انقطاع الشريان الوحيد المؤدي إلى مدينة تعز بسبب السيول وتضرر عدد من السيارات (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مكان وموعد تشييع جثمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني    سيئون يتخطى هلال السويري ويقترب من التأهل في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    التضامن يقترب من حسم بطاقة الصعود الثانية بفوز كبير على سمعون    قيادي حوثي يقتحم قاعة الأختبارات بإحدى الكليات بجامعة ذمار ويطرد الطلاب    سلام الغرفة يحقق الفوز الأول على حساب أتحاد سيئون في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    ميلشيا الحوثي تشن حملة اعتقالات غير معلنة بصنعاء ومصادر تكشف السبب الصادم!    برئاسة القاضية سوسن الحوثي .. محاكمة صورية بصنعاء لقضية المبيدات السامة المتورط فيها اكثر من 25 متهم    رحيل الشيخ الزنداني يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي    بينهم يمني...شاهد: لحظة القبض على 4 متهمين بجرائم احتيال مالي في الرياض ومداهمة شقتهم    في اليوم ال 199 لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.. 34151 شهيدًا ونحو 77084 جريحا    ماذا طلبت جماعة الحوثي من الشيخ عبدالمجيد الزنداني قبل وفاته ورفض طلبها؟    دعاء مستجاب لكل شيء    الحوثيون يستجيبون لوساطة قبلية للسماح بإقامة مراسيم الدفن والعزاء للزنداني بصنعاء    ذمار: اندلاع حرب أهلية مصغرة تُثبت فشل الحوثيين في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم    حزب الرشاد يعزي في وفاة الشيخ الزنداني عضو الهيئة العليا للإصلاح    الزنداني كقائد جمهوري وفارس جماهيري    رئيس مجلس القيادة: برحيل الشيخ الزنداني خسرت الأمة مناضلاً جمهورياً كبيراً    - عاجل محكمة الاموال العامة برئاسة القاضية سوسن الحوثي تحاكم دغسان وعدد من التجار اليوم الثلاثاء بعد نشر الاوراق الاسبوع الماضي لاستدعاء المحكمة لهم عام2014ا وتجميدها    الكشف عن علاقة الشيخ الراحل "عبدالمجيد الزنداني" مع الحوثيين    ديزل النجاة يُعيد عدن إلى الحياة    عودة الزحام لمنفذ الوديعة.. أزمة تتكرر مع كل موسم    لهذا يُستهدف الانتقالي..!    رئاسة الجمهورية تنعي الشيخ عبدالمجيد الزنداني وتشيد بدوره في مقارعة النظام الإمامي    غضب المعلمين الجنوبيين.. انتفاضة مستمرة بحثا عن حقوق مشروعة    وزير الصحة يشارك في اجتماعات نشاط التقييم الذاتي لبرنامج التحصين بالقاهرة    ماني يتوج بجائزة الافضل في الجولة ال 28 من دوري روشن السعودي    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب تحتفل باليوم العربي للتوعية بآلام ومآسي ضحايا الأعمال الإرهابية    الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني يبعث برقية عزاء ومواساة الى اللواء احمد عبدالله تركي محافظ محافظة لحج بوفاة نجله مميز    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. "كمل امكذب"!!    