يظل الدور الحكومي والرسمي للجانب الثقافي ليس بالمستوى المطلوب بل أن البعض يصفه بالمتدنٍ إلى حد عدم الاستمتاع بالبيئة الثقافية حتى في أحلك الظروف.. كدور رائد في خدمة الوطن ولو بنسبة تعطي حافزاً واهتماماً ملحوظاً لدى رواد الثقافة والأدب. كونهما الركيزة الأساسية في صنع بيئة متكاملة لنهضة الوطن، وخلق بيئة في الوعي والرقي إلى مستوى عال في نهضة الوطن. وتوازن في مناخ البلاد المشبع بالأحداث والأوضاع السلبية.. الذي تخبط بالوضع والإبداع الثقافي إلى مستوى أدنى على مستوى الدور الفعال في نسج خيوط الثقافة لنهضة البلد. فالأوضاع العصيبة التي تعيشها البلاد, في الاستطلاع التالي العديد من الآراء الثقافية ووجهات النظر المختلفة، في تقمص الدور الثقافي.. ودوره في ضل الظروف الراهنة! صراع وانتقام سياسي علي السورقي - كاتب يمني- مقيم في لندن - قال: الثقافة من وجهة نظري هي عنصر أساس في مكونات الهوية الاجتماعية لأي مجتمع بل هي مقياس يتجسد من خلاله الحكم على مدى تقدم ورقي المجتمع من خلال ممارسات الفرد سلباً وإيجابا ورقيا ،وتخلف إنتاجا واستهلاكا ،وفي كل الأحوال فإن الثقافة هي محصلة الجانب المعرفي للفرد وانعكاس ذلك على المجتمع الملازم له بالإضافة إلى الموروث الثقافي المكتسب من العادات والتقاليد التي تظل ملازمة لمكونات الفرد والمجتمع ،وعليه فإن الثقافة اليمنية وتأثيرها في الواقع حاليا يمكنني القول بموضوعية دون الإنحناء للعاطفة.. إن المشهد الثقافي وحراكه المجتمعي في اليمن يتأثر بالحراك السياسي سلبا ولا يؤثر عليه إيجابا حيث المشهد الثقافي يستمد حراكه من ثقافة الحزب أو التنظيم السياسي، ثقافة القبيلة بفكرها السلبي دون الإيجابي، ثقافة الصراع والانتقام السياسي، ثقافة الأقلمة المجسدة لمفهوم التقزم على حساب المشهد الثقافي القومي ذات التوجه نحو تفعيل المشروع العربي الحضاري الوحدوي. وكل هذا النضوب الثقافي نتاج طبيعي لتفشي أعراض مرض الإسهال الفكري لدى الجيل الثاني من المثقفين في الساحة اليمنية وتسرب دورهم الوطني في جوانب التوعية المجتمعية وتغذية النظام السياسي لثقافة الصراع واستهلاك ثقافة الموت كبديل لثقافة الإنتاج والإبداع والتعايش في ضل ثقافة التعدد كمزيج ثقافي اجتماعي متنوع.. إذن يمكن القول هنا بأن الثقافة اليمنية في الوضع الراهن تتأثر سلبا بحراك المشهد السياسي والاجتماعي ولا تؤثر عليه إيجابا خصوصاً في ظل غياب أو تغييب دور النخبة وإسهامها في توجيه المشهد الثقافي إلى مساره الصحيح.. ربما تكون الحقيقة مرة ولكن الأمر منها أن لا نعترف بالواقع كي نعالج الإعاقة الفكرية من خلال اكتشاف أغراض المرض في مشهدنا الثقافي اليمني وتفعيل حركة الإنتاجي وانعكاس ذلك في واقع المجتمع العمل على تجفيف منابع الثقافة والحزبية وأخواتهما.. أرى أن الحل في تفعيل التأثير للمشهد الثقافي اليمني يكمن في تفعيل دور السلطة الرابعة بكل تفرعاتها الإعلامية وكذا دور النخبة ومواقع التواصل الاجتماعي حيث أصبحت انعكاسا لفكر الفرد وثقافة المجتمع وقد جسدت ذلك في عبارة لي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” يقول علي ولد زايد “الفيس بوك للثقافة ماهوش لأهل التخلف واللقافة” قصدت بها نكتة توعوية.. الثقافة الإنتاجية مسارنا والحقيقة جسرنا في العبور إليها كمجتمع يمني وسم عبر التأريخ بالعطاء والإنتاج وتوظيف كل ما هو إيجابي ومواكب للعصر التقني لتكن الثقافة هويتنا التي نبرزها