تنقل إيلاف بالصور الأجواء المشتعلة في ميدان التحرير المصريّ، حيث خرج الألوف من المحتجين لإحياء ذكرى ثورة 25 يناير، والتي تحولت الى صدامات وهتافات مناوئة للإخوان المسلمين. صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يواصل المصريون إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، في الميادين العامة، وخاصة ميدان التحرير، واتسمت الأجواء بالعنف الشديد، وسقوط قتيل ومئات المصابين، وأحرق المحتجون مقارات لجماعة الإخوان المسلمون، منها مقر الموقع الإلكتروني للجماعة بالقاهرة، ومقارات لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة. مرسي اختفى ! وفيما اختفت قيادات الجماعة عن المشهد اليوم، قالت مصادر مطلعة ل"إيلاف" إن الرئيس محمد مرسي لم يذهب إلى القصر الجمهوري اليوم/ الجمعة 25 يناير، مشيرة إلى أنه وأسرته ليسوا في منزلهم بضاحية القاهرة الجديدة، وأضافت أنهم موجودون في مكان مجهول، حفاظاً على أمنهم الشخصي، ولفتت إلى أن مرسي يتابع الأوضاع في شتى أنحاء الجمهورية عبر الأجهزة الأمنية. واستمر الآلاف من المصريين في مظاهراتهم بميدان التحرير، وارتفعت هتافاتهم المطالبة بإسقاط النظام، وعادت من جديد هتافات كانت مرفوعة منذ عامين أثناء الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك، ومنها: "الشعب يريد اسقاط النظام "، "ارحل.. ارحل"، "عيش حرية عدالة اجتماعية"، "يسقط حكم المرشد، "يسقط الخرفان المسلمين"، "مصر تنادى أبناءها ..إلحقونى"، "لا للنائب العام", "لا للمحاكمات العسكرية"، "لا لأخونة الدولة"، "مش هنمشى هو يمشى"، "مش هنرحل هو يرحل"، "مطالبنا هى الثورة مستمرة"، "شكرا للخرفان رجعتونا تانى للميدان". الهدف: اسقاط الاخوان وتحدثت "إيلاف" إلى نماذج مختلفة من المشاركين في المظاهرات، ومنهم هشام خيري، الذي وصف نفسه بأنه "أحد شباب الثورة"، مؤكدا أنه حضر للميدان، لإسقاط حكومة الإخوان. وأشار إلى أن الإخوان وعدوا بالكثير، ولكنهم في كل مرة يخلفون وعودهم، ولفت إلى أن كلامهم في واد وأفعالهم في واد آخر. وقال ان قول المولى عزل وجل ينطبق عليهم: "كبراً مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون". "الشعب يريد اسقاط النظام ومطابنا تغيير حرية عدالة اجتماعية"، هكذا يلخص شريف صادق عضو ائتلاف شباب الثورة، مطالب المتظاهرين في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير. وقال ل"إيلاف" إن أهداف ثورة 25 يناير 2011 لم تكتمل حتى الآن، فالتغيير الذي حدث تم بنفس منهج وآليات نظام مبارك. أضاف: "الحرية مازالت فى حالة سيئة ومقيدة فى أبعد الحدود والكرامة الانسانية مهدرة على مرأى ومسمع المجتمع المصرى والغربى والمصريون يموتون بأشكال مهينة والحقوق لم تؤول لأصحابها، والانسان ليس له ثمن". ويرى أن أهداف المتظاهرين في ذكرى 25 يناير الثانية، هي: تغيير مواد الدستور وإقالة النائب العام وحل مجلس الشورى وإقالة حكومة قنديل المرتعشة التى تسببت فى كوارث انسانية واقتصادية أسوأ والاشكالية الاكبر هو المواطن البسيط الذى خرج من اجل العدالة الاجتماعية، ولم تتحقق، كما نطالب بحد أدنى وأقصى للأجور. وأن يكون معيار التعيين في المناصب الرسمية هو الكفاءة وليس الولاء كما هو الحال في اختيار أعضاء الحكومة والمحافظين. وواصل الحضري: الآن نحن لا نصر على رحيل مرسى ولكن إصراره وعنده هو الذى يجعلنا نصر على رحيله. ويتهم الإخوان بالمسؤولية عن أعمال العنف والحرق التي تجري في مصر لتشويه صورة الثوار والمتظاهرين والمعارضة. تصحيح المسار وبالقرب من مدخل شارع قصر العيني، حيث تجري اشتباكات بين بعض المحتجين وقوات الشرطة، كان هناك العديد من الشباب الغاضب، وقال أيمن محروس، وهو طالب بالثانوية العامة: "حتى الأن لم يتحقق شئ فلا عيش ولا حرية ولا عدالة إجتماعية". يضيف:" لست مع إسقاط النظام و سأظل معه حتى الانتخابات القادمة، لأن إسقاطه لن يأتي على مصر إلا بكل شر، سيكون البلد في يد العسكر مرة أخرى، وقد تتحول البلاد الى حرب أهلية لأن التيار الإسلامي لن يقبل بإسقاط رئيس جاء بانتخابات حرة"، وأضاف: نحن من أجل تقويم الرئيس كما طالبنا". ثورة جياع وتظهر بوضوح في الميدان لافتة "حزب رزق اليوم بيومه"، وقال ناصر إبراهيم مؤسس الحزب، حسبما قدم نفسه لنا، أن حزب "زرق يوم بيوم" يضم ملايين المصريين من العاملين باليومية أو الذين يعيشون على حدف الكفاف، وأضاف: مطالبنا توفير فرص عمل لشباب، والحد من الغلاء وزيادة الرواتب. يضيف:"نحن كعمالة غير منتظمة متهالكة ماديا، الاخوان لا ينظرون لمطالب الشعب الحقيقية". ويتوقع ابراهيم اندلاع ثورة جياع، يقوم بها أصحاب العشوائيات و"الأرزقية وعمال اليومية"، على حدّ تعبيره