سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بسبب غياب الرقابة والعقاب، تنام الاتحادات اليمنية طيلة أشهر السنة وتصحو في ديسمبر على بطولات «سندوتشية» لا تساهم في رفع المستوى الفني للرياضيين.. ديسمبر.. شهر «البطولات الوهمية» وتصفية العُهد المالية..!!
جرت العادة في نهاية كل موسم رياضي والدخول في منعطف الأمتار الأخيرة، أن تسارع الاتحادات الرياضة لإقامة «بطولات سندوتشية وهمية»، الغرض منها إخلاء العُهد المالية لوزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء والشباب، حتى وإن كان ذلك على حساب تدني المستويات الفنية أو غياب الكثير من المنتخبات المشاركة.. لكن، كيف تخلي قيادات الاتحادات ما عليها من عُهد مالية.. مثل هذه البطولات الوهمية بالتأكيد لا تسهم بتاتاً في تطوير المستوى الفني وإنما تزيد من استنزاف أموال الشباب والرياضيين.. فمن المسؤول؟ الاتحادات التي تجد نفسها مجبرة أمام اللوائح والأنظمة غير المجدية والتي تساعد على إقامة بطولات سندوتشية.. أم الوزارة..؟ وخصوصاً صندوق النشء الذي يُتهم بأنه يُربك برامج وخطط الاتحادات الرياضية التي أعدت عدتها منذ بداية العام، لكنها تصطدم بتأخر صرف مخصصاتها، أم اللجنة الأولمبية التي لا تراقب صغارها.. الشطرنج.. الصائم الذي أفطر على «فئات عمرية» ولنا في ديسمبر, شهر البطولات الوهمية, خير شاهد على كثير من الاتحادات الرياضية، التي سارعت إلى إقامة بطولاتها التي تبدأ مع وجبة الإفطار وتنتهي مع وجبة العشاء.. اتحاد الشطرنج الذي صام كثيراً طيلة أشهر السنة أفطر مؤخراً بإقامة بطولة الجمهورية للفئات العمرية في ظل غياب عدد من المحافظات عن البطولة مثل الضالع والأمانة ولحج وعدن وشبوة وصعدة.. المرأة .. الرياضة تصيّف في سقطرى اتحاد المرأة، أو بالأخص رياضة المرأة التي لا تزال تحبو في مهدها الأول.. البعض صور لنا أن رياضة نون النسوة قد فاقت رياضة أخيها الرجل , في محاولة الى إخفاء ما وراء الأكمة لهذه الرياضة التي أغلب بطولاتها , حسب مراقبون “مجرد فقاعات صابون” , لا تغني ولا تسمن من جوع.. وإذا ما تتبعنا الى ما يرصد لهذا الاتحاد صاحب الكلمة العليا في الصرف والتجاوز فيما يصرف له والتي تجاوزت المائة والخمسين مليون ريال سنجد أن أغلب بطولاته مجرد ضحك على الذقون.. أخر تقليعة اتحاد المرأة ,إعلانه خلال اليومين القادمين على إقامة مهرجان الترف , و يسعى الى إيصال رياضته الى جزيرة سقطرى.. كل ذلك يحدث ليس من أجل عيون حسناوات هذه الجزيرة الساحرة وإنما من أجل توسيع آلية اللطش واللطش الآخر.. خاصة أن الجميع يدرك أن لا رياضة نسوية في هذه الجزيرة وأن رجالها مغيبون عن المشاركات في المحافل والأنشطة الداخلية فكيف سيكون حال نسائه ..؟! الطاولة .. تراجع وحالة توهان مخيفة اتحاد الطاولة الذي احتل المرتبة الأولى من قبل لجنة تقييم الاتحادات الوزارية قبل ثلاثة أعوام لم يعد ذلك الاتحاد الذي أشاد الجميع بنشاطه وتنفيذه لبرنامجه وفق ما هو مخطط له حتى وإن تأخر صرف المخصصات.. اليوم بات الجميع يشكو من حالة التخبط التي يعيشها الاتحاد وعدم تنفيذ كافة بطولاته.. نظرا للانشغال الدائم لرئيسه الدكتور بأمور وزارته السياحية.. إذا ما سلمنا أن اتحاد الطاولة يعد الأفضل حاليا من بين الاتحادات الأخرى.. ولكم أن تتخيلوا إذا كان اتحاد الطاولة الأفضل نسبيا من بين الاتحادات الأخرى وهو يعيش حالة من التوهان وتراجع مستوى لعبته فكيف سيكون الحال ببقية الاتحادات التي تستنزف الكثير من أموال الشباب