غياب المال والمنشأة سيظل العقبة الوكاد والهم الكبير امام تطور الرياضة في اليمن، والى جانب سوء الادارة وغياب التخطيط تكتمل الصورة التي معها نعرف تماما لماذا لا نحصد سوى الاخفاق. في الموسم الرياضي الأخير، لم تكن أغلب الأتحادات الرياضية راضية عن ما قدمته، ولم تكمل برنامجها كاملا، فظلت عاجزة ازاء دعم شحيح، يعطي بالقطارة، وعشوائية شديدة في توزيع المال الرياضي والشبابي على مستحقيه. يبدو أن الأزمة المالية العالمية ضاعفت من هموم الرياضة اليمنية، التي تتلقى ضربات موجعة كل موسم، ومن الواضح أن لهذه الأزمة اللعينة تأثيرها المباشر على اقتصاد اليمن وبالتالي على مداخيل القطاع الرياضي ومنه صندوق النشء والرياضة، والدعم الحكومي لوزارة الشباب والرياضة، الذي أثر بدوره على النشاط الرياضي العام في اليمن. الاتحادات الرياضية اجمعت على أن قلة وتأخر المخصصات المالية شكل عائقا رئيسيا في تنفيذ اتحاداتهم لخطط أنشطتها للموسم الرياضي المنصرم 2008. وطالب مسؤولو تلك الاتحادات بزيادة المخصصات المالية للألعاب الرياضية وصرفها في وقتها المناسب لتنفيذ أنشطتها وبرامجها خلال الموسم الجديد 2009 والمواسم القادمة على أكمل وجه وتحديد ميزانية مدروسة لكل اتحاد . مؤكدين لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن المخصصات الحالية قليلة ولا تتناسب مع التوسع المضطرد للرياضة في أرجاء الوطن وتشكل عائقا أمام تطور الرياضة اليمنية. أمين عام اتحاد كرة السلة عبد الرحمن الرصين قال:" أن اتحاده نفذ نحو 85 بالمئة من خطته وبواقع 11 من إجمالي 13 نشاطا، مرجعا سبب القصور إلى عدم كفاية المخصصات المالية لأنشطة اللعبة وتأخر صرفها من صندوق النشء والشباب والرياضة". وفيما يضيف أمين عام اتحاد السباحة والألعاب المائية جمال علاو سببا رئيسيا هاما -بحسب رأيه- لعدم تنفيذ اتحاده لخطته كاملة وهو عدم وجود مسبح اولمبي خاص بالاتحاد لإقامة أنشطته عليه، أكد رئيس الاتحاد العام لبناء الأجسام والمصارعة عبدالله المغربي أن انخفاض المخصصات المالية لم تمكن اتحاده من تنفيذ سوى 62 بالمئة من الخطة التي كان قد اقرها مطلع الموسم الماضي. وأوضح المغربي أن الاتحاد أقام ثمان بطولات من 13 بطولة في خطة الاتحاد وبواقع أربع بطولات للعبة المصارعة من تسع بطولات وبنسبة 44 بالمئة وأربع أخرى في لعبة بناء الأجسام وبنسبة 100 بالمئة لما هو موجود في الخطة، بينما بيّن علاو أن اتحاد السباحة نفذ نحو 70 بالمئة من خطته وبواقع أربع بطولات من ست اقرها اتحاده. من جهته قال أمين عام اتحاد الملاكمة والكيك بوكسينج شوقي البكاري أن الاتحاد لم ينفذ من خطته للعام الماضي سوى 60 بالمئة وبواقع ست بطولات من أصل عشر تم إقرارها، مرجعا السبب أيضا إلى شحة المخصصات المالية المعتمدة لأنشطة الاتحاد وتأخر صرفها . وأضاف البكاري " اضطررنا إلى إقامة آخر بطولات الاتحاد في نهاية الشهر الأخير من العام الماضي بسبب تأخر القسط الثالث من مخصصات الاتحاد لدى صندوق النشء والرياضة ". ويوافقه في الرأي أمين عام اتحاد كرة اليد حمزة صالح الذي قال ان اتحاده أجّل بطولتين الى الموسم الجديد نظرا لعدم وجود مخصصات لها ، مشيرا الى تنفيذه نحو 85 بالمئة من خطته. وحول إمكانية تطور الرياضة اليمنية في ظل الوضع المالي الحالي للاتحادات رأى أمين عام اتحاد كرة السلة ومعه بقية مسؤولو الاتحادات أن الوضع الحالي لا يساعدها على التطور، معتبرا انه " لا رياضة بلا مال". وطالب مسؤولو الاتحادات الوزارة زيادة المخصصات المالية وصرفها في أوقاتها المناسبة بغية رفع مستوى الرياضة اليمنية، معتبرين الوضع الحالي مثبطا ومحبطا لتطور الألعاب الرياضية. وتساءل الرصين " إذا كان لاعب كرة السلة في الدوري يحصل على ألف ريال كبدل سفر وتغذية عندما يسافر للعب مباراة في محافظة أخرى.. فمن أين سيأتي التطور؟ ". وحول إيجاد مصادر تمويل أخرى لمنافسات الألعاب الرياضية بدلا من اعتمادها على الدعم الحكومي فقط قال أمين عام اتحاد كرة السلة أن اتحاده يسعى دوما إلى إيجاد مصادر تمويل أخرى كون العبء ثقيل على وزارة الشباب والرياضة. مشيرا إلى تجربة اتحاده في هذا المجال حيث أقام بطولة النخبة الموسم الماضي برعاية شركة تجارية وهو ما يسعى إليه هذا الموسم أيضا من خلال التفاوض مع شركات تجارية أخرى.