ورافقه في الزيارة ضمن الوفد المصاحب لرئيس الوزراء الكندي الدكتور علاء عبد العزيز, رئيس جامعة الأمير إدوارد, والمصري الأصل. وبهذه المناسبة نظم مجلس الأعمال المصري الكندي برئاسة معتز رسلان مائدة مستديرة, إفتتحها بكلمة منه أكد فيها اهتمام مجلس الأعمال المصري الكندي بالعمل المستمر علي تقوية العلاقات بين مصر و كندا و مناقشة سبل التبادل التجاري و الثقافي لما له أثر في تشجيع الاستثمار في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مصر. وتأتي جولة رئيس الوزراء الكندي إنعكاس لرغبته زيارة مصر و لبنان, والتي ترجع أصول عائلته إليها. وفي معرض حديثه إلي رجال الأعمال وضيوف اللقاء تحدث جز عن جذور عائلته العربية بفخر بما يؤكد تركيبة المجتمع الكندي التي تعد الهجرة مفتاحا رئيسيا للتنمية فيها, والتي تتميز بالتسامح العربي ونبذ العنصرية والترحيب بكل المهاجرين مع إحتفاظهم بجذورهم في بلدانهم وروابطهم العائلية بها عكس مجتمعات أخري. أعرب رئيس الوزراء الكندي عن رغبته في التعامل مع السوق المصرية, ودعا في المقابل رجال الأعمال المصريين للإستفادة من مقاطعة الأمير إدوارد, والتي تعد أصغر المقاطعات الكندية, وفي ذات الوقت أشهرها في مجال الزراعة و السياحة و الثروة السمكية. وحول الأوضاع الحالية في مصر, أشاد روبرت جز بالثورة المصرية, مؤكدا أنه لا شئ يتغير بين يوم وليلة, مؤكدا في ذات الوقت علي أن الصبر والتسامح مفتاح حل المشكلات, وأن كندا من أكثر بلدان العالم تسامحا مع الأعراق والجنسيات الأخري, مشيرا لتجربة بلاده الفريدة في مجال التعليم, والترحيب بالجنسيات الاخري حتي أن10% من طلاب الجامعات الكندية من الاجانب من مختلف الجنسيات. وأشار إلي إجراءات وتدابير تم إتخاذها مؤخرا للتيسير في مجال طلب الهجرة لكندا مؤكدا أن الهجرة مفتاح التقدم في كندا. و في كلمة المهندس معتز رسلان والذي رحب برئيس الوزراء وتمني لو كان استقباله في ظروف أفضل, كما أعرب عن تفاؤله لمستقبل العلاقات بين البلدين, و القدرة علي تخطي المرحلة الصعبة التي تواجه مصر في سبيل الوصول إلي حلم الديمقراطية. و تمني أن تكون هذه الزيارة محفزة لمزيد من الزيارات الكندية لمصر. أكد رسلان علي ضرورة وضع التدابير اللازمة لدفع عجلة العمل للأمام, و أن تبدأ الحكومة بالعمل سريعا بالأولويات. كما يري أن مساعدة البلاد الصديقة لنا تعد عاملا مساعدا لنا للخروج من الأزمات خاصة في مجال استعادة الاستثمارات. و تحدث في اللقاء السفير محمود السعيد سفير مصر الأسبق في كندا, والذي حضر اللقاء ممثلا لوزارة التعاون الدولي, ونقل تحيات الوزير الذي إضطر للسفر لألمانيا للتحضير لزيارة الرئيس محمد مرسي إليها, وأشاد بدور مجلس الاعمال المصري الكندي الذي أتم8 سنوات من العمل الجاد لبناء جسور تعاون بين القطاع الخاص بالبلدين, وأكد علي إهتمام الحكومة المصرية بدعم الحوار المشترك مع شركاء التنمية لتحقيق المنافع للطرفين, مشيدا بالجالية المصرية في كندا التي تعد من أرقي المستويات التعليمية والمعيشية, وأن منهم من تقلد مناصبا رفيعة خاصة في المجال العلمي كعمداء لكليات مرموقة مثل كليات الهندسة وغيرها. وأكد علي الدور المهم الذي تلعبه هيئة التنمية الكندية' سيدا' في دعم التنمية بمصر, والبرامج والمنح السنوية المخصصة لمصر. وقال أن التحول السياسي ليس سهلا, وأن مصر تمر حاليا بفترة تقلبات طبيعية مع عملية التغيير والثورة التي حدثت معربا عن أمله في نستعيد الإستقرار السياسي والإقتصادي سريعا. وأشار إلي مباحثات مصر مع صندوق النقد الدولي, وبرنامج الإصلاح الهيكلي الذي تعده الحكومة المصرية والذي سيحقق لمصر التوازن والتعافي السريع إقتصاديا خاصة مع حزمة التيسيرات المتمثلة في قرض الصندوق البالغ4.8 مليار دولار, وحزمة التسهيلات المقررة لمصر من قبل الشركاء في التنمية, وتقدر الحكومة أن يصل معدل النمو للعام الجاري3.5%. وقال أن الوزارة تناقش مشروعات جديدة قصيرة و طويلة المدي لتحقيق التعاون مع الدول الصديقة وفي مقدمتها كندا, كما تدرس مع الوزارات الاخري سبل تيسير عمليات الاستثمار و إستعادة حركة رؤوس الاموال تجاه مصر. وأعرب السفير الكندي بمصر السيد دافيد دريك عن أسفه للأحداث الراهنة, وعن دعم كندا الكامل للعملية الديمقراطية في مصر, واهتمامهم الخاص بعملية التعليم, وكيفية مساعدة الحكومة المصرية علي تطوير التعليم في مصر, ودراسة خبرة مقاطعة الأمير إدوارد الكندية في هذا المجال و إمكانية تعاون مصر مع المقاطعة, خاصة وأن هذه الجامعة الكندية بدات فعليا التعامل مع مصر, ففي العام الماضي اشرفت علي13 دكتوراه مصرية, وفي إبريل القادم سيتم عقد مؤتمر عن التغيرات المناخية تنظمه جامعة الأمير إدوارد مع أكاديمية العلوم و النقل البحري. وعلي ضوء الزيارة قام رئيس الوزراء بزيارة وزير التعليم العالي لبحث سبل التعاون في الفترة القادمة, كما قام السيد جز بزيارة جامعة6 أكتوبر, و المدرسة الكندية في إطار اهتمامه بالمجال التعليمي والتبادل الثقافي بين مصر و كندا.