مع ارتفاع الأصوات المنادية بإسقاط نظام حكم الإخوان في مصر، ودعوة الرئيس محمد مرسي للتنحّي، ردت القوى الإسلامية بالتلويح ب"ثورة إسلامية" لمنع سقوط الدولة في يد العلمانيين واللبراليين. صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بينما تشتعل الأوضاع في مصر، وترتفع أعدد القتلى والمصابين جراء أعمال العنف، ظهرت أصوات تدعو الرئيس محمد مرسي إلى التنحي، وتطالب بتدويل قضية المظاهرات في مصر، والضغط على حكومة الإخوان، فيما ردت قيادات بالتيار الإسلامي مهددة بإطلاق ثورة إسلامية، في حالة الضغط على الرئيس وإسقاط حكمه. الاستقالة حقنًا للدماء دعا مركز بن خالدون للدراسات الانمائية الرئيس مرسي إلى الاستقالة، وقال المركز الذي أسسه الدكتور سعد الدين إبراهيم، في بيان له تلقت إيلاف نسخة منه: "ندعو الرئيس مرسي بأن لا يكرر خطأ مبارك بتجاهل تلك المظاهرات وتهميشها.. على الرئيس ان يعلن استقالته فورا حقنا للدماء". وتابع البيان: المركز يدين ما يحدث الان في ميدان التحرير وماسبيرو والسويس وميادين مصر المختلفة، ويدعو وزارة الداخلية إلي "عدم الانخراط في مواجهات صعبة مع الشعب وإلا سيتكرر سيناريو اسقاط الداخلية المؤسف...ندعو الداخلية الي الانسحاب الفوري والتام عن كل ميادين الثورة المصرية". تدويل الأزمة وقالت داليا زيادة المدير التنفيذي لمركز بن خلدون أن المركز سوف يتقدم بطلب إلى كل الجهات الدولية بسحب الثقه عن حكومة الاخوان، مشيرة إلى أن المظاهرات التي خرجت الجمعة تعبر عن واقع حال فشل الحكومة الحالية لإدارة البلاد. أضافت: " يجب على الحكومة ان تتخذ موقفا مشرفا من خلال انسحابها فوراً من السلطة وتسليمها الى مجلس رئاسي وإعادة كتابة دستور يعبر عن كل طوائف الشعب المصري. ودعت زيادة من وصفتهم ب"كل من هو شريف في هذه الحكومة بالاستقالة فورا عن منصبه وعدم الوقوف في الصفوف الخاطئة". وتابعت: "وعلى الاخوان أن يدركوا أن الشعب لن يرضخ امام بلطجيتهم ومحاولاتهم الفاشلة في اسقاط ثورة الشعب ضد الفساد وفشل الاخوان في ادارة البلاد". ثورة اسلامية وبينما ارتفعت الأصوات المنادية بإسقاط نظام حكم الإخوان، ردت القوى الإسلامية بالتهديد ب"ثورة إسلامية"، ودعا الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، الجميع إلى الالتزام بالسلمية ووقف أعمال العنف التي وصفها ب"العبثية". وأتهم سعيد التيار الشعبي وقوى اليسار التى تحالفت مع الفلول وبعض القوى العلمانية ب"محاولة إحراق مصر وإسقاط الدولة من أجل مصالحها". وقال ل"إيلاف": التيار الاسلامى لن يتدخل طالما أن الدولة قائمة.. إذا استمر مخططهم فسيكون هناك تدخل فوري لأنهم يهدفون إلى إثارة مزيد من العنف حتى تحدث اشتباكات دامية مع الشرطة وتتراجع تماما أو تتواطأ معهم لينزل الجيش إلى الشارع مرة أخرى". أضاف: "يعتقدون أنهم واجهوا التيار الاسلامى عندما اعتدوا على مقار الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين وحاصروا مسجد القائد إبراهيم، لكنهم واهمون، وسيخسرون الانتخابات القادمة بسبب ما يفعلونه الآن". ويمضي قائلا: الدولة لن تسقط وإذا ظهرت بوادر لسقوطها، فسيكون هناك تحرك سريع للتيار الاسلامى الذى يمتلك من الرؤية والكوادر والأعداد الرهيبة على الأرض والعقيدة القوية جدا، ما يمكنه من خوض مواجهة مع أميركا وإسرائيل وليس مع بعض الشراذم من الفلول والبلطجية ومن تحالف معهم من القوى السياسية". ودعا قيادات القوى السياسية إلى استنكار أعمال العنف والتخريب. ليس غريبا عنهم ! إلى ذلك، نفى التيار الشعبي بقيادة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي إنتهاجه للعنف، وأعتبر أن تهديدات القوى الإسلامية بإعلان الثورة الإسلامية ليس غريباً. وقال حسام مؤنس المتحدث باسم التيار في تصريحات له، تلقت إيلاف نسخة منها، :"ليس صادما بالطبع، أن تعلن هذه الجماعات التي تدعي الانتساب للإسلام بأنها ستواجه خروج الجماهير باقتحام مدينة الانتاج الاعلامي، واعلان الدولة الاسلامية، اذا ما حاول احد المساس بالرئيس مرسي"، مشيراً إلى أن ذلك "يحمل تهديدا صريحا بالعنف، فضلا عن انه يحمل سطحية لافتة، اذ يظن هؤلاء ان اعلان الدولة الاسلامية – او أي دولة – يمكن ان يكون عن طريق اقتحام مدينة الانتاج او السطو علي الفضائيات". ونفى انتهاج التيار الشعبي للعنف، وقال إن القوي الثورية والوطنية، وفي القلب منها التيار الشعبي المصري، دعت إلى الالتزام بسلمية التحركات والاحتجاجات. يضيف: "خرجت علينا صفحات الاخوان المسلمين والتيار الاسلامي علي مواقع التواصل الاجتماعي لتواصل مسيرة الزيف والكذب ولتعلن للجماهير، أن هناك ميليشيات تنتهج العنف تابعة للتيار الشعبي، وأن هناك بلاغات تم تقديمها ضد حمدين صباحي مؤسس التيار تتهمه بالتحريض على العنف". وأشار حسام مؤنس إلى أن ذلك "أمر تستهدف منه هذه القوى صرف أنظار المواطنين عن الغضب الذي ظهر، يوم الجمعة، في الخروج الجماهيري الكبير والإيحاء بأن التيار الشعبي يدعو اعضاءه الى انتهاج العنف"، ونبه إلى أن "التاريخ يشهد من هو الذي يمارس العنف، و ليست احداث الاتحادية ببعيد عنا، و قد وقع فيها عدد من الشهداء علي يد ميليشيات تابعة للاخوان".