الخميس 31 يناير 2013 11:46 صباحاً ((عدن الغد)) بي بي سي تناولت الصحف البريطانية الصادرة الخميس عددا من موضوعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أبرزها الوضع في مالي والهجوم الجوي الإسرائيلي في سوريا.. في صحيفة الغارديان، نقرأ تعليقا لكوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة يتطرق إلى الوضع في مالي والتدخل الغربي فيه لمواجهة المتشددين الإسلاميين. ويقول عنان إن مالي تحتاج إلى استراتيجية تتجاوز المساعدة العسكرية لهذا البلد الواقع في غرب أفريقيا. ويرى عنان أنه يجب أن يكون هناك تفاؤل بنجاح العمليات العسكرية المشتركة الجارية في مالي، لكنه يستطرد قائلا إن الجهد العسكري لا يمكن أن يخفي جذور هذه الأزمة. ويضيف عنان بأن التهديد الذي يمثله التشدد يحمل مخاطر محتملة قد يقوض مسار التقدم الذي شهدته هذه المنطقة بفضل طفرة المواد الخام والإدارة الاقتصادية السليمة وتخفيف الديون. ويؤكد أن أحد المخاطر الأكثر إلحاحا هي تزايد تهريب المخدرات والنشاط الإجرامي، حيث أن المنطقة أصحبت ممرا رئيسيا للمخدرات من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا، ويتم عبرها تهريب الأفيون الذي يصل من أفغانستان وباكستان إلى الولاياتالمتحدة. ويقول عنان إن التهديدات الأمنية التي ظهرت في مالي هي أعراض لمشاكل إقليمية أكثر عمقا. ومع أن التدخل العسكري في مالي أمر لا مفر منه، فإنه لن يعالج العوامل الرئيسية التي تقف وراء الاضطرابات التي تعانيها البلاد. ويؤكد عنان على ضرورة معالجة مشاكل منطقة غرب أفريقيا بصورة شاملة وليس مصدر واحد للمخاطر التي تشهدها، في إشارة إلى التطرف. هجوم إسرائيلي في سوريا وننتقل إلى صحيفة الفاينانشال تايمز، حيث نقرأ تقريرا في قسم الأخبار الدولية يتحدث عن الهجوم نفذته إسرائيل ويعتقد بأنه استهدف قافلة سورية على الحدود مع لبنان. وترى الصحيفة أن هذا الهجوم يعد بمثابة مؤشر جديد على التداعيات الإقليمية المحتملة للصراع في سوريا. وبحسب مصادر غربية وإقليمية فإن هدف الهجوم ربما يكون قافلة كانت تحمل صواريخ اس ايه 17 المضادة للطائرات. ونفت سوريا أن تكون إسرائيل شنت هجوما على قافلة تابعة لها، لكنها أكدت وقوع قصف إسرائيلي استهدف مركزا عسكريا للأبحاث يقع شمال غربي العاصمة دمشق، وأوقع ضحايا. وتنقل الفاينانشال تايمز عن محللين عسكريين إسرائيليين قولهم إن حكومة بنيامين نتنياهو أصبحت قلقة خلال الأيام الأخيرة بشأن نقل بطاريات صواريخ اس ايه-17 سورية إلى لبنان. ويرى المحللون أن الحكومة السورية ربما أرادت نقل الصواريخ إلى حزب الله بغية القضاء على أي احتمالية لاستخدامها من قبل قوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. وتعتبر الصحيفة أن هذا الهجوم يبرز المخاوف المتزايدة بشأن تداعيات الصراع في سوريا على المنطقة. وتقول إنه على الأرجح سيعقد من الصراع داخل البلاد بصورة أكبر وسيجعل المعارضة السورية في وضع صعب حيث أنها على الأرجح لا ترغب بأن ينظر إليها بأنها تنحاز إلى جانب إسرائيل. وتقول الفاينانشال تايمز إن هذا الهجوم يمثل أول تدخل إسرائيلي يعلن عنه خلال الصراع المستمر ي سوريا منذ عامين. وتضيف بأنه بالرغم من أن إسرائيل لم تعلق على هذا الهجوم، فإنه جاء بعد أن أطلقت إسرائيل في الأيام الأخيرة حملة دبلوماسية تحذر فيها من مخاطر وقوع أسلحة سوريا الكيميائية والتقليدية في أيد خاطئة. مخاوف من مشاركة بريطانية موسعة في مالي وتتحدث صحيفة الاندبندنت في افتتاحيتها عن المخاطر من توسع التدخل العسكري البريطاني في مالي. وتقول الصحيفة إنه من المقرر الآن إرسال نحو 400 جندي بريطاني إلى غرب أفريقيا لمواجهة المتشددين هناك. وترى أنه بالرغم من أن هذه القوات بالفعل ليست في مهمة قتالية وأن غالبيتها ستعمل على تدريب القوات المالية وداعميها الإقليميين، لكن هذه الخطوة ستكون محفوفة بالمخاطر حال توسيعها. وتقول الافتتاحية إن حديث وزير الدفاع فيليب هاموند عن ضرورة "التحلي بالمرونة" لا يبدد هذه المخاوف. وتقول الصحيفة إن التكهن بشأن الوضع مستقبلا في مالي يؤكد على المخاطر القائمة. وتضيف بأن المتمردين لديهم القدرة على المراوغة وتفادي الهجمات الأمامية من خلال الاختفاء لفترة، ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت الحكومة المالية في مواجهة التحدث الذي يمثله متمردوا الطوارق والإسلاميون ستكون قادرة على الإمساك بزمام السيطرة بدون استمرار دعم القوات الفرنسية. وتشير إلى أن حدوث تدفق للقوات من الدول المجاورة لمالي (سواء بتدريب بريطاني أم لا) سيجلب معه مشاكله أيضا. وتقول إن كل هذا يضيف إلى وضع لا يقل تعقيدا عن الوضع في أفغانستان الذي تورطت فيه القوات البريطانية بصورة أكثر عمقا.