عقدت اليوم السبت بصنعاء جلسة المباحثات اليمنيةالفلسطينية برئاسة الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء،ورئيس مجلس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية الدكتور سلام فياض. حيث جرى استعراض علاقات التعاون الأخوي بين الشعبين الشقيقين وآفاقها المستقبلية في المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية والإستثمارية والثقافية، بما في ذلك مناقشة موضوع إنشاء لجنة وزارية مشتركة تتولى عملية تطوير وتعزيز التعاون والعمل المشترك على نحو مؤسسي تساهم بصورة منتظمة في تحقيق غايات الشعبين اليمنيوالفلسطيني في العمل المشترك والتعاون المستمر على كافة الأصعده السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية. وتناولت جلسة المباحثات تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل سياسة الإحتلال الإسرائيلي القائمة على الحصار وتضييق الخناق والتوسع في عملية الإستيطان على حساب أبناء الشعب الفلسطيني الصامد، إضافة الى التطرق الى الأوضاع في المنطقة العربية ومستجداتها الأمنية والإجتماعية وتحديدا في العراقوالصومال. وتحدث رئيس الوزراء الدكتور علي مجور خلال جلسة المباحثات ..مرحبا بأخيه الدكتور سلام فياض والوفد المرافق له في وطنهم الثاني اليمن.. مؤكدا أن هذه المباحثات تعبر عن عمق العلاقات اليمنيةالفلسطينية التي جعلت منها القيادة السياسية في الجمهورية اليمنية بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أحد ثوابت السياسة الخارجية اليمنية. وقال :" ان لقاءنا اليوم يعبر وبشكل واضح عن الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية بين اليمنوفلسطين ،كما يؤكد الحرص المشترك على البدء بتأسيس علاقات إقتصادية وتجارية قوية تمكن من الدفع بها الى آفاق رحبه تلبي تطلعات الشعبين الشقيقين وتخدم مصالحهما المشتركة على كافة الأصعده. واضاف رئيس الوزراء" نود هنا التاكيد علي ان مثل هذه اللقاءات وما سوف يليها من تواصل وتعاون ثنائي بما في ذلك تشكيل لجنة وزارية مشتركة ستعمل علي ارساء لبنات جديدة وقوية لتعاون يمني فلسطيني يشمل طيفا واسعا من الانشطة الاقتصادية بما في ذلك خلق المناخ المناسب لتشجيع نشاط القطاع الخاص في تاسيس علاقات مصالح مشتركة والمساهمة في ربط مصالح البلدين التجارية والاقتصادية". مشيرا الي وجود الرغبة الحقييقة في تحقيق اهدف مشتركة تعود بالفائدة علي الجميع وتساهم في تحقيق العديد من الطموحات المشتركة وعلي طريق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي ولا شك ستكون لها مكانتها في تحقيق الامن والاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة. وقال الدكتور مجور :" ان مجالات التعاون بين الجمهورية اليمنيةوفلسطين كثيرة الامر الذي يلزمنا البحث في سبل تطويرها باعتبار ذلك واجبا قوميا ودينيا يفرض علينا الوقوف الى جانبكم" ..لافتا الى ان الظروف الاقليمية والدولية تستدعي مزيدا من العمل المشترك في اطار الاستفادة من المزايا النسبية المتاحة لدى كل الاطراف العربية ومنها فلسطين وبما يعزز مبدأ الشراكة والتكامل العربي. موضحا ان اليمنوفلسطين تسعيان الى تحقيق اهداف مشتركة تخدم شعبيهما كما يسعى كلا البلدين الى تحقيق النمو والتطور الاقتصادي والتخفيف من البطالة والفقر وتجاوز معوقات التنمية البشرية جنبا الى جنب مع ارساء ممارسات الحكم الجيد في ظل الظروف المواتية اقليميا ودوليا والمناخات المناسبة للدفع نحو تحقيق السلام العادل الذي يقود الى مرحلة التنمية والبناء لاشقائنا في فلسطين" ودعا رئيس الوزراء الاشقاء والاصدقاء الى مد جسور التعاون وتقديم الدعم لاشقائنا في فلسطين. مؤكدا ان مثل هذه الجهود ستؤتي ثمارها في خلق الظروف اللازمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي للشعب الفلسطيني والذي سينعكس ايجابا على المناخ السياسي ويهيئ لانجاح جهود السلام والاستقرار في هذا الجزء من العالم العربي . وتطرق رئيس الوزراء الى تطورات الأوضاع الإقتصادية والتنموية في اليمن وقال " ان العمل الجاد والدؤوب الذي تشهده الجمهورية اليمنية منذ تحقيق الوحدة اليمنية المباركة بقيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بدأ يؤتي ثماره في تحقيق العديد من الإنجازات والتحولات الهامة على طريق النهوض الإقتصادي والتحديث وبناء الدولة" . وأشار الى أن اليمن وهي تواصل تعاونها وعملها المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة تسعى الى خلق قاعدة مشتركة من المصالح وبما يلبي طموحات شعبنا اليمني ويخدم مصالح كافة الأطراف ويقود الى تحقيق المزيد من التنمية وخلق فرص الإستثمار ..