عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دور الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في التعبير عن قضايا المواطنين وتنفيذ مخرجات الحوار

نظمت صحيفة «الجمهورية» ومركز الإعلام الاجتماعي بمركز الدراسات والبحوث الأسبوع الماضي ندوة فكرية حول التوعية بأهمية تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وذلك لبناء اليمن الجديد الذي ينشده كل مواطن.. الندوة التي نظمت بمناسبة احتفالات بلادنا بالعيد الوطني الرابع والعشرين للوحدة المباركة والتي نشرت الجزء الأول منها في عدد الأمس أكدت ضرورة مساندة الجيش في مواجهة الإرهاب وأهمية التزام الأحزاب والمكونات السياسية بتنفيذ مخرجات الحوار..
الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء بدوره قدم الورقة الخامسة حيث تحدث في ورقته عن دور الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في التعبير عن قضايا المواطنين وتنفيذ مخرجات الحوار قائلاً: نحن أمام قضية أساسية وسأتحدث عن دور الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في التعبير عن قضايا المواطنين الذين خرجوا يطالبون بها في الثورة, وهي قضايا الدولة قضايا الحرية وقضايا العدالة الاجتماعية والعيش وهي نفس المصطلحات التي رددها الإخوة في مصر وتونس، ونحن في اليمن تم إقرار الأقاليم دون أن يكون لدينا دولة أصلاً إذ لا يمكن بناء أقاليم أو تجربة محلية دون وجود تجربة الدولة الوطنية أصلاً.. وتجربة الدولة الاتحادية لن تستقيم الأقاليم فيها أو الفيدرالية إلا بوجود دولة وطنية أولاً.. فالدولة الوطنية هي ناظم لهذا الكيان السياسي والأقاليم هي تفريعات إدارية للنظام.. لهذا وجود الدولة الوطنية هو مطلب أساسي كانت الأحزاب السياسية والقوى الوطنية منذ بداية الحركة الوطنية في الثلاثينيات وكان اليسار متبنياً هذا المطلب بقوة وكذا التيارات القومية.. والآن عندما أصبحوا في السلطة أصبحت مطالبهم مطالب إجرائية خاصة بهم.. ضاعت المطالب الوطنية و لم يعد أحد يتحدث عن المطالب الوطنية ولا دولة المواطنة وما تلاحظونه من هموم يومية من الغاز والكهرباء وهي مسئوليات حكومة لا أحد يقول هناك مخرب وما إلى ذلك لأن هنالك حكومة مسئولة عن توفير الخدمات للناس.
إذاً هذه الأحزاب لم تستطع أن تكون أمينة على قضايا الثورة ولا على قضايا المجتمع لذلك يجب أن نصوب عمل الأحزاب والمجتمع المدني فبدلاً من أن تتجه الجمعيات والمنظمات إلى التسول من السفارات عليها التعبير عن قضايا الوطن التي من أجلها ضحى الناس في الساحات وهي قضايا العدالة الاجتماعية, قضايا الكرامة, قضايا الوطن الكبرى.. وأنا مع التجربة الفيدرالية فلنجرب الأقاليم ليس في ذلك بأس, و فكرة الأقاليم ليست جديدة فقد كانت في الجنوب أقاليم وكنا في الدويلات الوسطى كان اليمن مقسماً إلى عدة أقاليم وكنا في عام 1909م مع الاحتلال العثماني، اليمن مقسم إلى أربعة أقاليم صنعاء وتعز والحديدة وإقليم عسير وكان هناك ممثلون تسعة لليمن في البرلمان التركي.. يعني الأقاليم ليست تجربة جديدة أصلاً.. تجربة الحوار بين الإمام أحمد والسلاطين وضعت فكرة الأقاليم التي هي ليست جديدة.. ونأمل أن تكون الأقاليم في إطار مشروع وطني سياسي وليس منفصلاً عنه لا أن نسلم المحافظات لمراكز القوى.
