في إطار زيارتنا لمدينة التربة، كان لدي شوق مرهف للتعرف على منتزه السكون، كما يطلق عليه حالياً، وذلك بحكم ما يتحدث عنه الناس كثيراً، وبالتالي كان علي أن أذهب بصحبة بعض الإخوان إلى هناك بسيارة الأخ عبدالقادر البتول مدير عام المديرية والذي أتاح لنا مشكوراً زيارة ذلك المكان.. للاطلاع عليه وفعلاً حال وصولنا إليه، كان علينا أن نتوقف قليلاً لأن الطريق لم تكن معبدة أو مسفلتة حتى الآن بقدر مازالت الأعمال جارية فيها، بشأن تسوية أرضيتها ورغم ذلك سارت بنا السيارة إلى القرب من مدخل المنتزه وهناك رافقنا بعض العمال القائمون عليها، وأثنائها كنت قد تعرفت على ملامح ذلك المكان ومن ثم تكونت لدي بعض الأفكار البسيطة، بحيث أشير إليها فيما بعد على ضوء ما شاهدته من خلال زيارتي هذه لتلك المزرعة وما يوجد فيها من أشياء مدهشة لم أكن أتخيل أن توجد بهذه الصورة التي هي عليها اليوم رغم أنها لم تستكمل أعمالها بعد. مفتتح كما علمت بأن هذا المشروع كان عبارة عن فكرة تولدت أو برزت من قبل أحد المغتربين في الإمارات العربية المتحدة حيث رأى بأن يعمل مشروعاً في منطقته التربة.. ومن ثم بدأ بالعمل مابين العام 2007م 2008م وبعدها توالت أعمال التنفيذ في مزرعته والتي كانت سابقاً.. ما تعرف بين العامة عن مدرجات زراعية وحينئذ تم البدء بالبناء ونقل كميات كبيرة من التراب لاستصلاح الأراضي الزراعية، وتلا ذلك بناء اشراحات خفيفة عليها.. أصناف مختلفة من الفواكه وبالقدر هذا نجد بأن هذه المزرعة تقع حالياً في الجانب الشرقي من مدينة التربة فيما تبعد عنها بحوالي اثنين كيلو متر في حين أضحى هذا المكان الوقت الحاضر مكاناً للتنزه أو الراحة للناس، رغم أنه لم يفتتح بعد لكونه يحتوي بداخله على مساحة واسعة من الأراضي الزراعية الخضراء، والتي تكسو تربتها أنواع عديدة من الأشجار المثمرة. ذات الأصناف المختلفة من الفواكه سواء اليمنية منها أو العربية فضلاً عن الزهور التي تتواجد في كل زاوية منه، بقدر ما تكاد تكون منتشرة في جوانبه المختلفة مما تعطي منظراً جميلاً وجذاباً للإفساد وبالذات في ظل وجود تلك الفضاءات المفتوحة لذلك المكان والذي يشعرك وكأنك في مكان آخر من هذه الدنيا التي أضحت مليئة بالفوضى والصخب اللامتناهي. مبان.. صممت بطريقة رائعة كما يلاحظ بأن المباني التي أنشئت في تلك المزرعة كانت قد صممت بطريقة فنية وهندسية رائعة وخاصة من حيث وضعها على قمم تلك الجبال أو الهياج الشاهقة والمرتفعة عن قاع الأرض، وكأنها معلقة في رواسيها العالية. وتعتبر المزرعة أو منتزه السكون حالياً من المنتزهات الفريدة وقلما يوجد مثله في اليمن وغيره بحكم وقوعه في منطقة زراعية كانت قبل ذلك عبارة عن مدرجات زراعية أو شعاب متناثرة هنا وهناك تصب فيها المياه حال نزول الأمطار عليها ومن ثم تأخذ مسارها بالانحدار نحو سفوح تلك الجبال المرتفعة عن قاعها ووديانها البعيدة عنها، ولكن رغم ذلك تم التعامل معها وفق تصاميم هندسية راقية ومدهشة للغاية من قبل أولئك العمال اليمنيين والذين حقاً أبدعوا فيها وحولوها إلى لوحة فنية جميلة تسحر عقول من يأتون إليها. فكر لابد منها لكون مدينة التربة مدينة معروفة ومشهورة بقدر ما كانت تمثل قضاء الحجرية سابقاً فما تسمى بمديرية الشمايتين حالياً بحسب التقسيم الإداري لعام 2002م. ولذلك أرى بأن تكون هناك رؤية ونظرة ثاقبة.. من قبل صاحب هذه المزرعة باعتباره من أبنائها بأن يعمل على إنشاء بعض الفنادق المرتبطة بالخدمات الفندقية الراقية سواءً في إطار المدينة نفسها أو داخل مزرعته.. كما ينبغي أن تتوفر البوفيات على امتداد تلك المزرعة فضلاً عن توفير أماكن للجلوس فيها وكذا توفير المراحيض الخاصة بالناس.. كما أرى بأن تتواصل الأعمال الإنشائية حتى تصل إلى القرب من تلك الوديان والسوائل وبحيث ان تعبد الطرق إليها ومن ثم تسويرها من كلا الجانبين الغربي والشرقي.والأهم من هذا أن تكون خدمات هذه المزرعة وبالذات حال افتتاحها رمزية حتى يتمكن الناس جميعاً من الدخول إليها أو ارتيادها وقت الحاجة بكل يسر وسهولة.