تقع مديرية عتمة ضمن الامتداد الطبيعي لسلسلة جبال السراة، وتبعد عن مركز محافظة ذمار غرباً حوالي ( 55 كم ) تقريباً ، كما تبعد عن العاصمة صنعاء جنوباً حوالي (155 كم ) ، يحدها من الشمال ضوران آنس وجبل الشرق والسلفية ، ومن الجنوب وصاب العالي ورحاب القفر ، ومن الشرق مغرب عنس ، ومن الغرب السلفية وكسمة ووصاب العالي . وفي الطريق إلى منطقة عتمة تواجهك ومنذ الوهلة الأولى صعوبة ووعورة الطريق ولكنك تندهش بما أبدعه الخالق عز وجل من مناظر خلابة آسرة وبقاع تنداح من بين جنباتها الخضرة والغيول ، و إلى منطقة القصبة عزلة النوبتين كانت وجهتنا حيث قطعنا مسافات كبيرة في سبيل الوصول إليها ..هذه المنطقة التي لاتزال بكراً بمعالمها وآثارها وفي أول زيارة إعلامية إليها ننقل لكم واقع تفاصيل هذه الرحلة فإلى التفاصيل :انعدام الخدمات انعدام للخدمات والمشاريع هو ما تعانيه عزلة النوبتين ، ويقول المواطن صالح محمد أحد أبناء المنطقة : نحن نعيش في أوضاع صعبة حيث لا يوجد طريق إسفلتي والخدمات الصحية منعدمة و لا توجد مشاريع البنية التحتية من ماء وكهرباء وتعليم وغيرها، فنحن نعيش في عزلة تامة والواجب على الدولة أن تقوم بزيارتنا وتوفير الاحتياجات التي تتطلبها منطقتنا، ومن غير المعقول كذلك أن نظل في حالة كهذه والواجب أن تبادر وسائل الإعلام إلى النزول إلى هذه المنطقة ونقل أوضاع الناس فيها وكذلك من جانب أثري وسياحي حيث ولدينا كثير من المعالم والآثار القديمة . ضعف التعليم وفي هذا السياق التقينا بالأخ المهندس علي مطهر محمد – مشرف على أحد المشاريع التي ينفذها الصندوق الاجتماعي والذي تحدث بدوره قائلا : المنطقة تعاني من شحة المشاريع حيث يوجد بها مدرستان وهناك قلة في الكادر التعليمي الأمر الذي أدى إلى عزوف الأهالي عن الدفع بأبنائهم للالتحاق بالتعليم ، وبالرغم من توافر المساحة الكافية لاستيعاب التدريس للمرحلة الثانوية ، حيث تستخدم ثلاثة فصول من أصل ستة فصول ولفترة واحدة في كل مدرسة من المدرستين الموجودة في العزلة . صعوبة الطريق وأضاف المهندس /مطهر :جل معاناة المواطنين تتمثل في وعورة الطريق وخصوصًا بعد توقف مشروع الطريق الوحيد للعزلة في العام 2011م وتدمره بسبب السيول، وأناشد الجهات المعنية بضرورة الالتفات إلى عزلة القصبتين وغيرها من القرى الممتدة في أطراف محمية عتمة والاهتمام بما فيها من آثار ومعالم وزراعة . مشروع توليد الغاز مما يستحق الإشادة والإعجاب هو أن أبناء هذه المنطقة لديهم من الابتكارات والإبداعات التقليدية والتي و إن بدت وكأنها شيء غريب إلا أنها تفي بالغرض وتجعل الإنسان أكثر إنتاجية ومن ذلك ما شاهدناه من قيام أحد المهندسين الزراعيين بابتكار طريقة توليد الغاز المنزلي وذلك عن طريق مخلفات الحيوانات وهي طريقة ابتكارية جعلت بعض الأهالي يطبقونها خصوصاً و أن منطقتهم بعيدة كل البعد عن مراكز بيع الغاز . تنوع زراعي تعد عزلة النوبتين من أهم المناطق في زراعة البن اليمني الأصيل إلا أن المخاوف تزداد من توسع وانتشار زراعة القات، هذه الشجرة التي تهدد بحق التنوع الزراعي في هذه المنطقة التي تزرع البن والمانجو والجوافة والذرة الرفيعة وغيرها من المحاصيل الزراعية ذات النفع والفائدة الاقتصادية. وتنتشر الزراعة على مقربة من منطقة آنس إلا أن الحفر العشوائي وزراعة القات خطر يتهدد تلكم المحاصيل حيث يتم حفر الآبار بغية ري شجرة القات الأمر الذي يؤدي إلى جفاف المنابع الأساسية للمياه وبالتالي تهديد حياة المواطنين الذين يعتمدون على مياه الآبار في الشرب والاستعمالات المنزلية . قرية الماجل من القرى المحيطة بقرية القصبة، قرية الماجل وهي من المناطق التي تحمل طابعًا أثرياً وتاريخياً حيث يذكر الأهالي أن بركة الماء أو الماجل الموجود في القرية يعود تاريخ بناؤها إلى عهد الدولة الصليحية وتحديداً عهد الملكة أروى بنت أحمد الصليحي وقد تم إعادة ترميمه من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية كما ويوجد ماجل مماثل له في قرية الدون إحدى قرى عرون وهو مصمم بطريقة هندسية بديعة. منجم إسمنتي مخزون كبير من الحجر الجيري والذي يعد المكون الأساسي لصناعة الإسمنت هو ما يتوفر في هذه المنطقة وبكميات كبيرة إضافةً لوجود النيسة التي تخلط بالإسمنت وتستخدم في بناء المنازل .. هذه الكميات الكبيرة هي ما تمثل فرصة لدعوة المستثمرين إلى الاستثمار في هذه المنطقة واستخراج ما تحويه من مناجم ومخزون للحجر الجيري .