والرياضيين.. ومتى أفاقت من سباتها فإنها تتكرم على أبنائها الرياضيين ببطولة واحدة لا تكاد تذكر ويكون ذلك مع ختام الموسم الرياضي.. حتى تخلي مسؤوليتها المالية وما صرف عليها تجاه الوزارة والصندوق. البنجاك سيلات .. اتحاد نائم و«بطولة جمهورية» تحميه من المساءلة اتحاد البنجاك سيلات، هذه الرياضة غير المعترف بها عربيا وآسيويا وتمارس في نطاق محدود عالميا هو الآخر فاق من سباته العميق ليطل علينا هذا الأسبوع بإقامة بطولة الجمهورية.. بعد غياب عام كامل عن إقامته لأي منشط أو فعالية.. فهو كغيره من الاتحادات سارع الى إقامة هذه البطولات حتى لا يقع تحت طائلة المساءلة في إخلاء عهدته المالية. من المسؤول الاتحادات أم الصندوق..؟ بعض قيادات الاتحادات الرياضية أرجعت تأخر إقامة الأنشطة والبطولات الرياضية وفق خططها وبرامجها التي أعدتها مع بداية الموسم الى آلية عمل الصندوق والروتين الممل في صرف المخصصات.. تقول الاتحادات أنها غير مسئولة عن تأخر إقامة البطولات أو عدم تنفيذ برامجها كاملا.. خاصة إن تأخر صرف المخصصات من الصندوق يجبر الكثير منها على تقليص عدد بطولاتها.. وهو ما يدفع الكثير منها الى إقامة البطولات بشكل مستعجل وعلى طريقة “سلق البيض”.. وأرجعت الاتحادات مسؤولية حالة الزحام في البطولات , وعلى وجه الخصوص في شهر ديسمبر, الى قيادة الصندوق التي تكيل بمكيالين.. فهناك اتحادات تسلمت مخصصاتها الداخلية كاملة قبل ثلاثة أشهر من نهاية الموسم الرياضي, وهي التي تملك “حق الفيتو” في الصندوق وأغلب قيادات هذه الاتحادات تعمل في الصندوق وتتبوأ مراكز حساسة فيه.. بل إن البعض من هذه الاتحادات استنفدت مخصصها الداخلي وصُرف لها بالتجاوز كما تقول الأنباء الواردة, فيما البقية لا تملك السلطة وقوة الكلمة في استخراج مالها من مخصصات وكأن ما يصرف عليها من الصندوق بمثابة “مكرمة“ أو صدقة, وليس لإقامة البطولات والأنشطة الرياضية التي تخدم الكثير من فئتي الشباب والرياضيين.. هي د عوه جادة لمعالي الوزير الشاب رأفت الأكحلي أن يتنبه لمثل هذه التجاوزات ومحاسبة الاتحادات الخاملة التي لا تصحو من غفوتها إلا مع نهاية الموسم الرياضي. خالد هيثم: البطولات الوهمية تتحمل مسؤوليتها منظومة إدارة الشباب الرياضي “الهش” التي تعمل في الاتحادات دون رقيب أو حسيب * من هذا المنظور, يرى الزميل الإعلامي “خالد هيثم “ أ ن هذه البطولات تمر من خلال برمجة منظومة إدارة الشباب الرياضي الهش التي تعمل فيه الاتحادات بدون رقيب أو جهة تحاسب وتراقب آلية العمل الموسمي الذي يحتضن أنشطة وبطولات يفترض انها تلتزم بخط مسار زمني.. وقال “ للأسف هذه المواعيد اعتدناها مرات عدة وفي كل موسم يتكرر مثل هذا السيناريو بهدف النيل من عطايا المخصصات التي تعطى للنشاط الداخلي ويتم فيها العبث بصورة علنية وواضحة.. وإن أغلب قيادات الاتحادات التي تدرك بأنها قادرة على إسكات جهات أخرى تساهم في إخراج المشهد بالصورة التي لا تقدم أية إضافة للعبة سوى عبر بطولات سندوتشية معلبة لا ترتبط بأي هدف في مضمون اللعبة. وأضاف: إن عذر المبالغ المالية المتأخرة، مشكلة المشاكل لكنه يعود ويضع نفسه تحت بنود المنظومة الرياضة التي لم تجد القرار القوي الذي يحكمها، وفقا للتربيطات المبرمجة التي تصدر الفساد دون غيره وتستحوذ على الأموال، حتى أننا حين نرى رئيس اتحاد يشكو من تأخر المخصصات، يعود بعد أيام ليغير من حديثه ويمتدح جهات الصرف لأنه وجد سكة أخرى غير تلك التي تفرض نفسها على الجميع. وأفاد: مادام الأموال متوفرة