حيث تحدث عن مشروعات وبرامج الوكالة وتفاصيل الأزمة المالية التي تعاني منها مما يؤثر سلبا علي أنشطتها وكشف النقاب في حديثه لنا عن أن الأونروا تساهم بحوالي17% من أجمالي الدخل القومي لقطاع غزة وتوفر فرص عمل مباشرة ل12 الف شخص علاوة علي توفير الخدمات التعليمية والصحية والغذاء لما يقرب من1 و1 مليون نسمة في القطاع يمثلون أكثر من ثلثي سكان القطاع البلغ عددهم5 و1 مليون نسمة وكان لنا معه الحوار التالي: س: ماذا عن المشروعات والبرامج الحالية لوكالة الأونروا ؟ ج: لدينا أنشطة في غزةوالضفة الغربيةوسوريا والأردن ولبنان ونشاطنا الرئيسي يتمثل في مجالي التعليم والصحة حيث أن لدينا700 مدرسة في هذه البلدان تضم نصف مليون تلميذ بينها230 مدرسة في غزة وحدها علاوة علي حوالي60 مدرسة في الضفة الغربية وبسبب الحصار علي غزة والضفة بدأنا منذ عدة سنوات برنامجا أنسانيا للتغذية وبسبب استمرار الحصار علي غزة فالبرنامج مازال مستمرا حيث أن من تبعات الحصار أن أصبح الناس فقراء حيث لاتوجد صادرات من غزة إلي الضفة الغربية و وإسرائيل والناس بسبب فقرهم يحتاجون مساعدات وبعد حرب الرصاص المصبوب علي غزة في نهاية عام2008 وبداية2009 بدأنا برنامجا كبيرا جدا لإعادة إعمار القطاع ويشمل البرنامج أيضا إعادة بناء المساكن التي تهدمت في التوغلات الإسرائيلية الي السابقة لعملية الرصاص المصبوب ومن بينها الحرب المعروفة باسم أمطار الصيف عقب أختطاف الجندي جلعاد شاليط في منتصف2007 والتوغلات الإسرائيلية الأخري وما أكثرها. ولذلك فلدينا في غزة وأيضا الضفة ثلاثة برامج للمساعدات يتركز معظم نشاطها في غزة خاصة برنامج التعمير الانساني. س: وماهي قيمة مشروعات الأونروا في غزةوالضفة الغربية ؟ تبلغ مساهمات الأونروا وحدها حوالي17% من دخل قطاع غزة بالكامل وهو يتمثل في المرتبات التي ندفعها للعاملين معنا في غزة الذين يبلغ عدد12 الفا علاوة علي إنفاقنا علي برامجنا الإنسانية وانشطتنا الأخري في القطاع. ونحن نقدم الخدمات للاجئين في غزة والذين يبلغ عددهم حوالي1.1 مليون نسمة وتتمثل في التعليم والصحة وغيرهما ولذلك يصل أجمالي ماننفقه علي المساعدات في غزة حوالي نصف مليار دولار ولذلك فأن غزة وحدها تستأثر بحوالي ثلث ميزانية عملنا في المنطقة بالكامل. ومساعداتنا للضفة الغربية أقل لأن عدد اللاجئين هناك أقل حيث يبلغ تعدادهم حوالي600 الف نسمة كما ان أقتصاد الضفة أفضل قليلا من اقتصاد غزة رغم وجود الاحتلال والجدار العازل وسياسة هدم المنازل ومنع المواطنين من الذهاب إلي أعمالهم والطلاب من الذهاب إلي مدارسهم في بعض مناطق الضفة الغربية تبعا للوضع الأمني. س: كيف تقومون بتوصيل المساعدات سواء الغذائية أو الطبية أو مواد البناء لقطاع غزة ؟ ج: نستخدم معبر كرم أبوسالم من الجانب المشترك بين غزة وإسرائيل فقط في إدخال كل شيء لغزة خاصة بعد إغلاق الإسرائيليين للمعابر الأخري مثل المنطار( كارني) وصوفا ونستخدم معبر رفح لتوصيل المساعدات الطبية فقط. س: لماذا تزور القاهرة حاليا ؟ ج: لأن مصر تعد واحدة من أكبر الدول الداعمة سياسيا لأنشطة الأونروا كما انها تقوم بالوساطة بين الفلسطينيين لإنهاء الانقسام بين فتح وحماس ولعبت دورا كبيرا في التوصل لاتفاق التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين في نوفمبر الماضي لذلك فأنا جئت في زيارة ليومين لمقابلة كبار المسئولين والتقيت بالفعل بوزير الخارجية محمد كامل عمرو ووزير المخابرات اللواء رأفت شحاته وامين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي. ومصر تسمح حاليا بإدخال مواد البناء إلي غزة والخاصة بالمشروع القطري لإعادة تعمير القطاع من خلال معبر رفح وبحثنا إمكانية استخدامه نحن ايضا لأن إسرائيل تغلق معبر صوفا لمواد البناء وطلبت ذلك من مدير المخابرات المصرية اللواء رأفت شحاته والذي كان لقائي معه جيدا حيث ابلغني انه يريد مساعدة الناس في غزة حيث انه يعرفها جيدا ولكن أيضا هناك حاليا محادثات مع الإسرائيليين لإعادة تشغيل معبر صوفا. وقد علمنا ان الجانب المصري لايريد استخدام معبر رفح في أغراض أخري غير عبور الأفراد بعد الانتهاء من إدخال كميات مواد البناء المتفق عليها مع قطر ونحن نقدر العوامل السياسية التي تحكم علاقات مصر بالآخرين وفي حالة وجود حاجة أنسانية عاجلة لإدخال بعض المواد من رفح سنناقش الأمر مع المسئولين المصريين وهم يتفهمون الأمر. وقد تحدثت مع وزير المخابرات أيضا عن السماح لغزة بتصدير منتجاتها عبر الأراضي المصرية والمقصود هنا هو الصادرات الحقيقية مثل الملابس والأثاث وليس فقط الزهور لأنه إذا لم يبدأ الغزيون في تصدير المنتجات فسيظلون فقراء. س: لكن من المعروف انكم تعانون من مشكلة نقص التمويل ؟ ج: هذا حقيقي ولكن بالنسبة لما نسمية بالبرامج الكاملة مثل التعليم فلدينا عجز يترواح بين10% و20% مما جعلنا دائما في حالة خوف من إمكانية عدم منح المدرسين وغيرهم من المشاركين في العملية التعليمية رواتبهم في مواعيدها لذا فنحن نضع أولويات في الأنفاق علي التعليم اولها الرواتب وبعدها الخدمات المساعدة مثل توفير التدفئة للمدارس. والأونروا تعاني دائما من مشكلات في توفير أجهزة الكمبيوتر وتطوير المباني الدراسية وغيرها لنقص التمويل. س: ماذا عن اتهامات البعض في حماس لكم بانكم تتدخلون في الشئون الداخلية للفلسطينية وأنكم تعملون كحكومة موازية ؟ ج: أولا لابد من التأكيد علي ان احدا لم يوجه لي هذا الاتهام بشكل شخصي او مباشر ولكنك تعلم أننا بالفعل موازون ليس كسلطة ولكن كجهة تقديم خدمات فالأونروا مسئولة عن اللاجئين, لذا فإن حماس والسلطة الفلسطينية وحتي السلطات الأردنية يتعاملون معنا كجهة موازية في تقديم الخدمات للاجئين ومعظم الناس في غزة يريدون أن تواصل الأونروا عملها في إدارة برامج اللاجئين فدورنا هو توفير الخدمات للاجئين ونحن لسنا بديلا لحماس أو للسلطة الفلسطينية س: وماذا عن الإتهامات الإسرائيلية لكم بأن بعض نشطاء حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من جماعات المقاومة الفلسطينية يعملون في مشروعات الأونروا وكذلك تتهمكم إسرائيل بأن المسلحين يستخدمون منشآت الوكالة كالمدارس للاحتماء أثناء إطلاق الصواريخ عليها أو الاختباء. ج: لقد أثبتنا بالدليل القاطع أن كل اتهام من هذه الاتهامات غير صحيح وهو كاذب كاذب كاذب نحن لدينا سياسة واضحة وصارمة وهي انه غير مسموح للعاملين في الأونروا بالمشاركة في اي نشاط سياسي لأننا وكالة خدمات انسانية والشخص الذي نثبت أنه خالف هذه التعليمات لانسمح له بالبقاء معنا وليس معني هذا أننا نحجر علي رأي العاملين معنا فكل شخص حر في قناعاته السياسية ولكن مادام يعمل معنا فليس من حقه ممارسة الأنشطة السياسية علي الأرض. س: ماشكل العلاقة بينكم وبين حماس رسميا؟ ج: نحن نلتزم بسياسة الأممالمتحدة لأنها تابعون لها حيث لاتوجد علاقات رسمية بينها وبين حماس ولكن مادمنا نعمل في غزة فاننا مثل أي جهة تعمل في غزة نحتفظ بعلاقات مع حماس علي المستوي الفني فنحن لدينا12 الف موظف في غزة فقط ولا يمكن ان نوفر لهم التأمين اللازم بدون التعامل مع حماس ولتنفيذ أي مشروع في القطاع فلابد من التعامل مع السلطة الموجودة فيه وهي سلطة حماس والكل يعلم ذلك بما في ذلك الولاياتالمتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ولكن ليس لدينا علاقات سياسية مع حماس ولانريد مثل هذه العلاقات السياسية لأننا لسنا منظمة سياسية وعملنا انساني فقط. س: ماهي ميزانيتكم للعام القادم ؟ ج: هذا يعتمد علي نوع الميزانية فلدينا أنواع مختلفة من الميزانيات باجمالي حوالي1.1 مليار دولار منها ميزانية خاصة لمخيم نهر البارد في لبنان وميزانية للاجئين الفلسطينيين في سوريا ولكن اكثر الميزانيات نقصا هي تلك التي تتعلق بالمشروعات الانسانية بالضفة الغربية لأن هناك انطباع خاطيء عند المانحين بان الأوضاع جيدة بالضفة الغربية فالاحتلال مازال هناك وبالتالي مازال المواطنون يعانون. س: وماهي مساهمات الدول العربية في ميزانيات الأونروا ؟ ج: فقط حوالي4% من الميزانية الرئيسية ولكن المساهمات العربية أعلي فيما يسمي بالميزانيات الخاصة أي التي تتعلق بمشروعات وبرامج مؤقتة ولذا يرتفع اجمالي المساهمات العربية إلي حوالي10% والمساهم العربي الأكبر في الميزانية الرئيسية هو المملكة العربية السعودية وبعدها تأتي الكويت والإمارات العربية بمساهمات متوسطة, بينما تبلغ مساهمة قطر صفر ولا نعرف السبب في ذلك رغم أننا طلبنا منهم كثيرا المساهمة في ميزانية الأونروا كهيئة تابعة للأمم المتحدة وهم وعدوا بالمساهمة ولكنهم لم ينفذوا وعودهم وعلي العكس من ذلك العراق التي دفعت لنا مليوني دولار في العام الماضي رغم ظروفها وكانت هذه هي المساهمة الأولي للعراقيين منذ سنوات. س: سؤال أخير وماذا عن جهودكم لتوفير المساعدات للاجئين الفلسطينيين في سوريا وبخاصة في مخيم اليرموك بدمشق ؟ ج: الوضع في سوريا مأساوي للجميع بما في ذلك الفلسطينيين حيث يعيش حوالي530 الف لاجيء فلسطيني وقد زرت سوريا الشهر الماضي لتنسيق المساعدات للفلسطينيين وهم يعانون كما يعاني الجميع في سوريا ولكن معظم معاناة الفلسطينيين تتمركز في مخيم اليرموك الذي يتعرض للهجوم من الحكومة والمعارضة معا والكل هناك ينصحنا بعدم الذهاب للمخيم حيث وصلت الأوضاع فيه لمستوي كارثي.