كذلك يجب أن تكون هناك توعية جديدة بالقضايا الوطنية وهي الأصل في الثورة في الدنيا كلها فلماذا يثور الناس؟.. يثورون من أجل قضاياهم وحقوقهم المعيشية وليس من أجل قضايا ترفيهية, الدولة ليس ترفاً, التنمية ليس ترفاً, أنا ثرت من أجل تحسين وضعي السياسي والاقتصادي المعيشي والاجتماعي والثقافي أعبر عنه بصورة نسقية مجردة من خلال دولة مدنية والمواطنة والعدالة المتساوية.
لهذا نتساءل كيف تنهار الأحوال المعيشية للمواطنين بهذا الشكل هذا أمر غير مقبول، فلا يمكن أن نمارس تزييفاً وتجهيلاً للآخرين.. يجب أن نتحدث بدقة وبالذات الصحافة وأنا هنا أشيد بصحيفة الجمهورية في تبنيها مثل هذه القضايا.. ..هناك معوقات يجب أن نقولها, ومتى لم توجد معوقات في اليمن.. ولاحظوا أننا من بداية القرن ثرنا نحن اليمنيين خمس مرات في القرن العشرين عام 1917م, وعام 48, وعام 62, وعام 63, والآن.. ولم نكسب إلا ربع انتصار من كل الثورات.. ومن عام 62 كانت الأحزاب التحديثية اليسارية والقومية تسلم السلطة للقبيلة مع غيابهم عام 1917 عندما اتفقت القوى الوطنية مع الإمام على أن يعتمد الشورى والبيعة والعدالة.. وبعد ست سنوات بدأ يصفي المعارضة ويتحول إلى حكم وراثي ومن هنا نشأت فكرة المعارضة اليمنية في عام 1934م لهذا نحن أمام إشكالية مستديمة, لم تستطع خلال مائة سنة.. لم نستطع خلالها أن نبين المسار السياسي لبناء الدولة الوطنية وهذا ما يجب أن تقوم به الأحزاب السياسية في التوعية.. نريد دولة وطنية ونريد تنمية مستقلة نريد أن ندعم حقوق المواطنة, ونجعل من حقوق المواطنة أيقونة للتعبير عنها في كل الفضائيات وفي كل البرامج والصحف وأن تكون هي المجال الرئيسي للأحزاب..
ما الذي تعمله الأحزاب؟ وماذا تعمل الصحافة؟ نلاحظ أن ما تنشره الصحف يومياً عبارة عن مهاترات وشتائم ولا مجال فيها للمواطن الذي يبحث عن لقمة العيش ويبحث عن الاستقرار.. أيضاً لا يوجد ضابط حتى للسلوك الفردي في المدينة, داخل العاصمة.. لماذا الأحزاب لا تشكل حوارات اجتماعية داعمة لحكومتها هي نفسها.. أليست الأحزاب لها علاقة بالمشائخ وبالقبائل وبقطاع الطرق ونحن نعرف هذا؟.. لماذا لا تعمل حوارات معهم لهدنة مؤقتة حتى تنجح عمل الحكومة؟.. وأنا أأمل من الذين كتبوا عن المجتمع المدني من عام 90 وأتمنى أن يكون المجتمع المدني هو الرافعة لوعي جديد, وعي ثقافي, وعي سياسي, وعي اجتماعي, يهدف إلى إكساب الناس وعياً سياسياً جديداً داخل البلد.. نحن نريد دولة وطنية نعملها ستة أقاليم أو عشرة أقاليم أو أي عدد لكن في إطارها كدولة وطنية.. أنا مع دولة وطنية موحدة ولكن برؤية جديدة, برؤية جديدة للوحدة وبرؤية جديدة لشكل الدولة.. صحيح نعمل أقاليم, نعمل ولايات, هذا أمر مطروح للنقاش ولكن هذا كله يجب أن لا يغفل حقوق المواطنين من الأصل في الحوار والتي هي السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع والسفر والحريات السياسية والدينية.. إلخ, ولابد أن يكون هناك رادع أو رابط أو ناظم للسلوك السياسي للأحزاب داخل البلد.
