بدأت اليوم بصنعاء أعمال المؤتمر السنوي الخامس للجمعيات الأهلية والجهات ذات الصلة بحقوق الطفل الذي تنظمه هيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل بالتعاون مع منظمة رعاية الأطفال العالمية. يناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام تحت شعار " أوقفوا قتل وحصار أطفال اليمن" أوراق عمل مقدمة من مختلف الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية تتضمن محاور تشخيص واقع الطفولة والسياسات والاستراتيجيات والتشريعات والقوانين والتدريب والتأهيل والدراسات والبحوث والتوعية والإعلام والتمويل والموازنات والتنسيق والتشبيك. ويهدف المؤتمر إلى الخروج بتوصيات ورؤى من شأنها تحسين أوضاع الطفولة في اليمن وإعداد مسودة مشروع إستراتيجية وطنية لحماية الأطفال لتقديمها للحكومة لتبنيها وتنفيذها للنهوض بالطفولة وتوفير الاحتياجات الأساسية والارتقاء بحقوقهم وحمايتهم. وفي الافتتاح أكدت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل فائقة السيد باعلوي اهتمام حكومة الإنقاذ الوطني بحقوق الطفل وحمايته وتوفير وتلبية احتياجاته الأساسية. وأشارت إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال وحرمانهم من حقوقهم جراء العدوان السعودي الأمريكي والحصار الجائر الذي أدى إلى قتل وجرح ونزوح آلاف الأطفال وحرمانهم من التعليم و الخدمات الصحية بسبب تدمير المدارس والمرافق الصحية. وقالت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل " إن الطفل في اليمن يمثل الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع وبحاجة إلى تضافر جهود الحكومة والمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية ومنظمات المجتمع المدني لتأمين حياة مستقرة وآمنة للأطفال الذين يتعرضون ليلا ونهارا للقصف في مناطقهم السكنية ما أدى إلى تدهور أوضاع آلاف الأطفال الذين باتوا يعيشون ظروفا مأساوية ويواجهون كل يوم أحداثاً صادمة تؤثر على وضعهم النفسي". وأضافت "إن الأطفال هم أكثر الفئات تأثرا وقت الأزمات بسبب عدم اكتمال تطورهم النفسي والاجتماعي والإدراكي والجسدي وبالرغم من أن الطفل اليمني مزود بثروة هائلة من الطاقات النفسية وموهبة خلاقة تؤهله للتغلب على الظروف الموضوعية الصعبة إلا أن الظرف القاسي الذي تعيشه اليمن بفعل العدوان الإرهابي الذي تجاوز كل القيم الإنسانية و حدود المألوف شكل عبئا يفوق مقدرة الطفل على التحمل بل مقدرة الكبار فكان ذلك سببا في ظهور معالم المعاناة النفسية وأعراضها". وطالبت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية أن تؤدي دورها المناط بها في حماية الطفل اليمني من الانتهاكات الجسيمة التي تسبب بها العدوان على بلادنا، مؤكدة أن الصمت عليها يمثل إدانة ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي وكل آليات حقوق الإنسان الدولية. ولفتت إلى ضرورة وجود استراتيجيات وخطط وطنية لحماية الطفولة والنهوض باحتياجاتها الأساسية وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني في هذا الجانب. وعبرت عن أملها في خروج المؤتمر بتوصيات ورؤى ونتائج للارتقاء بحقوق الأطفال، مبدية استعداد الوزارة لتبني وترجمة نتائج وتوصيات المؤتمر ودعم كل المنظمات والهيئات التي تعمل في مجال حقوق الطفولة. وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره وكيل وزارة حقوق الانسان علي صالح تيسير ووكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل علي صالح عبد الله ورئيس لجنة الشئون الاجتماعية بأمانة العاصمة حمود النقيب أكدت الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة لمياء الإرياني الحاجة إلى إستراتيجية لحقوق الطفل تنطلق من الشراكة بين الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية لرسم ملامح مستقبل أكثر أماناً وإشراقاً للطفولة في اليمن. وتطرقت إلى جهود وأنشطة المجلس وبرامجه المختلفة في كافة المجالات والجوانب المتعلقة بحماية الطفولة، مشيرة إلى ما يتعرض له الأطفال في اليمن جراء العدوان والحصار من قتل وتشريد وانتهاكات لحقوقهم في التعليم والصحة والحياة الحرة الكريمة. ونوهت إلى أهمية الإستراتيجية الوطنية للطفولة في تبني برامج التدخل سواء من قبل الجهات الرسمية أو منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية .. مثمنة في هذا الصدد دور المنظمات الدولية التي استمرت في العمل باليمن في ظل هذه الأوضاع المأساوية والصعبة. فيما استعرضت مدير برنامج حماية وحوكمة حقوق الطفل بمنظمة رعاية الأطفال العالمية أديبة زليل جهود المنظمة وأنشطتها في رعاية الأطفال باليمن وحصولهم على حقوقهم، مؤكدة أهمية الشراكة بين مختلف الجهات العاملة في مجال حقوق الطفولة في اليمن لتحسين بيئة حقوق الأطفال وحصولهم على حقوقهم. من جهته تطرق المنسق العام لهيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل عبده صلاح الحرازي إلى أهداف المؤتمر وغاياته للخروج بمسودة مشروع إستراتيجية وطنية لحماية الطفل وتقديمها للحكومة لإصدارها وتنفيذها بما من شأنه النهوض بواقع الطفولة في بلادنا . واستعرض جهود الهيئة وبرامجها المختلفة في مجال حماية الأطفال وتحقيق بيئة آمنة وحماية أفضل للأطفال وتنفيذ المشاريع المناهضة للعنف ضدهم وتوحيد الجهود بين منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية في هذا الجانب. تخلل الافتتاح الذي حضره عدد من المسئولين وممثلي المنظمات الدولية العاملة في اليمن فقرات فنية وتمثيلية عبرت عن همجية العدوان السعودي الأمريكي وانتهاكاته بحق أبناء الشعب اليمني بشكل عام والطفولة بشكل خاص ووجهت نداء إلى الضمير الدولي والأحرار في العالم لوقف العدوان ورفع الحصار وإيقاف القتل اليومي للطفولة في اليمن والعمل على حمايتها.
