استقبل الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية الدكتور سلام فياض والوفد المرافق له الذي يزور اليمن حاليا. ونقل فياض لرئيس الجمهورية تحيات أخيه فخامة الرئيس محمود عباس(أبو مازن) رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.. متمنيا لفخامته موفور الصحة والسعادة وللشعب اليمني المزيد من التقدم والازدهار. وأطلع الدكتور فياض فخامة الرئيس على آخر التطورات في الساحة الفلسطينية والجهود المبذولة للحوار وتحقيق الوفاق بين جميع الفصائل الفلسطينية . وجرى خلال اللقاء بحث العديد من التصورات والأفكار الهادفة لتحقيق المصالحة الفلسطينية ورأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني. وقد أكد فياض على أهمية المبادرة اليمنية كأساس لتحقيق الوفاق والمصالحة بين جميع الفصائل الفلسطينية.. معربا عن تقدير القيادة والشعب الفلسطيني لمواقف فخامة الرئيس الداعمة للقضية الفلسطينية وما يبذله فخامته في تحقيق التقارب وراب الصدع في الصف الفلسطيني. من جانبه أكد فخامة الرئيس أهمية تكثيف الجهود والتحركات الرامية الى توحيد الصف الفلسطيني وتجاوز الخلافات الراهنة بين حركتي فتح وحماس عبر الحوار والتفاهم ولما من شأنه تحقيق الوفاق والمصالحة بين جميع الفصائل الفلسطينية، وتعزيز وحدة الصف الوطني الفلسطيني خدمة لقضيته العادلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. حضر المقابلة رئيس مجلس الوزراء الدكتور على محمد مجور ، ووزير الاعلام، حسن اللوزي، وعضو مجلس النواب رئيس لجنة العلاقات الخارجية جبران مجاهد أبو شوارب . ومن الجانب الفلسطيني وزير الداخلية الفريق عبدالرزاق اليحي ، ووزير الخارجية والإعلام الدكتور رياض المالكي ووزير الاقتصاد الوطني والأشغال والاتصالات كمال حسونة والسفير الفلسطينيبصنعاء الدكتور أحمد الديك. وكانت عقدت اليوم السبت بصنعاء جلسة المباحثات اليمنية الفلسطينية برئاسة الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء،ورئيس مجلس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية الدكتور سلام فياض. حيث جرى استعراض علاقات التعاون الأخوي بين الشعبين الشقيقين وآفاقها المستقبلية في المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية والإستثمارية والثقافية، بما في ذلك مناقشة موضوع إنشاء لجنة وزارية مشتركة تتولى عملية تطوير وتعزيز التعاون والعمل المشترك على نحو مؤسسي تساهم بصورة منتظمة في تحقيق غايات الشعبين اليمني والفلسطيني في العمل المشترك والتعاون المستمر على كافة الأصعده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وتناولت جلسة المباحثات تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل سياسة الإحتلال الإسرائيلي القائمة على الحصار وتضييق الخناق والتوسع في عملية الإستيطان على حساب أبناء الشعب الفلسطيني الصامد، إضافة الى التطرق الى الأوضاع في المنطقة العربية ومستجداتها الأمنية والإجتماعية وتحديدا في العراق والصومال. وتحدث رئيس الوزراء الدكتور علي مجور خلال جلسة المباحثات ..مرحبا بأخيه الدكتور سلام فياض والوفد المرافق له في وطنهم الثاني اليمن.. مؤكدا أن هذه المباحثات تعبر عن عمق العلاقات اليمنية الفلسطينية التي جعلت منها القيادة السياسية في الجمهورية اليمنية بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أحد ثوابت السياسة الخارجية اليمنية. وقال :" ان لقاءنا اليوم يعبر وبشكل واضح عن الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية بين اليمن وفلسطين ،كما يؤكد الحرص المشترك على البدء بتأسيس علاقات إقتصادية وتجارية قوية تمكن من الدفع بها الى آفاق رحبه تلبي تطلعات الشعبين الشقيقين وتخدم مصالحهما المشتركة على كافة الأصعده. واضاف رئيس الوزراء" نود هنا التأكيد علي ان مثل هذه اللقاءات وما سوف يليها من تواصل وتعاون ثنائي بما في ذلك تشكيل لجنة وزارية مشتركة ستعمل علي ارساء لبنات جديدة وقوية لتعاون يمني فلسطيني يشمل طيفا واسعا من الانشطة الاقتصادية بما في ذلك خلق المناخ المناسب لتشجيع نشاط القطاع الخاص في تأسيس علاقات مصالح مشتركة والمساهمة في ربط مصالح البلدين التجارية والاقتصادية". مشيرا الي وجود الرغبة الحقييقة في تحقيق اهدف مشتركة تعود بالفائدة علي الجميع وتساهم في تحقيق العديد من الطموحات المشتركة وعلي طريق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي ولا شك ستكون لها مكانتها في تحقيق الامن والاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة. وقال الدكتور مجور :" ان مجالات التعاون بين الجمهورية اليمنية وفلسطين كثيرة الامر الذي يلزمنا البحث في سبل تطويرها باعتبار ذلك واجبا قوميا ودينيا يفرض علينا الوقوف الى جانبكم" ..