نحن أمام رؤية جديدة أضعها أمام الإعلام اليمني وأمام صحيفة الجمهورية بأن مهمة الإعلام أن يعبر عن القضايا الرئيسة للمواطن والتي خرج إلى الثورة من أجلها وهي قضايا المواطنة وقضايا الكرامة وقضايا العدالة الاجتماعية وقضايا التنمية وقضايا الفساد.. لأن الفساد هو الوجه الآخر لغياب حقوق المواطنة.. فكل ريال يضيع هو من حق المواطن وكل فقير يزيد هناك من أخذ فلوسه.. من ثم اغتنوا – ونحن نعرفهم حديثي النعمة في البلد – اغتنوا على حساب المواطن الفقير.. نحن في وضع لا يستحق هذا العبث أبداً.. التضارب على المناصب وغيره وغيره.. نحن نقدم تحليلاً اجتماعياً لواقع سياسي ونرصده.. ونحن جزء من هذا الواقع ولسنا منفصلين عنه.. ومن هنا نرجو الاهتمام من خلال التقائنا بالإخوة في صحيفة الجمهورية التي نأمل أن يكون لها دور حقيقي في عملية التغيير وبنا المستقبل الذي ننشده، أرجو أن يعاد النظر في مثل هذه القضايا بأن يكون هناك صحفيون يُعد لهم دورات صحفية معينة في مجال التوعية بقضايا المواطنين التي ثاروا من أجلها.. نحن نحتاج إلى التوعية بقضايا هامة, وبقضايا الحقوق الأساسية وعن حقوقنا المدنية في الحريات والتعبير في الحريات السياسية في الانتخابات.. إلخ.
قبل أن أختم أستطيع أن أقول أن دول الربيع الأخرى تحركت بخطوات ممتازة ووعيهم بالزمن كان فارقاً ونحن هنا في مجتمع فلاحي قبلي تقليدي لا ندرك الزمن.. وهنا يجب على الأحزاب أن تعي مسئوليتها وتقوم بمهمتها.
«وسائل الإعلام في اليمن والوعي الوطني بين الواقع والمفترض»
الدكتور/ علي مهيوب البريهي - نائب عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء قدم ورقة حول «وسائل الإعلام في اليمن والوعي الوطني بين الواقع والمفترض».
حيث شرع في تشخيص الواقع الإعلامي متحدثاً عما سماه إعلام النافذين الذي يقوم بدور هدّام ويصدر قبحاً وكراهيةً في مقابل إعلام رسمي وصفه بالكسيح رغم الجماهيرية التي قال إنه لايزال يحظى بها.. قائلاً: وسائل الإعلام في اليمن كيف يجب أن تعمل في هذا الظرف .. ولدينا مشكلة فكرية وثقافية ومفاهيمية ، لدينا مغالطة حتى في التسميات .. إذ نسمع الكل يردد تسمية الإعلام الخاص وأن هناك إعلاماً خاصاً في اليمن, والواقع والصحيح أنه ليس هناك إعلام خاص في اليمن , إذ إن الصحيح هو أن لدينا إعلاماً لنافذين يمررون مشاريعهم عبر وسائل الإعلام منهم الذين يجاملون الناس في الحوار ثم يخرجون يصدرون الكراهية والإرهاب عبر هذه الوسائل .. ومن أجل أن نشخص الأمر على نحو جيد ونقرأ الخارطة الإعلامية سنجد أن لدينا إعلاماً رسمياً كسيحاً لا يستطيع أن يعبر عن مفاهيم التغيير الحقيقية وحالات التحول وهذا الإعلام انتقل بكل أمراضه ليدير مرحلة انتقالية تحولية بمفاهيم تقليدية لا ترتقي إلى مستوى الحدث , وبالتالي فإن هذا الإعلام الرسمي انتقل وقّف حنفية القبح وسدها وتوقف على ما قبل الثورة .. ثم جاء الإعلام الآخر اسمه إعلام النافذين وأنا على مسؤوليتي أقول إن هذا إعلام نافذين وليس إعلاماً خاصاً وإنما الإعلام الخاص يُنظم في كل بلدان العالم وفق قوانين .. هناك قوانين تُنظم العمل الإعلامي.. هذا الإعلام أي إعلام النافذين استأجر مجموعة من الانتهازيين والمرتزقة الذين يبيعون قيمهم وأخلاقهم ولا يحافظون على أمانة المسؤولية وعلى أخلاق المهنة ويصدرون للناس حالة الإقتتال والكراهية والتحشيد الطائفي ومطالبه أيضاً .. إذاً فالوظيفة الرئيسية لإعلام النافذين هي خلق فتنة وتمزيق النسيج الاجتماعي .. لا تطالب قنوات النافذين بأن تقدم خطاباً إعلامياً يخلق وئاماً واستقراراً وهم في الأساس وجدوا من أجل خلق صراع .. ويعتقدون أن نتيجة هذا الصراع سنغفل عن محاسبة من نكب اليمن وخلق لنا هذه الكوارث .. لأن البلد حينما يتحول إلى حالة صراع واقتتال فإن القضايا الجزئية التي كنا نطالب بها من محاكمة القتلة والذين نكبوا البلد ستنتهي , هم هكذا يعتقدون ..
