حقق مهرجان عيدكم مخا 3 نتائج إيجابية خلال أيامه الثلاثة، ومن أبرز النتائج تدفق آلاف الزائرين إلى مدينة المخا خلال إجازة عيد الفطر المبارك، مما أنعش الحركة السياحية والاقتصادية للمدينة، ومن خلال الدراسة الاقتصادية والاستقراء الميداني لنتائج المهرجان اتضح أن عدد الزوار وصل إلى ظظ100,000 زائر، وأن ما تم إنفاقه من أموال يصل إلى 250 مليون ريال، هذا إلى بعض النتائج الإيجابية التي نوردها في هذا الاستطلاع: من خلال التدفق الكبير للمواطنين لقضاء إجازة العيد، واحتكاك الزائرين بأبناء المدينة نجد أن النظرة السلبية التي كانت ملتصقة بمدينة المخا وأبنائها تغيرت، وبشكل عام أدت إلى تقليص الفجوة بين الجهات المحلية والجهات الأمنية والمجتمع في عملهم داخل المهرجان، وتجاوز الكثير من الصعوبات من خلال العمل بروح الفريق الواحد، ولفت انتباه وسائل الإعلام إلى تسويق المواقع السياحية ذات الأهمية الاستراتيجية التي تتميز بها مدينة المخا وباب المندب، أضف لذلك الطابع الأمني المتميز والذي كشفت عنه تقارير اللجنة الأمنية في المهرجان بغياب المظاهر المسلحة،وتوفير الاستتباب الأمني، وعدم حدوث أي أعمال تخل بالأمن والاستقرار، وهذا يعد مؤشرًا إيجابيًا يميز مدينة المخا وباب المندب، وعدم تأثرها بالطابع السلبي الظاهر على السطح في معظم مدن اليمن. توفير البنى التحتية وأفاد تقرير أنه تم الكشف عن مقومات السوق التجاري في العرض والطلب في مدينة المخا، من خلال الطلب الكبير والحاجة الملحة للزائرين في توفير الفنادق والمطاعم ومحلات لبيع السلع الضرورية والكمالية، وكذلك الحاجة الملحة لبناء بنية تحتية سياحية في كورنيش المخا وعلى امتداد الشريط الساحلي وصولاً إلى باب المندب. وأشار التقرير أن إقامة المهرجان نتج عنها تنمية المهارات والخبرات لأبناء المخا، من خلال إتاحة الفرصة لهم في المشاركة الفعالة في المهرجان، وتقديم مهاراتهم وموروثهم الشعبي والمميز من خلال فعاليات المهرجان، وكذلك استفادتهم واكتسابهم خبرات ومهارات جديدة من خلال العمل المشترك مع المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية ومكتب الثقافة والسياحة بالمحافظة. النهوض بتراث المخا دشن المهرجان وزير الثقافة عبدالله عوبل ووكيل محافظة تعز عبدالله أمير، والذي نظمته السلطة المحلية بمحافظة تعز والمكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية. وزير الثقافة عبدالله عوبل أشار إلى أن المهرجان يعد تقليداً سنوياً سيعمل على إعادة مجد وتاريخ مدينة المخا ومينائها العريق والدور الذي لعبه على امتداد تاريخ اليمن. واكد أن ميناء المخا سيضل شامخاً على مر التأريخ .. وأضاف أن الوزارة حريصة على النهوض بتراث المخا في مختلف المجالات, لافتا إلى أن “عيدكم مخا” لن يبقى فعالية فحسب بل سيتم تطويره بما يعيد لميناء ومدينة المخا رمزيتهما التاريخية كعنوان لليمن وحضارته. ونوه إلى أن المهرجان مثل فرحة تحثنا على استعادة المجد التليد للمخا في أيامنا القادمة لليمن الجديد, اليمن الاتحادية الديمقراطية يمن المحبة والسلام والرخاء, مضيفا أن الجميع متفائلون بمستقبل اليمن بعد تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإخراج اليمن إلى بر الأمان. تحايا أطلقها وزير الثقافة لأهالي المخا الذين تختزن ملامحهم الأمل بالمستقبل رغم ما يواجهه الوطن المثقل بالحروب والآلام والصراعات, وتفاؤلهم بمخرجات الحوار الوطني واستكمال المرحلة الانتقالية تحت قيادة رئيس الجمهورية. وأشاد وزير الثقافة بجهود قيادة السلطة المحلية بمحافظة تعز، ممثلة بالمحافظ شوقي أحمد هائل وقيادة المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية على التنظيم الجيد لفعاليات المهرجان, كما أثنى على دور المؤسسين لانطلاق المهرجان الأول في العام الماضي، والذي كان بمبادرة ذاتية من قبل مجموعة من الشباب. المخا ممتزجة بالتاريخ وكيل محافظة تعز عبدالله أمير أكد من جانبه أن المخا ممتزجه بالتاريخ اليمني بشكل وطيد، وهذه المهرجانات ستعيد تاريخها العريق.. وأضاف أمير أن مهرجان عيدكم مخا سيتم تجسيده كل يوم من خلال جملة من المشاريع التي سيتم تنفيذها في مديرية المخا والمديريات الساحلية, منوها أن المخا ستكون قبلة لأبناء الوطن عموما وإقليم الجند بشكل خاص. ولفت أمير إلى أن اليمنيين اليوم يتجهون بخطى واثقة نحو المستقبل الأفضل والبناء والتنمية والخروج بالوطن إلى بر الأمان، والجميع متفائل بمخرجات الحوار الوطني. مخ اليمن وبين أمير أن الثقافة هي الجهد الحقيقي للإنسان، مشيراً أن مدينة المخا احتست أكواب الألق واختزلت الألم، وأن الأمل بدأ يشرق مجدداً لننطلق إلى فضاءات العمل، وقال: عندما نحتفل تمتد جسور الحاضر بالمستقبل، مستفيدين من تجارب التاريخ، منوهاً أن المخا ستبقي مخ اليمن الحاضر والمتجدد. إمكانيات متواضعة رئيس المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية رمزي اليوسفي أوضح أن فكرة مهرجان “عيدكم مخا” بدأت في أرجاء مديرية المخا قبل عامين، وبإمكانيات مادية متواضعة، وخطى وئيدة، وبدأت تتبلور العام الماضي عند إقامة المهرجان الثاني برعاية المحافظ شوقي, مضيفاً أن العام المقبل سيكون أكثر تميزاً في فعالياته وإبداعات المشاركين، وسيتألق فيه أكثر أبناء مديرية المخا وأبناء باب المندب. وبين رمزي أن السلطة المحلية بالمحافظة حرصت على إشراك مديرية ذو باب في مهرجان عيدكم مخا، لتكون انطلاقة سنوية رائعة تتجلى فيها إبداعات مديريات الساحل. وقال رمزي: عيدكم محبة يا أبناء إقليم الجند ويا أبناء مديريتي المخا وذوباب المندب، معاً نلتقي كل عام لنسكب مشاعرنا على شاطئ المحبة والسلام، وعلى إيقاع الأمواج الهادرة التي لا تؤكد سوى اقتداركم الجم على تحدي الصعاب وتجاوز المعوقات”. مضيفاً أنه على وقع السكون الساحلي الذي يؤكد حقيقة ما أنعم الله به على أبناء الساحل أقلها قدرتكم على كسب حب الناس أجمعين. إبراز المواهب مدير عام مديرية المخا صالح الكلالي ثمن دور محافظ المحافظة واهتمامه بالمهرجان، وكذا إبراز مواهب أبناء المنطقة من خلال تنفيذهم كل فعاليات المهرجان، وبين الكلالي اهتمام القيادة السياسية بإعادة تاريخ المخا نظراً لموقع المخا في ربط اليمن بالعالم من خلال مينائها التاريخي. بدأت بفكرة بحلم داعب مخيلة محمد أحمد صبر مدير ميناء المخا