“إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم” ذلك ما كان عليه مواطنو حضرموت من نعمة الأمن والأمان لسنوات طوال، إلا أنهم افتقدوها في السنوات الأخيرة، شهدت المحافظة عموماً الفوضى والعشوائية والقتل والنهب, وكان لمديرية القطن نصيب الأسد منها، وخصوصاً بعد ما شهدته المديرية في السابع من أغسطس 2014م من أعمال شغب ونهب وسلب للممتلكات العامة والخاصة، جراء المواجهات المسلحة بين قوات الأمن و الإرهابيين، لذلك بات توفير الأمن والأمان ضرورياً لمواطنيها.. عندما تم تعزيز المديرية بكتيبة من الجيش لحمايتها وتثبيت الأمن فيها, وساد المديرية شيء من الهدوء والاستقرار أسبوعًا كاملًا ولكن بعد ذلك شهدت المدينة مواجهات مسلحة مرة أخرى، حولت المدينة لحرب شوارع قتل من قتل وجرح من جرح وتضرر من تضرر، كل ذلك كان له الأثر الكبير نفسياً ومادياً واقتصادياً على الأهالي .. الاستطلاع التالي يكشف تلك الآثار، وما هي الحلول لمعالجتها. زيارة وزير الدفاع ومحافظ المحافظة وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد ومحافظ حضرموت الأستاذ خالد سعيد الديني أكدا خلال لقائهما بمدراء المكاتب التنفيذية والشخصيات الاجتماعية بالمديرية أثناء زيارتهما للمديرية عقب المواجهات المسلحة الأولى للاطلاع على حجم الأضرار التي خلفتها، أكدا على ضرورة تكاتف الجميع والتعاون مع الأجهزة الأمنية والجيش لتعزيز الأمن والاستقرار وكذا الإبلاغ عن العناصر الإرهابية وعدم إيوائهم أو التستر عليهم لما في ذلك من أخطار على المواطنين, وتم تكليف السلطة المحلية بالمديرية بتشكيل لجنة لحصر الأضرار ومعالجتها. أعمال سلب ونهب الأخ علي ناصر بن حدجان المدير العام للمديرية رئيس المجلس المحلي تحدث إلينا عن حجم الأضرار والإجراءات المتخذة لتثبيت الأمن وكذا معالجة تلك الآثار قائلاً: إن ما حصل شيء غريب على حضرموت عامة ومديرية القطن خاصة، وشيء لا يقبله عقل ولا ضمير, فنحن ومنذ أن تلقينا خبر المواجهات الساعة السابعة صباحاً أجرينا اتصالات مع قيادة السلطة المحلية بالوادي والصحراء، وكذلك بالمحافظ وأيضاً تم التواصل مع عدد من المشائخ والأعيان وعقال الحارات لإبلاغهم بما حدث, ونود هنا أن نوضح أنه لا يوجد لدينا مدير أمن أو قوة أمنية مرابطة بمعسكر المديرية سوى (16) فرداً (10) من الجيش و(6) من الأمن المركزي الذين كانوا متواجدين بالمعسكر أثناء هجوم العناصر المسلحة والذين استبسلوا للدفاع عن أنفسهم وعن المعسكر مما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم وجرح ثلاثة آخرين, بعد ذلك عقدنا اجتماعاً مع بعض المشائخ والوجهاء من أبناء المديرية، ومن ثم خرجنا لتفقد المواقع الذي حصل فيها التخريب من البنوك والمنشآت الحكومية ووجدناها قد نهبت والبعض لازال ينهب، وأوقفنا النهب الذي قام به ضعاف النفوس ووضعنا حراسات خاصة على المنشآت العامة، وكذا قمنا بإطفاء الحريق الذي طال بعض المنشآت, ثم تحركنا إلى مدينة سيئون والتقينا بقائد المنطقة العسكرية الأولى وطلبنا منه توفير قوة أمنية لحفظ الأمن ووصلت القوة اليوم الثاني. بخصوص حجم الأضرار فالأضرار حجمها كبير حيث قمنا بالتواصل مع وكيل المحافظة لشئون مديريات الوادي وتم تشكيل لجنة لحصر الأضرار، وأيضاً وصلت لجنة من مجلس الوزراء لنفس الغرض وتفقدوا المنشآت الحكومية المتضررة وكذا قام وزير الدفاع والمحافظ وقائد المنطقة بزيارة للمديرية لتفقد الأماكن المتضررة حيث قدرت الخسائر الناجمة عن تلك الأعمال بحوالي “مائة