أصاب قرار توقف الدوريات الكروية أندية البلد في مقتل، فالبعض استسلم لواقع الحال وأعلن على الفور تعليق نشاطاته وتسريح لاعبيه المحترفين، فيما البعض الآخر ما زالت أنظاره معلقة ببقعة ضوء صغيرة علّها تستطيع إعادة الحياة إلى البطولات المتعثرة بفعل الأوضاع المضطربة في البلد.. وأمام كل هذه الفوضى تحاول أندية تعز أن تحتفظ لنفسها بقدر جيد من الحيوية والتفاؤل بعيداً عن كل المثبطات التي تحاول وأد حماسها وقتل رغبة لاعبيها في مداعبة الكرة بأقدامهم حتى وإن كانت المسابقات الرسمية على «كف عفريت».. في ظل هذا الوضع الضبابي الذي جعل اتحاد الكرة غير قادر حتى اللحظة على اتخاذ قرار حاسم بشأن استئناف الدوري من عدمه، قد يجد المتابع نفسه امام حيرة كبيرة حينما يشاهد أندية تعز بمختلف ألوانها ومسمياتها في حالة تأهب.. يخوض لاعبوها تمارينهم المستمرة بجدية وحماس عالٍ يزيد عن المعدل الطبيعي وكأنهم يستعدون لخوض منافسة كروية أو دوري يوشك أن ينطلق.. مراسل «ماتش» أجرى جولة ميدانية لرصد هذه الحالة المدهشة مسلطاً تركيزه على الفئات العمرية لأندية تعز الكروية وخرج بهذه الحصيلة.. الأهلي.. منجم المواهب • البداية كانت مع الكابتن أحمد المهتدي المدرب العام لقطاع البراعم والناشئين في نادي أهلي بتعز والذي تحدث بقوله: إن اللاعب الناشئ لا بد له من إعداد نفسي قبل كل شيء ومن ثم الانتقال لتعليمه أساسيات ومبادئ كرة القدم بأسلوب علمي حديث, موضحا أنه سلم إدارة نادي أهلي تعز برنامجا تدريبيا متكاملا ورؤية فنية لإنشاء مدرسة رياضية تهتم وتختص بالفئات العمرية. وأكد في سياق حديثه على ضرورة إجراء برنامج نصف شهري عبارة عن اختبار تطبيقي لتصحيح أية أخطاء قد يلاحظها على مستوى اللاعبين من خلال المباريات الودية والرسمية. وعن مستويات اللاعبين ومدى تقبلهم لفكر المدرب أوضح المهتدي أن المستويات جيدة وفي تحسن مستمر. وقال المهتدي: أن الفئات العمرية في نادي الأهلي بتعز تعتبر من أفضل الفئات العمرية الموجودة في المحافظة بدليل وجود 9 لاعبين في منتخب الناشئين منهم 6 من أهلي تعز. وعن أبرز الصعوبات والعراقيل أوضح الكابتن أحمد المهتدي أن مسئولية تدريب الفئات العمرية هي الصعوبة بعينها، وهي أكثر مشقة من تدريب لاعبي الفريق الأول.. وحث إدارات الأندية على تسخير كل الإمكانيات وتذليل كافة الصعوبات والعقبات لتوفير الأجواء الملائمة لنجاح مدرب الفئات العمرية من أجل بناء شباب قوي يعتمد عليه في قادم السنين لرفد الفريق الأول بالنادي والمنتخبات الوطنية للظهور بمستوى أفضل. ووجه الكابتن أحمد المهتدي رسالة إلى جميع لاعبي النادي الصغار بضرورة الالتزام وحب التعلم والتركيز الصحيح داخل الملعب والاستفادة من التمارين وحب الانتماء للكيان الأهلاوي. الطليعة.. هموم لم تفقده الحماس • مدرب شباب نادي الطليعة الكابتن أبوبكر هاشم “بكري” لايقل حماساً لكنه يستهل كلامه بالحديث عن أبرز الهموم والمشاكل التي واجهته منها غياب الملاعب التدريبية وعدم توفر الأدوات الرياضية ولكن بوجود المشرف العام للنادي الدكتور عادل الكوري تمكنا من توفير أبسط المقومات لاستمرار النشاط، فتمكنا من بناء فريق من الشباب وصفه رئيس النادي بفريق الأحلام ، خاض العديد من المباريات الودية داخل وخارج تعز وحقق انتصارات وقدم عروضا رائعة. وأعرب “بكري” عن تفاؤله بهؤلاء اللاعبين الشباب والذين سيكون لهم مستقبل واعد في عالم الساحرة المستديرة..مؤكداً في سياق حديثه أن قرار الإدارة بتشكيل لجنة فنية مسئولة عن الفئات العمرية ممثلة بالكابتن القدير عبدالقادر حسن القادري والكابتن محمد عبدالمجيد قرار صائب، حيث ستعمل اللجنة على توسيع قاعدة اللاعبين مما سيساهم في رفد الفريق الأول بأبرز اللاعبين من أبناء النادي. و دعا أبوبكر هاشم الاتحاد العام لكرة القدم إلى إقامة بطولات خاصة للفئات العمرية، وطرح فكرة إقامة بطولة للشباب تضم تعز وإب وعدن نظرا لتقاربها الجغرافي.. كما تمنى من جميع لاعبيه التحلي بالصبر والمثابرة وأن القادم سيكون بإذن الله أفضل. من جهة أخرى طالب اللاعبون المسئولون في الاتحاد العام لكرة القدم بضرورة إقامة دوري شامل للفئات العمرية حتى تتمكن الاجهزة الفنية من اختيار عناصر المنتخبات