لافتا الى ان الظروف الاقليمية والدولية تستدعي مزيدا من العمل المشترك في اطار الاستفادة من المزايا النسبية المتاحة لدى كل الاطراف العربية ومنها فلسطين وبما يعزز مبدأ الشراكة والتكامل العربي. موضحا ان اليمن وفلسطين تسعيان الى تحقيق اهداف مشتركة تخدم شعبيهما كما يسعى كلا البلدين الى تحقيق النمو والتطور الاقتصادي والتخفيف من البطالة والفقر وتجاوز معوقات التنمية البشرية جنبا الى جنب مع ارساء ممارسات الحكم الجيد في ظل الظروف المواتية اقليميا ودوليا والمناخات المناسبة للدفع نحو تحقيق السلام العادل الذي يقود الى مرحلة التنمية والبناء لاشقائنا في فلسطين" . ودعا رئيس الوزراء الاشقاء والاصدقاء الى مد جسور التعاون وتقديم الدعم لاشقائنا في فلسطين. مؤكدا ان مثل هذه الجهود ستؤتي ثمارها في خلق الظروف اللازمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي للشعب الفلسطيني والذي سينعكس ايجابا على المناخ السياسي ويهيئ لانجاح جهود السلام والاستقرار في هذا الجزء من العالم العربي . وتطرق رئيس الوزراء الى تطورات الأوضاع الإقتصادية والتنموية في اليمن وقال " ان العمل الجاد والدؤوب الذي تشهده الجمهورية اليمنية منذ تحقيق الوحدة اليمنية المباركة بقيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بدأ يؤتي ثماره في تحقيق العديد من الإنجازات والتحولات الهامة على طريق النهوض الإقتصادي والتحديث وبناء الدولة" . وأشار الى أن اليمن وهي تواصل تعاونها وعملها المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة تسعى الى خلق قاعدة مشتركة من المصالح وبما يلبي طموحات شعبنا اليمني ويخدم مصالح كافة الأطراف ويقود الى تحقيق المزيد من التنمية وخلق فرص الإستثمار ..منوها بان اليمن عززت من جهودها في التنمية والتطوير باعتماد برنامج إصلاح متكامل شمل الجوانب السياسية والإقتصادية والإدارية والقانونية وبما يلبي تطلعات شعبنا اليمني في بناء مجتمع متطور ينعم بالعدل والرخاء. وتناول الدكتور مجور السياسة الخارجية للجمهورية اليمنية ومواقفها تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية ..مؤكدا أن الجمهورية اليمنية من خلال علاقاتها على المستوى الإقليمي والدولي تسعى الى تحقيق الأمن والإستقرار على مستوى الوطن العربي وعلى وجه الخصوص الجزيرة العربية والخليج والقرن الإفريقي. وقال :" فعلى المستوى الإقليمي والدولي تدعم الجمهورية اليمنية جميع الجهود المبذولة لإحلال الأمن والسلام في الشرق الأوسط وجعلها منطقة استقرار بعيده عن كل الصراعات الدولية والإقليمية". وأضاف:" وفيما يخص تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية فإننا نعبر عن أسفنا لعودة أجواء التوتر والصراع بين الأشقاء في حركتي فتح وحماس والتي لانجد مبررا لها ولاتخدم إلا العدو الصهيوني" ..مجددا دعوة اليمن حركتي فتح وحماس الى العودة الى طاولة الحوار والإلتزام باتفاق صنعاء والمبادرة اليمنية كمدخل له وتجاوز حالة الصراع التي دون شك تؤثر بشكل سلبي على وحدة الصف الفلسطيني ومقدرته على مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني الصامد". وجدد الدكتور مجور تأكيد اليمن على أهمية الضغط الدولي على الكيان الإسرائيلي للتعامل بجدية مع جهود السلام في المنطقة استنادا الى مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية ومفهوم الدولتين المستقلتين وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية .. مؤكدا الحرص اليمني على وحدة العراق والحفاظ على هويته العربية ورفض أي عمل يحاول المساس بوحدته وسلامة أراضيه. ودعا رئيس الوزراء كافة الاطراف العراقية للحوار بما يجنبه مخاطر الفرقة والفتنة المذهبية والطائفية . مشيراً في نفس