واشنطن د ب أ: ذكرت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية الأحد أن تصاعد الأزمة في سورية يمثل تحديا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى جانب عدد من التحديات التي تواجه بلاده. وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان برز خلال العقد الماضي كزعيم عملية التحول في تركيا، متعهدا بجعل بلاده نمموذجا لديمقراطية إسلامية حديثة بينما أشرف على تحقيق معجزة اقتصادية مذهلة على غرار النمظ الصيني. وذكرت الصحيفة أن السلطات التركية فرقت آلاف من المعارضة العلمانية في البلاد باستخدام خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع الأسبوع الماضي خلال احتجاج على ما وصفوه بأنه 'ميل أردوغان الديني والاستبدادي المتزايد' في بلد كانت العلمانية فيه مذهبا وطنيا يدافع عنه بقوة. وقال سوات كينيكلي أوغلو، رئيس مركز الاتصالات الاستراتيجية في أنقرة، وعضو برلمان سابق عن حزب أردوغان، إن 'أردوغان يواجه حاليا أصعب فترة في رئاسته للوزراء، من خلال حدوث عدد من الأمور في وقت واحد'. من ناحية أخرى، يشهد اقتصاد تركيا تباطؤا، كما أن حزب العمال الكردستاني يشن أشرس هجماته منذ فترة التسعينيات من القرن الماضي. ويواجه أردوغان أهم اختبار استراتيجي له بسبب الصراع المستمر منذ عشرين شهرا في سوريا، خاصة منذ عبور القذائف السورية للحدود وقتلها خمسة مواطنين أتراك الشهر الماضي. وفي أعقاب تلك الحادثة، استعد أردوغان لوضع بلاده على أعتاب حرب، وفقا للصحيفة. وردت القوات التركية على إطلاق النيران واعترضت طائرة نقل روسية كانت متوجهة إلى دمشق، وصادرات شحنتها. ووافق البرلمان على منح أردوغان السلطة لنشر قوات وشن غارات جوية على الأراضي السورية. ونقلت الصحيفة عن محلليين سياسيين في تركياقولهم إن دعوة أردوغان لاتخاذ إجراء أكثر قوة لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أتى بنتائج عكسية، وذلك بسبب عدم وجود دعم من واشنطن، والتي تطالب حاليا الأتراك برد أقل حدة.