لافروف: روسيا تقدم السلاح لسورية لاغراض دفاعية القاهرة رويترز ا ف ب: قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة 'الأهرام المصرية' إن موسكو تقدم السلاح لسورية بموجب التزامات تهدف إلى تحقيق أغراض دفاعية في مواجهة المخاطر الخارجية وليس لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وباعت روسيا للحكومة السورية أسلحة تقدر قيمتها بمليار دولار في العام الماضي وأوضحت أنها ستعارض فرض حظر للسلاح في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأن مقاتلي المعارضة سيحصلون على السلاح بشكل غير مشروع بأي حال. وقال لافروف لصحيفة 'الأهرام' في مقابلة نشرت الاثنين إن الأسلحة التي ما زالت تحصل عليها دمشق جزء من عقود من العهد السوفييتي وإنها لا تنتهك القانون الدولي. ونقل عن لافروف قوله 'إننا لا نقف إلى جانب أي من أطراف النزاع الداخلي في سورية... أما فيما يتعلق بالتعاون التقني العسكري الروسي السوري فإنه طالما كان يستهدف دعم القدرات الدفاعية لسورية في مواجهة الخطر الخارجي المحتمل وليس لدعم بشار الأسد أو أي كائن كان'. واتهم قوى خارجية بتسليح المعارضة للإطاحة بالحكومة في انتهاك للقانون الدولي مضيفا أن مثل تلك الأسلحة من الممكن أن تسقط في أيدي مقاتلي تنظيم القاعدة. وتدعم قوى غربية مقاتلي المعارضة لكنها تقول إنها لم تصل إلى حد إرسال أسلحة. كما نفت قطر - وهي من أشد منتقدي الأسد ودعت إلى إقامة منطقة حظر طيران - تقديم السلاح لكنها تقول إنها تقدم بالفعل الدعم اللوجستي والإنساني. وقال لافروف لصحيفة الأهرام 'كان الاتحاد السوفييتي هو الذي أمد الجمهورية العربية السورية بالأسلحة الرئيسية اما في الآونة الراهنة فإننا بصدد الانتهاء من تنفيذ التزاماتنا المتعلقة بالدرجة الأولى بتوريد بعض أنظمة الدفاع الجوي'. وأردف قائلا 'مثل هذه الصادرات العسكرية تتسم بطابع دفاعي ولا تتناقض مع المعاهدات الدولية'. وقال مسؤول روسي في تموز (يوليو) إن موسكو لن تسلم مقاتلات أو غيرها من الأسلحة الجديدة لسورية بينما لا يزال الصراع غير محسوم. واستخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بصفتهما عضوان دائمان ضد ثلاثة قرارات بالمجلس دعمها الغرب لإدانة حكومة الأسد بسبب طريقة تعاملها مع الانتفاضة التي بدأت في صورة مظاهرات سلمية في اذار (مارس) عام 2011. وتحولت الاحتجاجات إلى صراع مسلح بعد أن استخدم الأسد القوة للقضاء على المعارضة. ولقي نحو 32 ألف شخص حتفهم حتى الآن منذ اندلاع الانتفاضة. والتقى لافروف بالأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي للسلام في سورية بالقاهرة أمس الأحد. وقال لافروف إنه يجب إجبار الحكومة السورية والمعارضة على الجلوس الى طاولة التفاوض. كما قابل وزير الخارجية الروسي امس وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو. وقال الوزير عمرو، في مؤتمر صحافي مشترك عقب مباحثات مع نظيره الروسي في القاهرة امس، إنه تم بحث الأوضاع في المنطقة وفي مقدمتها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية حيث يتوجه لافروف إلى الأردن للقاء القيادات الفلسطينية والأردنية. وأضاف أنه تم التطرق إلى الجهود الفلسطينية للتوجه إلى الجمعية العامة للامم المتحدة هذا الشهر للحصول على وضعية الدولة غير العضو في الأممالمتحدة، مؤكدا حرص بلاده في العمل على إنجاح هذا العمل. وأشار إلى انه بحث المصالحة الفلسطينية والجهود المصرية في هذا الشأن، حيث اعرب لافروف عن تأييده التام لجهود مصر لتحقيق المصالحة واكد أن دور مصر كبير في هذا الشأن، مؤكدا أن مصر مستمرة في القيام بدورها وستشهد الفترة القادمة مزيدا من الجهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية. وأضاف الوزير المصري 'أننا بحثنا أيضا الوضع المؤسف في سورية و نزيف الدم المستمر'، مشيرا إلى أن مصر وروسيا يرغبان في التوصل إلى حل لإنهاء هذا الوضع المؤسف ووضع حد لنزيف الدم المستمر وتحقيق المطالب المشروعة للشعب السوري. وأضاف أنه عرض المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس محمد مرسى لإنشاء اللجنة الرباعية كما قدم عرضا لنتائج اجتماعات كبار المسؤولين ووزراء الخارجية التي تمت في هذا الإطار وقد تم الاتفاق على استمرار التباحث في هذا الشأن، مشيرا إلى انه جرى الاتفاق على عقد اجتماع