مع انتهاء الهدنة التي امتدت ل72 ساعة في قطاع غزة استأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع حيث أغارت طائراته الحربية من نوع "أف 16" صباح اليوم الجمعة على أراضي زراعية ومناطق متاخمة لمنازل المواطنين الفلسطينيين على أطراف حي الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن القصف تسبب بأضرار مادية كبيرة في الأراضي الزراعية ومنازل المواطنين نتيجة تطاير الزجاج ووصول شظايا إلى المنازل، فيما هرعت سيارات الدفاع المدني والإسعاف إلى المنطقة. كما أصيب 5 مواطنين فلسطينيين على الأقل بجروح ما بين طفيفة ومتوسطة في قصف إسرائيلي استهدف أكثر من منطقة في قطاع غزة صباح اليوم الجمعة. وأفادت مصادر فلسطينية أن مواطنا أصيب في قصف طال منطقة الجنينة في مدينة رفح جنوب القطاع، فيما أصيب 3 مواطنين في غارات جوية وقصف مدفعي استهدف مناطق سكنية وزراعية في بلدة جباليا ومنطقة غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. كما أصيب طفل في القصف الذي طال محيط مسجد عمر بن الخطاب في حي الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة. كما طال القصف المدفعي والصاروخي مناطق زراعية تقع شرق مخيمي المغازي والبريج وسط قطاع غزة، ومنطقة غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، فيما أغارت الزوارق الإسرائيلية بقذيفة مستهدفة أطراف شاطئ بحر غزة. وفي تطور لاحق استهدف القصف الصاروخي أرضا زراعية لعائلة النخالة في حي التفاح شرق مدينة غزة. كما تجدد القصف مستهدفا منزلا في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. وفي المقابل سمعت صفارات الإنذار في مناطق عسقلان وأشكول وجنوب الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948م ، فيما ترددت أنباء عن سماع دوي انفجارات. وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن هناك حالة استنفار في مطار اللد 'بن غوريون'، وأن هناك احتمالا كبيرا لتأجيل عدد من الرحلات. وتشهد أجواء قطاع غزة منذ ساعات الصباح الباكر تحليقا مكثفا لطائرات اف 16 وأخرى للاستطلاع. وعلى الصعيد السياسي أبدت إسرائيل موافقتها على تمديد وقف إطلاق النار المعمول به منذ يوم الثلاثاء الماضي ولمدة ثلاثة أيام في قطاع غزة، من دون شرط أو مهلة زمنية، فيما أكدت حركة "حماس" أنه ليس هناك أي اتفاق بهذا الشأن، في الوقت الذي بدأ فيه الطرفان مفاوضات في القاهرة لتثبيت التهدئة. وذكرت تقارير إعلامية أن الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي التزما منذ الساعة ال8 من يوم الثلاثاء الماضي بوقف إطلاق النار ولمدة 72 ساعة لإتاحة الوقت لوفديهما المفاوضين بوساطة مصرية في القاهرة، للاتفاق على هدنة دائمة. لكن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق، أكد بعد هذا الإعلان أنه ليس هناك حتى الآن أي اتفاق مع إسرائيل على تمديد الهدنة التي بدأت الثلاثاء وتستمر حتى الجمعة في القطاع. وقال أبو مرزوق الموجود في القاهرة ضمن الوفد الفلسطيني المشارك في مباحثات غير مباشرة مع "إسرائيل" "ليس هناك من اتفاق على التمديد للتهدئة". وأوضح مسئول فلسطيني مساء أمس أن الفلسطينيين لم يتبلغوا بأن إسرائيل تقبل تمديد وقف إطلاق النار. ووصف مسئولون في الوفد الفلسطيني في العاصمة المصرية القاهرة في وقت سابق يوم أمس المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنها "جدية ومفصلة". وفي اليوم الثاني للتهدئة نقل وسطاء مصريون في القاهرة المطالب الإسرائيلية الى المفاوضين الفلسطينيين.. لكن يبدو أن مطالب الجانبين تتعارض تماما إذ أن إسرائيل تطالب بأن تضع "حماس" والمجموعات المسلحة الأخرى أسلحتها الأمر الذي ترفضه "حماس" قطعياً. وأكدت "حماس" يوم الثلاثاء الماضي رفضها مجرد الاستماع لطرح "نزع سلاح المقاومة" في قطاع غزة، الأمر الذي تطالب به إسرائيل كشرط لتهدئة دائمة في القطاع بعد هجوم جوي وبري عليه استمر نحو شهر. ولم تسجل أي مواجهات في قطاع غزة يوم أمس في اليوم الثاني من التهدئة التي تم التوصل إليها بفضل وساطتين مصرية وأميركية. وانسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من القطاع الفلسطيني يوم الثلاثاء بعد شهر من بدء الهجوم الذي أودى بحياة 1886 شهيداً فلسطينياً بينهم 430 طفلا وفتى و243 امرأة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.. وفي الجانب الإسرائيلي قتل 64 جنديا و3 مدنيين. وفي الإطار نفسه دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم الجمعة، الرئاسة السويسرية للدعوة الفورية لعقد اجتماع للأطراف المتعاقدة السامية لمواثيق جنيف الأربعة لعام 1949، خاصة وأن دولة فلسطين أصبحت طرفا متعاقداً سامياً في الثاني من ابريل2014 . وأفادت مصادر فلسطينية أن ذلك جاء أثناء لقاء عريقات مع السفير رونالد شتينجر رئيس قسم الأمن الإنساني في وزارة الخارجية السويسرية، والسفير لوكاس هوبفر نائب المنسق الاقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية السويسرية يرافقهما ممثل سويسرا لدى فلسطين بول جيرنير. وذكرت المصادر أن اللقاء تناول مجمل التطورات في الأرض الفلسطينية في ظل التصعيد الإسرائيلي والحرب الدموية على قطاع غزة. وأكد عريقات وجوب تفعيل ميثاق جنيف الرابع الخاص بحماية المدنيين زمن الحرب، معتبرا أن قيام سلطات الاحتلال، بالعدوان على قطاع غزة برا وبحرا وجوا وما خلفه العدوان من خسائر بشرية ودمار في قطاع غزة انتهاكا صارخا لميثاق جنيف الرابع يرقى الى جرائم حرب، ويستوجب من المجتمع الدولي وخاصة الاطراف المتعاقدة السامية تفعيل آليات انطباق ميثاق جنيف الرابع لعام 1994 والبرتوكول الاضافي (1) لعام 1977 على اراضي دولة فلسطينالمحتلة ( الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة ). على صعيد آخر التقى عريقات رئيس وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الايطالي وقدم لهم شرحاً مدعما بالوثائق عن نتائج العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة داعيا الى وجوب قيام المجتمع الدولي بما هو مطلوب لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين الاسرائيليين وفقا للقانون الدولي. وشدد على أن اليوم التالي يجب ان يتضمن وعدا محددا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبزوغ فجر الحرية والسلام بإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967 .