راتكليف يطلب من جماهير اليونايتد المزيد من الصبر    مجازر صباحية وسط قطاع غزة تخلف عشرات الشهداء والجرحى    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    ارتفاع الوفيات الناجمة عن السيول في حضرموت والمهرة    انخفاض أسعار الذهب مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط    ريال مدريد يقتنص فوزا ثمينا على برشلونة في "كلاسيكو مثير"    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    فاسكيز يقود ريال مدريد لحسم الكلاسيكو امام برشلونة    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    النقد الدولي: ارتفاع الطلب الأميركي يحفز النمو العالمي    مركز الإنذار المبكر بحضرموت يعلن انحسار تدريجي للحالة الجوية الموسمية    المواصفات والمقاييس تختتم برنامج التدريب على كفاءة الطاقة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجي    الأهداف التعليمية والتربوية في قصص القاضي العمراني (1)    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن.. تاريخ عظيم في صناعة الحُلي والفضيات
نشر في الجمهورية يوم 09 - 01 - 2015

تزخر اليمن بتاريخ عظيم في صناعة الحُلي والفضيات.. فمنذ الحضارات اليمنية القديمة تبوأت مكانة مرموقة كرمز من رموز القوة والعظمة والثراء في عصر الحضارات اليمنية القديمة كحضارة سبأ وحمير وقتبان وأوسان وحضرموت، واحتلت اليمن مكانة عظيمة عن طريق هذه المشغولات أو عن طريق الحرير والفضة والبخور والأحجار الكريمة، وكانت تصدرها إلى مختلف أرجاء العالم.. تتميز بوجودها بكثرة في بلادنا، ففي أي منطقة من المناطق اليمنية نجد طابعاً خاصاً في صناعة هذه المشغولات الفضية التي تتراوح بين القلائد والأساور والخواتم والحلي والسيوف والجنابي والخناجر والبنادق العربية والأخشاب والصناديق والفوانيس وأباريق القهوة والمباخر المشكلة والمزخرفة بالفضة. وتعتبر المشغولات الفضية إحدى الحرف الهامة التي اشتهرت بها اليمن عبر مئات السنين، وقد أثبتت الحفريات الأثرية والعلمية على وجود مشغولات فضية تعود إلى عصر الحضارات القديمة كالحضارة السبئية، أما في التاريخ الإسلامي فكتاب الجوهرتين العتيقتين لعلامة اليمن الحسن بن أحمد الهمداني، والذي أفرد الكتاب لصناعة الذهب والفضة في اليمن وخاماته وأماكن تواجدها، وهو كتاب متخصص يعتبر من أهم المصادر العلمية لهذه الصناعة في اليمن منذ أكثر من ألف عام.
تنوع كبير
هناك تنوع كبير في الأشكال والزخارف الهندسية والتطعيم بالجواهر المختلفة التي تجعلها تحفاً نادرة، ونلاحظ جمالية كبيرة فيها سواء من حيث تنوع الزخارف فيها أو دقة الصنع والتشكيل، ولعل ما تتميز بها بلادنا هي عمليات التغليف والتكفيت للأسلحة البيضاء مثل السيوف والخناجر وخاصة الجنابي، كما أن الصورة الجمالية لها تكمن في الشغل اليدوي فهو إبداع في حد ذاته وبالممارسة نجد حرفيي هذه المهنة ينتجون زخارف وأشكالاً جديدة وبديعة الشكل والمضمون وتكون بدقة وتطور أفضل.
صناعة الخواتم
وهناك صناعة جديدة وإبداعات جديدة متمثلة في صناعة الخواتم والقلائد المطرزة بالعقيق اليماني الشهير، والذي يعتبر مادةً غنية توجد بكثرة في بلادنا، وتستخرج من جبال آنس؛ فالأشكال العقيقية التي تحمل أسراراً ومعاني جمالية تعبر عن سيمفونية من الألوان الجذابة. وكل ذلك يعتبر إبداعات لصناعة رائعة جادت بها أرضنا اليمنية الطيبة وأنامل أيادي أبنائها، فالمرأة اليمنية لم تترك مكاناً في جسمها إلا وزينته ابتداءً من رأسها وذراعيها ورقبتها وصدرها وخصرها وقدميها، فهناك الأساور (البليزقات) وأخراص الأذن (المشاقر) والقلائد (المخانق والدقق) التي تلبسها المرأة حول عنقها، والثوم الفضية والحروز والعصبة والشميلات (الحداود) والحجول وعقد الكهرب والجدايل وأحزمة الفضة والكروك والخلاخل والحلية (السكين)، كل تلك تظهر دقة وروعة التصميم والتشكيل والزخرفة التي يقوم بها حرفيو هذه المهنة.
