لم يتغيّر منذ أكثر من أربعين عامًا    مجموعة هائل سعيد تحذر من المعالجات العشواىية لأسعار الصرف وتنبه من أزمات تموينية حادة    الاتحاد الأوروبي يوسّع مهامه الدفاعية لتأمين السفن في البحر الأحمر    تظاهرات في مدن وعواصم عدة تنديداً بالعدوان الصهيوني على غزة    - اقرأ سبب تحذير مجموعة هائل سعيد أنعم من افلاس المصانع وتجار الجملة والتجزئة    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    العنيد يعود من جديد لواجهة الإنتصارات عقب تخطي الرشيد بهدف نظيف    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    حملات ضبط الأسعار في العاصمة عدن.. جهود تُنعش آمال المواطن لتحسن معيشته    في السياسة القرار الصحيح لاينجح الا بالتوقيت الصحيح    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    أحزاب حضرموت تطالب بهيكلة السلطة المحلية وتحذر من انزلاق المحافظة نحو الفوضى    الرئيس الزُبيدي يوجّه بسرعة فتح محاكم العاصمة عدن وحل مطالب نادي القضاة وفقا للقانون    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة نذير محمد مناع    إغلاق محال الجملة المخالفة لقرار خفض أسعار السلع بالمنصورة    لهذا السبب؟ .. شرطة المرور تستثني "الخوذ" من مخالفات الدراجات النارية    منع سيارات القات من دخول المكلا والخسائر بالمليارات    مناقشة قضايا حقوق الطفولة باليمن    تكريمًا لتضحياته.. الرئيس الزُبيدي يزيح الستار عن النصب التذكاري للشهيد القائد منير "أبو اليمامة" بالعاصمة عدن    لاعب المنتخب اليمني حمزة الريمي ينضم لنادي القوة الجوية العراقي    رئيس الوزراء من وزارة الصناعة بعدن: لن نترك المواطن وحيداً وسنواجه جشع التجار بكل حزم    هيئة مكافحة الفساد تتسلم اقرار نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي    "القسام" تدك تحشيدات العدو الصهيوني جنوب خان يونس    المشايخ في مناطق الحوثيين.. انتهاكات بالجملة وتصفيات بدم بارد    عدن.. تحسن جديد لقيمة الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    اجتماع بالحديدة يناقش آليات دعم ورش النجارة وتشجيع المنتج المحلي    أمواج البحر تجرف سبعة شبان أثناء السباحة في عدن    سون يعلن الرحيل عن توتنهام    وفاة وإصابة 470 مواطنا جراء حوادث سير متفرقة خلال يوليو المنصرم    محمد العولقي... النبيل الأخير في زمن السقوط    طفل هندي في الثانية من عمره يعض كوبرا حتى الموت ... ويُبصر العالم بحالة نادرة    بتهمة الاغتصاب.. حكيمي أمام المحكمة الجنائية    لابورتا: برشلونة منفتح على «دورية أمريكا»    مع بداية نجم سهيل: أمطار على 17 محافظة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    تقرير حكومي يكشف عن فساد وتجاوزات مدير التعليم الفني بتعز "الحوبان"    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    ذمار.. سيول جارفة تؤدي لانهيارات صخرية ووفاة امرأة وإصابة آخرين    مأرب.. مسؤول أمني رفيع يختطف تاجراً يمنياً ويخفيه في زنزانة لسنوات بعد نزاع على أموال مشبوهة    لاعب السيتي الشاب مصمّم على اختيار روما    أولمو: برشلونة عزز صفوفه بشكل أفضل من ريال مدريد    تعز .. الحصبة تفتك بالاطفال والاصابات تتجاوز 1400 حالة خلال سبعة أشهر    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    لمن لايعرف ملابسات اغتيال الفنان علي السمه    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    وداعاً زياد الرحباني    اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية    7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها    تسجيل صهاريج عدن في قائمة التراث العربي    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حملات التبرعات مبادرات طلابية ناجحة
نشر في الجنوب ميديا يوم 22 - 01 - 2013

الاهتمام بالآخرين والعمل على دعمهم ومساعدتهم شعور رائع ينم عن الجوهر الأصيل الذي يوجه صاحبه، فطبيعة الإنسان تقوم على الخير والعطاء والشعور بالآخر، والمشاركة في تحمل أعباء المجتمع ومساندة الفئات المتعثرة من خلال التبرع تعتبر تصرفاً حميداً بكل معنى الكلمة، ولأن الشباب هم الفئة الأكثر نشاطاً واندفاعاً، نراهم يبادرون من أجل المشاركة في الأنشطة التي تسعى لخدمة المجتمع، حيث تدفعهم مشاعرهم البريئة والصافية ليكونوا فاعلين في تخفيف هموم الإنسانية، وجعل العالم مكاناً أجمل، ونجد في جامعاتنا الكثير من هذه النماذج الرائعة من الطلبة، الذين يبادرون للمشاركة في مختلف المبادرات تدعيماً للعمل التطوعي وترسيخاً له .