مصري روسي بالقاهرة الشهر القادم في إطار استمرار تبادل الأراء في هذا الشأن. وقال الوزير عمرو إنه تم التطرق لموضوع عقد مؤتمر لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية أواخر العام الحالي خاصة وأن روسيا واحدة من الدول الثلاث المودع لديها اتفاقية حظر أسلحة الدمار الشامل والمسؤولة عن الترتيبات لعقد المؤتمر. من جانبه قال وزير خارجية روسيا 'إننا نعتز بعلاقات الصداقة القوية مع مصر المستمرة منذ عقود ونؤكد سعينا لمواصلة العلاقات التقليدية المبنية على الاحترام المتبادل بين البلدين خاصة في ظل محاولة الشعب المصري تحت القيادة الجديدة أن يجد حلا لقضاياه في المجالين الاقتصادي والاجتماعي'. وقال لافروف 'إننا نرحب ترحيبا حارا بأن مصر رغم مشاكلها التي تواجهها قررت مواصلة نشاطها في الشؤون الإقليمية والدولية باعتبار أن مصر أكبر دولة عربية ويمكن أن تلعب دورا رائدا في المسائل المحورية بما في ذلك الملف السوداني والتسوية في عملية سلام الشرق الأوسط والوضع في سورية'. وأكد لافروف أن بلاده تدعم كل الدعم مبادرة الرئيس مرسى حول تشكيل اللجنة الرباعية الإقليمية دعما للمساعي الرامية لحلحلة الأزمة السورية. وقال 'إننا نرى أنه من الخطير للغاية مواصلة حالة عدم العودة إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والتحجج بأحداث الربيع العربي'، مشيرا إلى 'أننا لا نفهم ذلك ونعتقد أن التقدم في حل القضية الفلسطينية سيساعد في خلق ظروف أفضل في المنطقة وتقليص الدور الذي يحاول أن يلعبه المتطرفون الذين حاولوا استغلال أحداث الربيع العربي لصالحهم'. وأشار لافروف إلى أن بلاده تدعم فكرة عمل الرباعية الدولية في الشرق الأوسط والتعاون اللصيق مع الجامعة العربية كما أن روسيا مقتنعة بضرورة عقد مؤتمر لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل نهاية العام الحالي وستبذل روسيا قصارى جهدها لإنجاح هذا المؤتمر. وردا على سؤال حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين أطياف المعارضة السورية في ظل استمرار الخلافات بين الأطراف الفاعلة أشار لافروف إلى أن جميع اللاعبين اتفقوا فيما بينهم بما فيهم الأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن في جنيف على الخطوط الرئيسية وجرى إصدار إعلان جنيف بحيث يلتزم كل طرف بالتأثير على الجانب السوري لدفعه لوقف الاقتتال والجلوس على مائدة المفاوضات للوصول إلى حل. وأشار إلى أن روسيا حاولت أن تعمل مع كافة الأطراف المعنية والحكومة والمعارضة ولكن لأسباب معروفة على حد قوله طفلسنا نحن الذين نتمتع بالتأثير الحاسم على المعارضة السورية'، معربا عن اعتقاده بأن هؤلاء الذين يتمتعون بالتأثير الحاسم لابد أن يبذلوا قصارى جهدهم لتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف وتوحيد المعارضة للجلوس على مائدة التفاوض مع الحكومة السورية لمناقشة مواعيد وجوانب المرحلة الانتقالية. وتابع: 'ولكن بدلا من ذلك فإننا نرى أن بعض المشاركين في جنيف يحاولون توحيد المعارضة ولكن ليس على قاعدة المفاوضات بل على قاعدة مواصلة الاقتتال ونحن نرى أنهم لم ينجحوا في ذلك وربما لو استطاعوا توحيد المعارضة على أساس اللجوء للمفاوضات لمناقشة مستقبل بلدهم كانوا سينجحون في مهتمهم'. وحول ما تردد عن مفاوضات روسية أمريكية سرية تم فيها الاتفاق على بقاء الأسد أكد لافروف أن روسيا لم تخض أي مفاوضات سرية بخصوص مصير دولة ثالثة كما أن روسيا لا تقوم أبدا بمثل هذه المفاوضات السرية ولا تقوم بصفقات حول مصير الأسد. وأضاف أن 'هؤلاء الذين يفكرون أن روسيا تهتم بمصير شخص الأسد نقول لهم أن ما يهمنا فقط هو مصير الشعب السوري والتقليل من معاناته'، لافتا إلى أنه من المستحيل الوصول إلى هذا الهدف بدون وقف العنف وقال' إننا اتفقنا على هذا في جنيف ومن ينفى هذا فانه يأخذ على عاتقه مسئولية تزايد المعاناة'. وعن موقف مصر من اجتماعات المعارضة السورية في قطر قال الوزير عمرو إن موقف مصر من المعارضة السورية واضح 'فنحن نطالب بتوحيد تلك المعارضة تحت مباديء وتفهم مشترك بدون تفرقة بين معارضة الداخل والخارج كما أن مصر تقوم بجهد كبير وعلى اتصال بكافة أطياف المعارضة سواء داخل مصر أو فى الخارج'. وأكد الوزير عمرو أن توحد المعارضة السورية شرط أساسي للتوصل لحل سياسي وتجنب التدخل العسكري الأجنبي.