أثار مقتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي على يد /ما يسمى/ تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) غضب الدول الغربية ولاقى استنكارا دوليا واسعا. وفي هذا الإطار دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما الاربعاء الى القضاء على ما /اسماه/"سرطان" الدولة الاسلامية الذي تبنى قطع راس فولي، ووعد بان تواصل بلاده التصدي لمقاتلي التنظيم. ودعا اوباما الى العمل معا "لاستئصال هذا السرطان لكي لا يتفشى"، واعدا بان الولاياتالمتحدة التي تشن ضربات جوية في العراق منذ 10 ايام ستستمر في محاربة هؤلاء المتطرفين. واعتبر اوباما ان هذا التنظيم "لا مكان له في القرن الحادي والعشرين"، وهو "لا يتحدث باسم اي ديانة. ليس هناك ديانة تقول بذبح الابرياء. ان عقيدتهم فارغة". وتابع قائلا "سنبقى متيقظين وحازمين. عندما يستهدف اميركيون في مكان ما نقوم بكل ما في وسعنا لاحقاق العدالة" داعيا الى "الرفض الواضح لهذا النوع من الايديولوجيات المدمرة". واكد البيت الابيض الاربعاء صحة شريط الفيديو الذي بث الثلاثاء ويظهر اغتيال الصحفي الأمريكي. وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بما اعتبره "جريمة رهيبة" فيما راى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ان "داعش" هي "وجه للشر" ينبغي "تدميره". وقطع تنظيم "داعش" رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي الذي خطف في سوريا في نهاية 2012 وهدد بقتل آخر وذلك ردا منه على الدعم الأمريكي للقوات العراقية والكردية في معاركها ضد مقاتلي التنظيم في شمال العراق. وكان فولي (40 عاما) مراسلا حرا شارك في تغطية الحرب في ليبيا قبل ان يتوجه الى سوريا لتغطية النزاع في هذا البلد لحساب "غلوبال بوست" ووسائل اعلام اخرى. كما زود وكالة فرانس برس بتقارير صحفية اثناء وجوده هناك. وتحدثت باريس عن "همجية" و"قتل يثير الاشمئزاز"، فيما قال المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انها "صدمت" لمصير الصحفي. واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه سيقترح قريبا عقد مؤتمر حول الامن في العراق ومحاربة تنظيم "داعش"، معتبرا ان الوضع الدولي اليوم هو "الاخطر" منذ العام 2001. وفي طهران، اكد نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان ان ايران قدمت "نصائح" للاكراد العراقيين ضد مسحلي تنظيم "داعش". وقال "قدمنا مساعدة سياسية ونصائح الى الحكومة العراقية وفعلنا الامر نفسه في كردستان العراق". وقال مايكل موريل العنصر السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ان قتل فولي هو "اول هجوم ارهابي" ل"داعش" على الولاياتالمتحدة، فيما اعتبر السناتور الجمهوري ماركو روبيو ان التنظيم "اعلن الحرب على الولاياتالمتحدة". وجاء نشر الفيديو بعد اعلان اوباما "اتباع استراتيجية بعيدة الامد" في القتال ضد "داعش"، ودعم تشكيل حكومة عراقية جديدة برئاسة حيدر العبادي. وأعلنت واشنطن الاربعاء ان قوات أمريكية نفذت "هذا الصيف" عملية لانقاذ رهائن أمريكيين يحتجزهم تنظيم "داعش" في سوريا، لكن العملية فشلت. وقالت ليزا موناكو كبيرة مستشاري الرئيس باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب انه "في وقت سابق خلال هذا الصيف اعطى الرئيس (باراك اوباما) موافقته على عملية ترمي الى انقاذ مواطنين أمريكيين مختطفين ومحتجزين رغما عنهم من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا". واضافت في بيان ان "الحكومة الأمريكية اعتقدت ان لديها ما يكفي من المعلومات الاستخبارية، وعندما حانت الفرصة اجاز الرئيس للبنتاجون بالشروع سريعا بتنفيذ عملية هدفها انقاذ مواطنينا". ولكن العملية فشلت "لان الرهائن لم يكونوا موجودين" في المكان الذي حددته الاستخبارات الأمركية، كما اضافت المسؤولة في البيت الابيض. وفي السياق نفسه عقدت الحكومة البريطانية اجتماعات أزمة بشكل متواصل في الساعات الأخيرة، حيث قطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إجازته وعاد على الفور الى مقر الحكومة وبدأ مشاوراته مع أركان حكومته. وشارك في الاجتماع الطارئ الذي عقد بعد عودة كاميرون، الأربعاء، وزير الخارجية وكبار مسؤولي وزارتي الداخلية والخارجية والأجهزة الأمنية لبحث الوضع في العراق وسورية والتهديد الذي يشكله مسلحي "داعش". وقررت بريطانيا التي أفزعها مقتل فولي وخصوصا انه تم على يد بريطاني الجنسية كما تبين من لكنته على شريط الفيديو، ارسال قوات الى بغداد للاسهام في تدريب القوات العراقية في مواجهة تنظيم "داعش". وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، قال بعد نشر فيديو عملية قتل الصحفي الأمريكي إن ما يحدث في العراقوسوريا هو سم، سرطان، وهناك خطر انتشاره في أجزاء أخرى من المجتمع الدولي وأن يكون له تأثير مباشر علينا جميعا. وقال هاموند "لم نتحقق تماما من الفيديو بعد، لكن المؤشرات كلها تدل على أنه حقيقي - وهو مثال مروع على وحشية هذه المنظمة". وأضاف وزير الخارجية البريطاني "دأبنا على القول منذ وقت طويل إن هناك عددًا كبيرًا من المواطنين البريطانيين، في سورياوالعراق، ملتحقين بمنظمات متطرفة. وهذا أحد أسباب كون هذه المنظمة تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي في المملكة المتحدة". وأشار هاموند إلى أنه ربما يسعى بعض هؤلاء الأفراد للعودة في وقت ما إلى المملكة المتحدة، وحينها سيشكلون تهديدا مباشرا لأمننا المحلي. وقال الوزير البريطاني" نتبع سياسات تهدف لردع المعرضين للتطرف من أن يتطرفوا فعلا ويسافروا إلى العراقوسوريا".