الوطنية وفق معايير الكفاءة والافضلية بعيدا عن المجاملات والمحسوبية التي أصابت الكرة اليمنية بمقتل. الصقر.. الأفضل حالاً • من جانبه يرى الكابتن عصام عبده المحمودي المشرف على الفئات العمرية في نادي الصقر ان الفئات العمرية في اي نادي تعتبر المنجم الذهبي و الأساس الذي يمكن البناء عليه بشكل مدروس وصولا الى الفريق الاول. وأوضح أنه تم تكليف مجموعة من اللاعبين القدامى أبناء النادي لتدريب الفئات العمرية وهم الكابتن أحمد الشميري ونبيل غانم وعبده علي. وعن مستوى اللاعبين أفاد المحمودي أن لاعبي الصقر للفئات العمرية يتم اختيارهم بعد إجراء اختبارات أداء وهناك لجنة تقوم بالنزول للمدارس لاختيار وانتقاء المواهب لبناء وتأسيس فرق سنية على مستوى عالٍ من المهارة لتخدم نفسها وبالتالي تخدم النادي في زمن الاحتراف الذي نعيشه.. وأكد الكابتن عصام أن الجانب التربوي وزرع القيم والسلوك هي من أولويات العمل التدريبي لصغار السن، وفي بادرة هي الأولى من نوعها في محافظة تعز وقد تكون في الجمهورية اليمنية. وأضاف أن إدارة الصقر تتكفل سنويا وقبل اختبارات المراحل الثلاث الابتدائية والأساسية والثانوية بإعطاء اللاعبين دروس تقوية وفي جميع المواد داخل النادي لأبنائها غير القادرين، أضف إلى ذلك وخلال الأسابيع القادمة سيتم الترتيب والتحضير لانتداب محاضرين وأساتذة جامعيين على مستوى عالٍ لإلقاء محاضرات وندوات تختص بالجانب التربوي والنفسي وتتركز على السلوك والانضباط والانتماء لنادي الصقر أولاً وفوق كل هذا الانتماء للوطن الغالي. وعن الصعوبات والعراقيل أوضح الكابتن عصام أنه لا توجد أية صعوبات أو مشاكل تعترض مسيرة تدريب الفئات العمرية نظرا لوجود إدارة متفهمة ودعم غير محدود وإذا وجدت هناك أية مشكلة فهي متمثلة باللاعب نفسه من حيث الالتزام والانضباط.. وبالنسبة لبطولات الفئات العمرية أوضح بأنه لا يوجد شيء وبسبب ذلك قمنا بتقديم تصور عام لإدارة نادي الصقر لإقامة بطولة سنوية باسم النادي تضم أندية المحافظة وكل نادٍ يرغب في المشاركة من خارجها لتفعيل النشاط الرياضي للفئات العمرية. أما عن دور اتحاد فرع كرة القدم بالمحافظة فقد تحدث أن دور الفرع مغيب تماما وطالب بإقامة دوري سنوي على مستوى المحافظة والاهتمام بلاعبي المنتخبات الوطنية.. ووجه الكابتن عصام رسالة للاتحاد العام لكرة القدم بقوله: اصحوا من سباتكم فزمن النوم قد انتهى. * وفيما يخص البطولة الرمضانية ودورها لتفعيل نشاط الفئات العمرية تحدث الكابتن عارف راوح عن إقامة بطولة رمضانية خاصة بالفئات العمرية على أرضية ملعب الصقر على أن يلعب البراعم والأشبال الساعة الثالثة والنصف، والناشئين والشباب الساعة الثامنة والنصف مساء. الرشيد.. بعيد عن دائرة الضوء • حاولنا الاتصال والتواصل مع الكابتن ناصر البعداني المدرب العام لفريق الشباب بنادي الرشيد، ولكن للأسف الشديد لم نتمكن من لقائه نظرا لحجم الارتباطات التي حالت بيننا وبينه. الصحة.. الاستثناء الوحيد • ربما يكون نادي الصحه هو الاستثناء الوحيد بين اندية تعز الذي يعيش حالة من الاسترخاء فيما يتعلق بنشاطات الفئات العمرية، إذ اكد رئيس النادي وليد النصاري بأن النشاط الكروي يتمثل بالفريق الأول فقط في ظل ظروف مادية صعبة جداً لم نستطع مواصلة المشوار للتأهل للثانية، فما بالكم بالفئات العمرية. بقي لنا أن نشير للكم الهائل التي تحتضنه محافظة تعز من الشباب المليء بالحيوية والنشاط باعتبارها أكبر محافظات الجمهورية من حيث التعدد السكاني، إضافة إلى عدد لا بأس به من المدربين الشباب المؤهلين علميا وتدريبيا. الكرة الآن في ملعب وزارة الشباب والرياضة والقرار الأول والأخير بيدهم وبيد رئيس الاتحاد العام لكرة القدم الشيخ أحمد العيسي.. فمن يا ترى ينتصر لإنصاف الشباب والناشئين ليس في تعز وحسب، ولكن في عموم محافظات الجمهورية، للحفاظ عليهم وعلى مواهبهم من الضياع والاندثار. في الأخير وبغض النظر عن أوضاعنا السياسية وتوقف دورينا العام للدرجة الأولى نتمنى من أصحاب القرار تفعيل الأنشطة والمسابقات الرياضية الخاصة بالفئات العمرية على مستوى المحافظات على الأقل كما كان في السابق، والسابق يعني الزمن الجميل للكرة اليمنية، فهل من مجيب.