وجه السيناتور "جون ماكين" أشد الانتقادات لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الأربعاء حول شهادتها وردودها بشأن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر الماضي، وقال: "هناك العديد من التساؤلات بشأن بنغازي التي لاتزال بدون إجابة، وبصراحة فإن الإجابات التي قمت بتقديمها ليست مرضية". ولم يكن انتقاد السيناتور ماكين هو الوحيد من نوعه، حيث واجهت وزيرة الخارجية بعد الإدلاء بشهادتها أمس أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي العديد من الأسئلة والانتقادت من أعضاء اللجنة. فمن جانبه، أشار السناتور الجمهوري "بوب كروكر" إلى أن نقص وقصور الأمن يشير إلى وجود مشكلة أكبر، وقال: "يبدو أن حادث بنغازي ما هو إلا رمز لعدم استعداد محزن من جانب أمتنا فيما يتعلق بقضايا شمال أفريقيا". واتفقت كلينتون في الرأي وقالت: "يتعين ألا نخطئ حول هذا الموضوع.. إننا بحاجة إلى استراتيجية أفضل". وفي نفس السياق، تساءل السناتور الجمهوري رون جونسون حول كيفية تعامل الوزارة مع الهجوم الذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين، وقال: "لقد تم تضليلنا بافتراضات بأنه كانت هناك احتجاجات أدت إلى وقوع الهجوم.. ولكن ما أسفر عنه التحقق بسهولة هو أن ذلك ليس الحقيقة.. وكان يمكن تقديم الحقيقة للشعب الأمريكي في غضون أيام". وردت وزيرة الخارجية المنتهية ولايتها بأن توجيه اللوم لا يفيد، وقالت: "الحقيقة أننا كان لدينا 4 قتلى أمريكيين.. وسواء كان ذلك بسبب احتجاج أو كان بسبب أفراد كانوا في نزهة في إحدى الليالي وقرروا الذهاب لقتل بعض الأمريكيين، فما هو الفرق في المرحلة الحالية؟ إن مهمتنا هي معرفة ما حدث، والقيام بكل ما في وسعنا لمنع ذلك من الحدوث مرة أخرى ياسيادة السيناتور". وأكدت كلينتون خلال شهادتها أن تعامل وزارة الخارجية مع الهجوم وكذلك تعامل الجيش الأمريكي والحكومة الليبية جاء "في الوقت المناسب"، مشيرة إلى أن تحقيق لجنة تقصى الحقائق قد أوضح أن طريقة الرد والتعامل مع الهجوم قد أنقذا حياة الأمريكيين. وفيما يتعلق بالتهديد المتزايد في شمال أفريقيا، وجهت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تحذيرا من جانبها قالت فيه إن هناك تهديدا متزايدا من الجهاديين عبر منطقة شمال أفريقيا. وقالت الوزيرة، "علينا أن ندرك أن هذا يمثل حركة عالمية.. ويمكننا قتل قادة هذه الحركة، ولكننا سنواجه هذا المستوى من عدم الاستقرار إلى أن نساعد على إقامة مؤسسات ديمقراطية قوية وننقل ونوصل قيمنا ونبني العلاقات". وأوضحت كلينتون أن هجوم بنغازي يمثل جزءا من التحدي الاستراتيجي الأوسع نطاقا لحلفاء الولاياتالمتحدة والبلدان الأفريقية في مجال مكافحة الإرهاب، وقالت: "الثورات العربية أربكت ديناميكيات القوة وقوضت قوات الأمن عبر المنطقة.. وقد خلق عدم الاستقرار في مالي ملاذا آمنا للإرهابيين لتوسيع تطلعاتهم والتخطيط لتنفيذ المزيد من الهجمات من هذا النوع الذى شهدناه الأسبوع الماضي في الجزائر". وأشارت كلينتون إلى أن إدارة الرئيس أوباما تحافظ على اتصال وثيق مع السلطات الجزائرية بشأن حادث الرهائن الذى وقع الأسبوع الماضي في موقع لإنتاج الغاز الطبيعي قرب الحدود الليبية، وقالت: "إننا نسعى إلى التوصل إلى فهم أكثر اكتمالا لما حدث حتى يمكننا العمل معا لمنع وقوع هجمات إرهابية من هذا القبيل في المستقبل". أخبار مصر - دولى - البديل