التقى الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى في القصر الجمهوري بصنعاء اليوم المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي إرثارين كازين والمدير الإقليمي للبرنامج مهند إبراهيم هادي. جرى خلال اللقاء إستعراض جهود برنامج الأغذية العالمي في الحد من تداعيات الوضع الإنساني الغذائي المتفاقم في اليمن جراء إستمرار العدوان السعودي الأمريكي والحصار على اليمن واستهدافه للموانئ البحرية والجوية والطرق والجسور وتشديد الخناق على الحركة التجارية والقطاع الخاص والواردات الغذائية الكفيلة بسد إحتياج السوق المحلية والمجتمع. كما استعرض اللقاء، المعلومات الرقمية التي تمثل تقديرات برنامج الأغذية العالمي للحالة الغذائية في اليمن واحتياج 17 مليون إنسان للمساعدة الغذائية، فيما تهدد المجاعة سبعة ملايين منهم بشكل متفاقم، وما أعلنه البرنامج من تقييم للوضع تحت حالة أكبر حالة طوارئ غذائية عالميا. وفي اللقاء أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى على دعم جهود البرنامج وتميزه خلال هذه الفترة الصعبة التي يتعرض فيها الشعب اليمني لعدوان وحصار وتحالف عالمي غير مبرر وغير مسبوق عالميا أفرز خلال عامين كل هذه المشكلات والتحديات الغذائية والإنسانية. وأشار إلى إستمرار دول التحالف في إستهداف الوضع الإقتصادي ومقومات الحياة وكذا إستهداف وحصار الموانئ البحرية والجوية واستهداف الطرق ووسائل نقل البضائع والأغذية بشكل دائم بالغارات الجوية، مما إنعكس على الوضع الغذائي والإنساني في كل أنحاء اليمن، وما يأمله الجميع من برنامج الأغذية العالمي في إيصال صوت اليمن إلى المجتمع الدولي واستخدام علاقاته في حشد الطاقات لمساندة الوضع الإنساني في اليمن. ورحب رئيس المجلس السياسي الأعلى بالمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي .. مشيدا بدورها ودور البرنامج والصعوبات التي يواجهها البرنامج والإعاقات المستمرة من قبل دول التحالف لبرامج المساعدات الإنسانية وعدم قدرة المساعدات مهما بلغت عن الوفاء بإحتياجات المجتمع ما لم يترك المجال لمساهمة القطاع العام والخاص ورجال الأعمال في تزويد السوق المحلي بالإحتياجات وخاصة الأساسية منها . ولفت إلى إنعكاس الحصار على الأسعار وزيادة حدة المعاناة على المرضى في الداخل وإعاقة وصول آلاف المواطنين من الخارج واستثمار العدوان لورقة المرتبات التي تخص أكثر من مليون ومائتي ألف موظف في عموم اليمن في عمليات الضغط السياسي وما ينتج عن ذلك من معاناة إنسانية حادة وإضافية على كافة الشرائح الإجتماعية. كما أكد على الدور الإيجابي الذي يقوم به البرنامج وغيره من المنظمات إلا أن التحديات الكبيرة في الوضع الإنساني تتطلب مضاعفة الجهود كون المأساة كبيرة .. لافتا إلى استعداد المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني تقديم كافة وسائل الدعم للبرنامج والمنظمات الإنسانية وتذليل كافة الصعاب التي قد تعترض أعمال المساعدات الإنسانية . ونوه الأخ صالح الصماد بحالة الإستقرار الأمني والعملي ومرونة الحركة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية. من جانبها أوضحت المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي إرثارين كازين ما قامت به في جولتها الحالية من أعمال واستطلاع للأحوال الإنسانية في اليمن .. مؤكدة الإستمرار في دعم الجانب الإنساني الذي يعمل فيه البرنامج بحياد تام . وأشارت إلى الحالة السابقة للوضع الإنساني والغذائي في اليمن والتقديرات الحالية وما نتج عن الوضع الراهن من مضاعفات ووصول سبعة ملايين شخص يعانون من سوء التغذية وقد وصلوا إلى حالة المجاعة مما يحتم الإستمرار في الدعم حتى يتم الوصول إلى حل سياسي لأسباب المعاناة الإنسانية . وأكدت كازين أن اليمن لا يحتاج أكثر من السلام وأن برنامج الغذاء يأمل في مساعدة المجتمع اليمني لتحقيق السلام .. مبينة أن التحديات التي تعوق تحقيق المستوى المطلوب من تقديم خدمات البرنامج وفي مقدمتها الوصول إلى المستفيدين من البرنامج في كافة أنحاء اليمن، تتطلب تعاون الجميع في سبيل تذليلها، واستهداف المحتاجين بحدة للمساعدة . ولفتت إلى الأزمة المالية التي يمر بها برنامج الأغذية العالمي نتيجة التزاماته العالمية الحالية والحاجة للمساعدة من الجميع وتوفر الكوادر المؤهلة للقيام بأعمال المساعدة وتقديم الدعم بشكل مهني واحترافي. وذكرت المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ما ناقشته من أعمال وإجراءات دعم تقني مع رئيس حكومة الإنقاذ الوطني وما يأمله البرنامج من دعم من قبل رئيس المجلس السياسي الأعلى والمجلس في تحقيق أعلى درجات الدعم لمحتاجي الدعم باليمن حتى يتحقق السلام. حضر اللقاء رئيس الدائرة السياسية بمكتب رئاسة الجمهورية سقاف السقاف ورئيس دائرة السلطة المحلية بمكتب الرئاسة قاسم الحوثي.