في البداية تقول نهى عبدالمنعم "كلية الاتصال قسم تصميم الغرافيك جامعة الشارقة": مشاركتي الأولى في جمع التبرعات كانت في المرحلة الابتدائية، وكانت لمصلحة إحدى الجمعيات الخيرية، حيث كنت حينها مسؤولة عن جمع التبرعات من الطلبة وتسليم البطاقات ثم تقديم المبلغ الذي جمعته إلى الجهة المسؤولة، وبعدها بدأت بالاشتراك بالأعمال التطوعية مع جمعية فالنتير في دبي والشارقة، وكانت أنشطتنا تقوم على جمع المتطوعين للمشاركة في الفعاليات المختلفة، فمثلاً قمنا مؤخراً بالمشاركة في طلاء مدرسة كاملة في عجمان، وقمنا بالعمل بأنفسنا وكنا قد تبرعنا بشراء بعض أدوات العمل التي سوف نستخدمها أيضاً، وكان عدد المشاركين كبيراً حينها، فأنجزنا عملاً ضخماً خلال يومين، وقمنا بطلاء 18 صفاً خلال يوم واحد، وطبعاً أشرف علينا بعض المختصين في العمل، ثم أكملوا المتبقي منه، وكان لنا مشاركة في عيد الأضحى، من خلال توزيع الأضحيات على الناس المحتاجين، وللأسف لاحظت أن عدد المشاركين كبير ولكن مشاركات العرب كانت قليلة في العيد لانشغالهم في الاحتفال مع الأهل . وعن شعورها بقيمة ما تقوم به تضيف: عندما أقوم بهذه الأعمال التطوعية، أو بجمع التبرعات أشعر بأن لي وجوداً في المجتمع، وأني قادرة على الإسهام في تقديم شيء للآخرين سواء بالمال أو بمجهودي، وأعتقد أني تأثرت بأختي الكبرى فلها نشاطات في هذا المجال، وكون ابنة خالتي تعمل في مؤسسة فالنتير فأعتقد أن هذا جعلني أكثر اطلاعاً على الأمر وأكثر قرباً من جو العمل التطوعي والشعور بقيمته، لهذا وجدت نفسي أعمل في هذا المجال منذ الصغر وأستمتع به حقاً .
ومن جهته يرى أحمد هشام فؤاد " كلية الإعلام - الجامعة الأمريكية" أن المشاركة في جمع التبرعات هي واجب ديني وأخلاقي، ويقول:
شاركت في المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية في حملات التبرعات التي كانت تقام بالمشاركة مع الهلال الأحمر، وأنا أرى أن أقل ما يمكننا فعله كمجتمع عربي وإسلامي هو المشاركة في هذا النوع من المساندة بالنسبة لكل الفئات المحتاجة، فهذا من الأخلاقيات التي يحض عليها الإسلام، وللأسف هناك مشكلة ثقة بالنسبة للكثيرين، فالأغلبية يترددون بالمشاركة والتبرع لعدم ثقتهم في وصول هذه الأموال إلى الجهات المعنية التي يودون أن يقدموا لها المساعدة بالفعل .
