شب حريق هائل ظهر أمس الجمعة في المركز التجاري المجاور للسوق المركزي بوسط مدينة تعز.. والتهمت النيران معظم البسطات والعربيات ومحلات تجارية مجاورة وتصاعدت سحب الدخان في المكان، مما أجبر أصحاب البسطات والمحلات المجاورة على ترك محلاتهم ومغادرة المكان، كما أن المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الملاصق للمركز التجاري اضطروا إلى مغادرة المسجد لعدم قدرتهم على البقاء فيه بسبب سرعة انتشار الحريق.. وطبقاً لمصادر مطلعة فقد بدأت سحب الدخان تتصاعد من الجهة الشمالية للمركز التجاري وأن من العوامل المساعدة التي زادت من حدة وسرعة انتشار الحريق إلى المحلات التجارية المجاورة هو حدوثه أثناء الصلاة، بالإضافة إلى تأخر الناس عن القيام بدور فاعل قبل استفحال الحريق، وأيضًا تأخر وصول فرق الإطفاء وعدم جاهزيتها بالشكل المطلوب الذي يجب أن تكون عليه لمواجهة مثل هذه الحالات. ووفقاً لتصريحات أدلى بها علي سعيد الزغروري مالك السوق التجاري فإن الحريق انتشر في البداية من الطابق الأرضي وأن أسباب الحريق مازالت مجهولة، وأوضح الزغروري أن الخسائر الناجمة عن هذه الكارثة تقدر بعشرات الملايين، وهذا التقدير بصورة مبدئية، مشيراً إلى أن المحال التجارية التي شملها الضرر بلغت أكثر من 45 محلاً تجارياً وحوالي 60 بسطة تابعة للمفرشين. من جانبه أوضح لصحيفة (الجمهورية) الأخ عبدالجليل الحميري مدير مشروع النظافة والتحسين بمديرية القاهرة أن الحريق قد يكون ناجماً عن التماس كهربائي ناتج عن المولد الكهربائي التابع للمركز التجاري بالإضافة إلى وجود مشتقات نفطية إلى جانبه وكذلك وجود كميات من الملابس التابعة للمحلات التجارية. وفي تصريح لصحيفة (الجمهورية) أدلى به العقيد منير الجندي مدير أمن مديرية القاهرة أوضح فيه أن حجم الخسائر التي لحقت بأكبر سوق تجاري بمدينة تعز ستكون باهظة من جراء هذا الحريق الذي لم يحدث مثله بالمحافظة، مشيراً إلى أن تجمهر المواطنين المتفرجين كان من أكبر العوائق التي واجهت فرق الإنقاذ وشكلت صعوبة كبيرة في الوصول إلى أماكن انتشار الحريق وتمكنهم من إخماده بصورة سريعة قبل توسعه من ناحية، ومن ناحية أخرى تأخر إرسال الغرافات (الشيولات) التي بدورها ستعمل على فتح الطريق من خلال جرف العربيات والبسطات لتتمكن فرق الإطفاء والإنقاذ من الوصول إلى منابع الحريق.. من جانبه أوضح الأخ عبدالولي الموشكي مدير قسم شرطة 26 سبتمبر في تصريح أدلى به لصحيفة (الجمهورية) أن ما تعرض له المركز التجاري يعد كارثة إنسانية أضرارها شملت عدداً من الأفراد الذين فقدوا رأسمالهم الذي يعولون من مردوداته أسرهم، وأضاف في سياق تصريحه أنه نجم عن هذا الحريق وفاة محمد أحمد الصهباني الملقب (الصوملي) وكان يعمل بائعاً للخضروات، كما أصيب ستة أشخاص بجروح طفيفة وأربعة أشخاص بحالة اختناق. وناشد المواطنون وأصحاب المحلات التجارية السلطة المحلية بأن تأخذ بعين الاعتبار مساءلة الجهات المختصة عن الإهمال والتقصير الحاصل من الجهات الرسمية واتخاذ الإجراءات القانونية والإنسانية ضدهم وبالذات في مثل هذه الحالات الكارثية، كما توجهوا بالشكر والتقدير لمدير القصر الجمهوري الذي حسب قولهم أبلى بلاءً حسناً في هذه الكارثة لما قام به من دور فاعل.