كثيرون يقصدون البحر ليغسلوا عن أنفسهم هموم الحياة، ويعودوا بنفوس صافية بعد التأمل، فللبحر وجوه عدة للمتعة، من قيادة الدراجات المائية إلى الغوص، وحتى ركوب القوارب الشراعية، ولكل لعبة أسرارها وقوانينها والمشاعر الخاصة التي تربط محبيها بها . نورا ناصر "15 عاماً" وهي من محبي الدراجات المائية، وتقول عن سبب تعلقها بهذه الهواية: بدأت بقيادة الدراجة المائية مذ كنت في العاشرة من العمر، والسبب أن أفراد عائلتي جميعاً يحبون البحر، ويحبون قيادة مثل هذه الدراجات، وقد قام عمي بتعليمي كيفية قيادتها . وتضيف: أشعر في البحر بأني حرة وقريبة جداً للطبيعة، بعيدة عن الحياة المصطنعة والخروج إلى المولات الذي بات يصيبنا بالملل وفي البحر أشعر بأنه يمكنني أن أصرخ بأعلى صوتي دون أن يسمعني أحد، كالقافزين بالمظلات، وأشعر بأني أعبر عن نفسي بطريقة مختلفة . أما ديانا العاصي "17 عاماً" فقد تعلمت قيادة الدراجات المائية مؤخراً، وعن تجربتها تقول: تعلمت قيادتها من صديقتي قبل عامين، ومن حينها أعجبتني هذه الرياضة كثيراً، وصرت أحرص على ركوب الدراجة المائية مرة في الشهر على الأقل . وعن شعورها وهي تمارس هوايتها، تضيف: أكثر ما أحبه في هذه الهوايةوهو أني عندما أقع عن دراجتي أنتقل من حالة الحر لأنتعش ببرودة الماء فجأة، وأنا أحب هذه اللحظات كثيراً، وعادة أحب أن آتي في نهاية الأسبوع لأزيل عني ضغط الدراسة خصوصاً فترة الامتحانات، وبالفعل أشعر بالتجدد عندما أقود الدراجة والماء يتطاير نحوي . ويعبر عمر الأحمد "موظف بنك" عن سعادته بممارسة هوايته بركوب الأمواج على شاطئ أبوظبي، ويقول: كنت أرغب بتجربة هذه المتعة كثيراً ولكن للأسف لم يكن هذا متاحاً فالشواطئ التي تتيح ممارسة هذه الرياضة قليلة نظراً لاعتمادها على علو ارتفاع الأمواج، ولكن قبل فترة أخبرني أحد أصدقائي بأن نادي أبوظبي للرياضات البحرية ينظم هذه الفعالية ويتيح لمحبي هذه الرياضة والمبتدئين فرصة التدرب على الكورنيش مجاناً، وبالفعل ذهبت وجربت الأمر بنفسي لمرات عدة، وقد أحببت التجربة كثيراً، خصوصاً مع الإرشادات التي حصلت عليها من المشرفين هناك، وأجمل مافي هذه الرياضة، ركوب الأمواج العالية والشعور الرائع الذي ينتابني عندما أنجح بالأمر . البعض يختار هوايته متأثراً بأصدقائه، حيث يخبرنا محمد رديع مبارك السعد "متدرب في مدرسة الشراع" عن سبب اختياره للعبة، ويقول: شجعني أصدقائي على هذه اللعبة وتأثرت بهم كثيراً عندما رأيتهم قد حققوا ما كانوا يصبون إليه، خصوصاً بعد أن وصلوا لأهدافهم وحازوا بطولات عدة في اللعبة، إضافة إلى أني استمتعت كثيراً بتجربة اللعبة خصوصاً عندما كانت الرياح قوية . وعن تطلعاته المستقبليه في ممارسة هذه الهواية، يضيف: ليس هناك شيء معين أخطط له الآن، فأنا حديث العهد في هذه اللعبة ومازلت مبتدئاً، ولكنني قررت أن أسلم لها نفسي لتفعل بي ما تشاء . أما محمد نور "طالب في جامعة الإمارات" فيخبرنا عن تجربته للغوص من خلال إحدى الرحلات التي تنظمها الشركات المختصة، ويقول: يشدني عالم البحار، كثيراً مذ كنت صغيراً، وكثيراً ما تمنيت أن أحظى بفرصة الغوص لأعماق البحار ومشاهدة الحياة البحرية عن قرب، لذا كنت سعيداً جداً بخوض هذه التجربة التي لن أنساها، فقد استطعت أن أطلع على الشعب المرجانية عن قرب، كما شعرت بالانتماء إلى البحر والتحرر من الخوف الذي يراودني من فكرة الغوص، وعدت من الرحلة وأنا أشعر بأني جددت طاقتي فعلاً وحصلت على تجربة حسية رائعة، إضافة إلى الكثير من المشاهد التي لا تنسى في ذاكرتي . يوسف خالد البستكي "مدير مدرسة الشراع في نادي دبي للرياضات البحرية ورئيس لجنة التطوير والتدريب في اتحاد الشراع والتجديف في الإمارات" يتحدث عن رياضة الشراع التي يدرب المبتدئين عليها، قائلاً: تعتمد هذه الرياضة على طاقة الرياح، ويكون هناك قوارب فردية وثنائية وجماعية، القوارب الفردية ماكينتها هي الشراع، وعلى اللاعب أن يضبطه جيداً حسب اتجاه الرياح، لهذا تعتمد هذه اللعبة بدرجة كبيرة على التركيز والخبرة باتجاهات الهواء، والقدرة على التحمل والصبر والحذر أيضاً . ويتابع: القوانين الموضوعة لها تبعد احتمالات الخطر عن الهواة وعن اللاعبين، فمن القوانين البديهية التي يلتزم بها كل من يريد أن ينزل البحر ارتداء سترة النجاة تحسباً لأي طارئ، كما يأخذ المدربون الإسعافات الأولية معهم وهناك منقذون مستعدون لأي طارئ دوماً . ويضيف: الشبان يفضلون كرة القدم والسلة أكثر، فالتفكير بالقوارب بعيد عنهم نوعاً ما، فهي غير منتشرة كثيراً، مع أن هذه اللعبة ملكية لكونها مكلفة جداً، فالقارب الفردي بدون المعدات يكلف 25 ألف درهم، والنادي يوفر القوارب للاعبين كما نقدم لهم كل الإمكانيات ليطوروا أنفسهم لكي نستقطب الهواة الجدد ونطور هذه الرياضة، والحمدلله أصبح لدينا عدد لا بأس به من المتدربين في المدرسة الآن . ويلفت إلى أن جده كان ماهراً في رياضة الشراع التراثية وقد تأثر به، ولهذا اختار الرياضة التي كان يتقنها جده ولكن الأكثر تطوراً، فالرياضة التراثية محلية ويرغب بالوصول إلى الأولمبياد الدولية . كريم إدريسي "مدرب لعبة القوارب الشراعية في نادي دبي للرياضات البحرية"، يحدثنا عن سبب اختياره للرياضات البحرية، قائلاً: كنت أعيش في منطقة ساحلية في المغرب، ومنذ صغري كنت أذهب إلى البحر كثيراً، وعندما كان عمري ست سنوات كانت المرة الأولى التي صعدت بها إلى قارب شراعي وقد أحببته كثيراً حينها، فشعرت بالانجذاب للبحر وللرياضات والألعاب البحرية، إضافة إلى ان هذه الرياضة مميزة وممتعة فهي تسمى (لعبة الملوك)، وليس لها نهاية ففي كل مرة نكتشف شيئاً جديداً فيها . ويضيف: عندما كنت في المغرب ركزت على تطوير نفسي لأحصل على البطولات وقد حصلت على خمس بطولات، أما الآن فأنا أركز أكثر على تدريب المبتدئين، واستمتع بهذا، خصوصاً عندما أدرب الأطفال الصغار في عمر خمس أو ست سنوات، فأنا أشعر بالبهجة حقاً عندما أراهم يتقدمون وألمس نتائجهم الطيبة . يوسف بن لاحج "مدرب في رياضة القوارب الشراعية ومدير مرسى دبي" يقول: رياضة القوارب الشراعية بدأت في الإمارات منذ عام ،1996 فقد كان الناس يعتقدون أن هذه الرياضات أجنبية وهذا غير صحيح، والحمدلله استطعنا أن نغير هذا المعتقد وأن نجعل الناس يقبلون على هذه الرياضة ليكون لها جمهورها ومحبوها في الإمارات، فبدأنا ندرب الهواة ونشكل الفرق لنشارك في السباقات العالمية . وعن سبب اختياره لهذه اللعبة يضيف: كان أبي وأجدادي يعشقون البحر مثلهم مثل أغلب الإماراتيين، وهذا جعلني قريباً منه، وعندما كنت صغيراً كان أبي يأخذنا دائماً إلى البحر، مما جعلنا قريبين منه، وبعد أن أكملت دراستي في الهندسة المدنية لم أحب العمل في اختصاصي، وفضلت أن أكون قريباً منه فاخترت هوايتي التي بدأت ممارستها هنا في الإمارات عام ،1998 وبعدها أصبحت مدرباً، وبعد فترة أصبحت مدير مدرسة الهوايات الشراعية، حتى أصحبت مديراً لمرسى دبي منذ عامين تقريباً . وعن المواصفات التي ينبغي أن يتحلى بها المدربون يقول: الخبرة من أهم المواصفات المطلوبة في المدرب، كما يجب أن يكون صبوراً أيضاً، إضافة إلى حصوله على شهادات من هذا الميدان .