مزايا صناعة الحلي
وتتميز صناعة الحلي الشعبية بدقة زخارفها، وتتمثل في الأساور والقلائد والخلخال والكردان وغطاء الصدر، إلى جانب الأقراط وجميعها تصنع من الفضة أو الذهب في جميع البلدان العربية وإن اختلفت بعض المسميات بشكل نسبى من مكان لآخر.
ونجد أن الزخارف الشعبية تتمتع بحساسية فطرية عالية تجمع بين التشكيل الحر والتشكيل الهندسي بكل ما تحويه الذاكرة الشعبية من وشم ورموز نشعر معها كما لو كانت تحفاً؛ لأنها ببساطة صممت من ذاكرة تتوارثها الأجيال؛ فهي صناعة حرفية يدوية تعمل أيادي الصناع على تحويل صفائح الذهب والفضة إلى لوحات فنية معبرة، كما تستخدم العديد من الأدوات في هذه الصناعة منها المطرقة والسندان والقالب وأداة نفخ الكير، ويتم استيراد كتل الفضة والذهب من سوق نزوى؛ حيث يتميز بجودته وخلوه من الشوائب والنيكل والنحاس. وتبدأ صناعة الحلي بصهر الذهب أو الفضة إلى سائل ثم يسكب في قالب مصنوع من مادة مقاومة لدرجات الحرارة الشديدة والمرتفعة، بعد ذلك يتم تبريده بوضع القالب على سطح ماء بارد فيبرد ويتكتل، ثم يتم طرقه إلى أن تتكون صفيحة عريضة ورقيقة يتم تقطيعها وتشكيلها حسب الغرض الذي يراد صناعته مثل استخدامات النساء من الأساور (البناجري) والخواتم والشلاشل والخلاخل والأقراط والحلق وأغطية الرأس. ولم تقتصر الاستخدامات على النساء فقط وإنما شملت الرجال أيضاً فهم يزينون سيوفهم وخناجرهم وعصيهم بالذهب والخيوط الفضية والتي تضفي عليها طابعاً جمالياً وسمة تميزها عن غيرها.
معادن وأحجار الحُلي
وأما المعادن والأحجار المستخدمة في صناعة الحلي فهي:
النحاس؛ هو من أقدم المعادن التي استخدمت في مصر، وكان يستخرج من الصحراء الشرقية وسيناء خاصة من مناطق سرابيط الخادم والمغارة.
الذهب؛ وكان يستخرج من الصحراء الشرقية خاصة من وادي الحمامات (الفواخير) الذي يربط بين قنا ومنطقة القصير على ساحل البحر الحمر، كما أن الذهب كان يجلب فيما بعد من السودان وغرب آسيا.
الفضة؛ لم توجد بكميات كبيرة في مصر، وكانت تستخلص من شوائب الذهب أو تجلب من بلاد غرب آسيا، وكانت الفضة أغلى من الذهب.
الإلكتروم (الذهب الأبيض )؛ عبارة عن خليط مكون من حوالي 75 % ذهب – 22 % فضة – 3 % نحاس، وكان يستخرج من مصر وتستورد منه كميات كبيرة من بلاد بونت (ربما الصومال)، وهو أكثر صلابة من الذهب، لذلك كان يستخدم في صناعة الحُلي وتغطية قطع الأثاث الخشبية والأبواب وقمم المسلات.
خام الحديد (حديد الشهب)؛ وكان يستخدم في عمل الخرز والتمائم وقد لاحظ قدماء المصريين أن هذا المعدن يصدأ بسرعة، ولذلك لم يستعملوه كثيراً.
أحجار تطعيم الحلي؛ وجدت معظم الأحجار شبه الكريمة في الصحراء المصرية، وبعضها استورد من بلاد أخرى.
