة إلى سوء الخط وعدم القدرة على معالجة المعلومة وإعادة صياغتها وحسن توظيفها عند الإجابة عن سؤال ما.
وتضيف الحمادي قائلة: ولمّا كان السبب في هذا الضعف قد يكون راجعاً إلى طبيعة المحتوى المعرفي اللازم لتغذية مهارات اللغة العربية، أو طبيعة الاجراءات التدريسية المعتمدة من القائمين على تنمية هذا المهارات لدى الطلبة، أو ضعف الخبرات والمهارات اللغوية القبلية التي يمتلكها الطالب الجامعي قبل التحاقه بالجامعة، سعت هذه الدراسة إلى تقصي واقع تدريس مادة متطلب اللغة العربية 101و102من خلال استبيانة أعدّت لتقييم هذا الواقع من أربعة جوانب هي: الأهداف المنشودة، والمحتوى المعرفي، واستراتيجيات التعليم والتعلم، فضلاً عن أساليب التقويم المستخدمة.ولما كان المحتوى المعتمد لتدريس مادة اللغة العربية101 102لدى طلبة جامعة تعز يتوزّع بين كتابين أحدهما أساسيات اللغة العربية مفاهيم وتطبيقات والآخر اللغة العربية تثقيفاً ومهارات والذي عكس التحليل المبدئي لهما أنهما يسيران وفق المنهجية الاعتيادية في تأليف وبناء كتب اللغة العربية لطلبة المرحلة الثانوية، حيث يضما بين دفتيهما جملة من القواعد النحوية والصرفية والإملائية، ومجموعة من النصوص الأدبية المختارة يتم تقديمها في صورة موضوعات منفصلة مستقلة عن بعضها، وإن تميّز كتاب جرجيس ببعض الأنشطة التي قدمها لتدريب الطالب على بعض مهارات عمليات الاستماع والتحدث والقراءة، إلا أن ذلك ليس كافياً وليس هناك ما يؤكد اعتماد جميع الأساتذة على هذا الكتاب أو الكتاب الآخر، حيث تترك إجراءات تحديد مخرجات تعلم الطلبة والمهارات اللغوية التي يجب تدريب الطلبة عليها لاجتهاد الأستاذ القائم على تدريس المادة، فضلاً عن عدم وجود ضوابط محددة لعملية تدريس الطلبة وتدريبهم على المهارات اللغوية اللازمة لهم، وكذا لعملية تقويم أداءات الطلبة ومهاراتهم اللغوية.
كل ذلك كان دافعاً لهذه الدراسة ومسوّغاً لها لتقديم تصور بتوصيف مقترح لمادة متطلب مادة اللغة العربية 101أو 102 التي يدرسها طلبة الجامعة.
وفي ضوء ما تقدم تعرض هذه الورقة في الجزء الأول منها نتائج الدراسة الميدانية التي تم تنفيذها لتقييم واقع تدريس مادة اللغة العربية 101 أو 102 من وجهة نظر كل من الأساتذة القائمين على تدريس المادة وطلبة الجامعة، كما تقدم في جزئها الثاني تصوّراً مقترحاً لتطوير مادة متطلب اللغة العربية 101و102، في صورة توصيف يتضمن الأهداف العامة للمادة، ومخرجات التعلم التي يُراد تحقيقها لدى الطالب الجامعي في الجانب المعرفي، والجانب المهاري، والجانب العلمي، فضلاً عن جانب المهارات الانتقالية العامة، كما يتضمن مقترحاً بالمفردات والموضوعات التي ينبغي تقديمها للطلبة لتغطية الجانب المعرفي والمهاري لديهم، وكذا طريقة تنظيم هذا المحتوى وتبويبه بما يخدم تنمية المهارات اللغوية المطلوبة لدى الطلبة في فنونها الأربعة، الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، ويحقق وظيفة الخبرة اللغوية التي يتم تقديمها للطالب وبما يساعده على ممارسة مهارات اللغة العربية والتمكن منها بالشكل المطلوب، فضلاً عن ذلك يقدم التصور مقترحاً بالمداخل التي يمكن اعتمادها في تدريس مهارات اللغة العربية واستراتيجيات التعليم والتعلم التي يمكن استخدامها لتدريس محتوى المادة، وختاماً يقدم عدداً من المقترحات تتناول أساليب التقويم وإجراءاته وأدواته التي يمكن استخدامها لتقييم الطلبة في هذه المادة وكيفية توزيع الدرجات.
ضرورة التركيز على ما يهم الطالب في حياته
العملية والعلمية..
وتناولت الورقة الرابعة للدكتور محمد عبدالرحمن السامعي رؤية لتدريس مقررات اللغة العربية «101102103104» في قسمي اللغة الانجليزية والفرنسية بكلية الآداب..
وقد خلص من خلالها السامعي إلى ضرورة أن تبدأ مقررات اللغة العربية بتدريس المهارات اللغوية الأربع، وضرب الأمثلة اللازمة، ومناقشتها مع الطلاب، وفي موضوعات النحو من الأفضل أن نركز على الموضوعات التي تهم الطالب في حياته العلمية والعملية فيما بعد، وأرى أن تكون النصوص ميداناً لتدريس هذه الموضوعات، ومنها نستخلص قواعد الموضوعات النحوية، على ألا يزيد عن موضوع واحد في كل محاضرة، أو حسب الموضوع، مراعاة للواقع التعليمي الذي عليه الطلاب.
اعتماد طريقة الحوار والنقاش في المحاضرات أكثر من الإلقاء.
في بداية كل محاضرة تتم مناقشة الطلاب عما كانت عليه المحاضرة السابقة، وإشعارهم بأن المناقشة هي إحدى وسائل التقييم.