وعن تأثير الموضوع الذي تتبناه حملة التبرع في نفسية المشاركين يضيف: موضوع الحملة له دور في حماس الشباب في العمل وفي التبرع أيضاً، فهناك موضوعات لا تحتمل التفكير حيث يقبل الجميع على المشاركة والدعم لأجلها خصوصاً إذاً كانت مرتبطة بمحتوى إعلامي يغطي الحدث ويخدم الحملة، ولكن غير مسموح ضمن نطاق الجامعات القيام بحملات تبرع إلا عن طريق إدارة الجامعة، ويعود ريع هذه التبرعات عادة إلى صندوق الجامعة لمساعدة الطلبة، لهذا ترتبط مواضيعنا عادة بنشاطات الجامعة وأهدافها الإنسانية .
وتصف هبة عباس "كلية هندسة العمارة - جامعة الشارقة" مشاركتها في جمع التبرعات بقولها: كانت مشاركتي الأولى في جمع التبرعات ضمن نطاق الجامعة، من خلال الأمسية الشعرية التي أقيمت مؤخراً للشاعر علي سالم الكعبي، حيث شاركت في بيع الديوان الذي أصدرته جامعة الشارقة، وقمنا ببيعه للطلبة مقابل مبلغ رمزي غير محدد، حيث تم تخصيص ريع هذا الديوان للطلبة غير القادرين على تسديد أقساط الجامعة لنساعدهم على إكمال تعليمهم، فهناك الكثير من الطلبة الذين يتعرضون لظروف خارجة عن إرادتهم قد تمنعهم من متابعة تعليمهم بسبب عدم قدرتهم على سداد مصاريف الجامعة، ولهذا نقوم بجمع التبرعات لمساندة زملائنا، ومساعدتهم لكي يكملوا تعليمهم، ولاحظت أن الكثير من الطلبة أقبلوا على شراء الديوان بهدف المشاركة في التبرع لزملائهم .
وعن دور الأهل والمؤسسات التعليمية بزرع ثقافة العمل التطوعي لدى الشاب والفتاة تقول: أعتقد أن التربية هي الأساس وأن العائلة هي المصدر الأخلاقي الأول لكل إنسان، فالطفل يتأثر بسلوك أبويه وأخوته بالدرجة الأولى، وتأتي المؤسسة التعليمية لتقوّم هذا السلوك وتوجهه فيما بعد، فأنا مثلاً كنت أرى أمي تحرص على عدم إلقاء الملابس والأغراض في سلة المهملات وحتى الكتب التي ننتهي من استخدامها، لتقوم بإيصالها إلى الجمعيات الخيرية، ولهذا تعلمت منها أن قليلاً من الجهد الذي نقوم به قد يساعد الآخرين، فهذه الأشياء التي لم نعد نحتاجها قد يحتاجها الآخرون والجمعيات الخيرية هي الجهة الأكثر دراية بهذا الأمر .
ويتناول محمد شاكر عبدالرحيم المكاوي "كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة" جزئية مهمة حول الحرج الذي يشعر به بعض الطلبة عند قيامهم بجمع التبرعات، يقول: هناك بعض الشباب الذين يشعرون بالحرج من جمع التبرعات، خوفاً من أن يعتقد البعض أنهم يجمعونها لأنفسهم، وهناك حرص من الجهات المسؤولة بخصوص الاقتراحات التي نقدمها حول جمع التبرعات، حيث تخضع عادة للكثير من الدراسة إلى أن تتم الموافقة عليها بسبب المشاكل التي قد تحصل بين الطلبة بسبب جمع التبرعات، فهناك اختلاف في وجهات النظر قد يؤدي إلى خلق المشاحنات، وهذا ما تتحاشى الجامعة الوقوع به، لهذا تحرص على أن تبقي الطالب ضمن نطاق الجامعة بالنسبة لهذا الموضوع وتحصر موضوع التبرعات في الحرم الجامعي فقط .
وعن رأيه بإقبال الطلبة على التبرع أو المشاركة بحملات جمع التبرعات يضيف: ثقافة التبرع عند الطالب العربي معدومة للأسف، فهذا السلوك يتم غرسه منذ الصغر، ويعود للتربية أولاً وثانياً للمؤسسات التعليمية التي يفترض بها أن تبدأ بتوجيه هذا السلوك منذ المراحل الأولى لدى الطلبة لتغذي الحس الانساني لديهم .
وعن مشاركتها الأولى في حملات التبرع، تحدثنا "سارة الحميدي - طالبة في كلية إدارة الأعمال" قائلة: أول مشاركة لي في جمع التبرعات، كانت في الفعالية التي قام بها المجلس الطلابي مؤخراً، حيث أسهمت في الأمسية الشعرية التي نظمها المجلس الطلابي مؤخراً التي يعود ريعها إلى صندوق الطلبة، وكان دوري هو تنظيم العمل والتسويق، وما حفزني على المشاركة هو الهدف ذاته فنحن نلتقي بزملاء مميزين هنا في الجامعة، ولديهم الحماس والفكر ولكن تعيقهم الظروف المالية عن الاستمرار في التعليم، ولهذا رغبت بالمشاركة، وقد أعجبني الموضوع فاقترحت مؤخراً فكرة على المجلس الطلابي تمت الموافقة عليها فوراً، وهي أن نقوم بعمل عرض كوميدي ممتع للطلبة يعود ريعه للصندوق الطلابي أيضاً ونحن الآن نحضر لهذا العرض .
وهناك بعض الطلبة الذين يمتلكون إمكانات خاصة تتمثل في التحفيز ونشر ثقافة العمل التطوعي، مثل الطالب وليد عاطف أبو علي "كلية العلوم" الذي يحدثنا عن تجربته في هذا المجال قائلاً: مشاركتي الأولى كانت في المرحلة الثانوية، وكانت ضمن حملة تابعة للهلال الأحمر بالتعاون مع المدرسة التي كنت بها، حينها ألقيت محاضرة عن التطوع الطلابي، وكان أخي مسؤولاً عن هذا النوع من المحاضرات في السابق، وقد حللت محله في تغطية هذا الجانب داخل المدرسة بعد تخرجه، وقمت حينها بإعطاء عدة محاضرات تعزز ثقافة العمل التطوعي والتبرع لدى الطلبة وتحفزهم على القيام بهذا النوع من الأعمال الإنسانية التي تغنيهم من الناحية الاجتماعية والوجدانية، وكنت أتحدث عنها كواجب اجتماعي وديني، ثم أطرح سؤالاً جوهرياً يدور حول العوائق التي تمنع الناس من التبرع، وأهمها النظر إلى المشاركة الصغيرة التي يقوم بها الفرد باحتقار من حيث إنها لن تؤثر فيتراجع الشخص عن المبادرة، وثانياً عدم الرغبة في المساعدة، وكنت أشرح لهم عن مدى الأثر الكبير والفعال للالتزام بهذا النوع من العمل مهما كان صغيراً .
ويصف إقبال الطلبة على التبرع بانه ضعيف جداً ويضيف: هذا عائد إلى غياب التوعية وغياب ثقافة العمل التطوعي والخيري، إضافة إلى ضعف منهجية المحاضرات التي تقام ضمن هذا الإطار وقلة الاهتمام بها، فمثلاً وضع صندوق للتبرع في الجامعة من دون تحفيز الطلبة على التبرع ومن دون إرفاق الحملة بفكرة وبمحاضرات توعية لن يكون مجدياً، وهناك الكثير من الطلبة الذين يرفضون فكرة التبرع أساساً لأنهم لا يدركون قيمة هذا العمل أو قيمة مشاركتهم مهما كانت صغيرة .