الفيروز (أزرق فاتح)؛ كان يستخرج من سيناء (سرابيط الخادم ووادي المغارة) إلا أنه لم يستخدم على نطاق واسع في الحُلي المصرية القديمة.
اللازورد (أزرق غامق)؛ على الرغم من احتمال عدم وجوده في مصر إلا أنه أستخدم بكميات كبيرة في الحلي المصرية منذ أقدم العصور، وهو يوجد بكثرة في جبل في أفغانستان يسمي (بدخشان) وكان يجلب إلى مصر عن طريق التجارة مع بعض أقاليم آسيا الغربية (فارس – بلاد النهرين سوريا فينيقيا).
العقيق (البني والأحمر)؛ يوجد بكميات كبيرة في صحاري مصر وبأنواعه وألوان متعددة.
الأماثيست (ذو اللون البنفسجي)؛ واستخدم منذ عصر الأسرة الأولى في حلي الملك (جر) ووجد أغلبه في الصحراء الشرقية (وادي الهودي) بالقرب من أسوان وفي الصحراء الغربية بالقرب من أبوسمبل.
اليشب أو العقيق اليماني؛ وجد في مصر بكميات كبيرة خاصة في الصحراء الشرقية.
الفلسبار؛ وهو حجر أزرق فاتح كان يستخدم عادة في المجوهرات خاصة في عصر الدولة الوسطى إلى جانب الحلي التي عثر عليها في مقبرة توت عنخ آمون، وكان يستخرج من الصحراء الشرقية.
البللور الصخري؛ كان يستخرج من محاجر أبو سمبل وأسوان في الصحراء الغربية، وكان الزجاج الملون والقيشاني يقلد ويحل محل الأحجار في صناعة الخرز والتطعيم لإنسان العين في التماثيل.
ولوجود الألوان في الحلي أهمية كبيرة؛ فاللون الأزرق يرمز للخصوبة والحماية من العين الشريرة (الحسد).
والأخضر كان يستخدم لضمان الخصوبة والرفاهية وتجديد الشباب وكانت الجعارين والتمائم على شكل قلب تصنع من الأحجار ذات اللون الأخضر أو الأزرق أو القيشاني؛ لتضمن الخصوبة إلى جانب الحظ السعيد وإعادة الولادة والرفاهية والحماية.
والبني يرمز إلى الدم والحياة، والأسود كان أيضاً يرمز إلى لون الخصوبة، وكان جسد أوزير رب البعث والعالم والآخر يمثل باللون الأسود.
وهناك طرق مختلفة للتصنيع اليدوي: مثل رسومات المقابر والمعابد والقطع المتحفية هي مصادرنا للحصول على معلومات عن كيفية صناعة المعادن والتطعيم.
والتفريغ كان هو الأسلوب المستخدم على نطاق واسع في صناعة الصدريات ومحابس الأحزمة، ويعجب الإنسان بما عثر عليه في مقبرة الملك توت عنخ آمون المستخدم فيها هذا الأسلوب وطريقة صناعتها الدقيقة.
وأما التكفيت فكان يستخدم في الصدريات والدلايات والأساور وغيرها واستخدم رقائق من الذهب تصاغ عليها أشكال دقيقة بواسطة تثبيت أسلاك الذهب وتطعم بأحجار شبه كريمة أو بزجاج ملون.
والتحبيب، هذا الأسلوب مازال يطرح العديد من الأسئلة عن كيفية صناعة هذه الكرات الصغيرة جداً من الذهب، وكيف يتم لحامها على أسطح من الرقائق الذهبية لتكوين أشكالاً إنسانية وحيوانية وزخارف مختلفة.
الفضيات والمرأة
الفضة هي اللجين بلغة حمير والعرب ولها مسمى آخر هو “الآخرة” وهو الورق والأوراق اسم أيضاً كان يطلق على الدراهم المعدنية.