مهمة قذرة
وأوضح البريهي أهداف وسائل إعلام النافذين ومهمتها المشبوهة بسعيها الدؤوب إلى تشتيت الأذهان وممارسة التزييف والتضليل وخلق ثقافة مشوهة تقود إلى الصراع والاقتتال .. حيث قال :-
“الأخلاق التي قامت من أجلها الثورة الشبابية الشعبية يجب أن لا نتجاوزها لأن الشباب أرسوا قاعدة أخلاقية عجزت عنها الأجيال السابقة كلها لأن تاريخنا تاريخ صراع .. هم يريدون أن يقضوا على الظاهرة والقيمة الأخلاقية لهذه الثورة السلمية ويريدونها أن تتحول إلى صراع ولذلك انظروا كم لدينا من القنوات .. أنا شخصياً اسميها قنوات قبح وشاشات قبح ولا أتابعها ولا نستطيع أن نفرض على الناس أن لا يتابعوها .. لأن هذه القنوات لديها أتباع وهؤلاء الأتباع جزء منهم من المخبرين والعاطلين عن العمل وأصحاب المصالح لذلك يشكلون طابوراً خامساً يخلق حالة من الإرباك للواقع السياسي ويتلذذون بانطفاء الكهرباء وهم مشمولون بذلك.. ومع ذلك يتلذذون حتى يقولون إن الثورة لم تأتِ لكم بشيء جديد .. يعني أن ذلك جزء من الانتكاسة تمارس علينا وأنا شخصياً عندما أضع نفسي بالميزان أنظر إلى بعض الناس ذوي القبح وهم ممن نهبوا البلد والله أخجل من ظهورهم .. يعني لا عندهم حياء لا من أسرهم ولا من أقاربهم ولا من الشعب اليمني الذي يتعاملون معه كعدو .. ومع ذلك يظهرون ويقولون بكل قبح وضعي كان أحسن واستطيع أن أدير البلد بشكل أفضل وأنتم مرتزقة .. ونحن في الأخير أصبحنا مستهدفين لتشتيت ذهننا ووعينا .. مهمتنا الآن مع وسائل الإعلام وأقول وسائل الإعلام النافذة ينبغي أن نضع لها حداً لأن مؤسسات الدولة ينبغي أن تكون حاضرة لا تسمح للناس أن يعبثوا بأخلاقنا وقيمنا الأصيلة ويصنعون مفاهيم جديدة مشوهة لدى الجيل الجديد ولدينا كلنا .. نحن لسنا بحاجة إلى جرع جديدة من الإحباط والانتكاسات ولا تشويه ثقافة، لأن الثقافة المشوهة في نهاية المطاف ستودي بنا إلى الاقتتال .. نحن لا نريد أن نتقاتل..؛ ولذلك انظروا للعالم المتحضر يحتكمون إلى مسألة الدستور وإلى مسألة القوانين وشرعية الصندوق وشرعية الإنجاز .. نحن نتغنى بالقبح وهذا أمر معيب علينا كلنا ولذلك نحن نحتاج من هذا المقام أن نقول إننا بحاجة إلى حملة توعية بل إلى جرعة عالية من التوعية تعيد لنا قيمتنا وذواتنا وكرامتنا لنقول إننا أبناء هذا الوطن لا نسمح للقبيحين أن يسيطروا علينا ولا أن يصدروا لنا ثقافة القبح والكراهية .