وخمسين مليون ريال” للمباني أما المعدات والأثاث تقدر بحوالي “مائة مليون ريال” أما بخصوص الخسائر للمواجهات الثانية فلا تزال اللجان تباشر عملها لحصر الأضرار وسيتم رفعها إلينا, بخصوص المشكلات والإشكاليات التي يعاني منها المواطنون من جراء تواجد القوة الأمنية حسب ما تعرفون إن أجواء التوتر سيكون لها من الأخطاء الكثير نتيجة لعدم معرفة أفراد القوة العسكرية بالمدينة وأبناء المدينة وحصلت بعض الأخطاء والتي نأمل أن لا تتكرر, ونتيجة لعدم تواجد أفراد الأمن العام بالمديرية وجدنا حلاً بديلاً منهم الجيش, وبهذا الخصوص فقد اعتمد للوادي والصحراء تجنيد “خمسمائة” جندي ونحن فتحنا باب التسجيل لأبناء المديرية، وقد أبدى الكثير رغبتهم بالالتحاق بصفوف الأمن وسيتم رفع كشف بهم لإدارة أمن الوادي. أما بالنسبة لإطلاق النار الليلي فقد تواصلنا مع قائد الكتيبة المرابطة بالمدينة وأبدى استعداده بعدم إطلاق النار إلا عند الضرورة القصوى أو استشعار الخطر، وأنا أؤكد لكم بأن هذه سحابة صيف عابرة وستزول أن شاء الله وسيعود الأمن والاستقرار إلى القطن وحضرموتواليمن عامة، وذلك بتعاون كل الشرفاء من أبناء الوطن، وتغليب المصلحة العامة على ماسواها من المصالح الضيقة. حجم الأضرار لم تقدر بعد حمد سالم بن جذنان ( مدير بنك اليمن الدولي – سيئون) قال: بكل أسف إن ما لحق بفرعنا بالقطن من ضرر ليس من المواجهات وإنما بسبب بعض الأهالي من القطن ما كنا نتوقع ذلك منهم, ونقول لهم إن هذا البنك ثلثه لتجار حضارمة في المهجر، والباقي لمواطنين من بقية المحافظات, الجانب الآخر الذي لا يعلمه هؤلاء أن جميع موظفي فروع البنك بوادي حضرموت من أبنائه, ماذا استفاد هؤلاء من تدمير فرع البنك في القطن اعتقد أن الاستفادة هي قطع أرزاق هؤلاء الموظفين, أما ما يتعلق بالإجراءات لتفادي ذلك نأمل أن يكون أولاً من قبل الإعلام بأن يوضح للمواطنين مخاطر هذه الأعمال, ثانيا على المواطنين الشرفاء من أبناء المديرية أن يكونوا على قدر عال من المسئولية وعدم الانجرار إلى تشويه صورة المديرية بالقيام بإعمال نهب وسرقة, أما بخصوص الأضرار لم نحصرها إلى الآن ولكن نقول إنهم لم يبقوا على شيء في البنك حتى سلال القمامة أخذوها ولكن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل. أضرار ورعب وخوف - المواطن سالم سعيد: لا يمكن أن أصف لك الحالة التي كنا فيها حيث كان القصف بالقرب من بيتنا وسط المدينة الأطفال والنساء في حالة رعب وخوف بل كنا جميعاً في قلق, الأضرار لم تكن جسيمة بمنزلنا ما عدا بعض الرصاص في الجدار وفي المكيفات, الله لطف بنا. - المواطن أحمد عوض: كنا وسط ساحة معركة الضرب بجانب بيتنا من كل الاتجاهات, الخوف سيطر علينا وعلى أطفالنا والنساء، وتسبب ذلك الضرب في تهشيم زجاج سيارتنا وكذا بعض الرصاصات في الجدار. - سالم صالح : الله لطف بنا حيث يقع منزلنا بجوار المستشفى الذي دارت حوله المواجهات الأخيرة واخترقت عدد من رصاصات دشكا منزلنا وتسببت في أضرار في أحد الغرف, إضافة إلى ذلك حالة القلق والخوف التي عشناها لحظة المواجهات, لذلك فإن هذا الأمر يتطلب من السلطة المحلية إعادة النظر في نقل أفراد الجيش داخل المدن وإخراجهم إلى مداخل المدينة وإحلال قوة من الأمن العام لحفظ الأمن. خوف ونزوح كما تحدث إلينا مواطنون ساكنون بجوار معسكر الأمن عن آثار المواجهات: المواطن عبدالسلام بلعجم قال: تحطم جزء في منزلنا وتعطلت مواسير المياه والصرف الصحي، ولم يعد صالحاً للسكن فنزحنا منه, إضافة إلى