قالت منظمة رعاية الأطفال "أن حالات الكوليرا في اليمن ستتجاوز المليون حالة بنهاية العام 2017م، بينهم 600 ألف طفل. وأشارت المنظمة في بيان لها أن وباء الكوليرا في اليمن انتشر أكثر من أي وقت مضى، ويعتبر الانتشار الأكبر في التاريخ الحديث. وأوضحت المنظمة أن السجلات تشير إلى أن هناك حوالي أربعة آلاف حالة اشتباه تسجل كل يوم، فيما يشكل الاطفال دون سن الثامنة النسبة الأكبر فيها، والاطفال دون سن الخامسة يقدرون بنسبة 25%. وحسب البيان فإن منظمة الصحة العالمية أبلغت عن 815 ألف و314 حالة اشتباه وألفين و156 حالة وفاة في اليمن منذ 27 أبريل من العام الجاري؛ ما يعني أن عدد الحالات خلال أقل من ستة أشهر تجاوز عدد الحالات المسجلة في هايتي خلال سبع سنوات والتي بلغت 815 ألف حالة. وفي ذات السياق أظهرت دراسة جديدة لمنظمة رعاية الأطفال أن هناك أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة مصابون بسوء التغذية الحاد ويعيشون في مناطق موبوءة بالكوليرا على أعلى المستويات، في حين أن أمراض الإسهالات تعتبر من الأسباب المؤدية إلى سوء التغذية مما يزيد مخاوف دفع الأطفال إلى المجاعة في حال نجاتهم من وباء الكوليرا. بدوره قال المدير القطري لمنظمة رعاية الأطفال في اليمن تامر كيرولوس "إن وباء الكوليرا موجود في اليمن منذ فترة، إلا أننا لم نرى تفشياً بهذا الحجم والسرعة، وهو ما يحدث عندما تكون البلاد منهكة من الصراع في ظل تهالك النظام الصحي؛ فيما يتضور الأطفال جوعاً، ولا يستطيع المواطنون تلقي الرعاية الصحية التي يحتاجونها". وأوضح كيرولوس "أن هذه الأزمة هي من صنع الإنسان، ولا يظهر وباء الكوليرا إلا إذا كان هناك انهيار كامل في خدمات الصرف الصحي، داعياً كافة أطراف النزاع على تحمل مسؤولية حالة الطوارئ الصحية هذه"، مضيفاً أن من غير المقبول أن يُحَاصر الأطفال في دائرة المجاعة والمرض". ولفت المدير القطري إلى "أن المنظمة تتعامل مع هذا الواقع المروع الذي لا يضع الأطفال في مواجهة سوء التغذية فحسب وإنما أمام وباء الكوليرا أيضاً. وقال : " إن مأساة سوء التغذية والكوليرا هذه سهلة العلاج ما إن استطاع الفرد الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، بيد أن المستشفيات قد دمرت، وأكثر من 30 ألف عامل صحي حكومي لم يتقاضوا رواتبهم لقرابة العام، وهناك عراقيل تجاه إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية"، وحرص على أهمية أن يتفاعل العالم مع هذه المأساة والحلول دون وفاة المزيد من الاطفال بسبب أمراض يمكن علاجها.