سارة مبارك القحطاني "كلية العلوم جامعة زايد" عن تجربتها في إطار جمع التبرعات والعمل التطوعي، تقول:
لم أشارك كثيراً في هذا المجال، ولكن هناك تجربة لم تكتمل بعد لنا أنا ومجموعة من الفتيات، وكانت الفكرة أن نجمع التبرعات لبناء مدرسة في إفريقيا لنسهم في تعليم الأطفال في المناطق الفقيرة، ولكن الفتيات انشغلن بالدراسة وفترة الامتحانات، ولهذا تم تأجيل الفكرة وحتى الآن لم نحدد البلد الذي سوف نقوم بإنشاء المدرسة فيه، وكان هناك مشروع آخر يهدف إلى تجميع أغطية علب المياه بغاية استبدالها بكرسي متحرك لإحدى الطالبات في الكلية، حسب الاتفاق الذي توصلت له مجموعة من الطالبات مع إحدى الشركات، وبالفعل شاركت أغلبية طالبات الجامعة في هذا المشروع، حيث كانت الصناديق منتشرة في مختلف أرجاء الجامعة لجمع العدد الكبير من الأغطية وأظن أنه كان ثلاثة آلاف أو أكثر؟
وعن آلية تنظيم فعاليات جمع التبرعات في الجامعة، والقوانين التي تضبط هذه العملية وتحصرها ضمن نطاق الجامعة يحدثنا "ابراهيم عبدالله بن علي - رئيس المجلس الطلابي": لا يجوز في الحرم الجامعي جمع التبرعات إلا وفق لوائح وقوانين تنظم هذه العملية، وهناك جهات مختصة تقوم بهذه العملية مثل الجمعيات الخيرية المرخصة في الدولة مثل جمعية الهلال الأحمر الإماراتي وجمعية الشارقة الخيرية، ومؤسسة القرآن والسنة التابعة لحكومة الشارقة، وهذه هي الجهات المسموح لها بوضع صناديق للتبرعات في الحرم الجامعي، أما بالنسبة للنشاط التبرعي في الحرم الجامعي، فهناك أنظمة تحكم هذه العملية، هناك صندوق لطالب العلم تابع لجامعة الشارقة يتم فيه جمع التبرعات من الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية ليتم منحها للطلبة المتعثرين، الذين يحتاجون للمنح الدراسية ليستفيدوا منها داخل الجامعة فقط، وهناك أيضاً مكتب الرعايات أو مكتب المنح الدراسية التابع لمكتب نائب مدير الجامعة لشؤون المجتمع، وهذا المكتب يتم فيه جمع التبرعات وتحفيز رجال الدولة والتجار لجمع الأموال التي ترفد الطلبة المحتاجين وتخفف بعض الرسوم عنهم أو تغطي متطلباتهم الدراسية كالكتب وغيرها، لذا يمنع قيام الطلبة بجمع التبرعات داخل حرم الجامعة لأي جهة أخرى، لأن عملية جمع التبرعات تعتبر مسألة شائكة، ويجب ان تكون قائمة على ثقافة ومنهجية مدروسة، وأن تتحلى بالشفافية إضافة إلى أنها يجب أن تكون ضمن إطار قانوني وتنظيمي، ومهم جداً أن تكون الجهة التي تتلقى الأموال مصدر ثقة وتستطيع أن تقوم بعملها على أكمل وجه بحيث توصل هذه التبرعات إلى الفئات المعنية بها فعلاً .
أما بالنسبة لدور المجلس فهناك تعاون مباشر بين مجلس الطلاب وبين مكتب المنح الدراسية وبين صندوق طالب العلم، ويضيف: أطلق المجلس تحت رعاية الجامعة مبادرة بعنوان (تواصل) كانت تصل بين الجهات السابقة وتعنى بتنظيم الفعاليات التي يعود ريعها مناصفة بين صندوق طالب العلم، وبين مكتب المنح الدراسية، ومن الفعاليات التي أقيمت بيع منتوجات الطلبة، ومبادرة أخرى وهي عبارة عن أمسية شعرية للشاعر "علي سالم الكعبي"، حيث قمنا ببيع بعض المقاعد في الأمسية الشعرية إضافة إلى إصدار ديوان للشاعر تضمن قصائد حصرية خص جامعة الشارقة بها، وقمنا ببيعه من دون أن نحدد مبلغاً فهو مقابل رمزي لتبرعات الطلبة لزملائهم .
ويختتم حديثه قائلاً: نسعى الآن إلى خلق مشاريع تجعل الطالب مبادراً بالعطاء، وهناك عدة مشاريع يقوم بها الطلبة، ويعود ريعها لصندوق طالب العلم وإلى مكتب المنح الدراسية .