وهي من حق الشباب والألعاب عبر هذه الاتحادات الهيكلية التي تفتقد قدرة الثبات مع الرأي الصريح الذي يعتمد الشرف المهني في إدارة اللعبة إذاً ما الداعي من تأخر صرف مخصصات الاتحادات ومن ثم محاسبتها في حال عدم تنفيذ بطولاتها إلا إذا كان في عمل الصندوق غموض يستدعي المحاسبة. واختتم هيثم حديثه بالقول: لهذا فإن تلك البطولات التي يراد منها فك شفرة العهد وتقديم السندات لنيل شيك آخر، ما هي إلا أضحوكة قد عرف كل متابع غايتها وما تحمله من أهداف لمصالح معظمها في الإطار الشخصي لمن يتحكمون بقرار هذه الألعاب. مهدي: لوبي الفساد غظ الطرف عن الاتحادات.. وما يحدث في حجة خير شاهد * أحمد ناصر مهدي، ناقد وصحفي رياضي , حمّل بدرجة أساسية وزارة الشباب والرياضة ممثلة بصندوق النكد والكذب “النشء والشباب كما يسمونه” لأن لا استراتيجية واضحة وتعتمد على البركة والهوشلية وعدم التخطيط السليم الأمر الذي يساهم على تنفيذ هذه البطولات الهشة والأشبه بالوهمية أو كإسقاط واجب.. وصدقني لا ألوم هذه الاتحاد كونها قدمت برامجها والصندوق هو الذي يربك حساباتها وكما يقول اعطني حقي وحاسبني، فلو وضعت خطة عمل صحيحة ودقيقة تتواكب مع خطط الاتحادات حينها يحق للوزارة والصندوق أن تحاسب وتفرض مبدأ الحساب والعقاب، كما أن الأمر ذلك لا يلغي وجود لوبي فساد سواء في الوزارة يغظ الطرف عن نشاط هذه الاتحادات رغم سلبياتها بعد أن نال نصيبه لو جاز التعبير، والأمر لا يختلف لدى الصندوق الذي يتخطفه زمرة تفعل ما تريد دون أن تجد أي رقيب أو حسيب، فلو الوزارة قامت بدورها من حيث الرقابة والإشراف والحال لدى الصندوق من خلال الانضباط والمعايير الواضحة والالتزام باستراتيجية يعمها الشفافية لكان الوضع أفضل ولما استطاعت هذه الاتحادات أن تزاول هوايتها باللعب بحق الشباب والرياضيين. وأضاف: اسمح لي أن أزيدك من الهم والألم فلدينا في حجة اتحادات وأندية وهمية.. أندية لا تمتلك مقرات ولا تشارك في البطولات ولا يهم إداراتها التي لها فوق العشرين سنة سوى المخصص المالي الذي يبعد عما خصص له، في بطولة القدم لهذا الموسم انسحبت خمس الى ست فرق من أصل 16 فريقا وانظروا الى التقرير المرفوع للوزارة أو الاتحاد العام تجد العكس والكذب.. وليس الأمر مقتصرا على هذا العام بل للأعوام الماضية والحال ذاته في الطائرة والشطرنج والطاولة.. أندية لا تشارك، اتحادات تزور في تقاريرها لعدم وجود الرقيب وحجج الأندية والفروع بعدم وصول المخصصات حين إقامة البطولات. الحاشدي: قيادات الوزارة والصندوق يساعدان على إقامة البطولات الوهمية، مبدأ الثواب والعقاب غائب * بدوره أبدى المحاضر والحكم الدولي لكرة السلة “طه الحاشدي” أسفه مما تتعرض له الرياضة اليمنية من ظلم فاضح وعدم الاكتراث للاهتمام بالشباب والرياضيين بقدر ما يهم البعض تغليب مصالحه الشخصية على مصلحة الشباب.. وقال: للأسف نشاهد ونسمع أن جميع الاتحادات الرياضية ودون استثناء تسارع مع نهاية الموسم الرياضي الى تنفيذ بطولاتها الوهمية وذلك من خلال إرسال برقيات وهمية الى وزارة الشباب والرياضة بأن هناك نشاط موسم معين ولكن ما نشاهده ونتابعه هو مجرد نشاط محصور جدا عبارة عن تجمعات “حبية تعارفية” ولفترة محدودة فقط.. وعند رفع التقرير الفني للوزارة نفاجأ عكس ما يحتويه البرنامج المقدم من الاتحادات والنتيجة ضعف الجانب الفني للمدربين واللاعبين والمستوى العام.. ناهيك عن المشاركات الخارجية والمعسكرات الوهمية، حيث توجد معسكرات وهمية من خلال الاتفاق مع بعض قيادات