يُعيد البعض سبب لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط برئيس الحكومة السابق سعد الحريري في باريس، الى ان تطبيع العلاقات بين جنبلاط والسعودية لا تمر الا عبر لقاء مع الحريري. بيروت: يؤكد النائب نضال طعمة ( تيار المستقبل ) ل"إيلاف" ان اللقاء بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، بحد ذاته تعبير عن الوحدة، ورغم بعض الاختلافات من هنا وهناك، كانت الوحدة دائمًا موجودة بين سعد الحريري ووليد جنبلاط، لان ما يجمعهما طريقة موحدة بالتفكير، اكبر بكثير مما يفرقهما، ويضيف:" كان هناك اتفاقًا مهمًا بين الطرفين، على رفض القانون الارثوذكسي، الذي هو للاسف يقود البلد، لو عمل به، الى "قطعان" مذهبية، وسيقود الى حرب، لان الفرقة بين الناس تؤدي الى ذلك، واتفقا على رفض هذا القانون وكانا على قناعة تامة بضرورة ايجاد قانون انتخابي يجمع الكل ويعود الى جذور اتفاق الطائف. ويؤكد طعمة ان قنوات الاتصال لم تنقطع بين الطرفين، ربما لم تحصل بين الشخصين، الا ان النائب فؤاد السنيورة كان على اتصال دائم بجنبلاط، و"ما يجمعنا معه اكبر من اي اختلاف". ولدى سؤاله بان البعض يؤكد ان مرد هذا اللقاء عائد الى ما اشيع بان جنبلاط تبلغ بشكل واضح ان تطبيع علاقته بالسعودية يمر عبر سعد الحريري؟ يقول طعمة:" دعينا لا ندخل في هذه التفاصيل، رغم ان سعد الحريري مقرب كثيرًا من السعودية، ولكن هذا اللقاء يقرب جنبلاط من السعودية. ويقول طعمة ما يمكن تأكيده ان هذا اللقاء دفن القانون الارثوذكسي الى غير عودة، ودفن كل ما يسيء الى وحدة اللبنانيين، واي قانون مذهبي او طائفي دفن الى غير رجعة، لاننا حريصون في تيار المستقبل على ان تبقى مفاعيل 14 آذار/مارس وكذلك ثورة الارز، قائمة وفاعلة الى اقصى الحدود. هل هذا اللقاء يقرّب جنبلاط اكثر من طروحات قوى 14 آذار/مارس؟ يرد طعمة بالقول:" قوى 14 آذار/مارس بكل تلاميحها؟ ربما، ولكن الاكيد انه يقرب جنبلاط من تيار المستقبل، فكلنا يعرف التباعد بين جنبلاط والكتائب والقوات اللبنانية، غير ان تيار المستقبل يلتقي مع جنبلاط بامور كثيرة. ويؤكد طعمة انه لم يتم التوافق خلال اللقاء بين جنبلاط والحريري على قانون موحد للانتخابات، وهناك اخبار تؤكد ان رئيس الجمهورية ووليد جنبلاط اتفقا على قانون موحد، وكل مكونات البلد التي تهمها اتفاق الطائف ستتفق على مبادرات تجمع ولا تفرق. تحالف مستقبلي ويأمل طعمة ان لقاء جنبلاط والحريري سيؤسس الى اتفاق وتحالف بينهما خلال الانتخابات النيابية المقبلة وعندما سئل جنبلاط ذلك اعلن ان الامر لا يزال مبكرًا لتحديد التحالفات المستقبلية، رغم اننا نتمنى ذلك لان الشخصين مقربين والتعاون بينهما يفيد البلد. ولدى سؤاله الا تعتبر ان الاتفاق بينهما سيكون لمصالح انتخابية ضيقة وليس اتفاقًا على الجوهر والاساس؟ يجيب طعمة:" لا شك ان الجميع يبحث عن مصلحته الانتخابية، ونأمل مصلحة الطرفين ان تؤمن الى مصلحة البلد عمومًا. ويؤكد طعمة ان اللقاء الاخير طوى صفحة الخلافات بين جنبلاط والحريري، مع وجود غيمة صيف سابقة بين الطرفين، واللقاء بحد ذاته تعبير عن وحدة موجودة بين الرجلين. عن الحديث بان جنبلاط طلب خلال اللقاء مع الحريري بعودته لضبط الشارع السني، يقول طعمة الكل يطالبون بعودة الحريري ليس لضبط الشارع السني لانه مضبوط اصلاً، بل لضبط كل مكونات 14 آذار/مارس، لانها تطالب بالحريري، وهذا الموضوع مطروح، ويبقى الامن الشخصي للحريري هو الافضلية اليوم، وهو يعرف الساعة والوقت التي يعود فيها الى لبنان، ووجوده في لبنان مع هذه المرحلة المصيرية مهم جدًا، في تجميع الناس وعدم ضعضعتهم.