تدريس المحاضرة، ومن ثم التطبيق أثناء الشرح وبعده.
إعطاء الطلاب تدريبات للوقوف عليها في المنزل، ومن ثم مناقشتها معهم في المحاضرة القادمة.
تكليفهم بعمل بسيط في كل فصل، مثلاً: قراءة كتاب لغوي أو أدبي، أو كتاب في تخصص الطالب قراءة استكشافية وعرضه بما لا يزيد عن صفحتين، أو كتابة مقالة في التخصص، أو في ظاهرة معينة.
تكليف طلاب قسمي اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية بترجمة نصوص من اللغة المنشودة إلى اللغة العربية، ومن ثم التأمل في هذه الترجمة، ومناقشتها لتبيين أوجه القصور.
تحليل النصوص الأدبية وفقاً لمناهج متعددة أي تحليل كل نص وفقاً لمنهج مغاير لتحليل نص آخر لإكساب طالب اللغة الانجليزية والفرنسية معرفة وعلماً بأهم مناهج النقد الأدبي، ونظرة النقاد العرب إليها.
تأليف كتب جديدة في متطلّبات اللغة العربية
أما الورقة الأخيرة فجاءت بعنوان «ضعف مستوى طلبة جامعة إب بالمهارات اللغوية» للأستاذ الدكتور محمد عبده خالد المخلافي أستاذ مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها، وعميد كلية التربية بجامعة إب.. وقد خلص من خلالها إلى أن الدراسة الميدانية أثبتت أن طلبة قسم الإرشاد بكلية التربية يخطئون في 25مهارة ومبحثاً نحوياً، وحصلت مهارة أو مبحث المجرور، بالإضافة على المرتبة الأولى بنسبة 84و13 % وحصل الاسم المعطوف بعد حرف العطف على نسبة 33و12 % وحصل الاسم المجرور بحرف الجر على نسبة 9و10 %.
وأظهرت دراسة للباحث تم إجراؤها 20102011م حصول طلبة قسم اللغة العربية بكلية الآداب على متوسط عام ضعيف في المجالات الستة بنسبة 39،6 % وأظهرت نتائج طلبة المستوى الأول للفصل الأول لقسم رياض أطفال لعام 20122013م رسوب 23طالباً من إجمالي 81طالباً بنسبة 28.4 % ورسوب 28طالباً من إجمالي 162بنسبة 18 % بقسم تكنولوجيا التعليم لعام 20122013م ورسوب 19طالباً من إجمالي 135بنسبة 14 % بقسم علوم القرآن للعام 20122013م.
وأظهرت النتائج الاستبانة الموجهة إلى أساتذة اللغة العربية بكلية الآداب وأساتذة المناهج بكلية التربية أن أهم أسباب ضعف الطلبة بالمهارات اللغوية يعود إلى عدد من الأسباب منها: ضعف مستوى الطلبة من مرحلة التعليم الأساسي، وقلة اهتمام الكتاب المقرر باستيعاب المفهوم الشامل للغة، وابتعاد المباحث النحوية عن الوظيفية، واستخدام طرائق تدريس تقليدية من قبل الأساتذة.
ومن هذا كلّه خلص المخلافي إلى عدد من الحلول المقترحة وأهمها:
تأليف كتب جديدة لمتطلبات الجامعة تهتم بالمباحث النحوية التي يستعملها الطلبة في كتاباتهم وأحاديثهم اليومية.
التركيز على إظهار الوظيفية في النحو عند تأليف كتب النحو.
اختيار الموضوعات والمباحث النحوية التي تتصل بحياة الطلبة وواقعهم.
الاهتمام بإبراز التكامل بين فروع اللغة العربية.
اختيار طرائق التدريس حديثة.
الاهتمام بالتطبيقات والتدريبات النحوية وتخصيص درجة مناسبة لها.
زيادة عدد الساعات المخصصة للغة العربية ولاسيما النحو.
تدريس النحو في ظلال اللغة نفسها.
التركيز على التعبير الشفهي والتحريري، وتخصيص درجة مناسبة لها.
إلزام أساتذة اللغة العربية بالتحدث باللغة الفصيحة في أثناء التدريس.
تشجيع الطلبة على التحدث باللغة الفصيحة ومعالجة الأخطاء التي يقعون فيها ومنح درجات تشجيعية لمن يتحدث باللغة الفصيحة.
إلزام أعضاء هيئة التدريس المتخصصين باللغة العربية بتدريس متطلب اللغة العربية.
تأليف مقررات اللغة العربية من قبل متخصصين في مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها ومتخصصين بالمادة نفسها.
التركيز على تدريس مهارات اللغة العربية الأربع: الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة.
اختيار نصوص أدبية من الشعر والنثر لأدباء يمنيين وعرب تنمّي التذوق الجمالي، والفني، وتحليلها تحليلاً نقدياً يظهر الجوانب الفنية والجمالية، وجوانب الضعف في تلك النصوص.
هذا، وقد أثريت الجلستان الأولى والثانية للورشة بالعديد من المداخلات والآراء من قبل الأكاديميين أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، والموجهين المتعاقدين مع الجامعة لتدريس متطلبات اللغة العربية لغير المتخصصين.
وخرجت الورشة بقرارات أبرزها مقترح رئيس الجامعة بتشكيل لجنة للاهتمام بهذا الجانب يتولّى هو متابعتها على طريق الوصول إلى إصلاح حال اللغة العربية في الوسط الجامعي، وإكساب المتعلمين المهارات اللازمة في حياتهم العلمية والعملية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.