نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا لجمال زحالقة ، العضو العربي المسلم في الكنيست الإسرائيلي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، يدعو فيه إلى ضرورة فرض عقوبات على إسرائيل باعتبارها الحل الوحيد لكبح جماح الاندفاع نحو الاتجاه اليميني المتطرف نتيجة اندماج الأحزاب اليمينية في إسرائيل. وأشار الكاتب إلى أن تحالف "الليكود بيتنا" الذي تم بين حزبي "الليكود" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحزب "إسرائيل بيتنا" لوزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، لخوض الانتخابات المقرر إجراؤها في يناير القادم سوف يؤدي إلى زيادة التطرف والعنصرية ضد الفلسطينيين. وأضاف الكاتب أن هذا التحالف يعكس الاتجاه بقوة نحو اليمين المتطرف، في الوقت الذي يظهر فيه بالفعل تطرف كبير في السياسة الإسرائيلية. وأعتبر زحالقة إلى أن أبرز النتائج المترتبة على اندماج حزبي "الليكود" و"إسرائيل بيتنا" تتمثل في حقيقة أن الليكود صار أكثر تشددا وتطرفا وأن ليبرمان، الذي طالما كان على الهامش، أصبح أكثر تأثيرا وأكثر خطورة. وأشار الكاتب إلى أن ليبرمان كان قد دعا قبل بضعة أشهر لإسقاط الرئيس محمود عباس، كما دعا إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية وأمنية على السلطة الفلسطينية بعد أن بدأت التحركات الدبلوماسية للحصول على اعتراف الأممالمتحدة لإقامة دولة فلسطينية. وتابع أن ليبرمان تبنى أيضا سياسات عدائية تجاه عرب إسرائيل، الذين يشكلون 17٪ من السكان، حيث إنه يسعى لإلزام عرب إسرائيل بإعلان الولاء للدولة الصهيونية كشرط للحصول على المواطنة الكاملة. وأوضح الكاتب أن السياسة الرئيسية لليبرمان هي الاعتراف الرسمي بضم القدس والمستوطنات اليهودية غير المشروعة في مقابل نقل التجمعات السكانية العربية الرئيسية في إسرائيل إلى فلسطين، بحيث يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى دولة يهودية تماما خالية من مواطنين عرب. وأكد زحالقة أن خطر العنصرية الذي يشكله هذا التحالف لا يتوقف فقط على تصلبه ولكن على مدى سلطته ونفوذه، فوجود هذا التحالف في قلب الحكومة الإسرائيلية يشير إلى ارتفاع حاد في مستويات العنصرية وحدوث انخفاض هائل في الديمقراطية. وشبه الكاتب التهديد الناجم عن ليبرمان وحزبه بالزعيم اليمني المتشدد في النمسا يورج هايدر وحزبه "التحالف من أجل مستقبل النمسا"، قائلا إنه عندما دخل يورج هايدر وحزبه اليميني المتطرف الحكومة النمساوية، قامت العديد من الدول الأوروبية بفرض عقوبات على الحكومة النمساوية، مؤكدا أن ليبرمان هو أخطر بكثير من هايدر. وأعتبر الكاتب أن محاولة إقناع نتنياهو وحكومته لتبني سياسات أكثر اعتدالاً هو مضيعة للوقت والجهد، مؤكداً أن الطريقة الوحيدة لضمان التغيير هي من خلال الضغوط والعقوبات على الحكومة الإسرائيلية، حيث إن السلوك السياسي لنتنياهو يدل على انه يتراجع فقط عندما يتم التصدي له. ودعا الكاتب كل من يريد تحقيق السلام العادل ومنع الحروب التي تلوح في الأفق ووضع حد للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ومكافحة العنصرية، فانه يجب أن يدعم ويساعد في فرض عقوبات على إسرائيل.