تتصدر عادات وتقاليد الشهر الكريم في المحويت وتتزين أيامه ولياليه المباركة فطقوس شهر رمضان متميزة ورائعة ومدهشة في كل أماكن ومناطق محافظة المحويت. الأكل في رمضان فما إن يحل شهر رمضان فإن ربات البيوت تتنافس في إعداد الأكلات الرمضانية الشهية التي منها السنبوسة والتمر وقهوة البن «الحفاشي والملحاني» والشفوت المكون من «اللحوح والرايب) والشوربة التي تكون من خيرات الأرض المكونة «من بر وشعير وذرة» هذا عن الفطور وعند العشاء تقدم مائدة شهية تحتوي على «السلتة مع المرق واللحم» وكذلك لقمة القاضي مع السحاوق، وعند السحور تكون الأكلة المفضلة هي الفتوت (خبز مع لبن وسمن أو خمير دخن مع لبن وسمن). كما تتنوع الأسمار في رمضان لمقدار ساعة أو ساعتين ثم ينام الجميع وهكذا طوال شهر رمضان حتى يبدأ المسبحون بالتسبيح وقت السحور والمسبحون أشبه «بالمسحراتي» فيقومون لتناول طعام السحور، أما بعد الإفطار ينتظر الجميع صلاة العشاء والتراويح ثم بعد ذلك يذهب الجميع إلى ديوان كبير وواسع يتم فيه تناول أعواد القات وأثناء ذلك يتم مدارسة القرآن الكريم كل فرد يقرأ صفحة من القرآن وهكذا كل يوم وما ينتهي شهر رمضان إلا وقد ختم المصحف في ذلك الديوان وكذلك تتم قراءة مجموعة من الأحاديث النبوية من كتب الإعلام منها بلوغ المرام وعمدة الأحكام وغيرها وبعد ذلك يتم التسبيح والتهليل ثم مشاهدة التلفاز قليلاً ثم يقوم كل من في الديوان لصلاة القيام وهكذا الأسمار في مناطق ومديريات المحويت غالباً ما تكون متقاربة، فمثلاً في مديرية الخبت: يقوم شلل الشباب بالمقيل في الليل كل يوم عند واحد مع الالتزام بالعادات الرمضانية الدينية. ووقت السمر يمر شخص يدور في كل ديوان وهو يقول الأبيات الشعرية الآتية: يا مساء أسعد الله المسا يا مساء جدّد الله الكسا يا مساء جيت أمسي عندكم يا مساء والجمالة هي لكم يا مساء جيت أمسي عندكم يا مساء زوّجوني بنتكم وإذا وصل إلى ذلك الديوان وهناك عرس فيقول: يا مساء يا حريوة يا قمر يا مساء هلال أخضر قد ظهر وإذا لم يحصل على حافز من الحاضرين فيقول: يا مساء جيت أمسي من خبان يا مساء راجمونا بالكيان «الكعك» يا مساء جيت أمسي من رداع يا مساء رجّمونا بالقراع الأطفال في رمضان أما الأطفال فيستقبلونه بالأهازيج الشعبية التي تقول: يا رمضان يابو حمايم نزل لأبي قرعة دراهم يا رمضان يا بو حليمة نزل لإبي وقر البهيمة وانذق من الطاقة بليمة وإلا بتفاحة عظيمة وكذلك: يا رمضان دندل حبالك بيت أبي صالح قبالك ويخرج الأطفال وقت أذان المغرب يتجمّعون خارج المسجد وكلٌّ معه فطوره الخاص فيفطرون وقت الأذان وبعد العشاء يخرج الأطفال للعب وهم يقولون: يا شرغب الليل ياشرغب يا من تعشى خرج يلعب وإلا ربطناه بالمكتب وإلاّ رقد له بالمفرج ويخرج الأطفال يلعبون ألعابهم المفضلة التي منها «صيب التمر» أو لعبة «طار» وهذه اللعبة يمسك اللاعب أحد المشاركين ويغمض على عينيه وهو يقول «طار طار قفي جبل ملحان بالطبل والمزمار» ثم يتفرق اللاعبون كل واحد منهم يبحث عن مكان يختبئ فيه وعلى الشخص المغمض لعينيه البحث وإخراج كل لاعب من مخبئه. التنزّه في رمضان و المحويت بطبيعتها السحرية الخلابة ومناظرها الساحرة التي تجذب قلوب الزائرين لها ففي شهر رمضان وخاصة بعد صلاة العصر وبعد العشاء يخرج أكثر الناس للتنزه وسط أجواء سحرية جميلة، هواء يأسر القلوب وجو منعش يبعث الاطمئنان والسكينة فمثلاً في مدينة المحويت يخرج أكثر الناس إلى منتزه «الريادي» مصطحبين أطفالهم للتمتع بالطبيعة الجميلة وللاستجمام بالمناظر الربانية البديعة مستمتعين بالنظر إلى القرى وهي أشبه بنجوم معلقة في أفق السماء تجعل الناظر إليها يسبّح الواحد القهار زيارة استجمام في الشهر الكريم واستطلاع تقوم به إلى محافظة المحويت كفيل بأن يبعث في نفسك الكثير والكثير من ملامح الإبداع ومعاني التذوق والانسجام والتحليق بين تلك الشواهد الحية من عمارة وحضارة وتراث أصالة وانفراد وغيرها والتي تجعل المحويت واحدة من أجمل المحافظات اليمنية. أما الصدقات في رمضان ففي المحويت يستشعر الموسرون إخوانهم من ذوي الحاجات فيقوم عاقل القرية بجمع الصدقات من الموسرين من بداية رمضان وعندما يأتي ذلك الفقير إلى ديوان القرية وقت السمر يكون العاقل قد جهز له ما تيسر من صدقة.