ذلك فإننا لم نعد نحتمل الصدمة والفاجعة التي ألمت بنا جراء القصف كون منزلنا يقع بالقرب من منزل أحد المشتبه بهم، والذي تم نسفه بالكامل, حالة رعب وخوف عشناها وربنا لطف بنا حتى تم إخراجنا من قبل الجيش. - المواطن عوض هادي: يشارك جاره نفس الشعور ويقول نزحنا بالكامل من المنزل واستأجرنا منزلا بعيدا من المعسكر, العائلة في حالة خوف وعند سماعها رصاصا أو طائرة تهب مذعورة النساء والأطفال أصيبوا بحالة نفسية صعبة ولا يمكن أن نعود لمنزلنا إلا عند هدوء الوضع واستقرار الأمن. - المواطن دويل محمد: صدمنا صدمة قوية جميع المنازل المجاورة في حالة رعب واقعين بين نارين نار الجيش من جهة ونار المسلحين من جهة أخرى, وعندما هدأت المواجهات نزحنا مع عوائلنا إلى بيوت أقاربنا بعيدا عن المعسكر. - المواطن عبدالله بن اسحاق: رب أسرة، كانت الصدمة قوية عليه وعلى أفراد أسرته إطلاق النار من كل ناحية وتم تفتيش منزلنا بحجة أن إطلاق النار يأتي من جهتنا، وكان إطلاق النار يأتي من جهة الجبل المطل على بيتنا, شهدنا حالة خوف شديد، وبعد ذلك نزحنا من المنزل ولكوننا لا نملك أي منزل آخر تركنا عوائلنا عند أهاليهم ونحن نأتي للمنزل وأحيانا نذهب عندهم, نأمل أن تستقر الأوضاع. - المواطن عمر سعيد، قال: ما حصل جراء المواجهات أمر مرعب حيث إنه وبعد المواجهات الأولى تم إسقاط صواريخ تضرر منها منزلي وعدد من منازل الجيران ولحسن الحظ واللطف من الله أن هذه الصواريخ لم تنفجر وإلا لحصلت كارثة , نسأل الله أن يجنبنا أي مكروه ويحفظ البلد ويعم الأمن والاستقرار ربوع اليمن. - الممرض خالد أحمد والقابلة عليا شهدا المواجهات التي دارت في محيط المستشفى تحدثا إلينا: حدث الاشتباك بين الجماعة المسلحة والجيش بمحيط المستشفى وتبادلوا إطلاق النار بالرشاشات والأر بي جي وكنا مذعورين حينها حتى تمت السيطرة من قبل الجيش على الموقف. منظمات مجتمع تناشد تحدث إلينا الناشط عمر سعيد رئيس منتدى شباب حضرموت قائلاً: المواجهات كانت ساخنة أصابت الكل بحالات نفسية ورعب وخوف ناهيك عن الأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين وكذا نزوح البعض منهم المجاورون لمعسكر الأمن, لذلك فحياة الناس أصبحت مهددة في حالة لو تكرر مثل هذه المواجهات كون الجماعات المسلحة لاذوا بالفرار, لذا نطالب بنقل أفراد الجيش إلى مداخل المدينة وملاحقة الفارين من الإرهابيين. المواطن بحاجة إلى الأمن كما تحدث عدد من الشخصيات الاجتماعية وعقال الحارات عن الحلول والمعالجات لهذه الآثار: - غازي طالب شخصية اجتماعية وعاقل حارة قال: المواطن بحاجة إلى الأمن والاستقرار ولكن لن يأتي ذلك إلا بتعاون الجميع فالمهمة صعبة, إن ما حصل من مواجهات كان لها الأثر الكبير وها نحن اليوم في لجان الحصر لمعاينة تلك الأضرار، صحيح أن الأضرار المادية لم تكن كبيرة ولكن الآثار النفسية كبيرة حيث تسببت تلك المواجهات بإصابة المواطنين بالذعر والخوف وخصوصا من تكرار ما حصل، كون الجماعات المسلحة لازالت هاربة, لذا فإننا نبتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظ بلدنا ويجنبنا أي مكروه. - سالم محمد عاقل حارة تحدث قائلاً: إن ما حصل من مواجهات لا يمكن وصفه ونسأل الله أن يجنبنا غيرها فنحن أبناء المديرية مسالمون لذلك فقد التقيت بقائد الكتيبة المرابطة في المديرية وتحدثنا حول ما تشهده البلاد من عدم الاستقرار والأمن وأكدنا على تعزيز العلاقة بين المواطنين وأفراد الجيش وكسب ثقة بعضهم للتعاون لحفظ الأمن ومصلحة البلد