في جهد تكميلي لجهود المعارضة السورية، قام سياسيون ومثقفون سوريون بتأسيس تيار سوريون من أجل الديمقراطية والدولة والمواطنة، همهم إظهار وجه سوريا الحقيقي الذي يعكس تعايش أبنائها، ويسعون لاستعادة القانون والدستور والمواطنة. قام تيار سوريون من أجل الديمقراطية والدولة والمواطنة منذ فترة قريبة، أسسه عدد من السياسيين والمثقفين السوريين، محاولين فتح ثغرة في انسداد آفاق أي تسوية سياسية للأزمة السورية، ولمّ تشرذم المعارضة السورية تحت مسميات ولافتات متنوعة، بالرغم من أن البعض ينظر إلى تشكيل مكون جديد للمعارضة كإضافة جديدة لحالة التمزق التي تعرفها المعارضة السورية راهنًا. لكن عضو التيار الكاتبة والأديبة ميس كريدي ترفض هذه الفكرة، وتؤكد أن المنتسبين للتيار الجديد هم من المنشقين عن هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في الداخل وشباب ثوري لم يجد في أطياف المعارضة الحالية من يمثلهم. تقول كريدي ل"إيلاف" إن التيار لا يطرح نفسه في مواجهة أحد، "بل نحاول طرح القواسم المشتركة واستبعاد النقاط الخلافية. وندعو الجميع للتنسيق لخدمة الثورة والشعب السوري"، مؤكدة رفض كافة أشكال المحاصصة، "لأن الدم السوري أغلى من الصراعات، وأي صراع يناور على الدم يخرج من بوتقة الوطنية". تضيف: " لا بد من تحريك كل الفئات الشعبية داخل سوريا، إضافة لتعريف العالم القلق بوجه سوريا الحقيقي، سوريا بلد التعايش والحياة، بلد يستحق الحرية وانتصار سلطة القانون". وفي ما يأتي نص الحوار. ألا يؤثر تكوين تيار سوريون من أجل الديمقراطية في هذا التوقيت على جهود توحيد المعارضة السورية؟ بعد كل التضحيات التي تجاوزت حالة من الطهرانية الثورية لم يشهد العالم مثيلًا لها، وقفنا أمام السؤال الأهم، وهو كيف يقترب النصر بعد كل التواطؤ الدولي على الثورة؟ ومع دعمنا لشباب سوريا الابطال والجيش الحر، ما هو الرديف الحقيقي للثورة؟ إنه بكل بساطة خطاب وطني جامع من دون أن يلتبس ولاءه للثورة على احد، واظهار الصورة الحقيقية للشعب السوري. فالصراع في سوريا وطني بامتياز، بين شعب مقهور ونظام مجرم. والشعب السوري خرج لاستعادة القانون وسيادة القانون وصون الكرامة والحريات والدستور الضامن للمواطنة، ومن الضروري التركيز على فضح النظام ونهبه للبلاد والاقتصاد وتفتيت المجتمع المدني وتفكيك اللحمة الشعبية. ونحن مع وحدة المعارضة، ولا نطرح انفسنا في مواجهة أحد، بل نحاول طرح القواسم المشتركة واستبعاد النقاط الخلافية. وندعو الجميع للتنسيق لخدمة الثورة والشعب السوري. لا نطلب قيادة او كراسي، ونرفض كافة أشكال المحاصصة، لأن الدم السوري أغلى من الصراعات، واي صراع يناور على الدم يخرج من بوتقة الوطنية. لذا، نحن من متممات المعارضة، ولسنا في أي حال من الأحوال عامل شرذمة. بناء من القاعدة ما هي الرؤئ والمبادئ التي يقوم عليها التيار؟ إننا دعاة ديمقراطية، نؤمن بأن بداية الحل في سورية تنطلق من تنحي بشار الاسد وتفكيك عصابته الحاكمة ومحاسبتها، لأنهم عزلوا الشعب عن الحركة السياسية طوال نصف قرن، ومنعوا كل أشكال الحوار المجتمعي، وتسلطوا على مؤسسات المجتمع المدني، فأفرغوها من محتواها. وبالتالي، نريد استعادة كل ما سلبنا اياه النظام، نريد استعادة الانسانية، نريد دولة القانون ودستور ضامن للمواطنة، تحت شعار سوريا للجميع، سوريا الحرية واحترام مواثيق حقوق الانسان والشرعة الدولية، نريد بناء وطن الحرية والكرامة والتعايش المشترك. هذه مبادئنا، ولا أظن أن ثمة من لا يناصرنا فيها. لكن هناك من يتهمكم بأنكم منشقون عن هيئة التنسيق الوطنية التي ضعف تأثيرها في الآونة الأخيرة؟ عندما تأسست هيئة التنسيق، اجتمع معظم رموز المعارضة ومثقفوها وقرروا مغادرتها بسبب استحالة العمل السياسي العلني في ظل نظام يقتل شعبه، وخروج أصوات لا تحترم المؤسسات وتسحب الامور وفق وجهة نظرنا لما لا يتقاطع مع رؤيتنا في دعم الثورة. هذه الرموز التي انشقت هي رموز وطنية، من الطبيعي أن تنحاز للخطاب الديمقراطي وتبني فكرة سوريا للجميع. فاجتمعنا لتصحيح الرؤية وفق ما نعتقد. لكن ليس صحيحًا أن كل التيار من المنشقين عن الهيئة، لأن هناك شباب ورموز من الحراك الثوري ومن الحراك السياسي لم تكن يومًا في الهيئة، وترى صوابية الخط السياسي للتيار. أما عن ضعف الهيئة، فيعود لاسباب عديدة، ليس فقط خروج الرموز منها، وانما ابتعادها عما يريده الشعب، وربما هذا هو العامل الاساسي. نحن لسنا مجموعة نخب، بل نحن سوريون نحترم خيارات الشعب السوري ونعمل على البناء من القاعدة وليس التنظير من القمة. وجه سوريا الحقيقي ما رؤيتكم للتعامل مع بقية أطياف المعارضة السورية؟ ندعم كل مناضل من أجل الحرية، وبالتالي نؤيد مع تجميع القوى التي تريد وطنًا حرًا للجميع، لتتشكل جبهة عريضة قوية في مواجهة كل التحديات التي تواجه الثورة السورية، طالما لا نؤمن بالمحاصصة. فنحن قادرون على التفاعل مع الجميع. ومن هنا، ومن كل منبر، نوجه لهم دعوة جادة للعمل المشترك، لأن أقل ما نقدمه للسوريين هو صوتنا الموحد لخدمة مشروع الحرية والكرامة وبناء الانسان والوطن. ما رؤيتكم للحل في ظل حالة الانسداد القائم؟ لا خيارات أمامنا الا أن نستمر بالنضال من أجل الحرية والكرامة. إننا أصحاب حق، ونريد الحل سوريًا يصنعه السوريون. لا نعول على أحد، بالرغم من أننا قد نتقاطع مع وجهات نظر بعض الدول. نستغل ما هو في مصلحتنا لكن لا نرتهن لأحد. علينا إعادة هيكلة علاقتنا مع الناس بمختلف الأطياف وفضح ممارسات النظام على كل الأصعدة، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، حتى يفقد كل حاضن ممكن له. لا بد من تحريك كل الفئات الشعبية داخل سوريا، إضافة لتعريف العالم القلق بوجه سوريا الحقيقي، سوريا بلد التعايش والحياة، بلد يستحق الحرية وانتصار سلطة القانون، جدير بدستور عصري يؤسس لدولة حضارية تلتزم مواثيق حقوق الانسان من أجل انتصار الانسان.