منوها بان اليمن عززت من جهودها في التنمية والتطوير باعتماد برنامج إصلاح متكامل شمل الجوانب السياسية والإقتصادية والإدارية والقانونية وبما يلبي تطلعات شعبنا اليمني في بناء مجتمع متطور ينعم بالعدل والرخاء. وتناول الدكتور مجور السياسة الخارجية للجمهورية اليمنية ومواقفها تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية ..مؤكدا أن الجمهورية اليمنية من خلال علاقاتها على المستوى الإقليمي والدولي تسعى الى تحقيق الأمن والإستقرار على مستوى الوطن العربي وعلى وجه الخصوص الجزيرة العربية والخليج والقرن الإفريقي. وقال :" فعلى المستوى الإقليمي والدولي تدعم الجمهورية اليمنية جميع الجهود المبذولة لإحلال الأمن والسلام في الشرق الأوسط وجعلها منطقة استقرار بعيده عن كل الصراعات الدولية والإقليمية". وأضاف:" وفيما يخص تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية فإننا نعبر عن أسفنا لعودة أجواء التوتر والصراع بين الأشقاء في حركتي فتح وحماس والتي لانجد مبررا لها ولاتخدم إلا العدو الصهيوني" ..مجددا دعوة اليمن حركتي فتح وحماس الى العودة الى طاولة الحوار والإلتزام باتفاق صنعاء والمبادرة اليمنية كمدخل له وتجاوز حالة الصراع التي دون شك تؤثر بشكل سلبي على وحدة الصف الفلسطيني ومقدرته على مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني الصامد". وجدد الدكتور مجور تأكيد اليمن على أهمية الضغط الدولي على الكيان الإسرائيلي للتعامل بجدية مع جهود السلام في المنطقة استنادا الى مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية ومفهوم الدولتين المستقلتين وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية .. مؤكدا الحرص اليمني على وحدة العراق والحفاظ على هويته العربية ورفض أي عمل يحاول المساس بوحدته وسلامة أراضيه. ودعا رئيس الوزراء كافة الاطراف العراقية للحوار بما يجنبه مخاطر الفرقة والفتنة المذهبية والطائفية . مشيراً في نفس الوقت الى ان اليمن تؤكد مجدداً على ضرورة دعم المجتمع الدولي والدول المانحة للصومال وبما يساعد على اعادة بناء مؤسسات الدولة وفرض الامن والنظام في ربوع الصومال. وطالب الدكتور مجور كافة الاطراف الخارجية الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصومال مع اهمية استمرار عملية المصالحة في بعدها السياسي وبمشاركة كافة الاطراف . وقال " ندعو مجلس الامن الى الاسراع في ارسال قوات حفظ السلام الدولية الى الصومال وفي تزامن مع انسحاب القوات الاثيوبية من اراضيه". واضاف " كذلك تؤكد الجمهورية اليمنية ان إخلاء منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي من السلاح النووي وكل اسلحة الدمار الشامل يعتبر شرطاً ضرورياً لاستتباب الامن والسلام في هذه المنطقة . مؤكداً ضرورة الضغط الدولي على اسرائيل للانضمام الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية واخضاع كافة منشأتها لنظام التفتيش والمراقبة الدولي.. مشيراً الى اهمية الاخذ بالخيار الدبلوماسي في مواجهة ازمة الملف النووي الايراني مع التأكيد على حق كافة الدول في تطوير الطاقة النووية للاغراض السامية . وعبر رئيس الوزراء في ختام كلمته عن الرغبة الخالصة في تطوير علاقات التعاون مع اشقائنا في فلسطين وفق اليات عمل فاعلة ومتطورة تشمل كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية وتخدم الاهداف الاقتصادية والاجتماعية المشتركة ومصالح شعبينا الشقيقين .