ومنذ ظهور الحضارة اليمنية القديمة معين، سبأ وحمير أبدع الحرفيون الفنيون من مختلف المناطق، ومن أهم الصناعات وأبرزها على مستوى الوطن العربي الصناعة البوسانية والصناعة “البديحي” للفضيات وترجع هذه المسميات إلى نوعية الصياغة التي ينفذ بها تشكيل الحلي فالفضة البوسانية ترجع إلى الصانع يحيى البوساني من يهود اليمن وقد برع في صياغة (الثومة) أو (التوزة) بطريقة معينة، وهي أحد أشكال العسيب اليمني (الغمد) الذي توضع في الجنبية، وتعتمد على تشكيل أسلاك الفضة الدقيقة في وحدات زخرفية هندسية بديعة.
والفضة البديحية هي أيضاً تنسب إلى أحد يهود اليمن، وتتميز بتخصصها في القلائد والمشاذ والشعيلات (الأساور) وتعمل بطريقة الصب..
وهناك أيضاً الفضة الزيدية التي اشتهر بها الصاغة في مدينة الزيدية في محافظة الحديدة، وتتميز باعتماد الزخارف النباتية في الصياغة واعتماد الوحدات للزخرفة الإسلامية، وقد اشتهرت بصناعة السيوف والخشب المزينة بالفضة.
وهناك أيضاً الفضة الأكوعية نسبة إلى صاغة مشهورين من أسرة الأكوع تخصصوا في صياغة أغمدة الخناجر والجنابي، وأشهر أنواع الفضة جودة في اليمن هي الفضة البوسانية، وتأتي الفضة البديحية في المرتبة الثانية والفضة المنصوري في المرتبة الثالثة، وتحتل المرتبة الرابعة الأكوعي، والخامسة الصناعة الزيدية؛ وهذه الصناعة اشتهر بها اليمنيون وتميزت أعمالهم بظهور لفظ الجلالة وأسماء الرسول والآيات القرآنية؛ حيث استخدم الحرفيون اليمنيون أسلوب الطرق في صياغتهم للحلي والنفائس الفضية، أما أعمال اليهود فكانت تشتهر بما يسمى (شغل الفتلة)، وفي الوقت الحاضر أصبح الحرفيون يصيغون الروائع الفضية طبق الأصل من تلك الروائع التي كان يصنعها الحرفيون اليمنيون الأوائل.
واليمن مليئة بالحرفيين وهم يتواجدون في الأرياف اليمنية، وكل معرض يبيع الفضة في سوق الفضة بصنعاء القديمة معه صانع خاص به يخفيه ولا يظهره لأحد عدا أحفاده وأبنائه.
وفي أسواق صنعاء القديمة بالتحديد سوق الملح توجد البنادق العربية القديمة المزينة بالفضة، ويعود عمرها إلى أكثر من 400 عام عندما كان الأتراك في اليمن.
وكذا الصناديق الخشبية هي بدورها مرصعة بالعقيق ومزينة بالفضة، بعض أنواع الفضة أسعارها تصل إلى 3 أضعاف سعر القطع الذهبية المشابهة لها في الحجم، ويرجع ذلك إلى أن القطع الفضية تحتوي على أشكال جمالية وهندسية صنعت باليد من الصعوبة بمكان تطبيقها على معدن الذهب .. وكذا الفوانيس في سوق صنعاء المطرزة بالفضة والأباريق الخاصة بالقهوة والمباخر المشكلة على شكل غزلان وثعابين.
ومسميات المصنوعات الفضية في اليمن تضم «الختم» التي تستخدم لتزيين الصدر والمحافظ التي تستخدم لحفظ المال والقطع الثمينة من الذهب.
والمكاحل وهي نوعان للرجال والنساء وتستخدم لحفظ كحل العيون، وهناك “العنابش” وهي عبارة عن سلوس مكونة من فضة ومرجان تتزين بها المرأة.
