مواضيع ذات صلة عبدالعظيم درويش قبل أن تتجسد أمامك فى صورة سطور تمسحها عيناك الآن , فإن هذه الكلمات قد كُتبت قبل نحو 36 ساعة وتحديدا بعد ظهر أمس الأول " الخميس " وقت أن انفرد القلق والخوف بملايين المواطنين رعبا على ما سيحدث غدا " أمس الجمعة" وما يكون قد قرره " القدر " لما سيراه – خلال ساعات - وطن بات يئن من أوجاع , كانت بعيدة كل البعد عن مجرد تخيُلها ' لا لشئ إلا لمجرد أن البعض قد يظن أنه بات يمتلك فى يديه مصير هذا الوطن وأقدارمن على أرضه ! على كل حال فقد مضى أمس ونرجو أن يكون قد مر بسلام وأن فاتورة مروره قد خلت من دماء سالت أو قائمة شهداء طالت أو حرائق اندلعت أو ممتلكات أُتلفت أو تخريب فى اقتصاد جرى تجريف "لحمه " ولم يبق فيه سوى "عظام " هشة !! .. وأصبحنا فى انتظار ما سيجرى خلال ساعات وفق مشاهد سيناريو محاكمة " جناة " أحداث مجزرة بورسعيد وهل ستكون " قصاصا " عادلا ناجزا يرضى عنه المجتمع جميعا أم ستثير غضبه وتُفقده سليم إدراكه ووعيه !! فى الحالتين " ما جرى بالأمس , وما سيحدث خلال ساعات " فإن مصر أكبر من الجميع ' فمصر بحضارتها وريادتها ونبل شعبها ليست " غنيمة حرب " لساكن القصر الجمهورى وعشيرته وأهله وأحبائه ' أو" إرثا " لنخبة رافضة وتصر على امتلاكها توكيلا حصريا عن ملايين المواطنين تتحدث باسمهم' أو" كرة " تركلها أرجل فريقين من " الأولتراس " يقف كل منهما فى خندقه لمواجهة الآخر ويسعى " لاحتساب " حكم القضاء لصالحه حتى ولم تكن معطياته تصب فى هذه " النتيجة " ! ما جرى بالأمس ' ونأمل أن يكون خيرا ' وما سنواجهه خلال ساعات ' ونرجو أن يكون عقلانيا ' لا يضع كلمة النهاية مهما كانت درجة انفعاله أو غضبه بل إننى على يقين من أنه سيكون " البداية " شريطة أن نستوعبه جميعا بعقول متفتحه ووعى ناضج وإدراك يستطيع فرز ما يفيد وما يطيح بأحلام وآمال ملايين رهنوا كل شئ على " ثورة " تعيد لهم آدميتهم وتعترف بحقهم فى المشاركة فى إعادة صياغة ملامح وطن هتفوا باسمه ورددوا تحيته فى طابور الصباح ولوحوا بعلمه فى مناسبات عدة ! بوضوح يرفض الالتفاف أو الهمز واللمز فإنه بات على الرئيس والأهل والعشيرة هجرة سياسة " العناوين البراقة " لكسب المزيد من الوقت لإفساح الطريق أمام التمكين والاستحواذ : " إدارة حوار توافقى " بين مختلف فرقاء الوطن وإسناد مهمته إلى النائب السابق ' وفجأة إطلاق رصاصة الرحمة علي " هذا الحوار " باطاحة من يديره بشحنه فى " طرد ديبلوماسى " يصل ويسلم إلى حكومة " الفاتيكان " ..!!. على الرئيس الذى فتح صدره فى التحرير وأمام الملايين فى منازلهم من خلال كاميرات التليفزيون إنهاء حالة الاغتراب التى اجتاحت ملايين الشباب فى وطنهم وأصبح أمل الهجرة من الوطن حلما يعايشونه ليل نهار! وليس معنى أن هناك ملايين من المواطنين قد " كفروا " بالفعل من نتائج الثورة بعد أن اختطفتها الجماعة فإن الحل لاستردادها لا يمر من خلال العنف ' فالعمل الجماهيرى والإقناع والحشد فى طوابير الانتخابات هو فقط الطريق الديموقراطى لإزاحة " قراصنة الدعوة " والاطاحة " بأئمة الفتنة " !! . قلوب ترتجف .. وخوف يقفز من العيون .. وقلق يسيطر على ما سيحدث خلال ساعات وينطلق من شرق القاهرة بعد أن ينطق قاضى المجزرة بعبارة " رُفعت الجلسة " ' غير أن الأمل لا يزال باقيا فى هيبة الدولة وتحضر ونبل الشباب فى أن يستوعب أن الحكم القضائى هو عنوان الحقيقة التى يجب أن نقبل بها جميعا ' فلن يكون خيانة للشهداء أو انتقاما من مدينة عزيزة علينا جميعا بل قصاص عادل ناجز يطفئ الغضب المشتعل فى الصدور.