قبل أن تقرأ .. تأمل معي حجم وأنواع المواد البلاستيكية التي تستخدمها خلال حياتك اليومية من وعلب وقوارير وأكياس وغيرها .. لا شك أنها كثيرة جداً.. بالمقارنة مع الأعداد الهائلة من الناس التي تستخدم هذه المواد، نتأكد أن أطنان من المواد البلاستيكية يخلفها الناس بشكل يومي لفائدتها، لكني لا أعتقد أنهم شكوا ذات يوم أنها تشكل خطورة عليهم وتهدد حياتهم.. للتوضيح أكثر .. قُسمت المخلفات البلاستيكية إلى نوعين مخلفات غير قابلة للتدوير فهي مصنعة من مواد كيميائية معقدة التركيب يصعب تحللها وبالتالي عند انفصال أحدها وانتقاله إلى الأغذية التي يحويها البلاستيك فالجسم لا يستطيع تحليلها والتخلص منها، كما أنها قد تحتاج إلى مئات السنين لتتحلل في البيئة .. وهذا يشكل عبئاً على البيئة وتلوثها .. وهي خطيرة ومضرة في كل الأحوال.. أما النوع الثاني فإنها مخلفات قابلة للتدوير بمعنى أنها تتحلل بيولوجياً في البيئة عند رميها وهذا أفضل للصحة وللبيئة عامة. رموز لها دلالات وإعادة تدوير البلاستيك يقصد به إعادة استعمال المخلفات البلاستيكية المنزلية والتجارية والصناعية التي تصل نسبة المخلفات البلاستيكية فيها إلى ما يقرب من عشرة بالمائة، حيث يتم إعادة استعمالها كمواد أولية.. وهذه النقطة هي ما نسعى للوصول إليه لنتساءل: هل يمكننا القول إن هذه المواد مأمونة تماماً ولا تحمل أية مخاطر على حياة الناس؟؟ الإجابة طبعاً لا ...!! كثيراً نشاهد على العلب والمواد البلاستيكية الأخرى مجموعة رموز لها دلالات هامة ترتبط بالصنع أو بمأمونية مادة الصنع أو تكرار الاستخدام أو إعادة التصنيع والتعليب .. ونحاول أن نوضح مجموعة من تلك الرموز لما لها من أهمية كبيرة نظراً لارتباطها بصحة جمهور المستهلكين والمحتكين بهذه المصنوعات أساساً مما يتطلب معرفتنا بمعاني تلك الرموز ومدلولاتها. أرقام مثلث الأسهم المتوالية يعني أن المواد البلاستيكية قابلة للتدوير .. لكن ماذا تعني الأرقام التي بداخله والتي تختلف من مادة لأخرى ؟ .. قد يعتقد البعض أن الرقم يعني عدد المرات المسموح باستخدام المادة فيها .. لكن رئيس شعبة الخلية والوراثة بكلية العلوم - جامعة القاهرة الدكتور طارق قابيل أكد لي أن الرقم الذي يتوسط مثلث إعادة التدوير له دلالات مختلفة فالرقم (1) يعني «آمن وقابل للتدوير» ويستخدم مثلاً في (علب الماء والعصير والصودا وزبدة الفول السوداني) .. والرقم (2) يعني أيضاً أنها آمنة وقابل للتدوير.. ويستخدم لعلب الشامبو والمنظفات والحليب ولعب الأطفال، وهذا النوع يعتبر من أأمن أنواع البلاستيك وخصوصاً الشفاف منها. أما الرقم (3) فيعني أنها ضارة وسامة إذا استخدم لفترة طويلة وهو ما يسمى ب«الفينيل» ويستخدم في مواسير السباكة وستائر الحمام .. وكثيراً ما يستخدم في لعب الأطفال وأغطية اللحوم والأجبان كبلاستيك شفاف .. لذا يجب الحذر من هذا النوع بالذات لأنه من أخطر أنواع البلاستيك وأرخصها لذا يستخدم بكثرة. في حين يعد الرقم (4) آمناً نسبياً وقابلاً للتدوير ويستخدم لصنع السيديهات وبعض القوارير وأكياس التسوق .. ويعد البلاستيك الحامل للرقم (5) من أفضل أنواع البلاستيك وأكثرها أمناً، حيث يناسب السوائل والمواد الباردة والحارة وهو غير ضار مطلقاً، ويستخدم في صناعة حوافظ الطعام والصحون وعلب الأدوية، وكل ما يتعلق بالطعام. ومن هذا المنطلق يجب الحرص على أن تكون معظم أوعيتنا من هذا النوع من البلاستيك وخصوصاً ما يتعلق بعلب طعام الأطفال المستخدمة لوجبة المدرسة وقارورة الماء المستخدمة لأكثر من مرة. كما يجب التحذير من استخدام علب المياه المعدنية لأكثر من مرة .. لأنها مصنوعة لتستخدم لمرة واحدة فقط وتصبح سامة إذا أعيد تعبئتها. وتؤكد الهيئات المهتمة بالشؤون الصحية أن البلاستيك الذي يحمل الرقم (6) خطر وغير آمن وهو ما يسمى «بالبولي ستايرين» أو «الستايروفورم»، وهذا النوع يستخدم في صناعة بعض علب البرغر والهوت دوغ وأكواب الشاي التي تشبه الفلين والمستخدمة إلى عهد قريب في مطاعم الوجبات السريعة العالمية في بعض البلدان، مع العلم أنها منعت منذ أكثر من عشرين سنة في أميركا من قبل السلطات.. ويحذر المهتمون هذه الهيئات من استخدام المواد المصنعة من هذا النوع من البلاستيك التي تصنع باستخدام غاز «سي. إف. سي» الضار .. حتى أن البحوث العلمية أكدت أنه من أسباب نقص طبقة الأوزون. وأخيراً نورد الرقم (7) والذي لا يقع تحت أي تصنيف من الأنواع الستة السابقة وقد يكون عبارة عن خليط منها، والأمر الهام هنا أن كثيراً من الشركات العالمية بدأت تتجنبه وخاصة شركات ألعاب ورضاعات الأطفال .. كما أن هذه المادة ما تزال محط جدل بين الأوساط العلمية .. ومما يجب التنبيه إليه هو ضرورة الابتعاد عن شراء الرضاعات التي لا تذكر أنها خالية من مادة BPA والتي يكتب عليها: BPA-free bottles، وتكون شفافة. ونلخص ما ورد سلفاً إلى التحذير الشديد من شراء أية مواد بلاستيكية لا تحمل أي رقم حتى ولو لعب الأطفال أو أي شيء يمكن استخدامه ولمسه، ويجب أن نحرص على أن البلاستيك الذي يحمل الرقم (5) هو أكثر الأنواع أماناً لإعادة استخدامه وتقبل حرارة الطعام.