شطب الاحزاب العربية في اسرائيلتشن الاحزاب اليمينية الاسرائيلية المتطرفة حملة شرسة من اجل شطب الاحزاب العربية ومنعها من المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني (يناير) المقبل. والذريعة ان هذه الاحزاب تعمل ضد مصالح اسرائيل الامنية. لجنة الاحزاب التي يسيطر عليها حزب الليكود، واسرائيل بيتنا (تحالف ليبرمان ونتنياهو) ستقبل قرار الشطب العنصري هذا، مثلما فعلت في مرات سابقة، ولكن ما زال من السابق لاوانه القول ما اذا كانت المحكمة الدستورية العليا ستؤيد قرارها هذا في حال اللجوء اليها من قبل الاحزاب العربية المشطوبة. قرار الشطب هذا يأتي تجسيدا لمخطط اليمين الاسرائيلي المتطرف، الذي يريد ان يجعل من اسرائيل دولة عنصرية خالصة لليهود فقط، وطرد جميع العرب اهل البلاد الاصليين الذين يبلغ تعدادهم حوالى مليون ونصف المليون انسان يعاملون كمواطنين من الدرجة الخامسة ان لم تكن العاشرة. اسرائيل دولة عنصرية، تمارس التطهير العرقي، وتتفوق على نظام جنوب افريقيا الابيض في هذا الخصوص، ومن المؤسف ان العالم الغربي 'المتحضر' الذي قاوم نظام بريتوريا وفرض عليه حصارا خانقا حتى تمكن من اسقاطه ونزع شرعيته لا يمارس الشيء نفسه تجاه اسرائيل، بل يوفر لها الحماية في المؤسسات الدولية، ومن منطلق العداء للعرب والمسلمين. اليمين الاسرائيلي يركز حملته حاليا ضد نائبين عربيين في الكنيست، الاول الدكتور احمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير الذي وقف دائما في وجه العنصرية الاسرائيلية، تحت ذريعة كونه مستشارا سابقا للرئيس الشهيد ياسر عرفات، ولقاءه مع مسؤولين في حركة حماس في القاهرة، والثاني السيدة حنين الزعبي التي شاركت في كسر الحصار التجويعي الظالم على مليوني فلسطيني في قطاع غزة، اثناء تواجدها مع شرفاء سفن الحرية التي تعرضت لاقتحام دموي اسرائيلي، اسفر عن استشهاد تسعة ناشطين اتراك كانوا على ظهر السفينة مرمرة. المواطنون العرب ليسوا ضيوفا على اسرائيل، بل ان الاسرائيليين هم المحتلون، وهم الطارئون على هذه الارض، اغتصبوها بالقوة والتطهير العرقي، وطرد حوالى ستة ملايين فلسطيني تحولوا الى مشردين في مختلف دول الجوار وانحاء المعمورة. الفلسطينيون العرب، مسيحيين ومسلمين، باقون على هذه الارض، ومن تشرد منهم سيعود اليها حتما، وكل هذه الممارسات العنصرية الاسرائيلية لن تقلل من عزيمتهم واصرارهم على نيل حقوقهم كاملة دون نقصان. فعندما يكون هناك رجال مثل رائد صلاح ومحمد بركة واحمد الطيبي، والشيخ صرصور، وطلب الصانع وحنين زعبي، وجمال زحالقة، وسعيد نفاع، وسميح القاسم، وانطون شلحت وغيرهم الكثيرون، فان مخططات التهويد وطمس الهوية العربية لهذه الارض محكومة بالفشل.