الوقت الى ان اليمن تؤكد مجدداً على ضرورة دعم المجتمع الدولي والدول المانحة للصومال وبما يساعد على اعادة بناء مؤسسات الدولة وفرض الامن والنظام في ربوع الصومال. وطالب الدكتور مجور كافة الاطراف الخارجية الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصومال مع اهمية استمرار عملية المصالحة في بعدها السياسي وبمشاركة كافة الاطراف . وقال " ندعو مجلس الامن الى الاسراع في ارسال قوات حفظ السلام الدولية الى الصومال وفي تزامن مع انسحاب القوات الاثيوبية من اراضيه". واضاف " كذلك تؤكد الجمهورية اليمنية ان إخلاء منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي من السلاح النووي وكل اسلحة الدمار الشامل يعتبر شرطاً ضرورياً لاستتباب الامن والسلام في هذه المنطقة . مؤكداً ضرورة الضغط الدولي على اسرائيل للانضمام الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية واخضاع كافة منشأتها لنظام التفتيش والمراقبة الدولي.. مشيراً الى اهمية الاخذ بالخيار الدبلوماسي في مواجهة ازمة الملف النووي الايراني مع التأكيد على حق كافة الدول في تطوير الطاقة النووية للاغراض السامية . وعبر رئيس الوزراء في ختام كلمته عن الرغبة الخالصة في تطوير علاقات التعاون مع اشقائنا في فلسطين وفق اليات عمل فاعلة ومتطورة تشمل كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية وتخدم الاهداف الاقتصادية والاجتماعية المشتركة ومصالح شعبينا الشقيقين . الى ذلك ثمن رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية الدكتور سلام فياض عاليا دور اليمن في دعم القضية الفلسطينية العادلة , منوهاً بالمبادرة اليمنية التي أعتبرها محل اتفاق الفرقاء الفلسطينيين. وأستعرض الدكتور فياض خلال لقائه رئيس مجلس الشورى الأخ عبدالعزيز عبدالغني, اليوم السبت في مقر المجلس بصنعاء, التطورات الجارية في الداخل الفلسطيني، والجهود المبذولة لاحتواء الأزمة القائمة بين حركتي فتح وحماس على أساس المبادرة اليمنية. وعبر فياض عن قلقه من تأثيرات هذه الأزمة على حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني, لما تكرسه من إنقسام وإنفصال بين أبناء الشعب الواحد، في الوقت الذي تتعرض فيه غزة لحصار خانق، وتصرف الإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية باعتبارها مشاعاً استيطانياً. وأشار إلى المبادرة التي تقدمت بها حكومته لتجاوز هذه الأزمة والتي تتكون من عنصرين الأول يقضي بتشكيل حكومة إنتقالية من مستقلين تعهد إليها مهمة التحضير وإدارة الانتخابات البرلمانية والرئاسية، والثاني يتعلق ببناء قدرات الأجهزة الأمنية على أساس المهنية ووطنية لا فصائلية, حيث أكد الحاجة إلى دعم عربي فاعل لإنجاحها ومساعدة الشعب الفلسطيني على تجاوز أزمته الحالية. وأعرب المسؤول الفلسطيني عن تطلعاته إلى أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من العلاقات المتميزة بين الشعبين اليمني والفلسطيني في كافة المجالات. من جانبه أكد رئيس مجلس الشورى الأخ عبدالعزيز عبدالغني موقف اليمن الثابت تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة. وقال رئيس المجلس "إن المبادرة اليمنية لرأب الصدع من الأشقاء الفلسطينيين تنبع من حب وإخلاص للشعب الفلسطيني وهي تأتي في سياق المواقف المبدئية التي عبر ويعبر عنها فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح وتنسجم مع رأي الشعب اليمني بأكمله، والذي يحرص على وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ونيل حقوقه المشروعة". وعبر رئيس مجلس الشورى عن أمله في أن يتوصل الإخوة الفلسطينيين إلى حل للأزمة القائمة على أساس المبادرة اليمنية التي تمثل إرادة كل العرب بعد إقرارها في قمة دمشق العربية الأخيرة، وبما يؤدي إلى وقف التدهور الحاصل ويحول دون الانزلاق إلى ما هو أسوأ. ورحب رئيس مجلس الشورى بالإتفاق المشترك بين الحكومتين اليمنية والفلسطينية لإقامة لجنة مشتركة للتعاون الإقتصادي والتجاري، معرباً عن أمله في أن يشهد التعاون المشترك في هذا المجال المزيد من التطور,وبأن يسعى الجانبان إلى تأسيس شركات مشتركة تعمل على الإستفادة من الإمكانيات المتاحة لتكريس المنافع المتبادلة بين الشعبين الشقيقين. * المصدر: سبأ