بروباجندا
وعن واقع الإعلام الرسمي والمسؤولية التي يجب أن يضطلع بها وعن كيفية معالجة الوضع الإعلامي المشوه الذي صنعه دخلاء المهنة قال البريهي :
الإعلام الرسمي مكن تلك القنوات والوسائل أي قنوات ووسائل إعلام النافذين من أن تلقى رواجاً وإن كنا نعتقد حتى هذه اللحظة أن الإعلام الرسمي لايزال يحظى بجماهيرية مقبولة ومعقولة يستطيع من خلالها أن يقدم رؤية ومعالجة للواقع .. لكن الإعلام الرسمي لا يزال يغط في سبات عميق ولا يزال يكرس مفهوم التطبيل الذي لم يعد مقبولاً ويريد أن يكرس مفاهيم ليّ الحقائق إلى حد ما لصالح السياسة .. فالإعلام الذي نعايشه اليوم هو إعلام بروباجندا دعائي وليس إعلاماً سليماً .. فالإعلام الحقيقي هو إعلام تنوير، إعلام ثقافة ولذلك البعض يحملوننا كثيراً تبعات الواقع الإعلامي مع أن غالبية الدخلاء على الإعلام هم ليسوا إعلاميين وليسوا صحفيين .. ولذا أنا أقول وأؤكد أن بعض الإعلاميين يجب أن يُكنسوا من هذه الوسائل لأنهم عبارة عن آفة ولا يحترمون أي مهنة أو أي قيمة .. وأنا بصفتي منتمياً إلى هذا الحقل أقول لهم يجب أن تُكنسوا من هذا الحقل لأنكم تصدرون كراهيةً وقبحاً ولا تحترمون وظيفتكم ومسؤوليتكم .. إذا تحدثنا الآن بمنطق الدولة فنقول ينبغي أن تبسط الدولة نفوذاً وقانوناً حقيقياً يحدد الوظيفة الحقيقية لوسائل الإعلام وتعطي التراخيص لها وفق ضوابط سلوكية ومهنية راقية .. أتيحت فرصة الآن للنافذين ليعبثوا كيفما شاءوا , فعلى أي شرعية يستند إليها النافذون في نشاطهم الإعلامي .. إنهم لا يحتكمون إلا لما يُسمونها شرعية القابض الباسط .. فأين القانون النافذ الذي ينظم ويحكم هؤلاء الممارسين لتزييف وتضليل الوعي .. إنهم يعتدون على الناس بممارسة التضليل والناس تقبل .. وكثير من القوى السياسية التي لا تزال تعيش حالة برزخ ولم تعطها الثورة دفعة حقيقية لتقول نحن نعيش حياة كريمة هذه القوى لا تستطيع أن تفهم هذا الواقع .. والمواطن الغلبان الذي يبحث عن حقوقه لا يريد عودة المهاترات والمناكفات التي عشناها كلنا ردحاً من الزمن . إذاً المرحلة الجديدة لا تحتاج لمهاترات ولا لمناكفات بل تحتاج إلى تعزيز مفاهيم وقضايا الحقوق والمعيشة .. هم أشغلونا بالمهاترات والمناكفات من أجل أن ينسونا قضايا الحقوق ويحرمونا منها.
احتياج
واختتم البريهي بالتأكيد على ما ينبغي أن نقوم به قائلاً : أختم كلامي بالقول بأننا نحتاج إلى إعادة نظر في توجيه إعادة إنتاج خطاب إعلامي بمضامين جديدة ومفاهيم جديدة ووضع سياسات آلية .. وينبغي على الإعلام الرسمي أن يتغير كليةً بحيث يتغير شخوصاً وخطاباً ومفاهيم وأداءً وسياسةً وبرامج وأهدافاً تحقق على الأقل الحد الأدنى من طموح الناس وتعالج المدخل للقضايا الرئيسية .. وإلا فإن الإعلام الرسمي سيبقى خارج إطار الفاعلية، والناس لا تزال تعول عليه قليلاً في ظل واقع إعلامي تُركت فيه الساحة لإعلام النافذين الذي تنحصر مهمته في خلق صراع وقتال وبث كراهية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.