الوزارة من أجل تصفية النشاط الخارجي مع الداخلي والاستفادة من المال العام وهذا واضح للعيان ولا يمكن حجب حقيقته. وأضاف الحاشدي: إن الهدف الرئيسي من إقامة البطولات الوهمية هو إخلاء العهد المالية عبر بطولات لا أساس لها وأنشطة سندوتشية من أجل قطف ثمار الموسم الرياضي ماديا من قبل قيادات تلك الاتحادات وليس من أجل الشباب وأبناء الرياضة، بل هناك في وزارة الشباب والرياضة من يساعد هؤلاء على إخلاء العهد بشكل قانوني أو غير قانوني حيث يكون له نصيب الأسد من المال.. وقال “ لاشك أن تأخير المخصص المالي هو أحد الأسباب.. لذا الكثير من الاتحادات ينتهز هذه الفرصة من أجل تقديم بطولات وهمية طالما هناك من يساعدهم في الوزارة على ممارسة الفساد بكل أنواعه وأشكاله” . الأغبري: لا أعتقد أن هناك بطولات وهمية.. وعلى الصندوق تفعيل الرقابة المالية * محمد الأغبري - رئيس قسم المراجعة في الإيرادات في صندوق النشء ,يقول “ بعض الاتحادات والأندية الرياضية لا تعمل بحسب الخطط والبرامج التي يتم رفعها من قبلهم لقطاع الرياضة لاعتمادها من ضمن خطة الموسم، خاصة أن الغرض من رفعها هو اعتماد للأموال لا أكثر، دون النظر للأهداف التي سيتم تحقيقها للعبة ورفع مستواها.. إذا ما علمنا أن أغلب الاتحادات تعمل بنفس الخطط السابقة المركونة في دواليب اتحادها دون مواكبة تطورات العصر الرياضي الحديث ويصرف لها مبالغ طائلة من الصندوق لمواجهة أنشطتهم رغم شحة موارده التي لا تكفي لنهضة الرياضة في جميع الألعاب.. لذا لابد من تفعيل الرقابة الفنية من قطاع الرياضة والرقابة المالية من صندوق النشء لمعرفة ما يتم إنجازه فنيا وماليا وهل توجه صرفياتها بالشكل الصحيح. ويرى الأغبري أن يقوم الصندوق كونه الجهة الممولة على هذه الاتحادات بتفعيل الرقابة المالية بتعيين مندوبين من الصندوق ممثلة بالإدارة الفنية للأنشطة الرياضية ويتم توزيعهم على كل اتحاد رياضي عمله رقابة مالية عن جميع المصروفات وهل هذه الأموال توظف بالشكل الصحيح. إلا أنه يختلف مع ما تناوله سابقوه، فالاغبري لا يعتقد أن هناك بطولات وهمية تقوم به الاتحادات كون جميع البطولات يتم اعتمادها من قطاع الرياضة قبل بداية الموسم.. وإن وجدت بطولات وهمية فيتحمل مسؤوليتها الاتحاد.. خاصة أن أمر هذه الاتحادات سينكشف ما إذا كانت وهمية أو غير وهمية، عندما تمر عبر قطاع الرياضة وإدارة الأنشطة الرياضية بالصندوق. واختتم حديثه: صرف مستحقات الاتحادات في أوقاتها المحددة تساعد الاتحادات على تنفيذ نشاطاتها على أكمل وجه دون تميز اتحاد عن اتحاد آخر. التركي: لابد من تفعيل الرقابة المالية والإدارية من قبل الصندوق حتى نحد من العبث بالمال العام والبطولات الوهمية * يؤكد “محمد جمال التركي“ وهو نائب مدير الإدارة الفنية للأنشطة الرياضية , أن المعسكرات والبطولات الوهمية التي تقيمها الاتحادات الرياضية والهيئات الشبابية مع نهاية كل عام مالي ليس غرضها الأساسي النهوض بالرياضة اليمنية والاستفادة من تلك المشاركات لتطوير أداء اللاعبين والتحسين من أدائهم، ولكن غرضها هو الاستفادة من المال المتبقي في أرصدتهم لتطوير أنفسهم وذاتهم وجمع أكبر قدر من المال ليضيفوه الى حساباتهم البنكية التي جنوها مسبقا من أرصدة الاتحادات والهيئات الشبابية التي لا تخضع البعض منها للرقابة المالية والإدارية من قبل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة. وقال “ لو كانت هناك رقابة مالية وإدارية من قبل الصندوق لما تم العبث بالمال العام لمصالح شخصية”.