ثم المعصب ويتكون من عصابة الرأس إلى جانب (البليزق) وهي الأساور و (المشاقر) أي أخراص الأذن، وتنقسم المعاصب في صناعتها إلى معصب حضرمي ومعصب يدوي يستخدمه أهل مأرب وشبوة والجوف، كانت المعاصب في الماضي تلبسها النساء بشكل عام في الأيام العادية، أما اليوم فلبس المعصب أصبح كاملاً في الأعراس ومناسبات الولادة فقط، وأصبحت عادة ضرورية للمرأة اليمنية لبس المعصب في هاتين المناسبتين، ومن المصنوعات الفضية التي يزخر بها سوق الفضة بسوق الملح أيضاً (الثوم الفضية)، ومن أهم المناطق التي تشتهر بصناعة الثومة والعسوب الفضية منطقة عابرى، الزيدية والثومة البيضانية بمحافظة البيضاء.
والحروز هي عبارة عن مصنوعة فضية تحفظ فيها آيات القرآن الكريم التي تحرس الإنسان من الشر والعين وغير ذلك، وتنقسم إلى نوعين نوع للرجال وآخر للنساء، أما الكروك فهو نوع من الصناعات الفضية التي تلبس في العضد، أما الخلاخل فتلبسها النساء في بلادنا على كعوب أرجلهن والحلية (السكين) تلبس خلف العسيب في مناطق تهامة والمناطق الساحلية اليمنية خلف الجلب التي عادة ما يلبسها المسنون، وهي عبارة عن عسيب معكوف على شكل زاوية قائمة، أما المخانق فهي حلية فضية تلبسها المرأة حول عنقها، ولقد استخدمت المرأة اليمنية أنواعاً متعددة من الحلي التي كانت مكملاً هاماً لملابسها وزينتها، وجزءاً هاماً في موروثها الشعبي، وقد اشتهرت اليمن بصياغة الفضة، وتختلف مسميات الحُلي عادة باختلاف المناطق ولكنها في معظمها تتميز بدقة العمل اليدوي، وجمال الزخرفة وهي في غالبها إما زخرفة نباتية أو هندسية مستمدة من الموروث التاريخي للحضارة اليمنية أو من التراث الإسلامي، وهي تتشابه مع بعض الحلي في البلدان العربية. وتزين بالفصوص والأحجار المختلفة الكريمة وشبه الكريمة مثل المرجان والعقيق والياقوت واللؤلؤ والكهرمان والزمرد ومعظمها يتم استخراجه من مناجم يمنية.
أشهر الحلي اليمنية
ومن أهم نماذج الحلي الفضية المشهورة في اليمن التالي:
الدقة: هي عبارة عن كرات من الفضة مفرغة من الداخل ومخرومة من الجانبين ترص فوق بعضها في خيط قطني وتتناثر على سطحها زخارف وأشكال صغيرة بارزة يتوسطها حرز. وقد تتدلى منها عملات فضية (فرانصي) أو تختلط بها حبات من الكهرمان (الكرب) أو المرجان أو العنبر.
الحرز: هو عبارة عن اسطوانة من الفضة مفرغة من الداخل تختلف من حيث الحجم والشكل والأحرف، وقد تزين جانبيها مشغولات فضية صغيرة تتدلى منها.
المشاقر: شكل نصف كروي مفتوح ومفرغ مخروم من الوسط ويثبت فيه خطاف يتم تثبيته على جانب الرأس، وتتدلى منه سلاسل فضية مزينة ببعض المشغولات الفضية صغيرة الحجم على شكل أوراق شجر.
السلس: هو عبارة عن سلسلة من الفضة وتسمى (العنابش) تعلق منها قطعة فضية مشغولة.
اللبة: وهي أنواع كثيرة منها، لبة تتألف من أربعة أو خمسة صفوف من المرجان وتتوسطها حلية مستطيلة وفي الطرفين قفلان مثلثا الشكل ويتدلى منهما ثلاثة حروز صغيرة وسبع حبات فضية لوزية الشكل تتدلى منها الحناجل، لكن أشهرها لبة تسمى أبو طير، وهي تتكون من أربعة صفوف تتدلى منها طيور كثيرة.