وعن قيمة المعونات والعمل الخيري وأهميته في إرساء دعائم التكافل الاجتماعي يحدثنا "د . أسامة سويدان - أستاذ مشارك قسم التمويل والاقتصاد جامعة الشارقة"، يقول: مما لا شك فيه أن للمعونات النقدية والمساعدات التي تدفع من قبل الميسورين الى المحتاجين ذات تأثير اقتصادي وإجتماعي لا يمكن تجاهله . فعلى الصعيد الاقتصادي وفي المدى القصير يمكن النظر لها على أنها تعزز من الدورة الاقتصادية كونها تعزز جانب الانفاق الكلي في الاقتصاد . فهي كفيلة بتوزيع ونقل النقود والموارد الاقتصادية من الطبقتين المتوسطة والغنية الى الطبقة الفقيرة، شأنها كشأن الضرائب أو الزكاة، وفي العادة تنفق هذه النقود على الاستهلاك الجاري كشراء الحاجات الأساسية (الطعام والشراب والملبس) . لذلك فهي تعزز في المدى القصير الطلب الكلي والنمو الاقتصادي . أما في المدى الطويل، فيمكن النظر لها على أنها تثبط النمو الاقتصادي المحتمل أو المأمول كونها تعزز الجانب الاستهلاكي على حساب الجانب الادخاري والاستثماري، لأنها تمثل اقتطاعات من الوعاء الادخاري أو الاستثماري للطبقتين المتوسطة والغنية لتعزيز الانفاق الاستهلاكي للطبقة الفقيرة . أما على الصعيد الاجتماعي فتأثيرها مهم وايجابي وواضح كونها تسهم في خلق روابط وتكافل بين طبقات المجتمع وأبناء الوطن الواحد، علاوة على أنها تعزز انتماء والتصاق الطبقة الفقيرة بالمجتمع الصغير والوطن الكبير، فالفقر في الوطن غُربة .
ويشرح لنا "د . صلاح طاهر الحاج - نائب رئيس الجامعة لشؤون المجتمع" عن الدور الذي يؤديه مكتب المنح الدراسية في نشر ثقافة التبرع لدى الطلبة، يقول: تكمن فكرة إنشاء مكتب المنح والرعايات في تنسيق الجهود في مجال منح الطلبة والمساهمات المجتمعية للجامعة، حيث أضحى للجامعة دور بارز من خلال الأنشطة والبرامج والبحوث والدراسات التي لها إسهامات جليلة للمجتمع ومن ذلك استدعى التواصل مع مؤسسات المجتمع المختلفة لتقديم يد العون للجامعة من خلال مساهماتهم المادية والعينية التي تسهم في دفع عجلة التطور في الجامعة، فالجامعة لا يمكنها أن تتطور بمعزل عن المجتمع ومساهمته المباركة في مختلف البرامج . وقد أسهم المكتب في فتح العديد من قنوات التواصل المشترك مع رجال الأعمال والمؤسسات الخيرية مما أسهم في زيادة معرفة تلك الجهات بالتبرع .
وعن التعاون بين مكتب المنح وبين المجلس الطلابي كهيئة لتمثيل المجتمع الطلابي، يضيف: حرصنا في الفترة الأخيرة على التعاون مع مجلس الطالبات الذي تم تشكيله مؤخراً وبه دماء جديدة ونشطة وسيكون التعاون في صيغة برامج مشتركة تستهدف كلاً من الطلبة والخريجين . وهناك مبادرات مقترحة سواء من رابطة الخريجين أو مجلس الطلبة لإقامة العديد من الفعاليات والبرامج المشتركة .
وعن إقبال الطلبة على المشاركة في النشاط التبرعي، يقول: الطلاب لديهم شغف في العمل التطوعي وهذا المفهوم أصبح جزءاً لايتجزأ من منظومة الجامعة بحيث يتم غرس هذا المبدأ في نفوس الطلبة من لحظة انخراطهم في الجامعة وصولاً إلى تخرجهم، ويبدو ذلك جلياً في تفاعل الخريجين في العمل التطوعي من خلال رابطة الخريجين التي هي تطوعية 100% .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.