ومجموعة من الأصدقاء قبل 3 سنوات، لقضاء إجازة عيد الفطر في أحد الشواطئ اليمنية الساحرة، بدأت فكرة إقامة عيدكم مخا حيث جمع لقاء مجموعة شباب في أكمة حبيش في المسراخ وتناقشوا كيفية إقامة رحلة سياحية إلى ساحل مديرية المخا، ووقفت تكلفة الرحلة عائقاً كبيراً أمامهم، كما هي عائق أمام العديد من شباب اليمن. محمد أحمد صبر صاحب الملكية الفكرية لمهرجان عيدكم مخا أوضح أن مدينة المخا كانت مجهولة لعدد من أبناء منطقة المسراخ وتبادر إلى أذهانهم انطباعات سلبية عنها، فقرروا الترويج للمدينة الساحلية، بالإضافة إلى قضاء رحلة استجمام فيها للفت الأنظار بالسواحل الساحرة للمدينة، فانطلق 90 شاباً عبر قاطرة يملكها أحد أبناء المنطقة، بعد أن ساهم كل فرد بتوفير احتياجات الرحلة من أرز وأواني طهي وخلافهما جسدوا حقيقة مفادها إن أعلى قمة في تعز تحتضن ساحل المخا. مشيراً أنه بعد وصول الرحلة تم عقد ندوة من أجل تنشيط العمل السياحي، وعلقوا لوحات تحمل شعارات كتب عليها “صبر صرخ.. عيدكم مخا وطن بالسياحة ازدهر وارتخى” وخرجوا بتوصيات ورسائل إلى الجهات المعنية والسلطة المحلية. تنشيط السياحة وقال صبر إن الهدف من المهرجان في عامة الأول تنشيط العمل السياحي وجذب المستثمرين ورؤوس الأموال للقيام بدورهم واستغلال الفرص المتاحة في المنطقة. مبيناً أن إقامة المهرجان حققت نتائج طيبة خلال العام المنصرم فقد بدأت الحركة العمرانية في مدينة المخا وتم البدء بتنفيذ 90 مشروعاً إنشائياً من مراكز تجارية ومحلات وغيرها. وأشاد صبر بدور وجهود محافظ تعز شوقي أحمد هائل وتوجيهاته بالاهتمام وتسليط الضوء على المهرجان إعلامياً لجذب السياحة الداخلية من أبناء محافظتي إبوتعز، بالإضافة إلى جهود فريق مبادرة عيدكم مخا، وأبناء المخا الذين قاموا بتنفيذ المهرجان وجهود رضوان الأثوري مندوب الصندوق الاجتماعي للتنمية. نجاح باهر وأكد مدير ميناء المخا محمد أحمد عبدالرحمن صبر، أن المهرجان قد حقق نجاحاً باهراً.. وقال: لقد كان لنا الشرف الكبير أن نحتضن مثل هذه الفعاليات الرائعة وهذه المواهب التي شاركت من مختلف المديرية، موضحاً أن اختتام المهرجان كان رائعاً كما كان الافتتاح رائعاً.. ولفت إلى أن المشاركة في المهرجان والزوار الذين احتشدوا والذين وصلوا إلى “100” ألف زائر قد أبهرت الجميع وكانت فوق المتوقع. وأعرب صبر عن شكره وتقديره لقيادة السلطة المحلية بتعز ولوزير الثقافة ولكل من ساهم في إنجاح المهرجان.. متمنياً أن يستمر المهرجان في الأعوام القادمة بهذا النجاح وبهذا الزخم الكبير. التراث الشعبي وكانت فعاليات المهرجان قد تواصلت خلال أيام المهرجان بالعديد من الأنشطة والفقرات الفنية والثقافية والتراثية الشعبية والاستعراضات الرياضية والوصلات الغنائية والإنشادية والرقصات الشعبية، حيث قدمت في يوم الافتتاح الفرقة الفنية لمكتب الثقافة بتعز لوحة غنائية راقصة “عيدكم مخا” من توزيع وألحان المبدع هشام النعمان، وكلمات حسن الإغواني وعبدالهادي الأثوري. كما قدمت فرقة الرقص بالمخا رقصة الحقفة حيث يقوم المؤدون بتحريك أقدامهم بصورة متناسقة، بينما يقوم قائد الأداء بالقفز والضرب برجله على الأرض.