العصبة: هي عبارة عن فضة تزين جبهة الرأس، وتتميز بحناجل تتدلى على الجبين وتزين ببعض فصوص العقيق وقد تكون عبارة عن عملات فضية تثبت بشكل متجاور على قماش ثم تربط على الرأس وأشهرها العصبة الحرازية، أما العصبة الصنعانية فهي عبارة عن صفين من الجنيهات الذهبية يتم تثبيتها بشكل متجاور ومتداخل على قطعة قماش غالية الثمن ومطرزة بأسلاك الفضة، ثم يتم ربطها على الجبين ولابد من إضافة الفرادي والتزجه إليها.
الشميلات - (الحداود): هي عبارة عن أساور من الفضة عريضة مفتوح لها قفل عبارة عن ساق معدنية يتم بواسطتها تثبيت الجانبين، قد تكون على شكل قباب أو على شكل زخارف دقيقة الصنع، وأشهرها شميلة تسمى قبور العشاق؛ حيث تزين سطحها أشكال تمثل قبور الدمالج وأساور من الفضة مبروقة الشكل تلبس في الزنة، وهي غالباً مفرغة من الداخل.
الحجول: هي عبارة عن خلاخيل من الفضة تلبس أسفل الساق، وقد تكون عريضة وتتدلى منها كرات صغيرة تحيط بأسفل الساق وتصدر رنيناً كبيراً عند المشي، وقد تتدلى منها منمنمات صغيرة يكون صوتها أقل رنيناً.
الأخراص: هي مشغولات فضية متعددة الأشكال.
عقد الكرب (الكهرب): هو عبارة عن مربعات من حجر الكهرمان الصفراء قد يصل عددها إلى ثمان مربعات كبيرة، وقد يفصل بين كل حبة وأخرى حبة من التوت البوساني إذا كانت حبات العقد كبيرة أو من التوت البديحي إذا كانت الحبات صغيرة.
الجدايل: هي مجموعة من حلي الشعر؛ حيث تثبت بعض القطع والمشغولات الفضية أو العملات الذهبية مع بعض حبات المرجان في نهاية ثلاث خيوط قطنية أو صوفية، ثم تظفر مع الشعر تتدلى من أطرافه.
أحزمة الفضة: هي أنواع كثيرة منها الحزام المأربي، وهو عبارة عن أسلاك من الفضة المضفورة ترص بأشكال متجاورة ومتداخلة قد تشكل ثمانية أو عشرة من الصفوف يصلها ببعضها مماسك أو فواصل من الفضة على شكل صفائح مزخرفة إما مستطيلة الشكل تثبت فيها ثلاث حبات من المرجان وإما مربعة الشكل يتوسط كل منها فص من الياقوت الأحمر أو من العقيق، كما يضاف إلى أسفل الحزام خيط من القطن المفتول يثبت في الصفائح وتشك فيه عراوي تتدلى منها منمنمات صغيرة من الفضة.
أما الحزام الخاص بمدينة شبوة فيمتاز بأنه عبارة عن صفائح سميكة من الفضة تشبه السبائك الذهبية بشكل أكبر يتزين سطحها بنتوءات فضية صغيرة وتثبت بشكل متجاور في خيط قوي من القطن المفتول، وتتدلى في نهايتها سلاسل فضية تترابط فيما بينها في شكل أنصاف دوائر وكل دائرتين تصل بينهما عروة تتدلى منها كرة فضية صغيرة، وهناك أيضاً الحزام الذي يتكون من مجموعة كبيرة من ريالات الفرانصي (ريال ماري تريزا) ترص بشكل متداخل لتغطي منطقة الخصر، وهو مشهور في معظم مناطق اليمن.
رابط المقال على فيس بوك
رابط المقال على تويتر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.