حين يطلب منا ذلك في المحافل الدولية والمنتديات الأدبية العالمية.. هذا أملي وتلك وجهة نظري. صراع أزلي أحمد الجبري - شاعر وأديب - من جانبه قال: الأوضاع الراهنة تلخص صراع ثقافتين ،ثقافة السلم في وجه ثقافة الحرب ،وثقافة الحب في وجه ثقافة الكره و ثقافة التحرر في وجه ثقافة العبودية و ثقافة العدل في وجه ثقافة الجور و ثقافة الدولة في وجه ثقافة الفوضى و هو إن كان صراعا أزلياً إلا أن تجليات هذا المشهد تبدو في هذه المرحلة على أبهى صوره كل جبهة في هذين المعسكرين تعمل عملها في العقل الإنساني وسلوكه وتحرص على كسب أنصار لها وتوسيع حاضنتها و إن كنت أعتقد أن جولات النصر في النهاية ستكون من صالح ثقافة السلم و الحب والعدل و إن بدا المشهد حاليا عكس ذلك. تحدٍ وأمل جديد أحلام المقالح - كاتبة وأديبة - قالت: بلا شك أن للثقافة عينا أخرى توجهها الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، وربما لها التأثير الأكبر في إسقاطها إذا لم تتآلف الأوضاع لتنشيط الوضع الثقافي، لن ننكر هناك حركة ثقافية ملموسة في الآونة الأخيرة ولكنها بقدم واحدة ولعل هذا ما يشكل حاجزاً للانعكاس الإيجابي الذي يفرضه انتعاش الثقافة في البلاد، ولكن الأمل مازال حاضراً خصوصاً بعد التغيير الوزاري الأخير والذي يضع الثقافة أمام تحد جديد وأمل جديد بأن تصب الاهتمامات جميعها فيما يخدم المثقف والثقافة في البلاد. الغموض سيد الموقف هلال جزيلان - صحفي - يرى بأن الثقافة في حقيقتها في بلادنا ليست كما يجب ولا تعطي ثمارها كما هو المنشود والمراد منها كثقافة تعبر عن أصالة الماضي وما يجول في الحاضر وتتبنى نظرة ثقافية للمستقبل, وقال السبب في أن النخب السياسية وبالأخص من هم في السلطة لم يكن هدفهم ثقافة المجتمع فعملوا على إفقار الشعب على مر السنين فترى المواطن والمثقف والدكتور والأستاذ ثقافته محدودة لأن غالبية الشعب لا يفكر إلا في توفير القوت الضروري لا يهمه أن يقرا ولا أن يطلع على ما هو جديد من العلوم وهذا مستمر إلى الآن ولا ندري إلى متى ونخشى أن يستمر الحال كما هو عليه.. هذا من ناحية الفرد كفرد ..أما الثقافة كمورث في الشعر والأدب والغناء والفلكلور الشعبي والفن والتمثيل والمسرح.. اعتقد في الآونة الأخيرة تبدد ذلك كلة لاعتبارات أمنية فلا أمن ولا تفكير في إيجاد جديد.. لأن الغموض سيد الموقف لا ندري الوطن إلى أن أين يتجه ولا وجود للاهتمام بالمبدعين والمثقفين ترى النخب السياسية في تخبط دائم لا ندري في ماذا يفكرون لم يخرجوا البلاد من ما هي فيه.. وبالتالي تريد منهم أن يهتموا بالثقافة... المحن تولد الإبداع احمد أبو النصر - شاعر وأديب - تحدث قائلاَ: بالتأكيد سوف يتأثر مشوار القافلة الثقافية بالأوضاع الراهنة حيث أن المحن تولد الإبداع ففي ظل ما تعيشه بلادنا بالذات من أوضاع مقلقه تجد الثقافات تتجدد وكل يطلق لقلمه العنان في شتى المجالات ،الشعراء يصورون الواقع ويترجمونه شعراً يحاكي ما يدور والكتاب يسطرون رؤيتهم السياسية والأدباء والسياسيون فهذا الجانب يعد الجانب الإيجابي الذي تتأثر به الثقافات أما الجانب السلبي فقد يكون في غياب الجهات الراعية والداعمة للمشوار الثقافي الإبداعي في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها في بلادنا وقد لا يهتم المسؤولون بالمثقفين والمبدعين في نفس هكذا ظرف ويتجهون حينها لما هو أكبر من ذلك أحياناً. [email protected] رابط المقال على فيس بوك